الأهمية الاقتصادية والضرر لعائلة الحلم الاحمر Damage and Economic Importance

لقد ازدادت الأهمية الاقتصادية لهذه المجموعة من الأكاروسات في العقود الخمسة الأخيرة وخاصة في الفترة التي أعقبت ظهور واستخدام المبيدات العضوية المصنعة التي أدت إلى القضاء على الكثير من الأعداء الحيوية فضلا عن التغييرات الحاصلة في النظام البيئي الزراعي والتي كانت بلا شك في صالح هذه الكائنات مما أدى إلى ظهورها بشكل وبائي على المحاصيل الزراعية المختلفة. ويمكن تلخيص أضرار هذه الأنواع بما يلي:

أولا: إزالة محتويات الخلية Removal of Cell Contents

تتغذى أنواع الحلم الأحمر باستخدام فكوكها المخرازية الحادة حيث تعمل على إزالة محتويات الخلية التي تؤدي إلى خفض كمية الكلوروفيل فيما تتخثر مواد الخلية الأخرى لتكون كتلة عنبرية اللون في طبقات النسيج العمادي وعادة تتضرر فقط الخلايا التي تخترقها الفكوك المخرازية ولا يظهر أي أثر للضرر على الخلايا المجاورة أي أن تأثير التغذية هو تأثير موضعي، كما أن تغذية الحلم لا تؤثر على عناصر النقل في عروق الورقة إلا أن بعض الأنواع يمكن أن تحدث ضرر كبير لخلايا النسيج البرنشيمي في أغلفة الأوعية الناقلة في أوراق العنجاص والتفاح، كما أشارت العديد من الدراسات إلى أن الأعداد الكبيرة لحلم الحمضيات الأحمر يمكن أن تسبب أضرارا بالغة لعمليات التمثيل الضوئي والنتح، وقد وجد في إحدى الدراسات أن النتح يزداد أثناء التغذية الكثيفة كما قد ينقص الكلوروفيل بنسبة 60% في الأوراق، وفي دراسة أخرى وجد أن الحلمة الحمراء تستنزف بحدود 18-22 خلية عند التغذية كما تستمر في ثقب الخلايا الجديدة من منطقة إلى أخرى بشكل دائرة مما يسبب تكون بقع دائرية صفراء صغيرة تصبح فيما بعد غير منتظمة وتتكون من اندماج بقع الامتصاص الأولية ، وقد أمكن إثبات أن موازنة الماء في الأوراق المصابة تضطرب بشدة مما يؤدي إلى جفاف وتساقط الأوراق ، كما أظهرت العديد من الدراسات أن تغذية الحلم تؤدي إلى إيقاف عملية التركيب الضوئي وتقلل أيضأ من كمية الصبغات النباتية مما يدل على أن براز الحلم الأسود اللون هو على الأكثر صبغات نباتية ونواتج هضمها. وتدل الدراسات النسيجية أن تغذية الحلم على السطح السفلي للأوراق سبب ضرر لخلايا النسيج الوسطي الإسفنجي مما يؤدي إلى انهيار خلايا الطبقة العمادية السفلى والتفاف الأوراق في بعض الأحيان نتيجة للإصابة.

إن تأثير تغذية الحلم على النباتات تعتمد على الظروف الجوية وحيوية النبات حيث وجد أن قياس كمية الضرر مثلا (البقع) لا تدل دائما على درجة تلف المحصول أو النبات. فمثلا تتحمل أشجار البرتقال تغذية الحلم إلى حد كبير أثناء فترات الرطوبة ومع ذلك فان الأعداد القليلة من الحلم قد تزيد من شدة وطأة شحة الماء أثناء فترات النتح الشديد إلى حد بحيث يكون كافية لإلحاق ضرر كبير بالنبات يؤدي إلى سقوط الأوراق والثمار وموت الأفرع وتحدث هذه الظاهرة في أحيان كثيرة عندما لا تتمكن الأشجار السليمة من تهيئة الرطوبة الكافية للأوراق أو الأوعية الخشبية المسدودة أو ظروف زراعية أخرى لها علاقة بنشاط الحلم. وعلى العموم يمكن تلخيص الضرر الناتج عن تغذية الحلم في النقاط الآتية:

1- تساقط الأوراق وإنتاج فاكهة غير ناضجة حامضية صغيرة وذات لون شاحب.

2- اختزال عدد براعم الثمار.

3- زيادة حساسية أشجار الفاكهة المصابة للانجماد وضرر الشتاء.

4- الأشجار المصابة تنتج أفرع ذات أقطار صغيرة عادة، فضلا عن خفض كمية الأزهار القابلة للعقد.

5- قد تسبب كثافة الحلم الأوربي الأحمر على العنجاص وبحدود 1-2 حيوان لكل سم2 إلى خفض معدل امتداد الفروع ومعدل نمو الجذور.

6- انخفاض عملية التركيب الضوئي.

ثانيا: الافرازات الحريرية Silk Production

إن الحلم التابع لهذه العائلة يسمى بالحلم الغازل وذلك لقدرة أفراده على فرز نسيج عنكبوتي في الأماكن المقعرة الموجودة بين العروق والمفضلة لوضع البيض أما في حالات الإصابة الشديدة فيغطي هذا النسيج القمم النامية، ويعمل هذا النسيج على تجمع الأتربة على أوراق النبات مما يعيق عملية التركيب الضوئي، كما يستخدم هذا الغزل كوسيلة للانتشار والانتقال من مكان لآخر وتباين بعض أجناس هذه العائلة في قدراتها على الغزل حيث أن الأنواع التي تعود للجنس Tetranychus تغزل بكثرة فيما تكون الأنواع التابعة للجنس Panonychus أقل غزلا من الأولى، أما الأنواع التابعة للجنس Bryobia فإنها تكون غير غازلة.

ثالثا: الافرازات الكيميائية Chemical Excretion

تتوفر اليوم الكثير من الأدلة على أن أفراد عائلة العنكبوت الأحمر الاعتيادي تحقن بعض السموم ومنظمات النمو في أنسجة النبات خلال تغذيتها إلا أن المعلومات المتوفرة عن هذه الكيميائيات والكيفية التي يتم إدخالها أو حقنها في النبات لازالت قليلة. إلا أن من الواضح أن النباتات تتباين في درجة استجابتها المختلفة لتغذية نفس النوع من الحلم فمثلا أوراق الكمثرى تحترق بشدة بسبب تغذية أفراد قليلة نسبيا من حلمة الباسفيك Tetranychus pacificus McGreger بينما تتحمل أوراق التفاح والعوائل النباتية الأخرى أعداد كثيرة ولا يظهر عليها سوى ضرر التبقع العادي وقد يرجع ذلك إلى تباين الاستجابة التي تظهرها عصارات النبات للكيميائيات التي يحقنها الحلم في الخلايا.

رابعا: نقل الفايروسات النباتية Virus Transmission

هناك أدلة كثيرة على أن أنواع مختلفة من الحلم الأحمر لها القدرة على نقل العديد من الفايروسات الممرضة للنبات ومنها:

1- فايروس البطاطا Y: أظهرت الدراسات أن النوع.Tetranychus telarius L له القدرة على نقل هذا الفايروس إلى التبغ والبطاطا والطماطة وغيرها من نباتات العائلة الباذنجانية.

2- فايروس موزائيك التين: ثبت نقله في رومانيا بواسطة الحلم الأحمر نوع Tetranychus urticae (Koch) إضافة إلى الناقل الرئيس له وهو الحلم الأريوفي Eriophes ficus Cotte.

3- فايروس موزائيك التبغ.

4- فايروس موزائيك الفاصوليا الجنوبية.

5- فايروس تجعد أوراق القطن.