أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2022
3685
التاريخ: 1-7-2019
1491
التاريخ: 19-1-2021
1764
التاريخ: 2023-03-01
1228
|
النظرية الوظيفية:
يعزي وضع هذه النظرية إلى ريتشارد هارتسهورن وذلك في مقالة نشرها بمجلة حوليات رابطة الجغرافيين الأمريكيين سنة 1950 عبر فيها عن قناعته بان جدوى الدراسة الجغرافية للدول تتحقق أكثر من خلال دراسة وظائف تلك الدول، وليس من خلال شكلها أو نشأتها وتطورها, فالمهمة الأساسية للدولة - في رأيه - هي أن تجمع مكوناتها الاجتماعية والإقليمية المختلفة في نسيج مترابط واحد, وهذه الوظيفة التكاملية يمكن أن تنجز بطريقة رأسية بالنسبة لفئات المجتمع، وبطريقة أفقية بالنسبة لمختلف الأقاليم, ويرى هارتسهورن أن التكاملية الرأسية ليست موضوعا لاهتمام الجغرافيا السياسية إلا حيثما ارتبطت بالاختلافات الإقليمية، ومن ثم فهو يقدم ما يمكن تسميته بنظرية في التكامل الإقليمي.
يعتمد التكامل الإقليمي على مجموعتين من القوى هما: قوى الطرد المركزية التي تمزق أوصال الدولة، وقوى الجذب المركزية التي تلملم أوصلها، والقوى الطاردة هي الخصائص الطبيعية لأراضي الدولة وأقاليمها، مساحة وشكل وعوامل طبيعية، وهي التي تحدد عوامل الطرد, ولكن هذه العوامل الطبيعية تختلف في درجة تأثيرها كقوة طاردة: فمع أن الانفصال الطبيعي الأصلي لدولة باكستان إلى جزئين شرقي وغربي قد أدى في النهاية تفكك الدولة الأصلية سنة 1971م إلى باكستان الجديدة في الغرب وبنجلاديش في الشرق، إلا أن هذا الفصل الطبيعي لم يمنع الولايات المتحدة مثلا من ضم ولايتيها التاسعة والاربعين ثم الخمسين، وهما ألاسكا وهاواي، في حين أن الدول الحبيسة في أفريقيا تعاني مشاكل التبعية والاعتماد على الغير مما يهدد كيانها أحيانا، إلا أن مثل هذا الوضع الجغرافي يبدو أقل أهمية بكثير بالنسبة لبلدان مثل سويسرا والنمسا, ومن الواضح، أن هذه التناقضات إنما تعكس فوارق بين عمليات المركز وعمليات الأطراف في الاقتصاد العالمي، حيث تنطوي هذه السمات الجغرافية على أهمية متفاوتة، ولذا فإن هارتسهورن على صواب في ألا يقيم وزنا كبيرا لهذه العوامل الطبيعية، مقارنة مثلا بما يسميه بتباين الطابع السكاني للدولة، والذي يمكن أن يعبر عنه بأشكال عديدة منها التباين اللغوي، أو العرقي، أو الديني.
وهذه التباينات هي أكثر القضايا شيوعا في الصراع داخل الدول، إلى جانب قضايا أخرى من قبيل الفلسفة التي تقوم عليها التربية والتعليم، ومستويات المعيشة المتفاوتة من إقليم لأخر، مما يساهم في تفكيك أواصر الترابط الاجتماعي، ويعد شرورت هذا العامل الأخير من أخطر قوى الطرد في عالمنا الحديث, ولقد ارتبطت السمات السابقة كلها من مختلف الدول بالحروب الأهلية وأحيانا بالتقسيم، وإن كان التقسيم أمرا نادر الحدوث. كما أن هنالك دولا عديدة لم تخبر في تاريخها حروبا أهلية، وعليه فقد نتساءل: ما الذي يحفظ للدولة كيانها كوحدة متماسكة إذن؟ يحدد هارتسهورن قوة جذب أساسية ذات أهمية بالغة تتمثل في فكرة الدولة ذاتها. فلكل دولة مبرر وجودها، وقوة هذه " الفكرة" ورسوخها هي التي تبطل تأثير عوامل الطرد والتمزق. وفي عالمنا الحديث ترتبط هذه الفكرة، أي فكرة الدولة، مثل فكرة جوتمان عن الإكنوجرافيا، ارتباطا وثيقا بفكرة القومية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|