أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-18
690
التاريخ: 2023-11-10
1350
التاريخ: 24-11-2015
7239
التاريخ: 22-04-2015
2009
|
قال تعالى : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء : 79] .
إِنَّ التأثيرات المختلفة لضوضاء الحياة اليومية تؤثر على الإِنسان وعلى أفكاره وتجرّه إِلى وديان مُختلفة بحيث يصعب معها تهدئة الخاطر ، وصفاء الذهن ، والحضور الكامل للقلب في مثل هذا الوضع. أمّا في منتصف الليل وعند السحر عندما تهدأ هذه ضوضاء حياتيه المادية ، ويرتاح جسم الإِنسان ، وتهدأ روحه بعد فترة مِن النوم ، فإِنَّ حالةً مِن التوَّجه والنشاط الخاص تُخالج الإِنسان ، في مثل هذا المحيط الهاديء والبعيد عن كل أنواع الرياء ، مع حضور القلب ، يعيش الإِنسان حالة خاصّة قادرة على تربيته وتكامل روحه.
لهذا السبب نرى أن عباد الله ومحبيه يتوقون إِلى التعبُّد مِنتصف الليل ، لأنَّهُ يزكّي أرواحهم ، ويحيي قُلوبهم ، ويقوي إِرادتهم ، ويكمل إِخلاصهم.
وفي بداية عصر الإِسلام كان الرّسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يستفيد مِن هذا البرنامج الروحي في تربية المسلمين ، وكانت يبني شخصياتهم بحيث كانوا يتغيّرون تماماً عمّا كانوا عليه في السابق ، يعني أنَّهُ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يجعل مِنهم شخصيات جديدة ذات إِرادة قوية وشجاعة ، ومؤمنين ذوي إِخلاص ونقاء.
وقد يكون (المقام المحمود) الذي ورد ذكره في الآيات أعلاه نتيجة لصلاة الليل ، إِشارة لهذه الحقيقة. وعندما نبحث الرّوايات الواردة في المصادر الإِسلامية عن فضيلة صلاة الليل ، نرى أنّها توضح هذه الحقيقة. وعلى سبيل المثال يمكن أن نقف مع هذه النماذج :
1 ـ عن الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : «خيركم مَن أطابَ الكلام وأطعم الطعام وصلّى بالليل والناس نيام» (1).
2 ـ وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، أنَّهُ (عليه السلام) قال : «قيام الليل مصحة للبدن ، ومرضاة للرّب عزَّوجلّ ، وتعرّض للرحمة ، وتمسك بأخلاق النّبيين» (2).
3 ـ وعن الإِمام الصادق (عليه السلام) أنَّهُ أوصى أحد أصحابه بقوله : «لا تدع قيام الليل فإِنَّ المغبون مَن حُرِمَ قيام الليل» (3).
4 ـ وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : «مَن صلّى بالليل حَسُنَ وجههُ بالنهار» (4).
ونقرأ في بعض الرّوايات أنّ هذه العبادة (صلاة الليل) على قدر مِن الأهمية بحيث أنَّ غير الطاهرين والمحسنين لا يوفقون إِليها.
5 ـ جاء رجل إِلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وقال لهُ : إِنّي محروم مِن صلاة الليل ، فأجابه (عليه السلام) : «أنت رجل قد قيدتك ذنوبك» (5).
6 ـ في حديث آخر عن الإِمام الصادق (عليه السلام) قال : «إِنَّ الرجل ليكذب الكذبة ويحرم بها صلاة الليل ، فإِذا حرم بها صلاة الليل حُرِمَ بها الرّزق» (6).
7 ـ وبالرغم مِن أننا نعلم أن شخصاً مِثل علي بن أبي طالب لا يترك صلاة الليل أبداً ، ونظراً لأهمية هذه الصلاة نرى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصاهُ بها في جملة مِن وصاياه لهُ ، إِذ قال له (صلى الله عليه وآله وسلم) : «أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها ، ثمّ قال : اللهم أعنهُ ... وعليك بصلاة الليل ، وعليك بصلاة الليل ، وعليك بصلاة الليل!» (7).
8 ـ وعن الرّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنَّهُ قال لجبرئيل (عليه السلام) : عظني ، فقال جبرائيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا محمّد ، عش ما شئت فإِنّك ميت ، وأحبب ما شئت فإِنّك مفارقه ، واعمل ما شئت فإِنّك ملاقيه ، واعلم أنَّ شرف المؤمن صلاته بالليل ، وعزَّه كفُّه عن أعراض النّاس» (8).
إِنَّ هذه الوصايا الملكوتية لجبرائيل تدل على أنَّ صلاة الليل تضفي على الإِنسان من الإِيمان والروحانية وقوة الشخصية ما يكون سبباً في شرفه كما أن كفّه الاذى عن الآخرين يكون سبباً في عزته.
9 ـ عن الإمام الصّادق (عليه السلام) قال : «ثلاثة هنّ فخر المؤمن وزينة في الدنيا والآخرة ، الصّلاة في آخر الليل ويأسه ممّا في ايدي الناس و ولآية الإمام من آل محمّد».
10 ـ عن الإِمام الصادق (عليه السلام) قوله : «ما مِن عمل حسن يعملهُ العبد إِلاَّ ولهُ ثواب في القرآن إِلاَّ صلاة الليل ، فإِنَّ الله لم يبيّن ثوابها لعظيم خطرها عنده فقال : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربِّهم خوفاً وطمعاً (وممّا رزقناهم يُنفقون * فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم مِن قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون) (9).
ولصلاة اللّيل - بالطبع - آداب كثيرة ، وَلكن لا بأس أن نذكر هُنا أبسط شكل لها ، حتى يستطيع عشاق وَمحبّو هَذِهِ العبادة الروحية بها والإِستفادة مِنها :
وإنّ صلاة الليل تتكون بأبسط صورها مِن (85) ركعة ، وهي مقسمة إِلى ثلاثة أقسام هي :
أ ـ أربع صلوات ، ذات رُكعتين ، يكون مجموعها ثماني رُكعات وتسمّى
(نافلة الليل).
ب ـ صلاة واحدة ذات ركعتين ، وتسمّى بـ (الشفع).
ج ـ صلاة واحدة ذات ركعة واحدة ، وتسمّى بـ (الوتر).
أمّا طريقة أداء هذه الصلاة فهي لا تختلف عن صلاة الصبح ، إِلاَّ أنّها لا تحتوي على الأذان والإِقامة ، والأفضل إِطالة قنوت ركعة الوتر (10).
______________________
1. بحار الانوار ، ج87 ، ص142-148.
2. المصدر السابق .
3. المصدر السابق .
4. المصدر السابق .
5. بحار الانوار ، ج87 ، ص142-148.
6. المصدر السابق .
7. وسائل الشيعة ، ج5 ، ص268.
8. المصدر السابق .ص269.
9. بحار الانوار ، ج87 ، ص140.
10. بعض الفقهاء يحتاطون بعدم قراءة القنوت في ركعتي الشفع او قراءتها بأمل الرجاء .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|