أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-02
4346
التاريخ: 12-8-2022
1032
التاريخ: 27-1-2023
885
التاريخ: 2023-04-15
1473
|
حدثت تطورات تكنولوجية في فئون الحفر خلال القرون الخمسة التي جاءت بعد أن طبع يوحنا جوتنبرج الكتاب المقدس على آلة الطباعة ذات اليد الخشبية وذلك لتلبية حاجة المجتمع إلى اتصال أفضل . وقد أتاحت الآلات وعمليات الطبع إمكانية نمو وسائل الاتصال . وطبعت الجرائد والمجلات والكتب بكميات وفيرة وتكلفة قليلة بما يكفي لتلبية الطلب المتوقع . وكانت طباعتها شديدة الجاذبية بحيث تغري المشترين بطلب كميات أكبر . وكانت تطورات فن الطباعة ضرورية لتحسين الإنتاج حتى تستطيع وسائل الاتصال أن تحتل مكانها في المجتمع الحديث من خلال دورانه وبريقه بعد أن أصبحت السينما ووسائل الاتصال الإليكترونية أيضا رهن إشارته .
وتعتبر آلة الطباعة من أهم الآلات في المجتمع . وكانت آلة الطباعة التي استخدمها جوتنبرج تماثل آلة عصر النبيذ المعاصر له . وفي خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الخامس عشر كانت تفرش الصفحة التي تتضمن الحروف على منضدة مسطحة تدهن بالحبر ثم توضح صفحة من الورق فوق الحروف ، ويتم الضغط عليها من أعلى بواسطة ذرع رافعة يحركها مسمار قلاووظ تؤدي إلى إنزال سطح خشبي آخر يسمى الأسطوانة . وكان في الإمكان الضغط بمعدل ٦٠٠ مرة خلال يوم واحد من العمل الشاق . وهذا النوع من الطباعة يطلق عليه اسم الطباعة البارزة Letter Press..
أما المساهمة العظيمة التي قدمها جوتنبرج فهي التعرف على الحروف المتحركة ، فقد كانت صناعة الكتب على أيامه تتم بالنسخ اليدوي بمعرفة الرهبان أو العبيد على لفائف من الرق ، وكانت توشى بالأحرف الأولى والحواف الملونة ، وتجلد تجليدا فخما ، وكانت هذه الكتب تمثل أعمالا فنية تحفظ في الخزائن كالكنوز ، كما أنها كانت قليلة العدد . أما طبع الكتب بأعداد كبيرة للاستهلاك العام فكان يتم كذلك بواسطة كتل خشبية تحفر عليها الكلمات أو الصور ٠ وكان اخترع الحروف المتحركة يعنى أن نفس الحروف المحفورة أو المسبوكة من المعدن ، يمكن إعادة استخدامها مرات عديدة مع إمكانية طبع صور عديدة من نفس الشكل بالضغط على الحروف المجموعة . وقد عرف جوتنبرج ومعاونوه كيفية سبك حروف معدنية تفرغ في قالب ، كما استطاعوا إنتاج حبر مناسب للطباعة ، واستخدموا كذلك نوعا من الورق أرخص ثمنا من الرق وهو الورق الذي طوره الصينيون والمصريون .
وظهرت الكتب سريعا ، وقدر عدد الطبعات التي طبعت قبل سنة ١٥٠٠ بأربعين ألف طبعة بمتوسط ٥٠٠ نسخة من كل طبعة بمجموع 20 مليون نسخة كتاب ( الكتب التي طبعت في المرحلة الأول لفن الطباعة حتى سنة 1500 أطلق عليها اسم " منشأ الكتب Cradle books " وتوجد منها نماذج بالمتاحف ، والكثير منها طبعات شعبية رخيصة اختفت سريعا وقد صدر بعضها في شكل يماثل الكتب ذات الطباعة الفخمة المكتوبة بخط اليد ، وما زالت باقية حتى اليوم . وبعد ذلك ظهرت أشكال أخرى من الطباعة مثل الطباعة على وجه واحد من الورقة ، والكتيبات . وأخيرا أوائل كتب الأخبار ذات الورق الرخيص والجرائد . وفي حوالي سنة ١٦٢٠ اخترعت مطبعة ذات منضد متحرك لحمل الحروف بما يسمح بتحريكه للأمام والخلف فوق الأسطوانة مما سهل عملية الطبع ، وقد استخدمت مطابع الطباعة الحرفية نفس الأساليب والمعدات خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر . وقام وليم كاملون وغيره من المتخصصين في التصميم الطباعي بتطوير مناضد للطباعة أكثر جاذبية ، كما ساهم أخصائيو الطباعة مثل بنجامين فرانكلين في إتقان مهنتهم ، ولكن ظلت جودة وكمية المطبوعات محدودة . وكانت الجرائد وحدها هي التي تبلغ مساحتها 10 × 15 بوصة - وأدت قدرة المطبعة الخشبية المحدودة ، بالإضافة إلى الاستهلاك السريع للحروف بسب كبس الأسطوانة الخشبية غير المتساوي إلى بطء العمل .
وتعتبر المطبعة الحديدية التي ظهرت لأول مرة سنة ١٧٩٨ تطويرا له أهميته ، لأنها أتاحت كبسا أشد وأكثر استواء ، وسمحت باستخدام أشكال أكبر . وحدث تطور آخر يإحلال رافعة محل سمار القلاووظ ٠ وفى سنة ١٨٢٧ ظهرت مطبعة واشنطن اليدوية التي طبقت هذه التحسينات إلى جانب تحسينات أخرى ، مما أتاح تنفيذ ٢٥٠ كبسة في الساعة الواحدة ، وقد استخدم محررو مطابع الحدود هذه الآلة عند عبورهم القارة الأمريكية في القرن التاسع عشر .
وكان من الواضح عدم كفاءة المطبعة التي يتم تشغيلها باليد لإنجاز عمليات طباعة الجرائد والمجلات والكتب الأكبر حجما . ولو استخدمت قوة البخار لأمكن زيادة عدد
مرات الكبس في الداعة الواحدة يقدر أكبر . ولكن تم الاهتداء إلى طريقة أفضل لمباشرة الكبس على الورقة المجهزة للطبع . لقد أنتج الألماني فريدريك كوتيج في سنة ١٨١١ أسطوانة للكبس تدار بالبخار حيث تحمل الصفحة ذات الحبر على المنضدة المسطحة أسفل أسطوانة للكبس تمسك بفرخ الورق . واستطاع أن يطبع كلا وجهي الفرخ في عملية واحدة باستخدام أسطوانتين ومنضدة طويلة مسطحة تمسك بالإطار الذي يحمل الحروف من كلا الطرقين . وفي سنة ١٨١٤ أتيح لصحيفة التايمز اللندنية التمتع بالمقدرة المدهشة لإنتاج ١١٠٠ نسخة في الساعة الواحدة .
وقام دافيد تابيير في إنجلترا ، ور . هوى وشركاه في الولايات المتحدة بتطوير هذه المطابع ذات الأسطوانة المسطحة المنضدة بما يكفي الاستخدام حتى فترة وجيزة . وللحقيقة فإن النوعيات الحديثة التي تستطع أن تطبع وتطوي جرائد كاملة في عملية واحدة باستخدام لغة ورق متصلة غير متقطعة تخدم العديد من الجرائد والمجلات الصغيرة الحجم في أيامنا هذه مما يتيح لها طبع سنة آلاف نسخة في الساعة . ولكن في أواسط القرن التاسع عشر استدعت احتياجات الجرائد ذات التوزيع الضخم إدخال تحسينات أكثر ، وجاء الحل في شكل التطبيق الكامل لمبدأ استعمال الآلة التي تدور على محور Rotary وهي آلات الطبع الدوارة .
وقدم ر . هوى وشركاه في سنة ١٨٤٦ المطبعة الدوارة ، فكانت الحروف تركب في قوالب وتوضع على أسطوانة مقومة عند الوسط وتدور أمامها عدة أسطوانات دوارة للكيس ، ولكن هذه المطبعة لم تستطع العمل باستخدام لغة ورق متصلة أو تقبل العناوين التي تحتل عدة أعمدة ، أو الصور ، أو الإعلانات ضمن الحروف المجهزة للطباعة .
وقد حلت هذه المشكلة باستخدام قوالب لطباعة الرسوم والنص معا ، حيث تتولد الكبسات من منضد الحروف على القالب النحاسي الذي يصب فيه المعدن لسبك الحروف . وبذلك تم صنع صفائح صلبة مقوسة عن طريق صب المعدن المنصهر على القالب بالكبس ، ثم تثبت الصفائح على الأسطوانة الدوارة بآلة الطباعة . والآن يسهل استخدام أي نوع من أنواع الحروف المسبوكة ، بالإضافة إلى فائدة إضافية هي أن الحروف نفسها لم تعد تتعرض للكبس الذي تسببه آلة الطبع ولم تعد تستهلك بسرعة .
ولم يتبق الآن إلا استكمال عملية الطبع التي تستخدم فيها لغة الورق المتصل بحيث تنساب بين أسطوانة الكبس والأسطوانة التي تحمل قالب الحروف - واستدعت الحاجة أيضا استخدام نظام الى لقص وعليه الجريدة المطبوعة . ووفرر. هوى وشركاه ، مع غيرهم من صانعي الات الطباعة هذا النظام . وفي بداية الثمانينيات من القرن التاسع عشر تم تطوير آلات الطباعة فأصبحت تطلع 18 ألف نسخة فب الساعة . ومع تصاعد الزيادة في أعداد قراء الجرائد ، تمت إضافة صف من الأسطوانات سواء باستخدام قوالب الطباعة المزدوجة لنفس الصفحات أو إنتاج أقسام إضافية للصحيفة . ومع نهاية القرن استطاعت جريدة جديدة في نيويورك أن تطع ٩٦ الف نسخة في الساعة من طبعة الجريدة المكونة من 12 صفحة . وكانت الطاقة الكهربائية في هذا الوقت قد حلت محل طاقة البخار في عملية الطبع.
واحتاج إشباع هذه المطابع الضخمة إلى ورق جرائد أرخص ، وتأتي ذلك باختراع آلة فورديتير لصناعة الورق . ودخلت هذه العملية الخاصة بصنع ورق الجرائد الرخيص من عجينة الخشب إلى أمريكا سنة ١٨٦٧ من المانيا ، وكانت عاملا أساسا في نمو الجريدة اليومية . كما أنها أتاحت للصانع الحصول على ورق عالي الجودة لطباعة المجلات والكتب بالكميات التي يحتاجها المجتمع الحديث . وكان ورق الطباعة المصنوع من الخرق البالية غالي الثمن وإمداداته محدودة . أما العمية الجديدة التي تتم باستخدام طاقة المياه لطحن جذور أشجار الصنوبر وتحويلها إلى عجينة الخشب ، فقد أنتجت ورقا مناسبا حيث كانت تتم تقوية الخشب المطحون بقدر قبل من عجينة الخرق البالية أو عجينة سافات الكبريتيد . وانخفض ثمن الطن من ورق الجرائد إلى ٤٢ دولارا للطن في سنة ١٨٩٩ بعد أن كان ٢٤٦ دولارا للطن في سنة ١٨٧٠ ، لأن كثرة الطلب ادت إلى زيادة الإنتاج مع تدهور السعر .
وكذلك تم تطوير جميع الحروف أثناء هذه الفترة عندما تحولت العديد من العمليات اليدوية إلى المكينة بعد تجارب عديدة . ولكن ماكينة اللينوتيب التب اخترعها ميرجتتالر فقد استخدمتها الصحف بنجاح لأول مرة فب سنة ١٨٨٦ . وكانت أول ماكينة من هذا النوع تشبه ماكينة اللينوتيب أو الإنترنيت التب نستخدمها اليوم . وعندما تعمل هذه الماكينة بواسطة لوحة المفاتيح فإنها تدفع بحرف من الأمهات التي يجري ترتيبها آليا . وكان ناتجها في البداية يعادل ثلاثة أمثال ناتج الجمع اليدوي ، ولكن استخدام الأمهات أتاح سرعة إنجاز عمل الرجال الذين يرتيون الصفحات ( التوضيب ) وتستخدم اليوم ماكينات أخرى مجهزة بالأمهات لجمع العناوين ، واختيار الأبناط ، والتحكم في الكميات ، والدفع بالأمهات من القوالب المجموعة يدويا للاستخدام في جمع الإعلانات . وقد أدى تطوير عملية الدفع بالأمهات التي أتاحها استخدام طريقة " الحصيرة الجافة " Dry mat " إلى زيادة الكميات المنتجة من تجميع الأبناء ، واتفق عليها المعلنون والاتحادات التي تتولى عملية نشر المقال الواحد في عدة صحف في وقت واحد للإنتاج في كل أنحاء البلد . أما استخدام الجمع الالكتروني فقد أتاح الحصول على إنتاج غزير من نسخ الإعلانات المصورة.
وفي العقد الأخير من القرن التاسع عشر أصبحت الطباعة بالألوان متاحة باستخدام الات الطبع الدوارة . وكانت الإضافات المصورة التي تطبع منفصلة قد استخدمت في الجرائد منذ وقت مبكر . كما قدمت المجلات النسائية لقارئاتها صورا ملونة باليد قبل الحرب الأهلية . وفي العقد الأخير من القرن التاسع عشر استطاعت الجرائد الكبرى التي تصدر في العواصم أن تطبع الصور والعناوين معا بالألوان باستخدام مصادر إضافية للحبر وأسطوانات الكبس . وطبعت الأقسام المميزة من جرائد الأحد بلون واحد ، أما الأقسام الفكاهية من جرائد الأحد فقد طبعت بخمسة ألوان .
أما الصور التي كانت تظهر في الجرائد الأقدم فقد كانت عبارة عن رسومات صغيرة محفورة على الخشب واستخدمت لزخرفة الإعلانات ، أما الصور المحفورة على الخشب للأحداث الإخبارية فقد كانت نادرة حتى ظهور جريدة فرانك ليسلى المصورة وجريدة هاربر الأسبوعية في الستينيات من القرن التاسع عشر . وتنافست الدوريتان في استخدام الصور المحفورة على الخشب للرسومات التي تصور ميادين القتال في الحرب الأهلية . وأدى نجاح تداولهما إلى الدفع بالجرائد إلى الأمام . ولكن استكمال الصورة الكبيرة المحفورة على الخشب كان يستغرق عدة أيام ، بينما كانت الظروف تتطلب استكمالها يوميا.
وظهرت قوة اجتذاب الصورة للقارئ للعديد من الناشرين . وخلال فترة ما بعد الحرب الأهلية حدثت تطورات مختلفة ، فقد أنجزت المجلات عملا فنيا رفيع المستوى باستخدام الألواح المحفورة على الخشب وصفائح الصلب المنقوش ، وأنتجت الرسوم
المتحركة والرسومات الملونة خلال عقد الثمانينيات من القرن التاسع عشر . وفي نفس الوقت بدا ظهور الحفر بالزنكوغراف وهو عبارة عن خطوط متقاطعة ناتجة عن الحفر على ألواح الزنك باستخدام الحامض . وأثبتت الرسومات التخطيطية التي يرسمها الفنانون للأشخاص المشهورين شعبيتها في جرائد التسعينيات من القرن التاسع عشر ، وبقيت مشكلة البحث عن طريقة لإعداد الصور الفوتوغرافية بالكبس عالي الصرعة .
وكان اخترع لويس داجر سنة ١٨٣٩ في باريس للآلة التي اطلق عليها اسمه لحفر الصور الفوتوغرافية على المعدن ، هو الخطوة الأولى نحو التصوير الصحفي الحديث . واستخدم ماثيو برادي اول مصور فوتوغرافي امريكي مشهور عملية داجر ، وكذلك عملية أسرع أطلق عليها اسم اللوح المبلل Wet Plate وهي طريقة تم تطويرها في اسكتلندا سنة ١٨٥٥ لعمل صور نصفية للشخصيات القيادية الأمريكية، ومناظر لحوالي ٥٠٠ منظر لمعارك الحرب الأهلية . ولكن لم يستطع أحد نشر الصور في الجرائد أو المجلات مباشرة . ثم أنتج فريدريك أ. إيفز رئيس معمل التصوير بجامعة كورنيل الحفر الضوئي باستخدام رسوم بالقلم لجريدة الطلبة في سنة ١٨٧٧ . وفي العام التالي أنتج أول رسم محفور بطريقة التدرج اللوني من الأسود إلى الأبيض Half Tone عن طريق تجهيز تشكيل من النقط الدقيقة على لوح ينقل الحبر إلى الورق نقطة نقطة . وإذا كانت النقط شديدة التقارب فإنها تعطى المساحة السوداء من الصورة الفوتوغرافية ، أما إذا كانت شديدة التباعد نستظهر المساحة الفاتحة . وفي سنة ١٨٨٠ طبع ستيفن هـ. هورجان المحرر الفني لجريدة ديلى جرافيك في نيويورك نوعية جديدة من الصور المحفورة بطريقة التدرج اللوني في هذه الجريدة المصورة الرائدة ، وظل الأمر كذلك حتى سنة ١٨٩٧ عندما تعلم رجال المطابع كيفية استعمال الصور ذات التدرج اللوني على آلات الطباعة الدوارة . وبمجرد تحقيق ذلك بدأ المصورون الفوتوغرافيون في حمل الكاميرات وبودرة الفلاش لأداء مهام منتظمة .
ومع حلول عام 1900 أصبحت المطابع الدوارة التي تدار بالكهرباء ، وماكينات الجمع ، وقوالب طباعة الرسوم والحروف معا ، وطباعة الألوان ، والحفر الضوئي، والحصيرة الجافة ، والجمع الإليكتروني جزءا من أسلوب النشر . وأصبح هذا القرن مبدئيا هو قرن التحسينات والتعديلات التي أدخلت على هذا الأسلوب وأتاحت الطباعة باستخدام الأنابيب Tubular Press إنتاج جرائد يومية صغيرة المساحة باستخدام الطريقة الدوارة بتكلفة أقل . وأنتجت هذه الطريقة 35 ألف نسخة في الساعة . أما الطبع بأربعة ألوان وهو أكثر تعقيدا من عملية الطبع بلون واحد القديمة فقد أصبح في الخمسينيات من القرن العشرين متاحا بالنسبة للجرائد الكبيرة . وشق اسلوب طبع الألوان باستخدام الصفحات المتتالية (Rop) (Run - of - paper) وشق طريقه الى الأمام في طبع الإعلانات والأعمدة الإخبارية . وعند حلول سنة ١٩٦٥ ظهرت الألوان في الجرائد اليومية وغطت نسبة 90% من الجرائد اليومية .
وصارت ماكينات الجمع أسرع وإمكانياتها أكثر . ومنذ خمسينيات القرن العشرين أصبح من السهل تشغيلها آليا باستخدام شرائط مثقبة على ماكينات إعداد الحروف . كذلك أصبح في استطاعة عامل فتى واحد إدارة العديد من ماكينات الليتوتيب أو الإنترتيب . وتحسنت حروف كتابه العناوين مع بدء استخدام حروف تشلتنهام وبودونى بعد سنة 1900 ، ووصولا الى حروف سانس سريف ، كما ظهرت في السوق حروف اكبر وأوضح ، وفي سنة ١٩١٣ استخدمت طابعات الأخبار الإلكترونية التي تسعى المبرقات الكاتبة ، وقد حلت محل اجهزة الاستقبال التلغرافي التي كانت تعمل بطريقة المورس في غرفة تلقى الأخبار ومكاتب الاتحادات الصحفية . وبدأ إرسال الصور سلكيا في أواسط الأربعينيات من القرن العشرين ، وتلا ذلك استخدام آلات الفاكس التي تستقبل النسخ المصورة في غرفة تلقى الأحبار . وفي الخسينيات من القرن العشرين افتتحت ماكينة حفر فيرتشايلد - التي تطبع صفائح الصور الفوتوغرافية ببساطة وبسعر رخيص - الباب على مصراعيه لاستخدام المطبوعات الصغيرة للرسومات على نطاق واسع .
وتم تطوير عمليتين أخريين للطباعة بالاضافة إلى عملية الطباعة البارزة التي سبق وصفها ، إحداهما هي الطباعة الغائرة أو طباعة الروتوغرافور التي تطورت في ألمانيا وعرفت في الولايات المتحدة قبل نشوب الحرب العالمية الأولى بقليل . ويتم الطبع بالروتوغرافور عن طريق صفائح توضع عليها نسخة أو صورة ، ثم تحفر أو تطبع بطريقة الحفر تحت الطح أي عكس الطباعة البارزة . وتغطى الصفحة بالحبر ثم تكشط فلا يتبقى الحبر إلا في المناطق الغائرة التي تختلف أعماقها ، وعندما يضغط الورق على الصفيحة فإنه يمتص الحبر من الشقوق . أما الصورة الناتجة فإنها لا تكون من نقط كما هو الحال في الطباعة البارزة ولكنها عبارة عن فيلم يتضمن أعماقا مختلفة مما يترتب عليه أيضا اختلاف في درجة اللون . والطباعة الغائرة تعطى الصور خاصية فنية غنية ، وهي تستعمل لطباعة ملاحق صحف الأحد والمجلات .
أما التطوير الآخر وهو الطباعة الملساء أو طباعة الأوفست فهو يستند على فكرة الطباعة على الحجر ، وهي عملية قديمة كانت تتم فيها الطباعة من السطوح الحجرية المسطحة الناعمة . إنها عملية الطباعة السطحية التي توضع فيها الصورة على الحجر باستخدام مادة دهنية تجتذب الحبر . ويغطى السطح الذي لا يطبع بطبقة رقيقة من الماء الذي يحجز الحبر ، وبذلك فإن الصورة فقط هي التي تطبع على الصفحة عند المكبس . وتستخدم نفس الفكرة في عملية الطباعة بالأوفسيت ، حيث تنتقل الصورة من الأسطوانة المركب عليها الصفيحة الطابعة إلى مخدة من المطاط مركبة على أسطوانة ثانية ، ثم تطبع على الورق الذي تحمله أسطوانة ضغط ثالثة . وتصنع الصفائح الطابعة بواسطة تصوير صفحة الجريدة أو المجلة التي تلصق فوقها المادة المطبوعة ، والإعلانات ، والرسوم ، والصور الفوتوغرافية - أما الحروف فيمكن جمعها عن طريق الآلة الكاتبة أو تقطع من مطبوعات أخرى . ولا يحتاج الأمر إلى حفر الرسوم الخطية أو الصور ( بالرغم من ضرورة استخدام الشبكة عند تصوير الأصول الخطية منفصلة أثناء عمل الصفيحة ) وعلى ذلك فإن طباعة الأوفست تتميز بارتفاع التكلفة بالنسبة للمطبوعات الصغيرة خاصة تلك التي تستخدم العديد من الصور . ويتم استخدامها في طبع مئات عديدة من الجرائد والمجلات الأسبوعية والجرائد اليومية الصغيرة . وعلى أية حال فإن الاستخدام الرئيس لها يختص بالعمل التجاري الذي يدار على المدى البعيد مثل طباعة بطاقات البيانات ، وأيضا طباعة المجلات الأسبوعية .
وتتضمن الفصول التالية من هذا الكتاب عرضا لأثر هذه التطورات التكنولوجية في صناعات نشر الجريدة والمجلة والكتاب وفي عالم الإعلان . ومن المؤكد أن وسائل الاتصال المطبوعة قد حققت تحسينات تاريخية في فنون عمليات الحفر - ويتفق قادة جميع هذه الصناعات على أن تكاليف هذه العمليات تجاوزت ما يجب أن تكون عليه لضمان استمرار وسائل الاتصال المطبوخة في خدمة هذا الضم من الجماهير التي لا تستطيع الشراء إلا بسعر منخفض . إن الجرائد التي تباع بقرش والمجلات التي تباع بخمسة قروش والطبعات الرخيصة من الكتب قد اختفت منذ فترة طويلة . أما الجرائد التي تباع بعشرة قروش والمجلات التي تباع بخمسين قرشا والكتب التي تباع بعشرة جنيهات فإنها تعاني من أضرار المنافسة في الأسعار . وبالرغم من أن التطورات التكنولوجية قد حسنت من الإنتاج ، إلا أما تكلف الكثير من الأموال ، ثم أضيفت إلى ذلك الزيادة في تكاليف النقل (زادت أسعار نقل الطن من ٤١ دولارا إلى ١٣٥ دولارا منذ سنة ١٩٣٣) مع الزيادة في تكلفة العمالة - وهناك اختراق رئيس آخر ضروري لعمليات الطباعة إذا ظلت وسائل الاتصال المطبوعة على ما هي عليه من الضخامة في التميز . ويتمثل الأمر الرئيس في تطبيق التصوير على نطاق واسع بالنسبة لعملية الطباعة ، مما يجعل تكاليف استخدام الآلات الضخمة غير ضرورية . ومن المنتظر أن تؤدي الأبحاث الى تطوير الحل الممكن وهو عملية " الطباعة على البارد " التي بدأت في عقد الستينيات من القرن العشرين بالتعرف على تلك الآلات ومنها آلات الجمع التصويري ، وآلة تحميض الأفلام Lino film ووحدة الكم الضوئي photon . وهذه الآلات تسهل عملية تركيب الكلمات على فيلم ثم نقلها مباشرة إلى صفيحة الطباعة . ومع استخدامها على نطاق واسع في تكوين الإعلانات أعطت أملا في تنفيذ هجمات قريبة على الطباعة باستخدام المعدن الساخن ، بالإضافة إلى الطريقة الاقتصادية التي يمكن تنفيذها وهي عمل نسخة متطورة من الأخبار المركبة بطريقة الحفر مع سرعة تنفيذ عملية التركيب الضوئي باستخدام الحاسبات الإليكترونية . وقد بدأت الجرائد اليومية الكبرى في سنة ١٩٦٣ استخدام الحاسبات الالكترونية في تجهيز شرائط آلات التجمع وتحقيق إنتاج الشرائط بسرعة عالية مع الوفرة في الكلفة لأن الحاسب الالكتروني يستطيع أن ينجز آليا الأعمال التي تستغرق وقتا مثل ضبط المسافات بين الكلمات وأطوال السطور . والحاسب الآلي مبرمج لتحقيق هذا الأداء لأنه هو الوسيلة الوحيدة القادرة على إنجاز مثل هذه الأعمال حسب المطلوب
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|