من أي شيء تكون القمر؟

يبدو أن القمر - أقرب جيراننا في الفضاء - مكون من صخر لا يختلف كثيراً عن الجزء الصخري من الأرض ، ولا بد حقاً ، أن يكون قد جاء من المصدر الذي جاءت منه الأرض . ويعتقد بعض العلماء أن القمر قد اقتطع فعلاً من الأرض تاركاً وراءه حوض المحيط الهادي .

ولما كان القمر يبعد في المتوسط أقل من 235 الف ميل عن سطح الارض ، فإن في استطاعتنا أن نكشف بعض ملامح سطح القمر حتى بدون مجهر « تلسكوب » . و مساعدة أكبر التلسكوبات ، فإن الصورة المكبرة للقمر تعادل ما يمكنك رؤيته بالعيون المجردة من مسافة أقل من 200 ميل ، وهي مسافة قريبة تكفي لتمييز أجسام لا تبعد عن بعضها غير بضع مئات من الأقدام . ويمكنك أن تستكشف القمر بأي تلسكوب تقريباً مكنك تثبيته بقوة ، وحتى ( النظارات المعظمة) التي  تستخدم في ميادين السباق تظهر بعض المعالم الرئيسية الهامة.

وقد كفلت لنا الرحلات التي قام بها رواد الفضاء ثروة من المعلومات المدهشة ، ولعل تضاريس القمر الآن وطبيعة سطحه أصبحت مألوفة لبعض الناس أكثر من مناطق معينة على الأرض نفسها ! غير أن أغلب المعلومات التي تلقاها العلماء إنما أكدت بالدليل المادي «تكهنات» علمية أو معلومات رصد أو استنتاجات علمية ، سبقت الرحلات إلى القمر . فنحن نعلم مثلاً أنه ليس هناك على سطح القمر هواء يستطيع ان يعيش عليه الناس والنباتات والحيوانات ، وأن الشمس والنجوم تسطع في نفس الوقت نهاراً ، وأن السماء سوداء وليست زرقاء ، وأن جاذبية القمر سدس جاذبية الأرض .