الإشعاع والطب

تكاد لا تخلو العيادات الكبيرة فضلاً عن المستشفيات من أجهزة الأشعة السينية التي تستخدم على نطاق واسع في التشخيص ، وفي الكشف عن أية كسور أو شروخ في العظام ، وفي الفحص الدوري للصدر . كما تستخدم هذه الأشعة وأشعة جاما في الكشف عن الأورام السرطانية في أجزاء الجسم وفي تحديد مواقع الشطايا عند الجرحى .

وتستعمل النظائر⁽⁾ المشعة في تشخيص بعض الأمراض في المجال المسمى (بالطب النووي)، حيث يعطي النظير المشع عن طريق الفم عادة فينتقل بواسطة الدم إلى أنحاء الجسم ويتجمع في أحد الأعضاء تبعاً لنوع العنصر المعطي له ، وتتم دراسة العضو المعني من الخارج بقياس الأشعة التي يطلقها النظير المشع الموجود في العضو ، ومن الأمثلة على ذلك دراسة نشاط الغدة الدرقية بإعطاء المريض نظير اليود المشع يود – 131 أو يود – 132 حيث يتجمع معظمه في الغدة الدرقية التي تستخدمه في إنتاج هرمون (الثايروكسين) وإذا كانت الغدة نشطة فإنها تنتج كمية كبيرة من (الثيروكسين) الذي تحتاجه بالتالي إلى صنع ذلك الهرمون والعكس صحيح . كما يستعمل الكالسيوم المشع (كالسيوم 45 ، 47) في دراسة الهيكل العظمي حيث يتجمع هذا النظير . وتستعمل النظائر المشعة في تحديد أماكن انسداد القناة الهضمية والأوعية الدموية .

أما في مجال العلاج ، فإن كلا من الأشعة السينية وأشعة جاما يستعمل في علاج الأورام السرطانية وذلك لأن الخلايا السرطانية أكثر تأثراً بالإشعاع من الخلايا الصحيحة . وقد أدخلت حديثاً أنواع أخرى من الأشعة في علاج الأورام السرطانية منها النيوترونات والبايونات ⁽⁾ ... ولا يزال البحث جارياً في هذا المجال لتحسين كفاءة الأشعة في علاج الأورام السرطانية . ويعتبر العلاج بالأشعة في العديد من الأورام السرطانية ناجحاً إذا تم في المراحل الأولى للسرطان ، أما في المراحل المتقدمة فتستعمل الأشعة في تخفيف حدة الألم.