أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2015
![]()
التاريخ: 7/11/2022
![]()
التاريخ: 15-12-2015
![]()
التاريخ: 20-10-2014
![]() |
مصبا- خشي خشية : خاف. فهو خشيان ، والمرأة خشيى ، مثل غضبان وغضبى . وربّما
قيل خشيت بمعنى علمت .
مقا- خشي : يدلّ على خوف وذعر، ثمّ يحمل
عليه المجاز. فالخشية : الخوف، ورجل خَشيان. وخاشانى فلان فخشيته، أي كنت أشدّ
خشية منه. والمجاز قولهم خشيت بمعنى علمت.
مفر- الخشية : خوف يشوبه تعظيم، وأكثر ما
يكون ذلك عن علم بما يخشى منه. ولذلك خصّ العلماء بها- {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ
عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر : 28] وقال تعالى- { مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ
بِالْغَيْبِ}
[ق : 33] - أي لمن خاف خوفا اقتضاه معرفته- بذلك من نفسه.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو
المراقبة والوقاية مع الخوف، بأن يراقب أعماله ويتّقى نفسه مع الخوف والملاحظة.
ويقابل هذا المعنى : الإهمال والتغافل وعدم
المبالاة وترك الاهتمام والملاحظة وعدم صيانة النفس من الخلاف.
وهذا المعنى من لوازم العلم واليقين، وقد
ورد أنّ من فقد الخشية لا يكون عالما وان شقّ الشعر بمتشابهات العلم. وبهذه
المناسبة قد يطلق ويراد منه العلم، كما في خشيت بمعنى علمت.
فهذه المادّة ليست بمعنى العلم ، ولا بمعنى
الخوف : ويدلّ عليه قوله تعالى. {لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى} [طه : 77] - فانّ الخشية قد
ذكر في مقابل الخوف.
وأي ضا مفهوم الخوف لا يستقيم في كثير من
الموارد في الآيات الكريمة-. { وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ
أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ } [الأحزاب : 37] - {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا
لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه : 44] - {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ
وَاخْشَوْنِ}
[المائدة : 44] - فلا معنى لخوف النبىّ عن الناس مع انّه رسول من اللّه تعالى
اليهم، وكذلك لا معنى للخوف في اثر القول الليّن، وهكذا في الآية الثالثة فانّ
الخطاب للأنبياء والربانيّين، بعد قوله تعالى-. {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ} [المائدة : 44] - فلا اقتضاء
لخوفهم المطلق.
وهكذا في أغلب استعمال المادّة في الآيات
الكريمة.
وأمّا أية- { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ
النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا....} [آل عمران : 173] {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ
يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} [آل عمران : 175] - {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ} [آل عمران : 175] - : فانّ
الخشي خطاب على المؤمنين ، ولم يكن فيهم اقتضاء للخوف . والخوف خطاب لأولياء
الشيطان من المستضعفين الخائفين لأنفسهم وأموالهم.
ويدلّ عليه أي ضا- {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ
يَخْشَاهَا}
[النازعات : 45] - {إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ} [فاطر : 18] - فانّ إنذار من
يخاف لا معنى له ، والمراد إنذار من يلاحظ الاعمال ويراقب الأمور والمصالح ويتّقى
نفسه مع الخوف.
وأمّا قيد مفهوم التعظيم في معنى المادّة
كما قال بعض : فليس بمستقيم ، ولا يصحّ قيده في- {وتَخْشَى النّٰاسَ...} ، {فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا
طُغْيَانًا وَكُفْرًا...} [الكهف : 80] ، {تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا...} [التوبة : 24] ، {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ...} [النساء : 25] ، {خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ...} [الإسراء : 31] ، {خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} [الإسراء : 100] - فانّه لا
عظمة ولا قدر للناس والأمور المادّية، ولا سيّما في نظر الأنبياء والمقرّبين .
ولا يخفى انّ هذه المادّة قريبة من مادّة
خشع- لفظا ومعنى .
ويدلّ على الأصل الّذى أصّلناه : ما يذكر في
الآيات الشريفة ملازما للمادّة مقدّما أو مؤخّرا- {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ
فَتَخْشَى...
} [النازعات : 19], {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى...} [الأعلى : 10], {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً
لِمَنْ يَخْشَى...} [النازعات : 26] ، {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى ...} [طه : 3] ، {مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ...} [المؤمنون : 57] ، {خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ
خَشْيَةِ}
[الحشر : 21] - فان الخشية بمعنى اللحاظ والمراقبة والتوجّه مع الخوف : هي الّتي
توجب التذكّر والعبرة والإشفاق والخشوع.
ثمّ انّ الخشية في الجبل في اثر انزال
القرآن عليه، بمعناها المذكور، فانّ ملاحظة القرآن والتوجّه اليه مع حالة الخوف
والمراقبة انّما يحصل في نتيجة انزال القرآن وبمناسبته، ولا يلائم معنى الخوف :
حيث انّ اثر نزول القرآن هو الملاحظة والمراقبة والاتّقاء مع خوف، ومن هذا المعنى
يحصل الخشوع والتصدّع، لا من الخوف.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تقدم دعوة إلى كلية مزايا الجامعة للمشاركة في حفل التخرج المركزي الخامس
|
|
|