أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-6-2021
2592
التاريخ: 22-03-2015
22928
التاريخ: 22-03-2015
1913
التاريخ: 5-7-2021
6628
|
الثقافة
إذا أخذنا نحلل عناصر الثقافة العربية في هذا العصر وجدناها تعود الى ثلاثة جداول مهمة: جدول جاهلي وجدول إسلامي وجدول أجنبي. فأما الجدول الجاهلي فيبدو في الشعر والأيام ومعرفة أنساب القبائل وتقاليد الجاهلية، وقد
200
أقبل العرب يعبون من هذا الجدول عبا، وكأنما صفوا عليه صفوفا، وسرعان ما ظهر من بينهم علماء كثيرون يتخصصون بمعرفة الشعر وروايته والأنساب وتشعباتها وأخبار الجاهلية وأيامها مثل عبيد بن شرية راوية الأخبار اليمنية، ودغفل بن حنظلة النسابة والنخار بن أوس العذري وزيد بن الكيس النمري وشهاب بن مذعور وبني الكواء وغيرهم كثيرون. وفي أهل هذه الطبقة يقول مسكين الدارمي (1):
وحكم دغفلا وارحل إليه … ولا ترح المطي من الكلال
تعال الى بني الكواء يقضوا … بعلمهم بأنساب الرجال
هلم الى ابن مذعور شهاب … ينبئ بالسوافل والعوالي
وعند الكيس النمري علم … ولو أضحي بمنخرق الشمال
وأما الجدول الإسلامي فيبدو في القرآن الكريم وحديث الرسول صلي الله عليه وسلم وسيرته وغزواته. ثم في الفتوح الإسلامية وأحداثها وحروب على وخصومه.
وقد أخذ هذا الجدول يتشعب شعبتين كبيرتين: شعبة تاريخية تعني بتاريخ الإسلام على نحو ما يصور لنا ذلك أبان بن عثمان بن عفان وعروة بن الزبير في اهتمامهما بمغازي الرسول، وكان هناك من عنوا بجمع أخبار أهل الكتب السماوية مثل وهب بن منبه. وشعبة دينية تعني بقراءات القرآن وبالحديث النبوي وما يتصل بهما من تشريع وفقه، وقد ألف أصحاب هذه الشعبة في كل بلد إسلامي مدرسة كبيرة يأخذ فيها الخلف عن السلف، واشتهر من بينهم بمكة تلاميذ ابن عباس وعلي رأسهم عطاء وعكرمة وبالمدينة سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ومولاه نافع وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعروة بن أذينة والزهري وباليمن طاووس وبالكوفة تلاميذ ابن مسعود وعلي رأسهم الشعبي وسعيد بن جبير وشريح بن الحارث القاضي وبالبصرة ابن سيرين والحسن البصري وقتادة وإياس بن معاوية ومالك بن دينار وبخراسان الضحاك بن مزاحم وبالشام شهر بن حوشب ومكحول والأوزاعي وبمصر الصابحي ويزيد بن عبد الله البربي.
201
وهذان الجدولان الإسلامي والجاهلي أخذت تنشأ حولهما طبقة من المعلمين العامين الذين كانوا يعلمون الناشئة القرآن والشعر وما يتصل بهما. وكان منهم معلمون لأولاد الخاصة (2) من خلفاء بني أمية وأمرائهم وولاتهم مثل عبد الصمد ابن عبد الأعلي، ومعلمون لأولاد العامة في كتاتيب القري، وقد اشتهر الحجاج الثقفي بأنه هو وأباه كانا معلمين بالطائف. ومن هؤلاء المعلمين الكميت بن زيد وكان يعلم الصبية بالكوفة، وكان يقابله في مكة عطاء بن أبي رباح وفي خراسان الضحاك بن مزاحم وفي الري الطرماح، وفيه يقول بعض من شاهدوه هناك: «لقد رأيت الصبيان يخرجون من عنده وكأنهم قد جالسوا العلماء (3)».
وكان يلتقي بهذين الجدولين الإسلامي والجاهلي جدول ثالث أجنبي جاء العرب من ملابستهم للأمم الأجنبية فقد اندفعوا يطلبون كل ما لدي هذه الأمم من معارف تطبيقية نافعة، فتعرفوا على تخطيط المدن وعمارة المباني وطريقة استغلال الأرض وشق الترع والقنوات، كما تعرفوا على طرق جباية الخراج وضبط الدواوين، ونقلوا في ذلك عن الفرس والروم كثيرا. وكانوا في أول الأمر يستعينون بالأولين في دواوين العراق وفارس وخراسان وبالأخيرين في دواوين مصر والشام، وظلوا على ذلك الى عصر عبد الملك، إذ عربت تلك الدواوين.
وقد دفعتهم حروبهم مع الروم لإنشاء الأساطيل واقتباس بعض أساليبهم الحربية.
ولم يقف العرب في تأثرهم بالأجانب عند المعارف التطبيقية النافعة، فقد تحولوا الى المعارف النظرية البحتة يدرسونها، وكانت تنتشر في البلاد التي فتحوها الثقافة الهيلينية، وهي مزيج من الثقافة اليونانية وثقافات شرقية مختلفة دينية وغير دينية. وكانت تعني بهذه الثقافة مدرسة جنديسابور في إيران ومدارس أخري في الرها ونصيبين وأنطاكية وقنسرين وحران والإسكندرية كما كانت تع؟ ؟ ؟ بعض الأديرة في العراق والشام ومصر. وكان المعلمون
202
في هذه الأديرة والمدارس يعتمدون غالبا على مصادر سريانية ويونانية، وممن اشتهر منهم في هذا العصر «سويرس سيبوخت» أسقف دير قنسرين وتلميذه يعقوب الرهاوي وجورجيس أسقف حوران، وكانوا جميعا يعنون بالمنطق الأرسططاليسي والفلسفة اليونانية (4).
وطبيعي أن يتصل العرب بهذه الفلسفة وذلك المنطق، إذ كانوا ناشرين لدينهم، وكانوا يجادلون النصاري وغيرهم من أصحاب الملل، وقد اشتهر يوحنا الدمشقي الذي كان يشرف على الشئون المالية لغير خليفة أموي بأنهم كانوا يكثرون من جداله، وله مصنفات مختلفة، منها محاورة مع بعض المسلمين في ألوهية المسيح ونظرية حرية الإرادة (5). وقد مضي العرب يطلبون الوقوف على ما عند القوم من وجوه الاستدلال المنطقي، حتي يستعينوا على دحض الشبه، ويدعموا جدالهم بالحجج القاطعة. وينبغي أن نلاحظ أن كثيرين من حملة هذه الثقافة الهيلينة المتشعبة أسلموا، وتحولوا يدافعون عن الإسلام ويردون على خصومه.
وبذلك لم تنتظر طويلا هذه الثقافة وما يتصل بها من المنطق حتي تترجم، فقد كان أهلها يعربون تعريبا تاما، ومن ثم انتقلوا بها الى العربية. وبين أيدينا أخبار تدل على أن العرب اهتموا بالترجمة منذ هذا العصر، فمن ذلك ما يروي عن خالد بن يزيد بن معاوية من أنه استعان براهب رومي يسمي ماريانس ليعلمه الكيمياء (6)، كما استعان بأصطفن القديم، ويقول الجاحظ: «هو أول من ترجمت له كتب النجوم والطب والكيمياء (7)» ويذكر ابن النديم بعض كتبه في ذلك (8).
وفي أخبار عمر بن عبد العزيز أنه أمر ماسرجويه البصري أن يترجم من السريانية الى العربية كتابا في الطب للقس أهرن بن أعين (9)، وقد ذكر الحكم بن
203
عبدل الكوفي أهرن وطبه في بعض شعره (10). ويروي أن سالما مولي هشام بن عبد الملك ترجم بعض رسائل لأرسطاليس (11). كما يروي أنه نقل لهشام كتاب عن الفارسية يتحدث عن الدولة الساسانية ونظمها السياسية. (12)
وهذه الأخبار القليلة عن الترجمة في عصر بني أمية إنما هي رمز للحقيقة الكبيرة، حقيقة تحول الثقافة الهيلينية الى حجور العرب بكل ما كان فيها من منطق يوناني ومعارف مختلفة، ومن المؤكد أن هذا التحول لم يتأخر الى العصر العباسي كي يتم، أو كي تتم دورته، فقد كان كل شئ في هذا العصر الأموي يدفع الى تمامه، لا عن طريق الترجمة فحسب، بل أيضا كما قلنا آنفا عن طريق المشافهة وانتقال الشعوب المفتوحة الى الإسلام والعربية بكل كنوزها الفكرية ومعارفها العقلية.
ومعني هذا كله أن العقل العربي دعم في هذا العصر بمواد ثقافية كثيرة، وهو دعم نجد آثاره في ازدهار العلوم الإسلامية الخالصة: علوم الفقه والتفسير والحديث، كما نجد هذه الآثار في كثرة المناظرات التي نشبت بين الآراء المختلفة في السياسة والدين وغير السياسة والدين. وارجع الى أخبار الخوارج فستجدهم يثيرون الجدال في كل مكان، وجدالهم مع على بن أبي طالب وعبد الله بن عباس مشهور، ويروي أن عبد الملك بن مروان أتي برجل منهم، فجعل يبسط له من قولهم ويزين له من مذهبهم بلسان طلق وألفاظ بينة ومعان قريبة، حتي قال عبد الملك: لقد كاد يوقع في خاطري أن الجنة خلقت لهم وأني أولي بالجهاد منهم، ثم رجعت الى ما ثبت الله على من الحجة وقرر في قلبي من الحق (13). وهذا رجل من عامتهم فما بالنا بزعمائهم، ويشيد المبرد في كتابه «الكامل» بقدرتهم على الجدل واستظهار الأدلة والبراهين (14)، وقد جعلهم
204
ذلك يختلفون ويتوزعون فرقا من أزارقة ونجدية وصفرية وإباضية، وشكا زيد بن جندب من هذا الاختلاف بينهم، فقال (15):
كنا أناسا على دين ففرقنا …؟ ؟ ؟ الجدال وحلط الجد باللعب
ما كان أغني رجالا ضل سعيهم … عن الجدال وأغناهم عن الخطب
وكان الشيعة على شاكلتهم ينافحون عن عقيدتهم، واختلفوا هم الآخرون وتجادلوا فيما بينهم، وجادلوا أصحاب الفرق التي عاصرتهم، وممن اشتهر بإحسانه للجدال منهم زيد بن على بن الحسين مؤسس مذهب الزيدية الشيعي، وقد تحول شاعره الكميت بأشعاره الملقبة بالهاشميات الى تقرير نظرية هذا المذهب وكأننا لا نقرأ عنده شعرا، وإنما نقرأ مقالة في المذهب الزيدي تبسط أصوله وتدافع عنه بالحجج والبراهين.
وإذا انتقلنا من السياسة الى الدين وجدنا الفقهاء يتجادلون طويلا في مسائلهم الفقهية بين أيدي الخلفاء وفي مجالسهم العامة والخاصة، وتروي من ذلك مناظرة (16) بين قتادة والزهري في مجلس سليمان بن عبد الملك وأخري (17) بين ابن شبرمة وإياس بن معاوية، تناولا فيها نحو سبعين مسألة. ويروي أن الشعبي الكوفي كان يجلس في مجالسه وحوله تلاميذه يناظرونه (18). وقد كثرت هذه المناظرات حتي نشأ عنها علم الاختلاف أي اختلاف الفقهاء. وكان أيوب السختياني يقول: «لا يعرف الرجل
خطأ معلمه حتي يسمع الاختلاف (19)»، وأداهم ذلك الى تحكيم العقل في آرائهم والتدقيق في مسالك أدلتهم حتي نشأ بينهم من سموا أهل الرأي لغلبة القياس على فقههم (20).
وقد تجادلوا طويلا في مسائل العقيدة، وسرعان ما أخذ علم الكلام في الظهور وتكونت فيه مذاهب القدرية والجبرية والمرجئة والمعتزلة، وكان من أهم المسائل التي أثيرت بينهم مسألة حرية الإرادة، وهل الإنسان حر مختار في أفعاله أو هو
205
مجبر مسير؟ ووقف القدرية وعلي رأسهم الحسن البصري يدافعون عن الرأي الأول، إذ لو كان الإنسان مسيرا بقضاء لازم وقدر محتوم لبطل الثواب والعقاب وسقط وعد الله ووعيده.
واصطف أمام القدرية أصحاب مذهب الجبر يناضلون عن مذهبهم وأن كل شئ بقضاء وقدر. وكان هذا المذهب يرضي الأمويين، لأنه يصرف الناس عن التفكير في ولايتهم وتدبيرهم لشئونهم، مؤمنين بأن خلافتهم قدر مقدور يجب عليهم التسليم به، ومن ثم نري شعراءهم يرددون هذه الفكرة طويلا على شاكلة قول جرير يمدح عبد الملك بن مروان (21):
الله طوقك الخلافة والهدي … والله ليس لما قضي تبديل
وانبثقت من هذا المذهب ومذهب القدرية شعبة المرجئة فكان هناك جبرية مرجئة وقدرية مرجئة، وكانوا يرون الفصل بين الإيمان والعمل، فالمؤمن مسلم وإن لم يؤد الفروض الدينية، إذ المعول في الإيمان على التصديق بالقلب. وكانوا يرون أيضا إرجاء الحكم على أعمال الناس وتركه الى الله جل جلاله، ومن ثم رأوا إرجاء الحكم في أمر على وعثمان ومعاوية حتي يحكم الله بينهم. وجعلهم ذلك يصطدمون بالدولة، لما تنتهي إليه دعوتهم من تعطيل أحكام الدين وأوامره ونواهيه، ويلقانا منهم أبو رؤبة سنة 102 في نفر من أصحابه يحارب مع يزيد ابن المهلب في ثورته على الأمويين (22). وفي أخبار عمر بن عبد العزيز أنه طلب أئمتهم في الكوفة من أمثال عون بن عبد الله بن عتبة الهذلي، وناظرهم في آرائهم (23). ونري عونا يرجع من عنده، فيبرأ منهم، وينضم الى الشيعة، مصورا ذلك في أبيات تنسب إليه تجري على هذا النمط (24):
وأول ما نفارق غير شك … نفارق ما يقول المرجئونا
وقالوا مؤمن من أهل جور … وليس المؤمنون بجائرينا
وقالوا مؤمن دمه حلال … وقد حرمت دماء المسلمينا
206
وواضح أنه يصف المرجئة بأنهم يستحلون دماء المسلمين مما كان سببا في تعقب الأمويين لهم، وقتلهم أحيانا على نحو قتل هشام بن عبد الملك لغيلان (25) الدمشقي.
ولم يعرف هذا المذهب في العراق والشام فحسب، فقد كان له أنصار في خراسان، ومن قدماء أنصاره هناك ثابت قطنة وهو من مرجئة الجبرية، وله قصيدة طويلة يصور فيها عقيدته، يقول في تضاعيفها (26):
المسلمون على الإسلام كلهم … والمشركون أشتوا دينهم قددا (27)
ولا أري أن ذنبا بالغ أحدا … م الناس شركا إذا ما وحدوا الصمدا
وما قضي الله من أمر فليس له … رد وما يقض من شيء يكن رشدا
كل الخوارج مخط في مقالته … ولو تعبد فيما قال واجتهدا
أما على وعثمان فإنهما … عبدان لم يشركا بالله مذ عبدا
ويتوفي ثابت، ويظهر هناك جهم بن صفوان أحد رءوس الإرجاء (28) ويضع يده في يد الحارث بن سريج ويشعلان ثورة عنيفة على الأمويين، ويقضي عليها بعد صراع مرير.
وقد انبثق من مذهب القدرية مذهب جديد هو مذهب الاعتزال، وكانت المشكلة الاولى التي انبثق عنها هذا المذهب هي مشكلة مرتكب الكبيرة، إذ كان الخوارج يرون أنه كافر، بينما كانت المرجئة تري أنه مؤمن، وكان الحسن البصري ومن تابعوه من القدرية يرون أنه مؤمن فاسق فأظهر واصل بن عطاء القول بأنه غير مؤمن ولا كافر، بل هو في منزلة بين المنزلتين. وأثار ذلك جدالا عنيفا بينه وبين أصحابه من القدرية، ودفع الحسن عمرو بن عبيد ليجادله فيه، فأقنعه واصل برأيه (29)، وبذلك فارقا معا مذهب الحسن، وسميا هما ومن
207
تابعهما باسم المعتزلة. وقد اجتذبا الى آرائهما كثيرا من الأتباع والدعاة، تسندهما في ذلك دراسة مستفيضة لآي القرآن الكريم وعقل دعماه بالمنطق وأدلته الدقيقة. ومضي أتباعهما على شاكلتهما يجمعون بين الدين والفلسفة، فازدهر الاعتزال وأصبح في العصر العباسي الأول أهم مذاهب المتكلمين،
وإنما أطلنا في هذا الجانب لندل على أن العقل العربي في عصر بني أمية أمدته روافد كثيرة، دعمته دعما، مما كان له آثار بعيدة في أشعار الشعراء، إذ كانوا مندمجين في الفرق السياسية والعقيدية وما نشب بينها من مجادلات، ويسوق الرواة من ذلك مجادلة بين ذي الرمة ورؤبة في القدر، وكان أولهما قدريا وثانيهما جبريا (30). وبتأثير هذه المجادلات تحول جرير والفرزدق يتجادلان جدالا عنيفا في عشيرتيهما من جهة وفي قيس وتميم من جهة ثانية على نحو ما هو معروف في نقائضهما، وكأنهما يتحولان بشعر الهجاء والعصبيات القديم الى ما يشبه مقالات أهل النحل. وكل ذلك من آثار هذا التطور الذي أصاب العقل العربي، والذي جعله يندفع في البحث والمناظرة والتدرب على جمع البراهين والأدلة في أي موضوع يعرض له.
وكان من ثمار هذا التطور أيضا أن رأينا بعض الشعراء يسعي بشعره الى غاية تعليمية، إذ أخذ بعض الشعراء المعلمين من أمثال الكميت والطرماح يحشدون في أشعارهم أوابد اللغة وشواردها، ليعينوا الناشئة على معرفتها. ولم يلبث الرجاز وعلي رأسهم العجاج ورؤبة أن قدموا من ذلك مادة وفيرة للناشئة ولعلماء اللغة.
_________
(1) البيان والتبيين 1/ 351.
(2) انظر في هؤلاء؟ ؟ ؟ للخاصة ومن يليهم من معلمي الكتاتيب: البيان والتبيين 1/ 251 والمعارف لابن قتيبة (طبعة جوتنجن) ص 271.
(3) البيان والتبيين 2/ 323.
(4) انظر مقالة مايرهوف «من الإسكندرية الى بغداد» في التراث اليوناني لعبد الرحمن بدوي ص 53 وما بعدها.
(5) راجع تاريخ العرب (مطول) لفيليب حتي (الطبعة العربية) 2/ 314.
(6) وفيات الأعيان (طبعة ديلان) 1/ 246.
(7) البيان والتبيين 1/ 328.
(8) الفهرست لابن النديم (طبعة القاهرة) ص 338.
(9) ابن أبي أصيبعة 1/ 163 وتاريخ الحكماء (مختصر الزوزني) طبع ليبزج ص 324 وانظر نقولا عن ماسرجويه في الحيوان 3/ 275، 5/ 364.
(10) الحيوان 1/ 247 وعيون الأخبار 4/ 62.
(11) الفهرست ص 171.
(12) راجع صفحات عن إيران لصادق نشأت ومصطفي حجازي (نشر مكتبة الأنجلو المصرية) ص 81.
(13) الكامل (طبعة رايت) ص 573.
(14) الكامل ص 561.
(15) البيان والتبيين 1/ 42.
(16) البيان والتبيين 1/ 243.
(17) ابن سعد ج 7 ق 2 ص 5.
(18) البيان والتبيين 2/ 322.
(19) البيان والتبيين 2/ 98.
(20) المعارف لابن قتيبة ص 248.
(21) ديوان جرير (طبعة الصاوي) ص 474.
(22) طبري 5/ 340.
(23) ابن سعد 6/ 218.
(24) البيان والتبيين 1/ 328.
(25) انظر في ترجمته لسان الميزان 4/ 424 والمعارف ص 244 وفي هذين الكتابين أنه كان قدريا ولكن في الفهرست ص 171 والملل والنحل (طبعة لندن) 105 أنه كان مرجئا، ومن ثم فعداده في مرجئه القدرية. وراجع فيه المنية والأمل لابن المرتضي والفرق بين الفرق ص 190.
(26) أغاني 14/ 270.
(27) أشتوا: فرقوا. قددا: طرائق وفرقا.
(28) انظر الملل والنحل ص 60 حيث يوضح كيف أصبح رئيسا لفرقة تسمي الجهمية نبينا بعض أصول مقالتها.
(29) انظر في ذلك أمالي المرتضي 1/ 165
(30) أمالي المرتضي 1/ 19.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|