المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



كيف يؤثر الأهل في أولادهم بطرق فعالة  
  
2257   02:18 صباحاً   التاريخ: 25-6-2021
المؤلف : كين واليزابيث ميلور
الكتاب أو المصدر : التربية السهلة
الجزء والصفحة : ص55-76
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

(قف حتى تقرر) وسيلة مهمة تعلم اولادنا امثولات مهمة في الحياة ، وتساعدنا في تربيتهم في الوقت نفسه. يمكن للأولاد ان يتعلموا المطالبة بما يريدون بشكل خلاق بدلاً من المقاومة. كما يمكن للأهل ان يتعاملوا كيف يؤثرون في اولادهم بطرق فعالة من دون اللجوء الى العقاب والضرب والعنف. هذه الوسيلة السهلة التي سنقوم بشرحها ومناقشتها يمكن ان تؤدي الى نتائج مذهلة على اصعدة مختلفة.

المراحل

تنقسم طريقة (قف حتى تقرر) الى خمس مراحل أساسية :

1- التعليمات

2ـ التحذير

3- الوقوف مع مهمة

4- القرار

5- الحل

المرحلة الاولى : التعليمات

تبدأ المسألة عندما يقوم أولادكم بتصرف تودون ان يغيروه. فتقولون : (افعل هذا... لا تفعل كذا) معللين طبعا السبب. هذه هي التعليمات.

• في حال وافقوا على الفور ، تحفزهم وتثني عليهم ، كأن تقول مثلا : (هذا جيد).

• في حال لم يلتزموا بما قلته ، تنتقل الى المرحلة الثانية.

المرحلة الثانية : التحذير

اذا استمر ابنك بالتصرف كما في السابق ، أو في حال لم يطعك ، الجأ الى التحذير. قل مثلا : (افعل كذا. لا تفعل كذا والا جعلتك تقف حتى تقرر ان تفعل ما اطلبه منك).

• فإذا سمع الكلام ، تتوقف عند هذا الحد ، وتثني على طاعته بالقول مثلا : (عليك ان تفعل ما اقول من المرة الاولى). ومن ثم تجعله يعبر عن الطريقة التي يجدر به التصرف بها في المستقبل. فتسأله : (ماذا ستفعل من الان فصاعدا) ، فيقول : (سوف افعل ما تطلبه مني فوراً).

• اما اذا لم يسمع ابنك الكلام ، فالجأ الى المرحلة الثالثة

المرحلة الثالثة : الوقوف مع مهمة

في حال لم يطع الأولاد على الرغم من التحذير ، تطبق العواقب فورا. تشير الى الركن الذي عليه ان يقف فيه وتقول له: (قف هناك ، وجهك ناحية الحائط ، الى ان تقرر ان تفعل كذا). مثلا:

• إلى ان تقرر التوقف عن ازعاج اختك / اخيك

• الى ان تقرر ان تتذكر إعادة قارورة الماء من المدرسة

• الى ان تقرر الذهاب فورا الى غرفتك وترتب سريرك

• الى ان تقرر القيام بفروضك

• الى ان تتذكر ما قررت فعله في المرة السابقة

• الى ان تقرر التوقف عن التكلم معي بفظاظة وتتكلم باحترام

ومن ثم تضيف : (اخبرني متى تقرر).

عندئذ يقف الولد الى ان يقرر ان يفعل ما تطلبونه منه. ولكن من المهم طبعا ان تكون الطلبات او التعليمات متماشية مع قدراتهم. ثم تنتظره ان يقرر ، على ان يبقى في مجال نظرك.

المرحلة الرابعة : القرار

تنتظر حتى يقول الولد : (حسنا ، لقد قررت). عندئذ ، تطلب منه ان يستدير نحوك ويقول لك ما قرره. فاذا ما تأخر عن الكلام ، او كان لايزال في مرحلة تعلم هذه الطريقة ، تأكد انه يفعل ما هو مطلوب منه بالضبط .

نوبات الغضب الانفعالية شائعة في هذه المرحلة ، لا سيما اذا كانت الامور مشحونة. لذا يستحسن ان تبقى بالقرب من الاولاد او تعمل على مقربة منهم. فحضورك يمنحك الفرصة لتكرر على مسامعهم العديد من الرسائل حول ادارة انفسهم بأنفسهم وغيرها من الامور. فكر في ما يحتاج اولادك ان يفعلوه وعبر عنه امامهم ، فيصبح برنامج حياة ينقلونه عنك.

• اهدأ وفكر. افعل ما عليك فعله.

• لا. لا يمكنك الحصول على العصير قبل ان تنتهي من هذا.

• يمكنك ان تفعل ذلك. وسوف تقف هناك الى ان تفعل.

• اريدك ان تذهب الى مكان اخر لتتسلى وليس الى هذا المكان. لذا انس الامر وافعل ما عليك فعله بسرعة.

المرحلة الخامسة : التصميم

تأكد مما قرره اولادك ، ومما كانوا يقصدون فعلا ما يقولونه. احصل منهم على تصريح واضح ومحدد حول الوقت والطريقة والمكان لتطبيق ما فعلوه. بعبارة أخرى ، اتبع (سلسلة التأديب).

• اذا جرى كل شيء بسهولة وكما تريدونه ، حرروهم من هذه العملية كلها. قولوا لهم مثلا : (حسنا ، غادر ذلك الركن ، وافعل ما قلت انك ستفعله). تابعوهم وتأكدوا من انهم يتصرفون وفقا لما وعدوكم به.

• اذا لم يرضكم ما قاله اولادكم ، فاطلبوا منهم ان يبقوا واقفين : (استدر مجدداً حتى تقرر ان تفعل كذا). اما اذا لم تعجبكم طريقة تصرفكم ، فقولوا لهم : (استدر مجددا وتوقف عن فعل كذا وكذا ، وافعل كذا وكذا. لن اكلمك قبل ان تتوقف عن هذا التصرف). مثلا : (كف عن التذمر ، وتكلم بصوت قوي وواضح) ، (كف عن الصراخ وتكلم بهدوء) ، أو (تكلم بصوت عال ، حتى اسمع ما تقول).

• اذا حررتم ابنكم ولم يفعل ما اتفقتم عليه ، عودوا فورا الى المرحلة الثانية. واستمروا بتكرار هذه العملية الى ان يفعل ابنكم ما هو مطلوب منه.

طريقة (قف حتى تقرر) بديل عن الضرب والعنف في التربية.

ان الاولاد الذين استخدم اهلهم معهم طريقة (قف حتى تقرر) او طريقة مشابهة ، مختلفون بشكل كبير عن سواهم. فهم أقوياء ، حساسون ، واضحوا التفكير ، ومنفتحون. هم دليل حي على امكانية مساعدة الاولاد على النمو والتطور من الداخل.

التطبيق العملي

سارة فتاة في الخامسة من عمرها ، غارقة في مشاهدة برنامج للاطفال على شاشة التلفزيون. نادتها امها : (سارة ، اطفئي التلفزيون وتعالي الى هنا. حان وقت تحضير المائدة) ، فمسؤولية سارة هي وضع الصحون على مائدة العشاء. (المرحلة الاولى : التعليمات)

لكن سارة لم تجب.

ولكن تتأكد الام ان ابنتها سمعتها ، نادت مجددا : (سارة ، هل سمعتني؟) إذ يجب تكرار التعليمات في حال لم يسمع الولد.

بدأت سارة تتذمر وقالت بنبرة فيها الكثير من نفاذ الصبر : (نعم)

فأجابتها امها بوضوح وحزم : (اطفئي التلفزيون وتعال الى هنا. حان وقت تحضير المائدة. ان لم تحضري الان ، سوف تقفين في الزاوية حتى تقرري ان تفعلي ذلك) (المرحلة الثانية : التحذير)

لم تحرك سارة ساكنا لتطفئ التلفزيون ، فتوجهت اليها امها واشارت الى مكان في المطبخ لتقف فيه سارة وتواجه الحائط : (اذهبي الى هناك فوراً). ففعلت سارة. ثم تابعت الام : (قفي هناك الى ان تقرري إطفاء التلفزيون والبدء بتحضير المائدة. اخبريني متى قررت). (المرحلة الثالثة: الوقوف مع مهمة)

قلبت سارة شفتيها وبدت غير متعاونة. فقالت امها وهي تطهو بالقرب منها : (هذه الحركات سوف تبقيك مدة اطول هناك. اهدئي وقرري ان تفعلي ما قلته لك. فكلما اسرعت في ذلك ، تحررت من الوقوف هناك بشكل اسرع).

فراحت سارة تتذمر : (ولكنني اريد مشاهدة التلفزيون).

- لن تشاهدي أي شيء الان ؛ لأنه وقت اعداد المائدة. والتذمر لن يلغي هذا العمل. لذا قفي بهدوء وقرري ما قلته لك).

ثم سكتت قليلاً لكي يفعل كلامها فعله في ابنتها ، وتابعت : (وعندما تكلمينني في المرة المقبلة ، افعلي ذلك من دون تذمر).

وتمنت الوالدة ان تقرر ابنتها من دون مشاكل ، فقد كان يومها طويلا ولا تود ان تدخل في مشاجرة مع سارة ، ولكنها مستعدة لها في حال حصولها. فهي تعرف عن خبرة ان المواربة في مثل هذه الامور لن تؤدي الا الى مزيد من العناد ولمزيد من الوقت.

وكم سرت الام بسماع ابنتها سارة تتكلم بصوت واضح : (حسنا ماما ، لقد قررت) (المرحلة الرابعة – القرار)

- جيد ، قالت الام ، وماذا قررت؟ (المرحلة الخامسة – التصميم يبدأ هنا)

- سوف اطفئ التلفزيون واعد المائدة.

-صحيح. عليك ان تفعلي ما اقول من المرة الاولى. وهل ستفعلين ذلك من الان فصاعداً؟

كانت الام بذلك تستغل الفرصة لتمرر رسالة مفيدة لابنتها.

- نعم ماما.

وتوجهت سارة الى التلفزيون واطفأته ثم عادت لتضع الصحون على المائدة. الأم وابنتها سعيدتان وتتحدثان وهما تعملان.

رأي بعض الأهل

• هذه الطريقة رائعة. كنت اريد بأي ثمن طريقة مفيدة ، وها قد حصلت عليها.

• اشعر انني استعدت السيطرة على الامور. لم يعد ابني هو الذي يأمر في البيت.

• لم اكن استطيع السيطرة على اولادي قبل ان اتعرف الى هذه الطريقة.

• كنت اضرب اولادي ، ولم اعد افعل ذلك الان. نشعر جميعا بحال افضل.

• سألني المعلمون في المدرسة ما هي الوصفة السحرية ، فقلت لهم : قف حتى تقرر.

• لم اكن استطيع دفعهم لفعل ما اطلبه منهم ، وان فعلت ذلك عشر مرات. اما الان فيطيعون من المرة الاولى.

فوائد هذه الطريقة

يمكن اللجوء الى طريقة (قف حتى تقرر) بآلاف الطرق المختلفة. انها وسيلة تعليمية مذهلة ، مخيلتكم وحدها يمكن ان تحدّها. اليكم بعض الامثلة ؛ يمكن اللجوء الى هذه الطريقة من أجل :

• الحصول على الطاعة (سوف أفعل ما طلبته مني)

• الحد من مقاومة الاولاد (سوف اتوقف عن المشاجرة وافعل ما علي فعله)

• جذب انتباههم (سوف اصغي عندما تكلمني)

• الحد من الحركة وحثهم على التفكير (كنت غاضباً ولم افكر جيدا بما كان بإمكاني فعله)

• تعديل سلوكهم (سوف انظر اليك عندما تكلمني واتكلم معك بنبرة عادية)

• زيادة التركيز (سوف اركز على ما اقوم به لئلا اوقع الأغراض)

• تعليمهم التفكير في مشاعرهم (اردت فقط ان اهرب ، كنت خائفا جدا. الآن اعرف ما يمكنني فعله في المرة المقبلة)

• حثهم على اتخاذ قرار (سوف ارتب سريري أولاً ثم امسح الارض)

• تقبل وضع ما (لا يعجبني ذلك ، ولكن اقبل الا يكون بإمكاني الذهاب الى منزل وليد)

• التوصل الى نتيجة معينة (لا أحب الوقوف هنا لمدة نصف ساعة كلما نسيت ، لذا سأتذكر من الان فصاعداً)

• جعلهم يحسون بانزعاج معين (اريد ان العب لا ان اقف هنا حتى اقرر ، لذا سأفعل ما تقول)

• تحميلهم المسؤولية (سأتذكر من الان وصاعدا وضع ثيابي في الغسيل من دون ان تذكرني بذلك)

• تعزيز قوتهم وثقتهم بأنفسهم (لم أشأ فعل ذلك ، ولكن بعد ان فكرت في الامر ، ادرك ان بإمكاني القيام بأمور كثيرة ، حتى وان كنت خائفا. وانت قلت انك ستساعدني ايضاً).

العمر المناسب للبدء في تطبيق هذه التقنية

من المفضّل البدء في سن مبكرة ، أي قرابة السنة والنصف. نبدأ بشكل بسيط ثم نزيد الطلبات بشكل تدريجي. وغالبا ما يكون الامر سهلا في هذا العمر.

كيف نطبق هذه التقنية

إليكم بعض التوجيهات التي قد تساعدكم في تطبيق هذه التقنية على الاولاد في سن السنة ونصف.

• نختار حائطا في كل غرفة.

• نعرف الأولاد على هذه الطريقة بشكل بسيط وفي اوقات يكونون فيها هادئين ومنتبهين.

• نأخذهم الى الحائط المحدد كلما دعت الحاجة.

• هذا هو المكان الذي نقف فيه (لنتحدث قليلا).

• عندما يتصرفون بشكل لا يعجبكم ، خذوهم ناحية الحائط قائلين : (تعال هنا ، وكلمني)

• لا تنتظروا ان يأتوا هم اليكم ، لانهم لا يزالون صغارا جدا ، بل امسكوهم بيدهم واصطحبوهم فورا الى هناك

• دعوهم يواجهون الحائط لمدة 2 الى 5 ثوانٍ ، ومن ثم يواجهونكم ، قائلين لهم مثلا : (عليك ان تشرب الحليب الان. هل ستفعل ذلك؟) (نعم) ، (حسنا ، تعال واشربه) ، وتوجهوا معهم الى حيث الحليب ، وقدموه لهم.

هذه الطريقة تضع الاولاد على السكة السليمة لمراحل التأديب ، وسرعان ما يكتفون معها. يمكنكم ايضا ان تقولوا لهم لتعريفهم الى هذه الطريقة : (من الان فصاعدا سوف تقف بجانب الحائط الى ان تقرر ، عندما اريدك ان تتعلم امرا ما او تغير سلوكا معينا). لن يفهموا طبعا في هذا العمر كل ما قلتموه ولكن قول ذلك يسهل عليهم الفهم في وقت لاحق.

اما الاولاد ممن تتراوح اعمارهم بين الثالثة والعاشرة ، فعلينا ان نشرح لهم ما سنفعله بكلمات بسيطة يفهمونها. اختاروا وقتا يكونون فيها هادئين نسبياً ، اذ من المفيد ان تطبقوا هذه الطريقة معهم خطوة خطوة ، على سبيل التجربة ، فيكون من الأسهل عليهم تنفيذها في المرة التالية التي يغضبون فيها.

اما المراهقون فنستخدم معهم عادة عواقب أخرى ، كالحد من الامتيازات والحرية. غير انه لا بد من الاشارة الى انه في حال استعملنا معهم طريقة (قف الى ان تقرر) في صغرهم ، فان التعامل معهم في المراهقة يكون اسهل بكثير ، ويصبحون اكثر مرونة وتقبلاً للتوجيه.

ما مدى سهولة استعمال هذه الطريقة ؟

معظم الأولاد يعتادون على هذه الطريقة بسهولة ، مع ان العديد منهم يقاومونها في بعض الأحيان ، ولكن مقاومتهم ليست علامة على انه يجدر بنا التخلي عنها. (قف الى ان تقرر) طريقة مفيدة للتعامل مع المقاومة ، كما انها تجعلهم اكثر اكتفاء. قالت احدى الامهات :

(كنت اخشى ان اقضي على استقلالية اولادي. ولكن تبين انني كنت على خطأ ، فقد اصبحوا جميعهم اقوى واظرف وليس اضعف).

الأولاد انفسهم يبينون لنا ما لهذه الطريقة من قيمة وأهمية. فإلى جانب سرعة التعلم التي يكتسبونها ، يفاجئكم الأولاد ببعض الامور. فغالبا ما يدخل الاهل الغرفة ليجدوا أولادهم الصغار واقفين بمحاذاة الحائط ، وعند سؤالهم عن السبب ، يجيبون : (لقد اوقعت الحليب ، وجئت الى هنا لأقرر ان اكون اكثر حذراً) أو (كنت غاضبة لأنني كسرت اللعبة واردت ان أهدأ). كما انكم قد ترونهم في اوقات اخرى يضعون ألعابهم عند الحائط ويعلمونهم ما علمتوهم انتم اياه.

هذه العلامات الجميلة تظهر لنا انهم يتعلمون ويطبقون ما يتعلمونه ، لانهم يجدونه مفيدا لهم. وعندما يكبرون قليلا ، كثيراً ما يدردش الأولاد ما بينهم وكأنهم أعضاء في نادي (قف حتى تقرر) ، واذا ما اصغيت الى احاديثهم ، قد تسمع امورا مذهلة. افضل ما سمعناه كان من صبي في السابعة توقفت امه عن ضربه عندما بدأ يلجأ الى هذه الطريقة كلما اساء التصرف. قال فرحا : (آه! طريقة (قف حتى تقرر) تلك غير نافعة معي اطلاقا. كلما طلبت مني امي ان افعل شيئا معينا والا ان (اقف حتى اقرر) ، افعل ما تطلبه فوراً).

من تعاليم الحياة

(قف حتى تقرر) امر من الامور التي تعلمنا اياها الحياة بصورة طبيعية. تضعنا الحياة دائما بمواجهة امور نحتاج الى تعلمها وحلها وذلك من اجل ان نتعلمها او نحلها (قف حتى تقرر) طريقة تمرن الاولاد كما تفعل الحياة. ولكن خلافها للحياة لا تميز بين العواقب ، يمكننا نحن ان نتحكم بها ونفسرها لأولادنا حتى يتعلموا منها. انها طريقة امنة لتعلم دروس الحياة الصعبة.

أن نحب أو لا نحب

بينما تحاولون تأديب طفلكم ، قد يحاول تغيير الموضوع بالقول : (هل ما زلت تحبني؟) أو (أنت لم تعد تحبني) أو (لم لا تحبني؟) ، ومن المفترض ان يجعلكم ذلك تشعرون بالذنب وتقعوا في الفخ ، فتتحولون الى طمأنته بدلا من مواصلة الضغط عليه.

ولكن ثمة بديل وهو ان تقولوا له : (انا احبك ، ولكن هنا ليس موضوعنا الان) ، ثم تعطونه تعليماتكم حول ما يجب ان يفعله : (أخبرني لماذا لم تغسل الصحون؟) ، (أجب على سؤالي) ، (اذهب وافعل كذا في الحال) ، (خذ قرارا بان تفعل كذا من الان فصاعداً).

توجيهات عملية

لقد ساعدت التوجيهات التالية الكثير من الأهل في تربية أولادهم ، وقد تجدون من المفيد الرجوع اليها خلال تعلمكم هذه الطريقة التربوية.

تذكر الهدف. الهدف من طريقة (قف حتى تقرر) هي ان يتعلم اولادنا ان يضبطوا التصرفات التي دفعتنا لاستخدام هذه الطريقة معهم. وسوف يتوصلون الى ذلك من خلال ما نعلمهم اياه ونحن نوجههم إلى حل المسألة. اما اذا تركناهم يسوون امورا لا يمكنهم معالجتها بمفردهم ، فهذا ما سيفعلونه. وكذلك الامر اذا ما عارضناهم بقسوة وقوة فسننمي في داخلهم القسوة والقوة.

النتيجة واضحة. حدثان محددان نشهدهما في نهاية هذه المسيرة التعليمية. اولاً ، سوف يقوم اولادنا بما يفترض بهم القيام به. وثانيا سوف يشعرون ، ونحن معهم ، بإحساس بالرضى وبأن الامور انتهت على خير ، وان كانت العملية التي سبقت ذلك قد ضايقتنا واغضبتنا في حينه.

النتيجة ، اذا لم تكن ناجحة ، واضحة أيضاً. عندما يعود الاولاد الى تصرفاتهم السابقة حالما نحررهم ، فهذا يعني اننا اوقفنا الدرس باكراً ، وانهم لم يتعلمو بما يكفي في المرة الأولى ، لذلك علينا تكرار هذه العملية وانجازها تماما. فلعلهم يحتاجون الى رؤية مزيد من الشغف منا ، فالأولاد غالبا ما يفهمون من خلال المشاعر اكثر منه من خلال الكلمات. لذا فإن التعبير عن مشاعرها وانفعالاتنا قد يكون مفيدا في أي مرحلة من مراحل هذه العملية التعليمية. فعندما تطلبون منه في المرة التالية ان (يقف حتى يقرر) ، يمكنكم ان تقولوا له : (لقد قررت للتو ان تفعل كذا وكذا ولكنك لم تفعل. اذهب الى هناك ، قف بجانب الحائط الى ان تقرر ان تفعل الامر فورا. انا غاضب ، خائب الظن ، حزين ، إلخ ... لأنك لم تفعل ما وعدت بان تفعله).

يجب ان تكون المهمة ممكنة التنفيذ. الطريقة الوحيدة لكي تنجح هذه الطريقة هي ان يكون لأولادنا القدرة على تنفيذ ما نطلبه منهم. وبالتالي ، اذا كانت المهمة التي نطلبها تتخطى قدراتهم ، نكون بصدد استغلالهم ، وكذلك الامر اذا ما قبلنا منهم اقتراحات تتعدى قدرتهم ، مثل (سأنجز فروضي كلها خلال خمس دقائق) ، في الوقت الذي ندرك فيه تماما انها تتطلب ساعة على الاقل. علينا ان نتحلى بالمنطق. ثم اذا كانت المهمة بسيطة ومتناسبة مع قدراتهم ، فهذا يضمن انجازها.

انتبه الى الوقت. لا ينبغي ان يبقى الاولاد الصغار واقفين لأكثر من بضع دقائق ، فمعدل انتباههم ليس طويلا حتى يستفيدوا من الوقت الطويل. ولكن عندما يكبرون يصبح بإمكانهم البقاء لنصف ساعة ، او ساعة او حتى اكثر قبل ان يقرروا بعض الامور. ولكن ابقوا منتبهين كلما طال الوقت ، فالأولاد الذين يستغرقون وقتا طويلا يكونون ربما عالقين في دائرة مغلقة يعجزون عن الخروج منها. وهنا قد يكون من المفيد تغيير المشهد. يمكننا ان نقول لهم مثلا شيئا مختلفاً ينشط افكارهم : (اذهب واغسل وجهك) ، او (اخرج قليلا الى الحديقة ، وعد فورا الى هنا) ، او (اصعد الى الطابق العلوي واحضر لي كذا وكذا). ولكن اذا فعلتهم ذلك ، فيجب ان تحرصوا على ان يقفوا من جديد فور عودتهم ، ويكملوا المهمة التي اوكلتموها في الأساس اليهم.

البدائل اكثر فائدة احيانا. قد يكون من الاجدى مع بعض الاولاد اجلاسهم على كرسي مقعده خشبي قاس بدلا من ايقافهم. والاولاد الذين لا يتفاعلون معنا يتجاوزون بشكل افضل اذا ما جعلناهم يركضون او ركضنا معهم يدا بيد اذا كانوا صغارا : يمكنكم مثلا ان تجعلوهم يركضون حول الحديقة او يصعدون وينزلون السلالم.

لا يفترض ان تكون مريحة. ان اللجوء الى امور مزعجة يساعد في تحفيز الأولاد ، وتشجيعهم على انجاز المهمة الموكلة اليهم. سوف يقولون لكم : (لا احب ان افعل هذه) ، فتجيبونهم : (هذا يسرني. انا لا اريدك ان تحب ذلك. اريدك ان تكون في مكان اخر ، تستمتع بوقتك. ولكن يمكنك الا تبقى واقفا ما ان تفعل ما طلبته منك). فضلا عن ذلك ، عليكم اختيار موقع لا يرون منه الكثير ، وذلك للحد قدر الامكان من الامور التي قد تشتت انتباههم ، فالهدف هو ان يركزوا على الامور المطلوبة منهم.

الاستراحة في غرفة النوم قد لا تكون مجدية. بعض الاولاد يحبون البقاء في غرفة نومهم لأن لديهم الكثير من الألعاب والامور المسلية فيها ولأنها تسمح لهم ايضا بالابتعاد عن الضغط الذي نمارسه عليهم ليفعلوا ما طلبناه منهم. كما اننا بإبعادهم الى غرفتهم ، نعلمهم بشكل ما ان يبعدوا مشاكلهم بدلا من ان يحلوها على الفور.

اذا شعروا بالغضب خلال تنفيذ هذه الطريقة ، دعوهم يركزون على الاسباب لحل مشكلة الغضب. فمن شأن ذلك ان يساعدهم في التحكم بمشاعرهم ، ومواصلة التفكير ايضاً.

ثابروا حتى النهاية : ذلك اننا عندما نثابر نعلم اولادنا ان يثابروا هم ايضا الى ان ينجزوا ما عليهم القيام به. اما اذا لم نفعل ، فسوف يستنتجون ان لا شيء ينجز او (كل ما علي فعله هو الانتظار بعض الوقت ريثما يستسلمون). ولكننا نريدهم ان يتوصلوا الى قرارات مفيدة اكثر من هذه.

طريقة تصرفهم في النهاية مهمة جدا. بعد مرحلة اتخاذ القرار ، عليهم ان يكلموكم بنبرة مناسبة وعادية. من المفترض بهم ايضا ان ينظروا في عينكم حتى وان لم يفعلوا ذلك طوال الوقت. لا باس ان يعبروا عن مشاعرهم واحاسيسهم ، ولكن ليس ضد احد. أي الم او ازعاج او اذية هو اشارة الى ان المسالة لم تحل. واي ميل لأخذ دور المنقذ او المضطهد او الضحية يجب ان نواجهه ، فهذه التصرفات انما هي دلائل واضحة على انهم لم يقبلوا تماما ما نحاول تلقينهم اياه. اذا وقعنا في الفخ ، سرعان ما سيعودون الى تصرفاتهم السابقة وسيكونون علينا البدء من الصفر.

انتبهوا اذا كان من الضروري ان يبقوا في اماكنهم. بعض الاولاد يرفضون الوقوف بمحاذاة حائط خال من أي زينة او لوحة او قرب شجرة ، او في زاوية ما ، ويريدون الابتعاد ومتابعة القيامة بما يحبون فعله. لحل هذه المسألة ، علينا ابقاءهم حيث طلبنا منهم ان يبقوا ، وعلينا فعل ذلك بحزم وانتباه لئلا تؤذيهم.

القوة الجسدية مفيدة مع بعض الاولاد لكي يبقوا في مكانهم ويتعلموا ما عليهم تعلمه. يتعلم الأولاد الكثير من خلال القوة الجسدية ، ومن ابرز ما يتعلمونه هو ضبط النفس. فالعديد منهم يتعلمون ان يضبطوا انفسهم عندما يضبطهم أهلهم جسدياً. فتكون السيطرة الخارجية أساساً يتطلقون منه ليسيطروا على انفسهم. طريقة (قف حتى تقرر) تمنحنا فرصة لنفعل ذلك معهم. اما اذا كان ولدنا قد اصبح كبيرا لدرجة انه يصعب على احد الوالدين ضبطه بمفرده ، فلا بد ان يتدخل الوالدان معاً.

اليكم مثلا يلقي الضوء الى ما يفعله بعض الاولاد ويشدد على قوة المثابرة :

هاري صبي تعيس في الخامسة من عمره. فوالدته امرأة وحيدة لا تستطيع السيطرة عليه ، وهو لم يكن يفعل شيئا مما تطلبه منه. كان عنيفا جدا وخارجا عن السيطرة في المدرسة لدرجة انه كان مهددا بالطرد. ذات يوم ، كانت اليزابيث تتحدث امامه مع امه عن طريقة (قف حتى تقرر) ، وما ان انتهت من الحديث معهم ، قام هاري بأمر استفزازي جدا. فسألت اليزابيث الام ان كانت تود تطبيق طريقة (قف حتى تقرر) لحل المسالة ، فوافقت. طُلب من هاري ان يتكلم بتهذيب مع امه ، فلم يفعل. وعلى مدى الساعات الثلاثة التالية ، كان الصبي يصرخ ويصيح ويحاول الافلات من قبضة المرأتين محاولا ايذاءهما ، لكنهما ثابرتا إلى ان هدأ ووافق على فعل ما هو مطلوب منه فتحدث الى امه بتهذيب وقبل ان يفعل ما تطلبه منه في المرة المقبلة. في اليوم التالي اتصلت الام بنا باكية من الفرح لتخبرنا ان هاري تغير تماما. وما هو الا اسبوع حتى اتصلت مجددا لتقول لنا ان الجميع في المدرسة مذهول لهذا التحول وسعيدا. وكانت سعادته التبدل الاكثر وضوحا للجميع. من خلال السيطرة الجسدية عليه ، تعلم ان يسيطر على نفسه.

قوتنا تساعدهم في تنمية قوتهم. عندما يتشاجر اولادنا معنا في امور سلوكية ، فان قوة الشجار تدل على مدى حاجتهم الينا. يريدوننا ان نجادلهم بالقوة نفسها. فاذا كان في داخلهم قوة طاحنة كبيرة ، فان استعمالكم البرودة لن يساعد في شيء ، واذا كانوا يصرخون من الداخل فلن ينفع معهم الهمس او الاجابات الهادئة لانهم لن يسمعوها.

خذوا التعب والمرض بعين الاعتبار. من الحكمة أن تتصرفوا بشيء من اللين عندما يعاني اولادكم من تعب او مرض ، ولكن ذلك لا يأذن لهم بالتصرف بشكل سيء او مزعج.

مفيد جدا

اوقفوا الدراما

اذا كان ولدكم يقوم ببعض التصرفات المزعجة ، قولوا له بطريقة مازحة ، وليس شريرة : (يجب ان يكون كلامك أسوأ من هذا)، أو (أظن انه يمكنك ان تكون اكثر اقناعا اذا صرخت اكثر / بكيت اكثر/ تكلمت بصوت منخفض اكثر بحيث لا نسمعك اطلاقا). اذا اتبعنا هذه الطريقة جيداً ، غالبا ما يضحكون معنا ويصبحون اكثر استعداداً للتكلم. اختاروا الوقت المناسب ولا تفعلوا ذلك الا مع الأولاد الذي تخطوا عمر السابعة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.