تعد عمليتا جمع البيانات  (Data  Acquisition) ومن ثم تحليل البيانات (Data Analysis) هما العمليتان الاساسيتان في التحسس النائي في مراقبة الموارد الأرضية ,  وتتضمن عملية جمع البيانات عدة عناصر مختلفة تتمثل في مصادر الطاقة وانتقال هذه الطاقة في الجو أو الوسط , ومن ثم تفاعل هذه الطاقة مع الظواهر الموجودة على الأرض , وإعادة انتقال الطاقة إلى الجو ثانية , حيث تستقبلها أجهزة التحسس النائي أو المستشعرات الجوية أو الفضائية حسب الطبيعة المعتمدة في التحسس النائي ومن ثم تنتج البيانات على أشكال صورية أو رقمية ( Digital ) , ( الداغستاني , 2004 ).

تأتي بعد ذلك عملية تحليل البيانات والتي تتضمن دراسة البيانات الفضائية الناتجة باستخدام الأجهزة البصرية وتفسيرها لغرض تحليل البيانات والأشكال الصورية , أو استخدام  الحاسبات الالكترونية في تحليل البيانات الرقمية لهذه الأجهزة , فضلا عن استخدام بيانات مرجعية  Data  References) ) عن الموارد تحت الدراسة ( كخرائط التربة أو إحصاءات عن المحاصيل أو بيانات التحقق الحقلي ـ الموقعي ـ  , وهذه تعتمد حسب توفرها وتساعد بشكل كبير في تحليل البيانات , ويمكن لمحلل البيانات اشتقاق معلومات من البيانات المرجعية عن نوع الموارد المختلفة والمسجلة بأجهزة الاستشعار وعن اتساعها وموقعها وحالتها , وغالباً ما تجمع هذة المعلومات على شكل خرائط مطبوعة أو شكل جداول يمكن دمجها كملفات في الحاسب الالكتروني مع طبقات معلوماتية ( Information  Layers ) وذلك باستخدام نظم المعلومات الجغرافية ( Geographic Information System )( GIS ) , تقدم هذه المعلومات في النهاية إلى المستخدمين والباحثين ومتخذي القرارات , ويوضح الشكل (  1  ) مخطط يبين العمليتان الأساسيتان في التحسس النائي والتي تبدأ بتسجيل الانعكاسية الطيفية للأهداف الأرضية ومن ثم المعالجة الرقمية ودمج
الحزم وتكوين صور مركبة . 

علوم الأرض وعمليات مسح التربة  Mulder  ( 1987 ) , فلقد أدت كثرة استخدام هذه التقنية للأغراض العسكرية وخاصة أثناء الحرب العالمية الثانية إلى الاهتمام بعلم التحسس النائي للحصول على كميات كبيرة من البيانات المتعلقة بالأرض , باستعمال أجهزة متطورة تحمل على متن الأقمار الصناعية , الأمر الذي جعل من السهولة الحصول على معلومات عن سطح الأرض بوقت ومكان وكادر اقل من تلك المعلومات المتحصلة بالطرائق التقليدية وخاصة في مجال الزراعة ( ذنون ,  1993 ) , وهذا يوضح الفائدة العملية والعلمية لتقنية التحسس النائي التي تسابق الزمن وخاصة في الزراعة والتحري عن الغطاء الخضري ومستوياته وكثافته , بالإضافة الى دراسة خصائص التربة وعلاقتها بالانعكاسية
( الخالد , 2001 )  ؛ إذ أن للتربة خصائص عدة تؤثر على منحنيات استجابة الطيف الكهرومغناطيسي  التي تؤثر بدورها على انعكاسية التربة وتفسير بيانات التحسس النائي , واهم هذه الخصائص  ( لون التربة , و خشونة السطح , و وجود بقايا المحاصيل على   السطح , و المحتوى الرطوبي , و حالة الصرف , و المادة العضوية , و توزيع الحجم الحبيبي , و محتوى اوكسيد الحديد , و درجة تمعدن التربة , و معادن الطين ,  و المادة الأم  ) ( لولو , 1998 ) , وعلى بالرغم من كثرة هذه الخصائص إلا أن ثلاث منها كان لها دور أساسي في هذا البحث , فالمنطقة من المناطق الجافة وشبه الجافة ولا تصلح للاستخدام إلا للرعي , ويكون لعمليات الحماية من الرعي دور واضح ومهم في الحفاظ والحماية على نوع وكثافة الغطاء النباتي , إذ تقوم الحيوانات في حالة تركها في المرعى بدون برنامج رعي منتظم بإزالة جميع الغطاء النباتي , مما يؤدي إلى كشف سطح التربة وتعرضها إلى التعرية المختلفة الذي قد يصل بها إلى إزالة جزء من الطبقات السطحية للتربة وظهور الطبقات تحت السطحية ذات المحتوى الكبير من الجبس والكلس وغيرهما , هذا بالإضافة إلى التأثير على المادة العضوية وتقليلها إلى حد كبير جدا , لعدم وجود الغطاء النباتي , وبهذا تتأثر الصفات الكيماوية والفيزياوية , وعليه فللمسيجات المحيطة بمساحات واسعة من الأراضي لغرض تنظيم الرعي دور مهم في تقليل مخاطر تدهور ترب المراعي بالأسباب المذكورة أعلاه , وقد اعتمد في هذه الدراسة على المادة العضوية و كاربونات الكالسيوم إضافة إلى الجبس في دراسة التأثير على الانعكاسية وباستخدام آلة التصوير الرقمية كأداة لقراءتها , فقد ذكر  Baumgardner , وآخرون  ( 1970 )  أن محتوى التربة من المادة العضوية ومكوناتها لها تأثير قوي جدا على انعكاسية التربة بصورة خاصة عندما تزيد نسبة المادة العضوية في التربة على ( 20 غم . كغم^-1 ) إذ بزيادة المادة العضوية يؤدي إلى انخفاض نسبة    الانعكاسية , وهذا ما وضحه Atzberger ( 2002 ) في الشكل (  2  ) , أما كاربونات الكالسيوم فلها انعكاسية عالية نسبيا وتؤثر زيادتها في رفع انعكاسية التربة , وهذا ما وضحه  Vincent ( 1999 ) , كما موضح في الشكل (  3  ) .