العوامل البشرية المؤثرة في قوة الدولة- التركيب القومي (الاثنوغرافي) |
1498
03:52 مساءً
التاريخ: 1-1-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-03
732
التاريخ: 13-5-2022
1633
التاريخ: 24-12-2021
2913
التاريخ: 27-12-2020
1309
|
التركيب القومي (الاثنوغرافي):
المقصود به تلك الشعوب والقوميات التي توجد داخل إطار الوحدة السياسية (الدولة)، فلهذا أهمية كبيرة في الوزن السياسي للدولة، وهذا يجرنا إلى تعريف الشعب والأمة والقومية (سنتعرض لذلك بالتفصيل في فصل لاحق)، فالشعب تعبير بشري يحمل معنى أضيق نطاقا من تعبير الأمة، كالشعب المصري والشعب الجزائري والسوري والأردني، فكل منها وحدات تكون الأمة العربية، كما أن الأمة الهندية تتكون من عدة شعوب صغري داخل شبه الجريرة الهندية، ولكل مجموعة منها ثقافتها ولفتها ودهائها الخاصة بها، ولكن كل منها يساهم في تكوين الأمة الهندية وكذلك الحال بالنسبة للصين.
ولا توجد الأمة إلا إذا توافر لها وحدة الشعور النفسي بين افرادها نتيجة اتحادهم في عدة عناصر ومنها الدين واللغة والتاريخ كما أشرنا إلى ذلك من قبل، ولكن ذلك ليس ضروريا بالنسبة للدولة، فقد تضم الدولة مجموعات مختلفة من حيث الدين واللغة والتاريخ والجنس، كما كان الحال في الاتحاد السوفيتي سابقا وكما في الهند، ولذلك تختلف الرابطة بين عوامل تكوين الأمة وعوامل تكوين الدولة، فالرابطة بين تكوين الدولة هي رابطة الجنسية وهي رابطة قانونية وسياسية وصناعية تخضع للظروف السياسية وتقلباتها، أما رابطة الأمة فهي رابطة القومية، وهي رابطة طبيعية وحضارية بالدرجة الأولى، فالقومية هي شعور الإنسان بانتمائه إلى إمة معينة لا تخضع للحدود السياسية للدول.
ومعنى هذا أن الشعور القومي لا يشترط فيمن يعتنقونه أن يكونوا متحدى الجنس أو اللغة أو الدين أو التقاليد، ولكن هذه جميعا لا يجب أن تنكر آثارها منفردة أو مجتمعة في تقوية الروح القومية، فكلما نتوافر عنصر او توافرت عناصر منها كانت بمثابة العمد التي توجد وتقوى بالاستقلال أو الحرية، فالقومية هي الشعور المتبادل بين الأفراد الذي يجعلهم متأثرين في عواطفهم وسلوكهم بفكرة الولاء لوطن ماء لأنهم نبت ارض واحدة بصرف النظر عن ميولهم الطائفية أو الدينية أو مصالحهم الفردية، فالإحساس بالقومية بين أعضاء الأمة هو إحساس عميق لا يرتبط برابطة الجنسية بين أفراد هذه الجماعة فالشعور القومي يبقى دون تغيير مهما تغيرت الدول, وقد كان للضغوط والأخطار الخارجية دور هام في تكوين القومية وتماسكها كما يحدث عادة عندما تتعرض أي دولة عربية لعدوان خارجي فسرعان ما تتحرك بقية الدول العربية متضامنة معها.
ودراسة الجغرافية السياسية تتطلب فهم التكوين القومي للدولة، لأن الحدود السياسية أحيانا تقتطع من قومية معينة لتلحقها بقومية أخرى فينشأ ما يعرف بالأقليات مثل الزنوج في الولايات المتحدة الأمريكية والأكراد في العراق وإيران والنوبيين في مصر, والدول التي تتكون من قومية واحدة قليلة في الوقت الحاضر، فتوسع الدولة من قومية واحدة تكون النواة الأصلية للدولة ونموها واتساعها ورغبتها الحصول على حدود طبيعية لها قد يضطرها أحيانا إلى ضم قوميات أخرى أو شعوب أخرى تحت لوائها كما هو الحال بالنسبة للإمبراطورية الرومانية عندما توسعت وبالنسبة للعراق في تاريخه القديم، وكما حدث في الاتحاد السوفيتي سابقا عندما ضم إليه عددا من القوميات الأخرى والتي كانت سببا من أسباب تفككه , والاختلاف الاثنوغرافي في الدول يؤدي إلى التفكك وعدم الانصهار، كما يعرقل الإدارة والحكم وبضعف القوة السياسية للدولة، ويأخذ التكوين الاثنوغرافي للدول صورا مختلفة، فقد يكون بسيطا أو ملتئما أو مركب.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|