المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الزراعة
عدد المواضيع في هذا القسم 13748 موضوعاً
الفاكهة والاشجار المثمرة
المحاصيل
نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية
الحشرات النافعة
تقنيات زراعية
التصنيع الزراعي
الانتاج الحيواني
آفات وامراض النبات وطرق مكافحتها

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



استزراع الأسماك  
  
6135   08:47 صباحاً   التاريخ: 29-9-2021
المؤلف : د. سعيد عبد السادة بالشاوي، ود. محمد شاكر الخشالي واخرون
الكتاب أو المصدر : تربية الأسماك (للصف الثاني الزراعي)
الجزء والصفحة : ص 37-45
القسم : الزراعة / الانتاج الحيواني / الاسماك / الاسماك /

استزراع الأسماك

تعد لحوم الأسماك ذات قيمة غذائية عالية لاحتوائها على نسب عالية من البروتينات والاحماض الامينية بما فيها الأساسية التي لا يستطيع الجسم تمثيلها، وعلى نسب عالية من الدهون والأحماض الدهنية غير المشبعة ذات الأهمية الصحية فضلا على المعادن والفيتامينات الأساسية للإنسان. ان ازدياد العدد السكاني للعالم وزيادة الحاجة الى البروتين الحيوانية قد أدى بالإنسان إلى استغلال الأسماك ليسد حاجته تلك من خلال الصيد. ونتيجة لوصول تقنيات عملية الصيد وإنتاجها إلى حدودها القصوى حيث تعدت كميات الصيد التجاري العالمي 100مليون طن سنويا فانه يصبح من الضروري اعتماد استزراع الأسماك والأحياء المائية على وفق التقنيات الحديثة.

ويعرف الاستزراع المائي بأنه تربية الأسماك والأحياء المائية بالاحتجاز تحت ظروف مسيطر عليها كليا أو جزئيا. يشمل الاستزراع تربية اسماك المائدة والزينة واسماك الطعوم وزيادة إنتاجية المسطحات المائية من الأسماك واللافقاريات وإشباع هواية الصيد. وقد استزرعت الأسماك في بادي الأمر منذ القدم، فقد مارس الفراعنة المصريون والبابليون العراقيون والصينيون مهنة استزراع الأسماك منذ أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد. استزرع الأوربيون الأسماك منذ عهد الإمبراطورية الرومانية في الأديرة، وقد تطورت زراعة الأسماك في الوطن العربي والعراق منذ منتصف القرن الماضي وأنشأت العديد من المزارع ومراكز بحوث الأسماك. ويمر استزراع الأسماك والأحياء المائية بمراحل انتقالية في طرائق الاستزراع المختلفة التقليدية إلى طرائق ذات تقنيات متقدة من خلال تحويرات وتصاميم المواد المستعملة في إنشاء وحدات الاستزراع المختلفة من أقفاص وتحاويط وحاويات وإنتاج الأقراص الغذائية المختلفة الأنواع وإدخال أنواع جديدة من الأسماك في عمليات التربية.

تنتشر مشاريع استزراع الأسماك والأحياء المائية في العالم بشكل سريع وكبير نتيجة لعوامل اجتماعية واقتصادية وميزات مهمة تنفرد بها الأسماك من دون غيرها من حيوانات المزرعة. وهذه الميزات هي:

1. اقتراب كثافة جسم السمكة من كثافة المياه يجعلها لا تصرف طاقة لإسناد جسمها في الماء مما يجعلها توجه الطاقة نحو النمو.

2. نظرا لكون الأسماك من ذوات الدم متغير الحرارة فتكون درجة حرارة جسمها قريبة من درجة حرارة الوسط الذي تعيش فيه فإنها لا تصرف طاقة لتنظيم درجة حرارة أجسامها مؤدية إلى زيادة معدلات النمو بدرجة أعلى مقارنة بحيوانات المزرعة الأخرى.

3. تمتلك الأسماك القدرة على تحويل الطاقة الممثلة من البروتين الغذائي إلى وزن بكفاءة أعلى.

4. استغلال الحوض كله بكونه ذا ثلاثة أبعاد (طول × عرض × عمق) لاستزراع أنواع مختلفة التغذي في عمود الماء والحصول على إنتاج أعلى مقارنة بالمساحة نفسها المستزرعة بحيوانات المزرعة الأخرى.

5. إمكانية استغلال الأراضي غير الصالحة للزراعة واستثمار المياه ذات الملوحة والمالحة في تربية الأسماك حيث يمكن تحويل الأراضي البور إلى أحواض تربية منتجة مع إمكانية استغلال مياه الآبار المالحة والمستنقعات والاهوار لتربية، وإنتاج، اسماك مقاومة للملوحة مثل الكارب الشائع والبلطي.

6. تغذي الأسماك على أنواع مختلفة من الأغذية الحيوانية والنباتية حيث تعد من الحيوانات الكاسحة.

إن المشكلة الأساسية التي تواجه مشاريع تربية الأسماك في العالم عامة وفي الدول النامية والعراق بشكل خاص هي نقص الأيدي العاملة الفنية الماهرة والمؤهلة لتربية الأسماك وإدارة المزارع السمكية بأعلى قدرة وكفاءة. تحتاج زيادة إنتاجية الدونم من الأسماك إلى رفع مستوى خبرة المربين ونشاط المؤسسات البحثية العلمية المتخصصة بتربية الأسماك وتغذيتها وانشاء مفاقس ذات تقنيات حديثة لإنتاج ضروب ذات انتاجية ونمو عاليين فضلا على رفع المستوى الاقتصادي للمجتمع مع توفير الأراضي والمياه اللازمة لإنشاء تلك المشاريع. وعلى الرغم من وجود أكثر من ثلاثين ألف نوع من الأسماك الا أن الأنواع التي تربي بشكل تجاري قليلة وذلك لوجوب توافر صفات معينة في النوع الملائم للتربية تجارية. ومن أهم هذه الصفات:

1. قدرة النوع على تحمل الظروف المناخية للمنطقة المراد تربيته فيها اذ لا يمكن تربية اسماك مياه دافئة في المناطق الباردة او الجبلية بسبب انخفاض درجات الحرارة.

2. سهولة تكثير النوع المراد تربيته طبيعيا بالترغيب او صناعيا او إمكانية الحصول على صغاره وأفراخه بسهولة من المياه الطبيعية مثل البياح ( Mugil cephalus ) او سمك الخنى( Chanos chanos ) .

3. يفضل النوع ذو المعدلات العالية النمو للحصول على اوزان كبيرة في فترة زمنية قصيرة.

4. تقبل النوع المستزرع للغذاء المصنع والاقراص والحبيبات.

5. يجب ان يكون النوع ذا قدرة عالية على مقاومة الظروف البيئية غير الملائمة مثل نقص الأوكسجين او ارتفاع تراكيز بعض المواد الملوثة.

6. يجب أن يكون النوع ذا مقاومة عالية للأمراض والطفيليات.

7. إمكانية تربية النوع بكثافة عالية في الاحتجاز والاسر.

8. يجب أن يكون النوع من الأسماك المرغوبة لدى المستهلكين.

انظمة الاستزراع

ان اتباع نظم واساليب متعددة لفعاليات استزراع الاسماك وتربيتها وتحت ظروف متنوعة ومتعددة يؤدي الى زيادة الانتاج وتحسين نوعيته. وتعد عملية اختيار النظام المناسب لأي مشروع تربية اسماك عاملا حرجا في عملية الانتاج الأمثل والاستغلال الملائم للأرض المتاحة والحصة المائية المحددة. ومن هنا يجب دراسة الخصائص البيئية للماء والأرض المتاحة لإقامة المشروع وتحقيق اهداف تربية الأسماك.

اهداف تربية الأسماك:

1. دعم الاحتياطي الطبيعي Natural stock من الأسماك المحلية وتطويره في المسطحات المائية المختلفة.

2. انتاج اسماك مائدة بحجم التسويق للأسواق المحلية.

3. انتاج صغار الأسماك وافراخها واصبعياتها لتزويد مزارع أنتاج أسماك المائدة.

4. انتاج اسماك الزينة وتربيتها.

5. انتاج اسماك لأغراض صناعية كصناعة الاعلاف والاسمدة وغيرها.

6. تربية اسماك في بحيرات نواد وجمعيات رياضة الصيد لممارسة هواية الصيد مقابل اجور معينة.

7. انتاج اسماك طعوم لرياضة الصيد.

تمارس فعاليات تربية الأسماك بصورة عامة بطرائق كثيرة وتعد الأحواض أكثر الطرائق شيوعا والتي قد تكون ترابية أو بلاستيكية او كونكريتية. ويقسم استزراع الأسماك باختلاف اسس التقسيم:

أ. حسب ملوحة الماء

1. تربية اسماك المياه العذبة.

2. تربية الأسماك البحرية.

3. تربية اسماك مياه المصبات قليلة الملوحة.

ب. حسب كثافة الاستزراع

1. الاستزراع الواسع (Extesive culture) حيث تكون مساحة الحوض كبيرة وعدد الأسماك المستزرعة قليل ويعتمد نمو الأسماك على ما هو متوافر من غذاء طبيعي في الحوض من دون انمائه.

2. الاستزراع شبه الكثيف (Semi- Intensive culture) أي زيادة عدد الأسماك المستزرعة في وحدة المساحة. يعتمد نمو الأسماك على الماء الغذاء الطبيعي في الحوض عن طريق تسميد الحوض مع إمكانية تقديم غذاء إضافي مكون من مواد علفية حيوانية او نباتية. قد يصل انتاج الأسماك في أحواض هذا النوع من الاستزراع الى 2 طن /هكتار عند تربية نوع واحد من السماك في الحوض. يرتفع هذا الإنتاج الى 9.7 طن / هكتار عند أتباع نظام الاستزراع المتعدد الأنواع وتقديم الغذاء الإضافي بجانب التسميد.

3. الاستزراع الكثيف (Intensive culture) وهو استزراع الأسماك بكثافات عالية في وحدة المساحة او الحجم للماء مقارنة بتلك في الاستزراع شبه الكثيف وعند استخدام هذا النظام. يعتمد نمو الأسماك على الغذاء الاصطناعي من اقراص ذات محتوى بروتيني عال وعلى الاعلاف الحيوانية والنباتية مع اهمال دور الغذاء الطبيعي الموجود في الحوض وفعاليات التسميد. ويحتاج هذا النظام الى خبرات فنية عالية الأداء وادارة مقتدرة. يعد انتاج هذا النظام عالية جدا وقد يصل 2000طن/ هكتار من اسماك الكارب الشائع ويمكن زيادة الانتاج باستخدام مياه جارية مع تقديم الأقراص الغذائية ذات المحتوى البروتيني العالي ومن الأمثلة على الاستزراع الكثيف تربية الأسماك في الأقفاص واستخدام انظمة المياه الدوارة المغلقة.

ج. حسب أنواع الأسماك المستزرعة

1. الاستزراع الأحادي (Monoculture)

وهنا يربى نوع واحد من الأسماك في الحوض اذ تتغذى الأسماك على انواع معينة من الغذاء الطبيعي المتوافر والملائم لها وترك المواد الغذائية الطبيعية الأخرى المتاحة في البيئة، ومثال ذلك سمك الكارب الشائع الذي يتغذى على الأحياء القاعية والفتات العضوية Detritus في الحوض تاركا الأنواع الغذائية المتعددة الأخرى من دون استهلاك مثل الهامات النباتية والنباتات المائية والهائمات الحيوانية وعادة ما يكون انتاج الحوض محدد على الرغم من ادارة الاحواض الجيدة وتسميد وتغذية إضافية واصطناعية.

2. الاستزراع المتعدد (Polyculture):

تربي أنواع عديدة من الأسماك تختلف في طبيعة تغذيها في الحوض الواحد بغية الابتعاد عن تنافس الأنواع على الغذاء. عادة ما يستغل عمود الماء كله من قبل الأنواع المختلفة ويطبق هذا النظام في اغلب بلدان العالم بسبب زيادة انتاج الحوض الواحد حيث يعمل هذا النظام على زيادة قدرة استغلال الغذاء المتوافر في الحوض. ويعطي خليط الكارب الشائع والكارب الفضي والبلطي انتاجا عاليا من خلال تحفيز الكارب الفضي على زيادة استجابة الأنواع الأخرى على تسميد الحوض من الفضلات ( جدول 1 ) ويمكن زيادة الانتاج بشكل اكبر عند إضافة الكارب العشبي الى الحوض حيث يستهلك النباتات المائية والحشائش الخضراء المقدمة والنامية في الحوض

جدول 1 انتاج سمك الكارب الشائع والفضي والسمك البلطي عن طريق الاستزراع المتعدد

د. حسب التنظيم الإداري

يقسم التنظيم الاداري للاستزراع على قسمين رئيسيين هما:

1. انتاج اسماك فقط

وفي هذه الحالة ينشأ المشروع فقط الاستزراع الأسماك وانتاجها وتختلف وحدات المشروع طبقا للغرض من الانتاج ان كان انتاج اصبعيات او امات او يافعات او احجام تسويقية للمائدة.

2. الاستزراع المتكامل

ويقصد به هنا انتاج اسماك فضلا على انتاج حبوب زراعية او انتاج بروتين حيواني لحيوانات المزرعة الأخرى ومن اهم انواعه:

i. استزراع الأسماك في حقول الرز

وقد مورست استزراع الأسماك في حقول الرز منذ قرون عديدة في جنوب شرق اسيا والهند ثم انتشرت في المانيا وهنكاريا واليابان خلال الحرب العالمية الثانية. الا انها انحسرت بعد ذلك لتبدأ بالتوسع في الولايات المتحدة الأمريكية. وتستزرع الأسماك مع الرز في ان واحد او بالتعاقب في الحقل نفسه وعادة ما يكون الارز هو الناتج الرئيسي والاسماك ناتجة ثانوية. وتعد سمكة الكارب الشائع السمكة الرئيسة التي تربى في حقول الرز في بعض دول جنوب شرق اسيا مثل إندونيسيا وفي اوربا مثل ايطاليا والمانيا بينما يعد البلطي السمكة الرئيسة في انتاج حقول الرز في تايوان.

ويتم تهيئة حقول الرز بحفر قناة عريضة وعميقة حول حقل الرز وبمحاذاة الحافة الداخلية للقناة المحيطة للحقل (الروف) التي يحافظ على الماء فيه. تختلف سعة هذه القناة طبقا لهدف التربية وحجم السمك المنتج. اذا كان الهدف انتاج اسماك كبيرة فيكون عرض القناة ما بين 160-120cm وعمقها ما بين 60-90cm. وعادة ما تكون هذه القناة ملجأ للأسماك عند ارتفاع درجات الحرارة وصرف مياه الحقل خاصة في اوقات حصاد الرز. تنشأ قناة ري للحقل وقناة صرف اخرى لترتبط بالقناة المحيطية. تزود القنوات ببوابات سيطرة دخول وخروج الماء ومشبك لمنع دخول أسماك غريبة أو هروب اسماك الحقل وقد يصل انتاج الأسماك في حقول الرز ما بين 25 kg/دونم/ سنة و 50 kg / دونم / سنة في حالة التغذية الطبيعية و kg180/دونم/ سنة - 250 kg / دونم / سنة عند تقديم العلف الصناعي.

ii. استزراع الأسماك مع تربية البط والوز

يطبق هذا النظام في الكثير من دول جنوب شرق اسيا والصين وماليزيا والمانيا وهنكاريا وغيرها من الدول. يمنح هذا النظام الفوائد الاتية:

1. انتاج بروتين حيواني متنوع وبكلف منخفضة.

2. وسيلة جيدة واقتصادية للتخلص من فضلات حيوانات المزرعة.

3. الاستفادة من فضلات البط والوز في تسميد أحواض الأسماك وزيادة الانتاجية الطبيعية وتوفير غذاء للأسماك مما يزيد المحصول السمكي.

4. زيادة انتاج البط والوز المربي في احواض الأسماك من خلال تغذية الوز والبط على النباتات والحشائش المائية في الحوض.

5. زيادة مقاومة الوز والبط للأمراض والتخلص من الطفيليات خاصة عند معاملتها بالمضادات الحيوية قبل نقلها الى ظلة التسمين.

وعند تربية البط مع الأسماك يخصص موقع من حوض تربية الأسماك لأنشاء ظلة تربية البط تتراوح مساحتها بين m 18 الى m2 75 وتبني ارضية الظلة من المشبك المعدني لأسقاط ذرق البط في حوض تربية الأسماك. ولذا يخصص جزء من حوض تربية الأسماك يرتبط مع ظلة تربية البط مسيجة بالمشبك المعدني او الخشب لحجز البط ومنعه من تخريب سادا الحوض او التغذي على صغار الأسماك ومنحه فرصة السباحة في الحوض. وعادة ما تستوعب ظلة بمساحةm2  20 ما يقارب 400 - 350 بطة وبمعدل تربية يزيد على 3500 بطة / هكتار / سنة. تغذي افراخ البط على ثلاث مراحل خلال مدة التربية والتسمين المستغرقة 75 يوما ويقدم الرز الافراخ البط بمعدل ثلاث مرات يوميا ولمدة ثلاثة الأيام الأولى ثم تقدم الأقراص الغذائية ذات المحتوى البروتيني العالي يتراوح ما بين %22 و%24 ولحد الاشباع لمدة 12 الى 20 يوما. ثم تنخفض نسبة بروتين العلفية الى %16 وتقدم بمعدل g 140 الى g 200 لكل بطة في اليوم ولمدة من 41 - 45 يوما وعلى وجبتين. في المرحلة الثالثة يقدم خليط من بادئ افراخ فروج اللحم والشعير وكسر الذرة وكسر الرز بنسبة 6 :5 الى 1:3 على التوالي ول ( 15 - 13 ) وجبه خلال سبعة أيام بدءا بكمية 150 g/ بطة والزيادة تدريجيا ويوميا حتى يصل وزن الوجبة الاخيرةg 300 . ترتفع قدرة التحويل الغذائي في هذا النظام الى 1:4 و 1:5 بنسبة بقاء للبط يتراوح بين من %70 و %90. ينصح بان تربي الأسماك بنظام الاستزراع المتعدد لعدم إمكانية نوع واحد من ان يستهلك الغذاء الطبيعي كله المتنوع في الحوض. لذلك ينصح باستزراع مختلط (متعدد) مكون من 200 سمكة كارب فضي و 250 سمكة كارب ذي الراس الكبير و 500) سمكة كارب شائع لكل هكتار ليصل انتاج الأسماك الى 200 طن / هكتار / سنة من دونما تقديم غذاء إضافي.

طرائق الاستزراع

تهدف مشاريع تربية الأسماك وانتاجه الى تحقيق ارباح مجزية ومردود اقتصادي جيد يتم عن طريق تكثيف التربية والانتاج هذا يتطلب كلف أولية تشغيلية عالية وادارة مقتدرة ذات خبرة فنية كبيرة إذا ما قورن بنظم التربية الواسعة وشبه الكثيفة وطرائقها. ومن هنا ينصح بضرورة التكثيف التدريجي في التربية وحسب اكتساب الخبرة وتوافر المستلزمات لإنجاح تكثيف التربية وإنتاج الأسماك. أن أولى خطوات تربية الأسماك وفعاليتها هو ايجاد الموقع المناسب القريب من مساكن المزارعين القائمين على تربية الأسماك مع إمكانية الاستفادة من مياه التربية في ري الأراضي الزراعية لما تحتويه من مغذيات مفيدة لنمو الأسماك حسب المياه اللازمة لإقامة مشاريع تربية الأسماك مع تحديد نوعيتها وصلاحيتها لنمو الأسماك المرباة ومعايشتها فهي من الأمور الأكثر أهمية في اختيار الموقع وافضلية المشروع من عدمه ويمكن تقسيم طرائق الاستزراع حسب قدمها وحداثتها على تقليدية وحديثة:

اولا: نظم الاستزراع التقليدية

الاحواض Ponds

تعد تربية الأسماك في الأحواض أكثر الأنظمة قدما واهمية وشيوعا في العالم. قد تكون الاحواض ترابية او مبنية من الكونكريت او البلاستيك او المعدن او الصوف الزجاجي ( الفايبركلاس ) ويمكن تربية اسماك مياه عذبة أو بحرية في الأحواض وكذلك يمكن اتباع اسلوب الاستزراع الواسع او شبه الكثيف او الكثيف مع إمكانية اعتماد نمو الأسماك على الغذاء الطبيعي او الغذاء التكميلي او الغذاء المصنع باستخدام الأقراص المركزة.

الاعتبارات الواجب مراعاتها عن اختيار الموقع:

يتطلب اختيار الموقع المزمع إنشاء الأحواض فيه دراسة جوانب عديدة لإنجاح المشروع وتحقيق أهدافه وتشغيلها بأقل كلفة واهم هذه الجوانب:

1. توفر الماء اللازم لتشغيل المشروع بما يغطي احتياجات الأحواض مع بقاء نوعيته صالحة لنمو الأسماك ولعيشها ولتكاثرها طيلة أشهر السنة أو في الاقل طيلة مدة التربية وعادة ما يفضل المصدر السيح بتجهيز الأحواض لخفض تكاليف المضخات والطاقة الازمة لتشغيلها ويفضل أن لا يحتوي الماء نسبة عالية من الغرين والطين.

2. دراسة نوعية تربة الموقع من حيث نسجتها وتركيبها الكيمياوي وملوحتها وعادة تفضل الترب غير النافذة للماء والتي لها قابلية الاحتفاظ بالماء الترب الجيدة لأنشاء احواض تربية الأسماك هي الترب الطينية الرملية الحاوية على نسبة عالية من الطين بحدود %25 مع %70 رمل وقليل من الغرين تفضل الترب الحاوية على نسبة عالية من المواد العضوية والدبال ولا تفضل الترب الغنية بالمواد العضوية لأنها ستؤدي الى نمو الطحالب والعوالق النباتية بكثافة عالية مما قد يسبب تسمم الأسماك واختناقها فجرا خاصة في الأيام الحارة الغائمة فضلا على ذلك لا تفضل الترب الفقيرة بالمواد العضوية لأنها تنتج احواضا فقيرة بالمواد الغذائية الطبيعية المفيدة للأسماك

3. يجب ان تكون الأرض او قاع الحوض منبسطة او ذا ميل قليل باتجاه صرف المياه بحيث لا تتطلب تحويرات كبيرة في شكل الأرض جاعلا عملية إنشاء الأحواض مكلفة. ان أفضل طبوغرافية لأنشاء الاحواض هي التي تنحدر تدريجيا ومحاطة بأرض مرتفعة من ثلاث جهات مع وجود ممر ضيق في الجانب الرابع. عادة ما تنشأ الأحواض في الارضي المنخفضة مثل الوديان بين التلال.

4. تفضل الأراضي ذات الغطاء العشبي النباتي لأنها ترب ذات انتاجية عالية للغذاء الطبيعي بعد غمرها بالماء.

5. يجب تحديد شكل الحوض وحجمه، وعادة ما تأخذ احواض تربية الأسماك الشكل الرباعي وعادة ما يكون مستطيلا. يعتمد حجم الحوض على طبيعة الأرض وميلها وإذا كان الانحدار والميل الطولي كبير، تصغر مساحة الحوض، واذا كان قليلا تكبر المساحة المائية للحوض ( الشكل 1 ).

6. عند إنشاء الأحواض في ترب نفاذة للماء كالترب الرملية يجب معالجة التربة بإحدى الطرق التالية:

أ. استخدام الاغطية البلاستيكية المصنوعة من البولي اثلين سمك ml 2 او مصنوعة من المطاط. ان هذه المواد عرضة للتمزق بسبب نمو النباتات والادغال في قاع الحوض أو نتيجة عمليات صيد الأسماك وعمل العمال او تعرضها للتحلل والتلف بفعل اشعة الشمس. تثبت حافات البطانة عن طريق دفنها في خندق عرضه 30cm وعمقه 25cm ووضع الاحجار الثقيلة عليه وتغطية البطانة بطبقة 25cm من الغرين.

ب. استخدام موانع التسرب الكيمياوي مثل كلوريد الصوديوم بمعدل  (40-170) g/m2م وفوسفات الصوديوم الثلاثية بمعدل g/m2( 10 - 20 ) حيث تخلط هذه المواد مع تربة الحوض ثم تضغط التربة على شكل طبقة سمكها يتراوح بين 15cm و 30cm حسب عمق الحوض.

ج. استخدام مادة البنتونایت وهي طين غروي ذو حبيبات ناعمة جدا شبيه بالطين خاوة. يستخدم البنتونايت في عمليات حفر الصناعة النفطية. تمتاز هذه المادة بالتمدد بمقدار (8 – 20) مرة بقدر حجمها الأصلي عند ملامستها للماء مما يعمل على سد المسامات بين حبيبات الرمل. تستخدم هذه المادة بمقدار kg/m2 0.5 عند معالجة التربة القليلة النفاذية وبمعدل kg/m2 12.5 في حالة التسرب الكثير. يرش البنتونایت على سطح تربة القاع ويخلط معها عن طريق حرث القاع بالمحراث القرصي ومن ثم يحدل ويرش بالماء. وعند جفاف الحوض يمكن أن يتشقق الحوض فيفضل مليء الشقوق بالتبن والدريس قبل حدل القاع.

د. نقل طين من مكانه الى الحوض ويوزع على قاع الحوض وحاله وضغطه ليكون طبقة متماسكة مع الترطيب في اثناء عملية الحدل. يتراوح سمك كل طبقة من 15cm الى 30cm.

إنشاء الأحواض:

هناك منهج عمل يتبع عند إنشاء حوض تربية الأسماك بعد اختيار الموقع ومصدر الماء واهم نقاط هذا المنهج هي:

1. تسوية الأرض وازالة الاعشاب والادغال من قاع الحوض.

2. حفر قناة طولية بطول الحوض على قاع تسمى القناة الرئيسية بانحدار 1000:2 لترتبط بقنوات جانبية فرعية بانحدار 1000:5 وبمسافة بينية 25m وترتبط نهاية القناة الرئيسية بحفرة مساحتها تتراوح ما بين %5 من مساحة الحوض الصغير و %10 من مساحة الحوض الكبير وتكون الحفرة اعمق من القناة الرئيسية لتجميع الأسماك عند صرف ماء الحوض كليا. تعرف هذه الحفرة بحفرة جمع الأسماك (شكل 2). تحدد احواض المزرعة بالسداد ويجب معرفة مستوى ارتفاع الماء أثناء الفيضانات ليكون ارتفاع سداد الأحواض أعلى من مستويات الماء. يمكن معرفة بيانات ارتفاع مناسيب الماء في اثناء الفيضانات من خلال دوائر وزارة الري والزراعة او الكشف عن اثار الفيضانات السابقة على العوارض الطبيعية والجسور في المنطقة ولعشر سنوات سابقة في الاقل.

3. بناء شبكة تجهيز الأحواض بالماء وهي عبارة عن قناة رئيسية ثم قنوات فرعية او انابيب تجهيز الماء لكل حوض. في هذه النقطة يجب تحديد كميات المياه المسموح باستخدامها من الجهات المختصة وقد تجهز الاحواض بالماء من الانهر او الجداول او خزانات المياه او بحيرات او ابار او مياه أمطار عن طريق خزانات او انابيب او قنوات سيحا او عن طريق مضخات. لا يقل معدل كمية مياه تجهيز الأحواض عن 5 لتر/ثانية/هكتار طيلة السنة او على الأقل فترة التربية. اذ كان مصدر الماء من الأمطار المخزونة فأن النسبة المقبولة للمصدر تتراوح بين 10 التر/هكتار و 15 لتر/هكتار من مساحة الأحواض. يجب دراسة الموازنة بين كميات الماء المتوافرة لتجهيز الأحواض مع كميات الماء المصروفة (بزل، نضح، رشح، تبخر). ان معلومات الصفات الاروائية للمنطقة تستحصل من هيئة الري والبزل وتثبيت كمية المياه الناتجة والمصروفة، الفيضانات (ارتفاع مناسيبها واوقاتها المتوقعة) وارتفاع المياه في الانهر وخلال ظاهرة المد والجزر في البحر والسواحل خلال السنة.

الشكل (1) الشكل المستطيل الأحواض تربية الأسماك

الشكل (2) القناة الرئيسية وحفرة جمع الاسماك في حوض التربية

4. بناء شبكة صرف المياه في الأحواض والمزرعة حيث تنشأ انابيب صرف ماء كل حوض على حدا عند النهاية المنخفضة من الحوض. يعتمد شكل شبكات الصرف والمواد المستخدمة على رغبة المربي ورأسمال انشاء المزرعة. هنا يجب الاستعانة بمهندسين متخصصين بتصاميم شبكات الصرف خاصة اذا كانت المزرعة كبيرة ومتعددة الأحواض مع إنشاء بوابات مناسبة لكميات المياه المصروفة بالكامل خلال 24 ساعة. ويتم صرف الماء بأحد الطرائق الاتية:۔

أ. استخدام انبوب ناتيء بصرف الماء بطريقة الصرف الفنتوري حيث يوضع انبوب بقطر معين (اعتمادا على حجم الحوض) في قاع الحوض قرب أكثر نقطة انخفاضا ويمر الأنبوب عبر السدة الى خارج الحوض ليفتح في بوابة الصرف على ان تتصل نهاية الانبوب بأنبوب اخر متصل به وعمودي عليه وكذلك داخل الحوض في النهاية الأخرى. يتم التحكم بكميات المياه المصروفة عن طريق خفض ذراع الانبوب العمودي الى الاسفل ليصرف الماء حسب مقدار خفض الانبوب.

ب. البوابة او ما يسمى خابور الصرف monk

تعد البوابات من أكثر طرائق صرف المياه استخداما في احواض تربية الأسماك لمقدرتها في السيطرة على كميات الماء المصروفة بصورة منتظمة والتحكم بمستوى الماء في الحوض. تصنع البوابة من الخشب او الكونكريت وينشأ خابور الصرف (البوابة) من قاعدة كونكريتية او الطابوق يقام عليها جداران جانبيان متوازيين تتخللهما اخاديد ثلاثة في كل منها وتكون هذه الأخاديد متقابلة ومتوازية في الجدار. وينشأ جدار ثالث خلفها ليربط الجدارين المتقابلين فيه فتحة خلفية دائرية قطرها مساو لقطر انبوب الصرف الذي يمتد عبرها إلى البوابة او الخابور ليمر عبر سدة الحوض خلف الخابور الى قناة صرف المياه أو البزل (الشكل 3) يستخدم الاخدود الأول الموجة لداخل الحوض لتثبيت الحاجز المنخلي الذي يمنع خروج الأسماك ويثبت في الاخدودين الباقيين الواح خشبية لتحكم بالماء المصروف. يكون عرض كل اخدود بحدود 1.5 _1.2 بوصة. ولتركيب انبوب الصرف الخلفي يجب عمل قناة مستقيمة خلال السدة التربية الخلفية بانحدار 100:1 لتسهيل عملية الصرف حيث يوضع الانبوب في القناة لتثبيت في خابور الصرف داخل الحوض وامام السدة الترابية بمسافة 2-3m.

تحدد ابعاد بوابة او خابور الصرف حسب حجم الحوض. في الأحواض الصغيرة يكون ارتفاع خابور الصرف 1.5m والعرض 0.5m متر وعرض الجدار العرضي 0.4 m متر وسمك الجداران المتقابلة المتوازية والخلفي 0.1m بينما في الأحواض الكبيرة يكون الارتفاع 2m وعرض الخابور 0.7m وعرض الجدار العرضي 0.5 mوسمكه 0.1m. وفي الواقع يجب ان تحدد وقت تفريغ الحوض واحواض المزرعة جميعها لحساب كميات الماء اللازمة للمزرعة والوقت اللازم للإملاء وكميات المياه المصروفة. وعموما فأن معدل الوقت اللازم لأملاء أحواض المزرعة بحدود (30-6) يوما لمساحة ( 25-5 ) هكتار اعتمادا على نوع الأحواض وعددها في المزرعة. ان اختلاف الوقت اللازم للإملاء يؤدي الى تذبذب في الوقت اللازم لتفريغ الاحواض وصرف الماء وعموما فأن مدة ( 25-5 ) يوما هو المعدل الجيد لصرف مياه مزرعة معدل مساحتها ( 25-5 ) هكتار. ولحساب الوقت اللازم لتفريغ حوض تربية اسماك تستخدم المعادلة الاتية:-

حيث ان ن: الوقت اللازم لتفرغ الحوض بالثواني

م 1: معدل مساحة مقطع الحوض بالأمتار المربعة

م2: مساحة مقطع انبوب الصرف بالأمتار المربعة

ع1: معدل عمق الماء بالحوض في بداية صرف الماء

ع2: معدل عمق الماء المراد الوصول اليه بعد صرف الماء يكون صفرا عند تفريغ الحوض كليا.

مثال: احسب الوقت اللازم لتفريغ حوض مساحته 2 هكتار وعمق الماء 1.5m اذا كان قطر انبوب الصرف 45cm

الحل: مساحة مقطع انبوب الصرف = (1/2) × ق2 x ط

= (1/2) x 0.45/2 × 3.14

حيث ان نق الانبوب =  cm(45/ 2)

ط = 3.14 او (22/7)

اذن مساحة مقطع نبوب الصرف =   m20.159

مساحة الحوض = 2 هكتار

كل هكتار = 4 دونم والدونم = m22500

اذن مساحة الهكتار = 4 m2 = 2500 x 10000

اذن مساحة الحوض = 10000x2 m2= 20000

حيث أن الساعة 60 دقيقة والدقيقة = 60 ثانية

الشكل 3 أنشاء خابور الصرف في أحواض تربية الأسماك واجزائه.

5. بناء السدود

تعد السدود من أهم اجزاء حوض التربية كونها تقوم بحصر وحجز الماء وتعمل على ترابط الأحواض مع بعضها. يجب أن تبني سدود الأحواض بعناية فائقة وعلى اساس عملية صحيحة خاصة نوعية الترب المستخدمة في إنشاء السدود حيث يجب أن تكون غير نفاذة والا يجب معالجة فضلا على وجوب أن تكون مناسبة لتحمل ضغط الماء عليها داخل الحوض اذ ان السدود غير جيدة الانشاء والضعيفة يصعب ادامتها بعد ذلك او تصليحها عند حدوث كسر وعند تحديد تربة السدود يمكن تحديد ارتفاعها وعرضها ودرجة ميلها او انحدارها اعتمادا على حجم الحوض ونوعه ونوع التربة والمواد المكونة لها والفعاليات التي ستقام على السد. فعند استخدام الرمل في عمل السد فيجب مضاعفة عرضه وعمل قاطع من الطين عند منتصف السد بعرض (40-50cm) ويفضل أن يكون عرض قمتها بين ( -3 m 4 ) في حالة استعمال العربات والسيارات ، اما عرض قاعدة السد فيعتمد على ميله وانحداره المعتمد على نوع التربة وتحديد درجات الميل حسب الجدول الاتي:

ولنفرض ان الانحدار المطلوب 12 ولغرض القيام بذلك توضع وتفرش التربة بعد تحديد مكان سدة الحوض على الأرض. تضغط جيدة بسمك (30-35cm). تثبت اوتاد على الجزء المضغوط وعلى مسافة (60-70cm) وتفرش التربة لتضغط وهكذا حتى الوصول الى الارتفاع المطلوب. لذا فعند بناء السدة يجب مراعاة النقاط الاتية:

1. أن يكون موقع اساس السد خالي تماما من الادخال والجذور والأشجار كونها تترك فراغات عند املاء الحوض بالماء وتعمل على تسرب وانكسار السد لذا يفضل قشط التربة وازالة النباتات والاعشاب.

2. لا يقل عرض قمة السد عن ارتفاعه (لا يقل عرضه عن متر واحد) في اية حال من الأحوال ويكون عرضه كافيا لتحمل فعاليات العمل عليه.

3. يجب ترك مسافة بين قمة السد ومستوى سطح الماء بمسافة لا تقل عن 30cm للأحواض الصغيرة و 50cm للأحواض الكبيرة وتدعى هذه المسافة بحد الامان او فضلة العمق لتمنع خروج الماء من قمة السد وامكانية خروج الأسماك او انهيار السد بفعل حركة الأمواج.

4. يفضل زراعة السداد بالحشائش او رصفه بالحجر عند الانتهاء من انشائها بغية تقويتها ومحاولة الحد من تعريتها وتأكلها بسبب فعل الرياح والأمواج.

حجم الأحواض وشكلها:

يتوقف حجم الحوض ومساحته على عوامل عدة اهمها انحدار السداد، والمساحة المتوافرة والغرض من الحوض. تعد جميع احجام أحواض تربية الأسماك ناجحة وليس هناك حجم أفضل من الاخر ولكن يفترض أن لا يكون الحوض كبيرا جدا فيصعب حصاد الأسماك منه. ويصعب تفريغه واملائه ولا يكون صغيرا جدا وبالتالي يكون غير اقتصادي وعموما على المربي ان يدرس مشروعه بشكل جيد ليقرر حجم احواضه من خلال دراسته مزايا الأحواض الصغيرة والكبيرة.

مزايا الأحواض الصغيرة:

1. سهولة اجراء عملية صيد الأسماك المتناوبة المنتظمة وسهولة الحصاد النهائي.

2. إمكانية تفريغه واملائه بسرعة وبسهولة.

3. سهولة معالجة الأسماك المصابة بالأمراض والطفيليات.

4. اذا حدث نفوق للأسماك المرباة لأي سبب كان فان الخسارة تكون قليلة.

5. قلة تأثر عوامل التعرية والتآكل في سداد الأحواض.

اما مزايا الأحواض الكبيرة فهي:

1. انخفاض كلفة الانشاء لكل وحدة حجم من الماء.

2. تكون أكثر عرضة لتأثيرات الرياح مما يعمل على تزويد مياه الحوض بكميات اوكسجين عالية وتخليص اسماك الحوض من مشاكل نقص الأوكسجين.

3. تعد أكثر تطبيقية في مجال استغلال الحوض في زراعة الرز مع تربية الأسماك.

اما شكل الحوض فعادة ما يكون مستطيلا على الرغم من إمكانية اتخاذ أي شكل منتظم وغير منتظم. أن الأحواض المستطيلة او المربعة تكون أكثر سيطرة وأكفأ ادارة وسهولة القيام بعمليات الصيد. يفضل ان يكون الضلع الطويل في الأحواض المستطيلة متعامد مع اتجاه هبوب الرياح لتقليل تعرية السدود.

أنواع أحواض المزرعة

تختلف أحواض تربية الأسماك في الحجم من حيث المساحة (الطول والعرض) والعمق حسب الغرض من استزراع الحوض باختلاف مراحل حياة السمكة المرباة في الحوض. واعتمادا على اسس الانتاج الجيد للأسماك من وجهة النظر الاقتصادية فان مساحة المزرعة تقسم لأنشاء أحواض مختلفة الغرض عند تجهيز المزرعة بالإصبعيات ذاتيا وكالاتي:

أحواض تكاثر تشغل بنسبة %0.25 من مساحة المزرعة.

أحواض حضانة تشغل بنسبة %4.75 من مساحة المزرعة.

أحواض تسمين وإنتاج تشغل بنسبة %94.0 من مساحة المزرعة.

أحواض الحفظ تشغل بنسبة %1.0 من مساحة المزرعة.

وعلى العموم فان مزارع التربية في العراق عادة ما تقسم احواضها على نوعين رئيسيين. اما ان يكونان أحواض حضانة ورعاية فقط بغية انتاج الاصبعيات او الكفيات وبيعها او ان تكون أحواض رعاية وتسمين بغية انتاج اسماك حجم تسويقي تجاري. اما المزرعة المتكاملة التي تنتج اصبعيات من مفقسها وتربى تلك الاصبعيات الى الحجم التسويقي فتحتوي على:

1. المفقس.

2. أحواض التكاثر او التفقيس:- أحواض صغيرة المساحة تتراوح اعدادها بين 2 و 10 أحواض، مساحتها تتراوح ما بين (100-1000m2( تسهل عملية التكاثر والتزاوج وطرح البيض من الاناث وسهولة تخصيبه من قبل الذكور وعملية جمع اليرقات وصيد الاباء والامهات. ويفضل أن تنشأ في أماكن تتوافر فيها الحماية من الرياح وارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها وهناك نوعان رئيسيان من أحواض التكاثر هما دوبتش وهوفر.

2. أحواض الحضانة: وهي أحواض تختلف مساحتها حسب مساحة المزرعة واهداف تشغيلها وعادة ما تتراوح المساحة بين (10-1) دونم (الدونم = 2500m2 ) و عمق الماء لا يزيد على متر واحد. تزود هذه الأحواض بمياه نظيفة خالية من الطين والغرين وغنية بالأوكسجين والهائمات الحيوانية الصغيرة خاصة براغيث الماء (Daphnia).

يفضل ان تكون الأحواض قرب أحواض التكاثر والتفقيس او قرب المفقس ويجب تهيئة هذه الأحواض قبل اسبوعين من وقت التكاثر على الاقل. يتم تجفيف الحوض تجفيفا تاما ويعرض لأشعة الشمس ثم يحرث قاعه لتقليب التربة بغية تحلل المواد العضوية في طبقات القاع وزيادة تهوية التربة. ينشأ الحوض بإضافة الجير الحي ( Cao ) بمقدار 50 kg / دونم ثم يملأ الحوض بالماء الى عمق يتراوح بين30cms20 cm. يسمد الحوض بالأسمدة العضوية ( يفضل اضافة فضلات الدواجن ) ثم يملئ بالماء لعمق من 40cm الى 50cm يترك مدة اسبوعين لأنماء القاعدة الغذائية للحوض. يوضع بعد ذلك مبيد حشري اختياري لقتل الحشرات المائية من دون قتل الهائمات ويستعمل مادة الجاماکسين (Gammaxane) بتركيز (1.0-0.6) جزء بالمليون او مادة فلایبول (Flypool) بتركيز جزء واحد بالمليون ثم نطلق اليرقات بعد اتمام مليء الحوض وتبقى اليرقات مدة من (6-4) أسابيع.

3. أحواض التنمية او الرعاية

تنتقل اليها الأفراخ او ما يسمى بالزريعات ( Fry ) التي بعمر حوالي شهرين وتربى هذه الأسماك لحين وصولها الى يافعات (Juvenile) او ما يسمى بالكفيات او لحين وصولها إلى اوزان تسويقية. عادة ما تتراوح مساحة هذه الأحواض بين دونم واحد و 40 دونما.

4. أحواض التسمين او الإنتاج

تستخدم هذه الأحواض لتربية الكفيات الى حجم التسويق التجاري. عادة ما تكون هذه الأحواض كبيرة تصل الى 200 دونم وعمقها يتراوح بين 1.5m و 4m. يقدم الغذاء الاصطناعي والحبوب للأسماك بغية رفع معدلات النمو.

5. أحواض اخرى

هناك أنواع أحواض اخرى في مزارع الأسماك وخاصة المتطورة منها تكون متخصصة لأغراض واهداف معينة تشمل:

أ- أحواض الاباء والامات.

ب- أحواض العزل والمعالجة.

ج- أحواض التشتية في المناطق الباردة لوضع الأسماك فيها اثناء فصل الشتاء.

د- أحواض تنقية المياه وترسيب الطين والغرين.

ثانيا:- نظم الاستزراع الحديثة وتشمل:۔

1. الاقفاص

يعد اصل تربية الأسماك في الاقفاص الى الشرق الاقصى وجنوب شرق اسيا وقد تطورت ونمت هذه التربية بشكل سريع خلال السنوات الأخيرة خاصة في اليابان واوربا والولايات المتحدة الأمريكية. تعتمد طريقة التربية في الاقفاص الى حصر الأسماك في أقفاص مستندة او معلقة في المسطح المائي. تصنع هذه الاقفاص من خشب الأشجار او القصب والبردي او البامبو (الخيزران) او من شباك النايلون او المعدن المثبت على هياكل مصنوعة من اعمدة خشبية او بلاستيكية بوليثينية او معدنية (شكل 4). توضع الاقفاص في الانهر او البحيرات او الاهوار او المستنقعات وفي شواطئ البحر والمصبات. ان اهم ما يميز تربية الأسماك في الاقفاص هو اعتماد نمو ومعيشة وإنتاج الأسماك على الغذاء الاصطناعي بشكل كلي او تام وتمتاز تربية الأسماك في الأقفاص بمزايا عديدة أهمها:

1- المرونة العالية في عمليات تغذية الأسماك وسهولة الحصاد.

2- سهولة السيطرة على الأسماك ومراقبتها.

3- انخفاض كلف الاستثمار وقلة الأيدي العاملة.

4- استغلال المسطحات المائية كافة من دون أن يؤثر في الزراعة.

5- استغلال المصدر المائي نفسه لطرائق تربية مختلفة.

6- عدم الحاجة الى اراضي واسعة لأنشاء المزارع وإنتاج الأسماك.

7- الاستخدام الأمثل للغذاء الاصطناعي لنمو الأسماك وانتاجها.

8- سهولة السيطرة على التكاثر.

9- السيطرة على تنافس الأسماك وظاهر الافتراس.

10- إمكانية السيطرة على امراض وطفيليات الأسماك.

وعلى الرغم من تلك المزايا فهي لا تخلو من مساوئ وعوامل محددة تتلخص بالاتي:

1- صعوبة استخدام أقفاص التربية في المناطق ذات الأمواج العالية.

2- الحاجة الى حركة ماء مستمرة من خلال جريان الماء او ظاهرة المد والجزر لأبعاد الفضلات عن الاقفاص وتجهيز الأسماك بالأوكسجين.

3- صعوبة استخدام الاجراءات الوقائية والعلاجات المرضية مثل حمامات التعقيم وعلاج الأمراض.

4- التلف السريع للأقفاص خاصة الخشبية والبلاستيكية بفعل الرياح والتعفن وتأكلها بوساطة العوامل الاحيائية مثل الفئران وثعلب الماء.

5- تعرض شباك الأقفاص الى القطع بفعل الأسماك المفترسة والأحياء المائية الأخرى مثل القواقع.

6- ازدياد حساسية اسماك الاقفاص لنقص الأوكسجين الذائب بسبب كثافة الاستزراع العالية.

7- عدم إمكانية السيطرة على درجة حرارة الماء بما يلائم تربية نوع معين من الأسماك.

8- سهولة سرقة الأسماك.

اختيار موقع الأقفاص:

ان اختيار الموقع المناسب والملائم للأقفاص يتم عن طريق تحديد الأماكن المنتخبة قبل البدء بالمشروع تحت ظروف بيئية معينة مناسبة لتربية ذاك النوع. واول هذه الظروف الاوكسجين حيث يؤدي انخفاض تراكيز الأوكسجين في مسطح مائي معين الى الغاء ذلك على الرغم من اعتماد هذا التركيز على نوع السمك المراد تربيته. وينطبق ذلك على معدلات درجات الحرارة للمسطح المائي. فضلا على ذلك فان عامل شدة التيار يحدد اقامة المشروع من عدمه حيث عادة ما يتطلب التيار القوي اقفاصا قوية واثقا لتثبيتها مما يزيد من الكلفة الاقتصادية. وعلى العكس فان التيار الضعيف سيؤدي الى تراكم المواد الغذائية غير المستهلكة وفضلات الأسماك في القاع تحت القفص مؤدية الى تلوث الماء قرب القفص وحوله. ومن هنا فإن النجاح الحيوي للتربية في أقفاص يقاس بانخفاض معدلات الهلاك وارتفاع معدلات النمو وهناك ثلاثة انواع مشهورة من الأقفاص تستخدم في تربية الأسماك:

1. الاقفاص السطحية المستقرة على القاع.

2. الاقفاص الطافية.

3. الاقفاص الغاطسة العالقة في عمود الماء.

الشكل 4 أشكال وأنواع مختلفة من أقفاص تربية الأسماك

2. القنوات الجارية Race way

يعتمد هذا النظام على تربية قطيع الأسماك في قنوات كونكريتية الشكل ذات ابعاد قد تصل الى أكثر من 100 طولا ولا يتجاوز عرضها على 30m وبعمق لا يزيد عن متر واحد مما يفضل تربية الاصبعيات في قنوات عريضة (شكل 5). يمكن التحكم بكمية الغذاء والماء التي تجهز بها القنوات بناءا على كثافة الاستزراع. يعتمد نمو الأسماك على الغذاء الاصطناعي بشكل تام والذي يقدم للأسماك اوتوماتيكيا او يدويا. ويعد تجربة اليابانيون لتربية أسماك الكارب الشائع في القنوات الجارية من أكثر التجارب استنادا. فقد استزرع 8500 اصبعية كارب شائع بمعدل وزن الواحدة 85g في قناة كونكريتية بمساحة 47m2 وعمق 1.4m وكان الانتاج 10.3 طن بعد مرور سنة بمعدل دفق ماء في القناة تراوح بين 24 و 120 غالون / ثانية وغذيت الأسماك على عذاري دودة القز (الحرير) والقمح المسلوق والاقراص الغذائية المركزة (تحتوي على %50 مسحوق سمك). كان معدل درجة الحرارة 18°C خلال مدة التربية.

الشكل 5 تربية الأسماك في القنوات الجارية

3. التحاويط او المسیجات Enclosure

شاع استخدام التحاويط في جنوب شرق اسيا واليابان وانتشرت مؤخرا في الولايات المتحدة واوربا. تصنع المسيجات او التحاويط عادة من القصب والبامبو في جنوب شرق اسيا او الاعمدة الخشبية او المعدنية غير القابلة للصدأ حيث تثبت في قاع البحيرات او الاهوار او المستنقعات او شواطئ البحار تحاط هذه الاعمدة بشباك من النايلون او المعدن. قد تصنع التحاويط من القصب المرصوص ويربط هذا القصب مع بعضه ليكون نسيجا حاجز سد يشبه البساط وارتفاعه يتناسب مع عمق الماء بحيث يبرز منه مسافة لا تقل عن 20cm فوق سطح الماء في حالة اعلى ارتفاع الماء المسطح. ليس من الضروري أن يكون شكل التحويط منتظما ولكن يفضل الشكل المستطيل والدائري وكلفة الدائري اقل إلا أن اجراءات فعاليات التربية وعملية الحصاد في التحاويط المستطيلة الشكل يكون أسهل (الشكل 6).

وتتراوح مساحة التحاويط ما بين هكتار و 200 هكتار ومعدل التحويطة المستقلة تكون بحدود 6 هكتار وتحتوي على تحويطة حضانة مؤقتة صغيرة المساحة (ما يقارب 0.5 دونم) لنقل الافراخ او الاصبعيات إليها لأطلاقها مستقلة في التحويطة الكبيرة. عادة ما تترك التحاويط خالية من الأسماك بعد أن يتم اخراج الأسماك الموجودة كلها اصلا بغية تحلل المواد العضوية المترسبة فيها واجراء الادامة على الشباك والاعمدة. تستزرع التحاويط بالإصبعيات او الكفيات وقد تترك لتتغذى على المتوافر من الغذاء الطبيعي في المسطح او بتقديم الاغذية الإضافية. بشكل عام يستزرع ما يقارب 36000 اصبعية في الهكتار مدة لا تقل عن ستة اشهر لتصل الى الحجم التسويقي ويتم جني وحصاد اسماك التحاويط باستخدام الشباك السينية او الخيشومية.

الشكل 6 تربية الأسماك في التحاويط والمسيجات

4. أنظمة المياه الدوارة المغلقة Closed Recirculating Water System

تعد انظمة المياه الدوارة المغلقة احدى الاساليب الحديثة في مجال تربية الأسماك حيث يستند عمل هذه الأنظمة على الاستعمال المتكرر للماء من خلال تدويره بين أحواض التربية ووحدة التنقية. ولهذا النمط من التربية محاسن عديدة في مقدمتها ترشيد استعمال الماء واستغلال مساحة صغيرة من الأرض فضلا على ميزة مهمة جدا هي ضمان انتاج عالي للأسماك في وحدة المساحة والحجم. شهدت السنوات القليلة الماضية إنشاء العديد من منظومات المياه الدوارة المغلقة في بعض بلدان العالم لتستخدم في مجالات تربية الأسماك على نطاق تجاري وفي مجال البحث العلمي وكذلك في تربية اليرقات في المفاقس وتكثير الأسماك البالغة.

تعد معدلات الانتاج التي تم التوصل اليها عن طريق الأنظمة الدوارة المغلقة هي اعلى المستويات مقارنة ببقية الاساليب المتبعة في تربية الأسماك على الاطلاق، اذ بلغ الانتاج من اسماك الكارب الشائع Cyprinus carpio في اليابان 400 m3 / kg . تمت تربية الكارب الشائع في ألمانيا بكثافات عالية جدا تصل الى 1 L / kg3 ماء. واشارت نتائج دراسة أجريت في المانيا الى إمكانية انتاج 50kg من الكارب الشائع لكل متر مكعب من الماء أن هذه المستويات من الإنتاج تمثل 600-500 مرة ضعف الانتاج المستحصل من الأحواض.

مميزات النظام المغلق ومساوئه:

يتميز النظام المغلق بعدد من المزايا واهمها:

1. تقليل حجم الماء المستعمل ومساحة الارض المستغلة.

2. امكانية السيطرة التامة على العوامل البيئية المحيطة بالأسماك.

3. سهولة استزراع الاسماك وجنيها.

4. أمكانية انتاج اسماكا طيلة أيام السنة.

5. الحصول على اسماك خالية من المواد الملوثة.

6. قلة مصادر الأمراض والطفيليات وانعدام الأعداء الطبيعيين.

إلا أنه في الوقت نفسه لا يخلو النظام من المساوئ والمعوقات التي يمكن تلخيصها بالاتي:

1. إنشاء النظام يتطلب كلف مالية اولية عالية يمكن ان يغطيها الانتاج ليبدأ النظام في تحقيق الربح في العام الثالث للتشغيل.

2. يحتاج الى خبرة وكفاءة جيدة وتقنية عالية.

مكونات النظام:

يتكون النظام المغلق لتربية الأسماك من جزئين رئيسيين (الشكل 7) هما:

1. غرف الاستزراع او أحواض التربية.

2. وحدة التنقية.

1. غرف الاستزراع:

تستعمل في الانظمة الدوارة المغلقة عادة غرف او أحواض استزراع صغيرة مصنوعة من مواد مختلفة وذلك اعتمادا على توافر هذه المواد في السوق واسعارها ونوع الأسماك المستزرعة ورغبة المربي. ومن أكثر المواد شيوعا في الاستخدام هي المواد البلاستيكية والزجاجية وصفائح الالمنيوم والفولاذ المقاوم للصدأ والخشب والزجاج الليفي. اما شكل أحواض الاستزراع فيفضل ان يكون بيضويا او دائريا غير حاو على زوايا تتجمع فيها الفضلات التي تسبب تدهور نوعية الماء.

2. وحدة التنقية:

هناك العديد من المرشحات التي يمكن استخدامها في تصفية المياه في الانظمة المغلقة ولكن اكثرها شيوعا هي: المرشح الميكانيكي، المرشح الحيوي والمرشح الفيزوكيميائي:

أ. الترشيح الميكانيكي:

آن عمل المرشح الميكانيكي هو ترشيح الماء من المواد الصلبة العالقة به او المواد الغروية الناتجة من تغذية الأسماك والأفعال الحيوية الأخرى، اذ ان تراكم مثل هذه المواد في الأحواض المغلقة يجعل الماء عكرا وغير صالحة لتربية الأسماك.

يحتوي المرشح الميكانيكي على طبقات تتدرج بأحجام مختلفة من الرمل والحصى بحيث يكون اكبرها حجما في الطبقة السفلى من المرشح. تعمل هذه المواد على اعاقة مرور حركة المواد العالقة بالماء بحيث يصل الماء الى الاسفل وهو خال منها تقريبا وبدرجة نقاوة عالية.

ب. الترشيح الحيوي:

يستعمل المرشح الذي يكون عادة مستعمرا من كائنات حية دقيقة في تنقية الماء من بعض المواد الضارة الناتجة من الأفعال الحيوية التي تقوم بها الأسماك لإدامة حياتها. تقوم أنواع معينة من البكتريا بفعاليات النترتة (nitrification) وضد النترتة (denitrification) يتم خلالها تحويل المواد السامة الموجودة في الماء كالأمونيا الى مواد اقل سمية وضررا كالنتريت والنترات او الى مواد يسهل ازالتها من الماء بسهولة كغاز النتروجين وتتضمن عمليات النترتة التفاعلات الكيميائية الاتية:

NO2 + 3H22 →NH3 + 3.5O22

NO32 → NO2 + O22

(الشكل 7) منظومة ماء دوار مغلقة

أ. أحواض التربية (ب). وحدة التصفية

(ج) مرشحات ميكانيكية وحيوية

أن البكتريا التي تقوم بالتفاعلين الاول والثاني هي بكتريا هوائية (aerobic) وذاتية التغذية (autotrophic) أي تعتمد على الهواء الحر في انجاز فعالياتها الحيوية وتصنع غذائها بنفسها وتعود الى الجنسين Nitrosomonas و Nitrobacter على التوال. اما التفاعل الثالث والاخير في عملية الترشيح الحيوي فيمثل عملية انتزاع النتروجين (Denitrification) وتعرف بانها الاختزال الحيوي للنتران او النتريت الى اوكسيد النتروجين او النتروجين الحر وتتم بوساطة البكتريا الذاتية واللاذاتية التغذية مثل الأجناس Pseudomonas و Bacillus كما في المعادلة الاتية:

N2O + 202 + H2ONO3 + 2H2

ولكي تستمر البكتريا المرشح الحيوي لأداء عمليات التصفية الحيوية لابد من توفير اسطح ومواد خاصة تتحمل طبقات المرشح الحيوي مثل الحصى الناعم او حلقات التفلون Teflon rings أو مخلفات معامل البلاستيك او اية مادة تمتلك سطحا ثابتا لزيادة المساحة السطحية التي يمكن للبكتريا أن تلتصق عليها.

ج. الترشيح الفيزيوكيمياوي.

ان الهدف الرئيس من استخدام هذه المعالجة هو ازالة المواد العضوية الذائبة التي لا يمكن ازالتها بالترشيحين الميكانيكي والحيوي لان وجود هذه المواد ولو بكميات قليلة بالحوض يسبب استهلاك الاوكسجين وبالتالي جعل الماء غير صالح لتربية الأسماك. وتستخدم لهذا الغرض عدة مواد مثل الكربون المنشط ( Activated Carbon ) ممثلا في فحم الكوك (Characoal ) وهي مواد مسامية ذات مساحة سطحية عالية لها القابلية على الامتصاص (Adsorption) كما يمكن استخدام الأوكسجين الثلاثي ( الأوزون ) وهو مادة معقمة لها قابلية كبيرة على الأكسدة اذ تقلل من المواد العضوية الذائبة في الماء والمواد النتروجينية اللاعضوية كالأمونيا والنتريت فضلا على ذلك يمكن استخدام ظاهرة الفصل الغروي (foam separation ) وفيها تلتصق المواد العضوية الذائبة في الماء على سطح فقاعة الهواء المتكونة من ضخ الهواء داخل ماء الترشيح الحيوي متركزة في رغوة يمكن ازالتها بسهولة من السطح.

كثافة الاستزراع في الأنظمة المغلقة

اذ ان حجم الحوض لا يمثل دورا مهما طالما هناك مساحة كافية لحركة الاسماك والعامل المحدد في النظام المغلق هو استمرارية جريان الماء وحجمه وسرعة تدفقه. اما النسبة بين وزن الجسم (السمكة) الى الحجم الكلي للماء المتداور في النظام المغلق فقد سجلها الباحث Meske عام 1973 وكانت 1:30 أي أن لكل كيلو غرام من السمك يتطلب وجود L 30 من الماء. بينما سجلت دراسة أجريت في العراق عام 1995 نتائج افضل فكانت نسبة الاستزراع kg1 سمك: L20 من الماء وباستخدام الحصى كوسيط للترشيح الحيوي.




الإنتاج الحيواني هو عبارة عن استغلال الحيوانات الزراعية ورعايتها من جميع الجوانب رعاية علمية صحيحة وذلك بهدف الحصول على أعلى إنتاجية يمكن الوصول إليها وذلك بأقل التكاليف, والانتاج الحيواني يشمل كل ما نحصل عليه من الحيوانات المزرعية من ( لحم ، لبن ، صوف ، جلد ، شعر ، وبر ، سماد) بالإضافة إلى استخدام بعض الحيوانات في العمل.ويشمل مجال الإنتاج الحيواني كل من الحيوانات التالية: الأبقـار Cattle والجاموس و غيرها .



الاستزراع السمكي هو تربية الأسماك بأنواعها المختلفة سواء أسماك المياه المالحة أو العذبة والتي تستخدم كغذاء للإنسان تحت ظروف محكمة وتحت سيطرة الإنسان، وفي مساحات معينة سواء أحواض تربية أو أقفاص، بقصد تطوير الإنتاج وتثبيت ملكية المزارع للمنتجات. يعتبر مجال الاستزراع السمكي من أنشطة القطاعات المنتجة للغذاء في العالم خلال العقدين الأخيرين، ولذا فإن الاستزراع السمكي يعتبر أحد أهم الحلول لمواجهة مشكلة نقص الغذاء التي تهدد العالم خاصة الدول النامية ذات الموارد المحدودة حيث يوفر مصدراً بروتينياً ذا قيمة غذائية عالية ورخيص نسبياً مقارنة مع مصادر بروتينية أخرى.



الحشرات النافعة هي الحشرات التي تقدم خدمات قيمة للإنسان ولبقية الاحياء كإنتاج المواد الغذائية والتجارية والصناعية ومنها ما يقوم بتلقيح النباتات وكذلك القضاء على الكائنات والمواد الضارة. وتشمل الحشرات النافعة النحل والزنابير والذباب والفراشات والعثّات وما يلحق بها من ملقِّحات النباتات.ومن اهم الحشرات النافعة نحل العسل التي تنتج المواد الغذائية وكذلك تعتبر من احسن الحشرات الملقحة للنباتات, حيث تعتمد العديد من اشجار الفاكهة والخضروات على الحشرات الملقِّحة لإنتاج الثمار. وكذلك دودة الحريري التي تقوم بإنتاج الحرير الطبيعي.