المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

الموطن الاصلي للشاي
2023-03-23
الاجهادات في خلايا حقيقيات النواة الراقية
26-1-2016
Sinc Function
30-3-2019
أبو سليمان السيد حيدر بن سليمان بن داود بن سليمان
27-7-2017
Olinthus Gilbert Gregory
9-7-2016
التشويب الذي لا يتضمن الأكسدة أو الاختزال Non-redox doping
2024-05-09


احترام آراء الآخرين وتلافي تخطئتهم  
  
2611   02:18 صباحاً   التاريخ: 12-1-2022
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 344 ـ 346
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-5-2017 3938
التاريخ: 28-4-2017 6015
التاريخ: 25-8-2022 1551
التاريخ: 30-1-2022 2937

قال الامام علي (عليه السلام): (من أبصر زلته صغرت عنده زلّة غيره) (1).

ذات يوم رأى الإمامان الحسن والحسين ـ عليهما السلام ـ رجلا كبيراً في السن يتوضأ بطريقة خاطئة، وكانا صغيرين في السن.

فجاءا إليه قائلين: يا عم! هل لك أن ترينا أياً منا وضوؤه الأصح؟ وبدءا يتوضّآن حتى أتما الوضوء، وبمجرد أن انتهيا، قال لهما العجوز: بارك الله فيكما، وضوؤكما هو الصحيح، ووضوئي هو الخطأ.

وبهذه الطريقة المهذبة نبها الرجل الى خطئه دون أن يقولا له أن وضوئك خاطئ، ولربما لو اتبعا الطريقة المباشرة في تبيان الأخطاء وتصحيحها، لأصر الرجل على صحة وضوئه وخطأ وضوئهما.

بناءً على ذلك من الأمور الحسنة في صناعة وتنمية العلاقات الاجتماعية مع الناس، والتعامل معهم: احترام آراءهم، ووجهات نظرهم، حتى لو كانت تختلف مع وجهات نظرنا، واحترام آراء الآخرين فضلا عن أنه أسلوب جيد في معاملة الناس، فهو مفتاح للدخول الى قلوبهم، ومن ثم إقناعهم وكسبهم، والتأثير فيهم.

أما إذا قوبل الطرف الآخر بعدم الاحترام لآرائه ووجهات نظره، والاستخفاف بها وتسفيهها، فإنه يشعر بالإهانة، وربما بانخداش المشاعر، وقد تأخذه العزة بأفكاره وآرائه ووجهات نظره، فيتعصب لها وإن كانت خاطئة، وربما يجادل دفاعاً عنها، وقد تتأثر العلاقة الإجتماعية به سلبياً.

فإذا أراد المرء ـ أو قُدّر له ـ أن يتحاور مع شخص آخر، او يتناقش معه، وكان الأخير مخطئاً، فمن الأفضل ان لا يقول له: أن أفكارك وآراءك خاطئة، بشكل سافر، أو أن يقول له: ان الحقيقة عكس ما تقول تماماً، وخصوصاً في تلك المعاملات أو المناقشات أو الحوارات التي لا يكون للخطأ فيها آثار خطيرة.

بل من المفضل أن يبدأ بالقول له: مع احترامي، وتقديري لأفكارك وآرائك ووجهات نظرك.. ومن الجيد أن تذكر نقاط الايجاب فيها، لأنها تفتح قلبه، ثم بعد ذلك يوضع أفكاره له بصورة هادئة، مفعمة بالإخلاص والاحترام، وسيجده أنه بدأ يقترب الى أفكاره، يأخذ بها، فعلى أقل التقادير سيضع في نفسه أنه احترمه، وقدر أفكاره وأراءه، وبالتالي فلن يعامله إلا بالتقدير والاحترام.

بيد أن هناك من الناس، من إذا طُرحت عليهم أفكار ووجهات نظر من آخرين، فإنهم يفندونها، ويستخدمون مثل هذه العبارات القاطعة: (الحقيقة عكس ما تقول)، أو (كلامك لا يمت الى الصواب بصلة)، أو (الحقيقة خلاف ذلك)، وما شابه ذلك من العبارات الحدية. ولو أنهم تروّوا، وقدروا أفكار الآخرين، وأشاروا الى أخطائهم من طرف خفي، أو بصورة فنية غير مباشرة، لكان أجدى لهم، وأفضل، وللآخرين أيضاً.

ورب قائل يقول: وما الداعي الى اللف والدوران مع الناس؟

وللإجابة على ذلك:

إن هذا ليس لفا ودوراناً، وذلك لأن الناس متفاوتون في تقبل نقد الآراء، وفي تقبل تبيان الأخطاء، وهم ذوو مشاعر وأحاسيس متفاوته بطبيعة الحال، فمنهم من يعترف ويسلم بالخطأ، ويتقبل النقد برحابة صدر، ومنهم من يتقبله بقدر معين، وبحدود معينة، ومنهم من لا يتقبله، فيكون مسرحاً للتأثر السلبي بسببه.

بناءً عليه، فاستخدام الأساليب الفنية غير المباشرة في تبيين أخطاء الآخرين أو انتقادهم، ليس لفا ودوراناً، بل هو أسلوب موضوعي حسن يراعي مشاعرهم، وأحاسيسهم، وعواطفهم.

وإذا كان لزاماً على المرء أن ينتقد طرفاً ما، فالأولى به أن يبين له أخطاءه من طرف خفي، وبشكل فني، لا بصورة مباشرة، خاصة إذا كان رقيق المشاعر، سريع التأثير، وأن لا يفرض المرء معدنه على الشخص الآخر فيما إذا كان (المرء) قوي التحمل للنقد، وبذلك يحقق أمرين:

1 ـ تبيان الحقيقة للطرف الآخر، وبيان خطأ ما يعتقد أو يقول.

۲ - تجنيب علاقته به التوتر والبغضاء المحتملة.

ومن القصص في مجال التصرف ازاء الأخطاء والاشارة اليها بشكل غير مباشر قيل: كان أحد أصحاب المتاجر يستخدم هذا الاسلوب نفسه في معاملة عمّاله.

فقد اعتاد أن يقوم بجولة في متجره يومياً، وفي ذات يوم رأى أحد الزبائن ينتظر صابراً دون أن يعيره أحد العمال التفاتاً، فأين كان الباعة؟ كانوا في طرفٍ ناء من المتجر يسمرون يتندّرون، ولم يفُه بكلمة، بل تسلل في هدوء الى ما وراء الحاجز حيث يقف الباعة، ولبى طلب الزبون بنفسه، ثم سلم البضاعة الى أحد عماله كي يلفّها، وانصرف لحاله.

وهكذا فلكي يحسن المرء معاملة الناس، ويكسبهم الى وجهة نظره، فليكن حكيماً في أن يحترم أفكارهم، ويبين أخطاءهم ـ إذا كان لازماً ـ من طرف خفي، وبطريقة فنية محببة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الغرر والدرر. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.