أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-7-2022
3829
التاريخ: 6-9-2021
1630
التاريخ: 31-8-2021
1940
التاريخ: 30-8-2021
1899
|
المراجع:
لكي يمكن تحديد المواقع علي سطح الأرض (ومن ثم عمل التمثيل الجغرافي لأهداف والظاهرات) يلزمنا اختيار شكل رياضي يعبر عن شكل وحجم الأرض ذاتها وهو ما نطلق علية أسم الشكل المرجعي ReferenceSurface أحد هذه الأشكال المرجعية من الممكن أن يكون الكرة، والتي كانت تستخدم لفترة طويلة لتحديد المواقع التي لا تتطلب دقة كبيرة ولرسم الخرائط التي لا يزيد مقياسها عن 1: مليون، ايضاً للمساحات الصغيرة جدا ( أقل من 50 كيلو متر مربع ) من الممكن اعتبار المستوي ح30ام شكلا مرجعيا. أما لتحديد المواقع بدقة عالية أو لرسم الخرائط الحقيقة فان الأليبسويد هو الشكل المرجعي المستخدم.
طوال القرنين الأخيرين تعددت محاولات علماء الجيوديسيا لتحديد أنسب الأليبسويد يعبر عن شكل الأرض بأقرب صورة ممكنة. وكلما تجمعت قياسات جيوديسية جديدة لدي أحد العلماء أو الجهات الدولية تم حساب قيد جديدة لعناصر تعريف الأليبسويد (سواء a,f أو a,b) مما أدي لوجود العديد من نماذج الأليبسويد، ويعرض الجدول التالي بعضاً من هذه النماذج:
كانت كل دولة عند بدء إقامة الهيكل الجيوديسي او المساحي لها بغرض البدء في انتاج الخرائط غالبا ما تختار أحدث اليبسويد – في ذلك الوقت- لتتخذه السطح المرجعي لنظام خرائطها . فاذا ظهر بعد عدة سنوات اليبسويد اخر لم يكن ممكنا - لأسباب تقنية ومادية - أن تقوم هذه الدولة بتغيير السطح المرجعي لها واعادة إنتاج طباعة كل خرائطها من جديد. لكن ماهو المرجع ؟ من المعروف ان اي اليبسويد يكون أقرب ما يمكن لتمثيل سطح الارض على المستو ى العالمي , اي ان الفرق بينه وبين الجيويد تختلف من مكان لمكان لكنها اقل ما يمكن على المستوى العالمي , لكن كل دولة عندما تعتمد اليبسويد معين تريد ان يكون الفرق بينه وبين الجيويد أقل ما يمكن في حدودها ولا تهتم إن كانت هذه الفروق كبيرة في مناطق أخري من العالم. لذلك كانت كل دولة تلجأ لتعديل وضع الأليبسويد المرجعي قليلا Re-Position لكي يحقق هذا الهدف. وفي هذه الحالة أي بعد إجراء هذا الأليبسويد كما كان في الأصل لكنة صار في وضع مختلف، وهنا نطلق عليه أسم مرجع أو مرجع جيوديسي أو مرجع وطني أو Datum Geodetic أي أن المرجع الوطني لأي دولة ما هو إلا اليبسويد عالمي قد تم تعديل وضعه بصورة أو بأخري ليناسب هذه الدولة ويكون أقرب تمثيلا لشكل الجيويد (الشكل الحقيقي للأرض) عند هذه الدولة. كما يجب الإشارة إلي أنه كلما قلت الفروق بين المرجع الوطني لدولة ما والجيويد كلما زادت دقة الخرائط المرسومة اعتمادا علي هذا المرجع.
ولتوضيح هذه النقطة الهامة أكثر سنأخذ مثال لجمهورية مصر لعربية. عند بدء أعمال الجيوديسيا وإنشاء الخرائط في مصر في بداية القرن العشرين كان أحدث اليبسويد متاح في ذلك الوقت هو اليبسويد هلمرت 1906. تم أتخاذ القرار باختيار هذا الأليبسويد ليكون سطحا مرجعيا لمصر. وبعد ذلك تم إجراء عدد من التعديلات علي وضع هذا الأليبسويد ليتكون ما يعرف بأسم المرجع الوطني المصري Egyptian Datum1906 Old أو اختصارا OED 1907 . أحد هذه التعديلات كان الفرض بأن الارتفاع عن سطح الأليبسويد = الارتفاع على متوسط سطح البحر عن النقطة الأساسية عند النقطة الأساسية المسماة f1أو نقطة الزهراء بجبل المقطم. هذا الفرض يعني أننا افترضنا أن سطح اليبسويد هلمرت 1906 ينطبق مع سطح الجيويد عند هذه النقطة (هذا غير حقيقي لكنة فرض أساسي لتسهيل بدء الحسابات الجيوديسية لشبكات الثوابت الأرضية المساحية)؟ وبمعنى أخر أننا قمنا برفع سطح اليبسويد هلمرت 1906 عدة أمتار لنطبق مع سطح الجيويد عند هذه النقطة المحددة، وبالتالي لم يعد هلمرت 1906 هو ذلك الأليبسويد العالمي الذي تم تحديد شكلة وحجمة ووضعة ليكون أقرب ما يمكن لتمثيل شكل الأرض علي المستوى العالمي، أنما صار له وضع جديد يناسب المنطقة الجغرافية لجهورية مصر العربية فقط. هنا لا نقول أنه اليبسويد أنما نطلق عليه أسم المرجع المصري.
كما يجب الإشارة في ذات السياق إلى وجود مراجع وطنية عديدة لدول مختلفة كلها تعتمد على نفس الأليبسويد العالمي، ولكن كل مرجع منهم يعدل وضع هذا الأليبسويد بصورة مختلفة. كمثال فأن المراجع الوطنية لكلأ من السودان وتونس والمغرب والجزائر والإمارات وعمان تعتمد جميعها علي اليبسويد 1866 Clarke لكن كل مرجع له وضع مختلف. المراجع التي تحدثنا عنها حتي الأن هي ما يمكن أن نطلق عليها أسم المراجع الأفقية Horizontal Datum وهي الخاصة بتحديد المواقع في المستوي الأفقي. أما عند التعامل مع الإحداثيات في المستوي الرأسي (الارتفاعات) فأننا نحتاج إلي نوع أخر من المراجع الرأسية Vertical Datum. ويعد الجيويد هو المرجع الرأسي المعتمد في العديد من دول العالم، أي لتحديد هذا المرجع نحتاج لتحديد النقطة التي يكون عندها متوسط سطح البحر يساوي صفر. وكمثال في مصر فقد تم إنشاء محطة قياس المد والجزر في ميناء الإسكندرية وتم تسجيل قياسها لمدة 8 سنوات من عام 1898 إلى 1906 وأخذ متوسطها بحيث أن هذه القراءة (علي المسطرة المدرجة داخل المحطة) اعتبرت هي المنسوب المساوي للصغر أي النقطة التي تحدد موقع الجيويد. وانطلاقا من هذه النقطة المرجعية تم استخدام أسلوب الميزانية Leveling لإنشاء مجموعة من النقاط - تسمي الروبيرات أو المعلومة المنسوبة والتي تغطي معظم أرجاء مصر. لذلك نقول أن المرجع الوطني الرأسي المصري Vertical Egyptian Datum هو قيمة متوسط سطح البحر MSL عند الإسكندرية في عام 1906.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|