أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-5-2022
1456
التاريخ: 10-1-2022
1955
التاريخ: 24-1-2016
2819
التاريخ: 27-12-2020
1606
|
المرحلة الاولى:
والمرحلة الأولى لتطور هذا العلم تمثل الحتم البيئي حيث كانت الإشارة إلى الجغرافية السياسية تأتي عرضية، وفي هذه المرحلة فسر العلماء السلوك البشري ومدى علاقته بالبيئة الطبيعية، فالذكاء والمهارات الفنية لها علاقات ونيقة بالمناخ مثلا.
ويمثل هذه المرحلة أرسطو(٣٨4 - ٣٢٢ق.م) الذي تناول بالدراسة الدولة المثالية، ووحدة الدولة من خلال كتابة عن (السياسة)، فهر يرى أن الاعتبار السياسي يلعب دورا كبيرا في تحديد حجم السكان الامثل للدولة المثالية من أجل تحقيق الرفاهية لكل فرد في المجتمع، فينبغي ألا يكون عدد السكان كبيرا يصعب حكمه، او صغيرا بحيث يستضعف. كما يرى أن نجاح الدولة يتوقف على استغلالها لمواردها لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وأن عاصمة الدولة يجب أن تجمع بين مزايا الدفاع وبين خدمتها لجميع أطرافها. كما ناقش أيضا وظائف الدولة والحدود السياسية، وهذا ما تهتم به الجغرافية السياسية بعد استقلالها حاليا.
ولكن الاهتمام بالمسائل الدينية في عصور الظلام صرف العلماء عن الاهتمام بالجغرافية عموما، شأنها شأن العلوم الأخرى، وبذلك لم تتقدم كثيرا ولم تقدم فكرا جديدا خلال هذه المرحلة.
وقد تناول افلاطون (428- 347ق.م) في كتابه عن "الجمهورية" بعض الموضوعات التي ترتبط بالجغرافية السياسية، حيث كان يرى أن المدينة الدولة هي الشكل المناسب للسكان، كما أشار إلى نشأة الدولة وان وحدتها تتحقق من خلال ترابط سكانها وتجمعهم.
كما كانت الجغرافية من بين ما اهتم به اوغسطس كلا1كلاجلا٨ 63ق.م - 14م)، وكذلك استرابو (64 ق.م - ٢٣م) الذي أشار في كتابه "الجغرافية" إلى أن الحكومة المركزية القوية من خلال حاكم قوي يمكن أن تقيم إمبراطورية قارية مزدهرة، ومن رأيه أن إيطاليا بسبب موقعها الممتاز ومناخها الملائم ومواردها المتعددة تعد مكانا طبيعيا ملائما لقيام دولة قوية. ويذكر أرسطو أن سكان البلاد الباردة وخاصة في أوربا لديهم روح قوية ولكن أقل في ذكائهم ومهارتهم، وذلك يقسر السبب في أنهم يحبون حياة حرة دون تطور سياسي او أي قدرة على حكم غيرهم، بينما سكان آسيا يتميزون بالمهارة والذكاء ولكن تنقصهم الروح، ولذلك يعيشون حياة التبعية والعبودية، أما اليونانيون موقعهم الجغرافي المتوسط فيجمعون بين محاسن اوربا وأسيا في الذكاء والروح، ولذلك أمكنهم أن يعيشوا أحرارا وأن يتقدموا سياسيا، ولديهم القدرة على حكم غيرهم إذا تحققت وحدتهم.
كما أشار أرسطو إلى أن الدولة ينبغي أن تكون في حماية قوية ضد الغزو الخارجي، كما هو الحال بالنسبة لأثينا التي كانت تقع في حماية الجبال المحيطة بها من كل جانب، كما ينبغي أن تكون قريبة من ميناء بحرى ليفتح لها أبواب التجارة مع العالم الخارجي.
وقد برز من العرب ابن خلدون (١٣٨٢ - 1405م) عندما تناول ما يرتبط بالجغرافية السياسية في مقدمته، حيث أشار إلى القبيلة والدولة والصراع بين البدو والحضر، كما ناقش نشأة الدولة وعوامل انهيارها وأثر السلالة في تكوين الدولة.
وقد برزت الجغرافية السياسية من خلال الربط بين اثر الظروف الجغرافية في نظام الحكم والنشاط البشري للشعوب وميلها للحرية أو الخضوع، كما يبدو من كتابات بودن 0أهلاج في القرن السادس عشر الميلادي الذي كان يرى أن شكل الجمهورية ينبغي أن يتطابق مع صفات البشر. وكذلك منتسكيو Montesquieu الذي يرى أن هناك صلة بين المناخ والقدرة على التنظيم والعدوان، والذي ذكر في كتابه روح القوانين عن أثر كل من المناخ وسطح الأرض على حياة الشعوب والقوانين والنظم السياسية، فقد ذكر أن المناخ البارد يرتبط بالحرية السياسية، أما المناخ الحار فيؤدي إلى العبودية والحكم المطلق، كما أن السهول الفسيحة تسمح بتكوين الإمبراطوريات، بينما تؤدي الجبال إلى الاستقلال والشعور بالحرية.
وفي منتصف القرن السابع عشر ظهر في بريطانيا السير وليم بتي William Petty Sir وهو طبيب جراح أبدى اهتماما كبيرا بدراسة الجغرافية، وقد بدأ اهتمامه بالخرائط حيث انشأ خريطة لإيرلندا، كما اهتم بالسياسة والاقتصاد السياسي، وتناول بالدراسة أهمية الأرض والسكان في الدولة في كتابه عن "التشريح السياسي لإيرلندا" في عام ١6٧٢م، كما درس أيضا العلاقة بين الدول وبيئاتها الجغرافية في كتابه عن ايرلندا، وفي هذا الكتاب دراسة لمناطق النفوذ الدولي وشكل الدولة الجغرافي والمساحة المثلى للدولة لكي تتمكن من السيطرة على جميع أطرافها، والموقع الجغرافي للدولة وكثافة السكان وأثر ذلك في توجيه نشاطهم الاقتصادي، كما تناول العلاقة بين الجزر البريطانية وبين أوربا، وبينها وبين ممتلكاتها، والطرق البحرية العالمية، وإليه يرجع الفضل في إبراز أهم صفتين جغرافيتين للدولة وهما: موقع الدولة ومساحتها.
وخلال القرن التاسع عشر برز في هذا المجال كارل ريتر Karl Ritter(1779 - ١٨٨٢م) الذي كان أستاذا للجغرافية بجامعة برلين والذي اهتم بدراسة اثر البيئة على الثقافات والحضارات مستمدا آراءه من تلك التي وضعها داروين Darwin (1809- ١٨٨٢م) مثله في نظرية التطور في ذلك الوقت، فاخرج نظرية لتطور الثقافات والحضارات مثل النبات والحيوان، فهي تولد و تنضج ثم تموت وتلني في النهاية. وكما ذكر داروين في نظريته عن قوانين الاختيار الطبيعي Natural Sellection والبقاء للأصلح؛ Survival of The Fittest فإن ريتر كان يرى أن عناصر القوة في الحضارة ضرورية لبقائها بين الحضارات المنافسة لها، وأن الحضارة أو الثقافة لكي تعيش وتبقى حية فلابد من أن تصارع غيرها من اجل استمرارها وبالتالي عليها أن تقضي على الحضارات الضعيفة المنافسة لها.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|