أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-12-2021
1448
التاريخ: 8-1-2022
1885
التاريخ: 26-1-2016
2538
التاريخ: 11-10-2020
1639
|
الهجرة Immigration :
لن نتطرق هثا لدراسة متخصصة عن الهجرة واسبابها وأنواعها (فهذا، يمكن دراسته في كتب جغرافية السكان) وسوف تركز الدراسة هثا على دراسة الهجرة المؤثرة في الظاهرة السياسية مثل الهجرة الدولية ذات المغزى السياسي والتهجير الإجباري وخاصة اللاجئين لظروف سياسية.
- الهجرة الدولية: يمكن القول بأن القرنين التاسع عشر والعشرين هما فر حركة الأوروبيين واستعمارهم للعالم وتأثيرهم في رسم خريطة العالم السياسية عن طريق الهجرة والتوطين أما في الوقت الحاضر فإن هناك عددا قليلا من دول العالم التي تعوض نقص سكانها بتشجيع الهجرة إليها مثل: كندا والبرازيل واستراليا والولايات المتحدة الأمريكية هذه الدول تدعم وتشجع المهاجرين ليستقروا بها ليصبحوا مواطنين ولئن من هم المهاجرون الذين تستقطبهم هذه الدول؟ .. الإجابة ببساطة أنهم يختارون وينتقون وفقا لحاجة هذه الدول ومعظمهم من المتعلمين وذوي المهارات الغنية العالية أو ذوى الدخل المرتفع، والذين يستطيعون الاعتماد على مواردهم المالية - وبالطبع فإن هذه الفئة من المهاجرين تحتاجهم دولهم بشدة. ومن ثم فإن نزوحهم يعد استنزافا لعقول هذه الدول Brain Drain ومعظمهم من بلدان العالم النامي.
وبدأت بعد الدول تشجع على الهجرة المؤقتة إلى خارج بلدانها (نزوح) كأسلوب لتحسين أوضاع سكانها وتنمية موارد خزائنها. وهذه الهجرة المؤقتة تكون قاصرة على فئات محددة من السكان. وفي نفس الوقت فإن الدول المستقبلة لهذا النوع من الهجرة يكون في حاجة شديدة لهؤلاء الوافدين لسد عجز واضح في قواها البشرية العاملة في بعض المجالات. فغي العقود الأخيرة من القرن العشرين تحركت عدة ملايين من المهاجرين إلى دول غرب أوربا ودول الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية وجنوب أفريقيا.
وعودة المهاجرين المؤقتين تؤثر سلبيا على اقتصاد الدولة الأم. فعودتهم تعنى ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض في مستوى الدخل بصورة فجائية، مما يؤدي إلى إرباك اقتصادي و سياسي داخلي ففي أوائل السبعينيات ومع الكساد الاقتصادي الأوروبي ننم الاستغناء عن أعداد كبيرة من الأتراك واليونانيين واليوغسلافيين والإيطاليين والبرتغاليين، مما أثر سلبيا على دول هؤلاء المهاجرين.
وعلى نفس الوتيرة كانت لعودة مهاجري جاميكا والمكسيك وسكان الجزر الكاريبية إلى بلادهم بعد حفر قناة ينما نفس الأثر في الإرباك الاقتصادي والسياسي. وتكررت نفس الصورة مع عودة العمال اليمنيين من دول الخليج العربي، إضافة إلى انكماش أعداد العمال الأردنيين في هذه الدول بعد الغزو العراقي للكويت أثره الواضح في عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في هذه الدول.
ويطهر الدور السياسي للمهاجرين إذا ما استقروا في مناطق هامشية لاستغلال موارد طبيعية، فإذا ما طالت فترة إقامتهم وحصولهم على جنسيات الدول المستقبلة، فإن ذلك يؤدي إلى زرع أقليات عرقية داخل البنيان السكاني للدولة. وهذه سمة تميز دول أمريكا الجنوبية مثل: العمينيون واليابانيون والهنود واللبنانيون والمكسيكيون في باراجواي والبرازيل وغيرها والجزائريون في جنوب فرنسا. والأتراك في ألمانيا وفترة الهجرة الدولية متباينة فهناك اقليات استقرت واندمجت مع دول الاستقبال وانفرط عقد رباطها بالوطن الأم مع الأجيال. وهناك نوع آخر من المهاجرين الذين استقروا فترة أطول ولا يريدون الاندماج الكلى مع الدولة المستقبلة، وقد يكسرون قوانينها باستمرار مما يسبب مشكلات سياسية عدة، ومثال ذلك الأتراك والأكراد في اوربا وغرب تونس والجزائر والمغرب وأفريقيا الزنجية في فرنسا وقد تكون هذه المشكلات مقلقة لسياسة الدولة وحكومتها، مما يولد أحزابا مناهضة لبقاء هؤلاء المهاجرين.
وبالطبع فإن كل الدول التي تستقبل عمالة مؤقتة لا تستطيع أن تستغني عنهم جميعا حيث إنهم يعملون في حرف شاقة ووضيعة لا يرضى أن يعمل بها السكان الوطنيون وهؤلاء المهاجرون الذين قدموا إلى اوربا مثلا منذ الستينيات والسبعينيات واستمرا في أعمالهم أصبحت لهم أسر وأولاد ولدوا في اوربا وأصبحت لهم هوية، ويتمتعون بكافة حقوق المواطن المقيم والجنسية وقد يحس أبناء هؤلاء المهاجرين بسوء المعاملة والتفرقة من أبناء الدولة، مما يؤدى إلى حدوث صدام مستمر بين بعض جماعات الوطنيين وأبناء هؤلاء المهاجرين، مع تزايد التعصب القومي ويعد عامل تفاوت مستويات الأجور بين دول الإرسال ودول الاستقبال أحد الأسباب الغني تؤثر في جذب مهاجرين إلى الأرجنتين من الدول المجاورة ومن المكسيك ودول الكاريبي إلى الولايات المتحدة ومن موريتانيا ومالي إلى السنغال ومن مصر والأردن وسوريا والسودان واليمن إلى دول الخليج العربي والملاحظ أنه مع ارتفاع أسعار النفط يشتد تيار الهجرة والعكس صحيح. وهذا ما لوحظ مع انخفاض الأسعار حين طردت نيجيريا وفنزويلا أعدادا كبيرة من المهاجرين وبدأت دول الخليج تستغني عن أعداد كبيرة من المهاجرين وأصبحت سياسية العمالة الوطنية (احلال الوطنيين محل الأجانب في الوظائف) سائدة وإن ظلت هذه الدول في حاجة إلى وظائف محددة لا يمكن الاستغناء عنها.
وفي دول اوربا الغربية وأمريكا الشمالية واستراليا يشكل المهاجرون من الدول الفقيرة وظائف هامة في مراكز البحوث والجامعات والمستشفيات ووحدات الكمبيوتر والمصانع والبنوك وفي كافة المجالات الاقتصادية الحساسة وهذا النوع من المساعدات الأجنبية التي تتلقاها الدول الغنية لا تتحدث عنه في المؤتمرات، بل دائمة تتحدث عن بضعة ملايين من الدولارات التي ترسلها لفقراء العالم في صورة دعائية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|