السيادة القومية

عندما تتعدد القوميات داخل الدولة وتكون إحداها قوية فأنها تحرص أن تكون العاصمة في منطقتها مثل موسكو، التي اختيرت عاصمة الاتحاد السوفيتي التي تقع في منطقة «السلاف، أقوى قوميات الاتحاد السوفيتي، والتي استمرت عاصمة لروسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وكذلك بلغراد عاصمة يوغوسلافيا التي كانت عاصمة الصرب قبل أن تقوم بدورها الكبير في توحيد البلاد وقيام دولة يوغوسلافيا، وقد استمرت بلغراد عاصمة للصرب بعد تفكك يوغوسلافيا إلى مجموعة من الدول.

كما توجد أنواع من العواصم الفيدرالية المحايدة بين الولايات التي تمثلها مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي اقتطعت مائة ميل مربع من ولاية ماريلاند Maryland، ومثله من ولاية فرجينيا Virginia لتكون مدينة واشنطن Washington العاصمة الفيدرالية للولايات المتحدة على أن تكون محايدة، وذلك عندما كانت حدود الولايات المتحدة لا تتجاوز جبال الأبلاش الواقعة في شرق الولايات المتحدة حاليا، فقد كانت واشنطن في مركز الولايات الثلاث عشرة في عام ١٧٩٠، بينما هي اليوم بعيدة جدا عن خط المركز، ولكنها ظلت العاصمة بعد توسع الدولة لتدخل العامل التاريخي في هذا الموضوع.

وفي كندا كانت المنافسة شديدة بين المتكلمين بالإنجليزية والمتكلمين بالفرنسية، ولذلك تقرر في عام 1858 أن يبقى البرلمان أربعة فصول في تورنتو Toronto واربعة فصول في مدينة كوييك fQuebec نظرا لعدم الاتفاق بين الطرفين على موقع محايد يرضى كلا منهما، ولكن في عام ١٨٩٧ تم الاتفاق على أن يكون البرلمان في موقع محايد على الحدود بينهما وهو مدينة أوتاوا Otawa العاصمة الفيدرالية الكندية.

وفي أستراليا كانت المنافسة بين كل من مدينة Sydney ومدينة ملبورن Melboume لاجتذاب العاصمة إلى كل منهما، لكن الدستور في عام ١٩١١حدد منطقة محايدة كعاصمة للدولة وقد وقع الاختيار على كانبرا Canberra كعاصمة لأستراليا, وقد يؤدى نمو أو تقلص مساحة الدولة إلى تغير العاصمة، فقد انتقلت عاصمة اسبانيا من يورجوس إلى فالدووليد ثم أخيرا إلى مدريد. وكما حدث بالنسبة لتركيا عندما نقلت عاصمتها في البداية من قونيا إلى بروسه ومنها إلى أورنه وبعدها إلى إسطنبول ثم أخيرا إلى أنقرة٠