أنظمة إدارة الآفات (الاكاروسات) Pest Management Systems

إن تعقد المجتمع البشري يجعل من الصعب استبعاد مشاكل الآفات أو الأكاروسات عن طريق إيقاف أوجه النشاط المؤدية إلى ظهورها، خاصة وان كلمة آفة بحد ذاتها هي من مبتكرات الإنسان وهي غير موجودة من وجهة النظر البيئية وعلى هذا الأساس فان إدارة الآفات تدعو إلى تحمل الآفة لمستوى معين والتعايش معها كحقيقة قائمة وكجزء من النظام البيئي. وعلى ضوء ما سبق يمكن تعريف إدارة الآفات بأنها فلسفة تقوم على الاختيار والاستخدام الذكي لطرق المكافحة المختلفة، بما يضمن عدم التأثير على اقتصاديات الإنتاج الزراعي وعلى النظام البيئي والاجتماعي فهي إذا من وجهة النظر الزراعية فلسفة تدعو إلى الإنتاج الزراعي المتطور مع حماية البيئة ومن وجهة نظر الصحة العامة فهي فلسفة لضمان حماية الإنسان وحيواناته الأليفة، كما يمكن تعريف إدارة الآفات من وجهة النظر التطبيقية بأنها دعوة لتحديد كيفية تحوير نظام حياة الآفة لغرض خفض أعداد الآفة إلى ما دون مستوى الحد الحرج للإصابة فضلا عن تطبيق المعرفة البايولوجية والتكنولوجية للوصول إلى التحوير المطلوب لخفض أعداد الآفة، وعلى ضوء ما سبق فان أنظمة إدارة الآفات تدعو إلى ما يلي:

1- الفهم الجيد للبيئة الزراعية: تختلف البيئة الزراعية عن البيئة الطبيعية من حيث أنها أقل اختلافا في عدد أنواع النباتات وما يرتبط بها من كائنات حية كما يتضح الجهد البشري في البيئة الزراعية والمتمثل بالعمليات الزراعية المرتبطة بعملية الإنتاج الزراعي، واستثمار الأرض بينما تعتبر البيئة الطبيعية متروكة لا دخل للجهد البشري فيها، هذا الاختلاف كان السبب في ظهور الآفات بصورة وبائية في البيئة الزراعية نظرا لملاءمة الظروف البيئية لها، وان فهم هذا الواقع هو من الأهمية بمكان في مجال إدارة الآفات التي تعتمد في كثير من وسائلها على العمليات الزراعية لخفض أعداد الآفات.

2- تخطيط البيئة الزراعية: إن التخطيط العلمي للعملية الزراعية ضروري جدا في مجال إدارة الآفات حيث أن تحديد طريقة الزراعة والري ونوع المحصول له دور كبير في استباق الآفة ومنعها من الظهور بصورة وبائية.

3- معرفة اقتصاديات عملية الإنتاج الزراعي والمكافحة: وذلك لغرض اتخاذ القرار السليم للقيام بعملية المكافحة أو عدم القيام بها.

4- قدرة النبات أو العائل على تحمل الإصابة بالآفة: وتعتمد على نوع النبات ونوع الأكاروس أو الآفة من حيث الجزء الذي تتغذى عليه وعلى ضوء ذلك يتم تحديد الحد الحرج للإصابة ومستوى الضرر الاقتصادي.

5- ترك أفراد من الآفة في الحقل: تدعو إدارة الآفات إلى التخلي عن مبدأ الابادة للآفات وتنادي بالدعوة إلى إقناع المستهلكين بضرورة تقبل المواد الزراعية المصابة، كما أن وجود أعداد من الآفة سيحافظ على الأعداء الحيوية الموجودة في الحقل.

6- توقيت عملية المكافحة: إن التوقيت المناسب لعملية المكافحة هو هدف رئيس وأساس في برامج إدارة الآفات لما له من دور في اختزال عدد مرات المكافحة.