المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تقييم معلبات الاسماك
10-2-2016
طرق تربية ملكات النحل
30-7-2020
تحليل وظائف الكلى Kidney Functions
30-1-2017
المبادئ المحاسبية Principles Accounting
30-1-2022
رتبة القمل القارض او اكلات الشعر Mallophaga
24-5-2016
اقتران المركبات الاستيلينية The Coupling of Acetylenic Compounds
2024-02-28


الامتزاج بالأمم الأجنبية وتعربها وأثر ذلك في اللغة  
  
3353   10:26 صباحاً   التاريخ: 25-4-2021
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : تاريخ الادب العربي - العصر الاسلامي
الجزء والصفحة : ص:169-176
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15431
التاريخ: 22-03-2015 3303
التاريخ: 28-6-2021 4097
التاريخ: 22-03-2015 4120

الامتزاج بالأمم الأجنبية وتعربها وأثر ذلك في اللغة

اندفع العرب من جزيرتهم ينشرون الإسلام وتعاليمه السمحة في أقطار الأرض، ففتحوا العراق وإيران وخراسان والشام ومصر وبلاد المغرب، وعبروا رقعة الماء الضيقة في جبل طارق، وركزوا أعلامهم على مشارف البرانس كما ركزوها في الهند. وكانت بعض قبائلهم تنتشر قبل الإسلام وفتوحه في العراق والشام، فساعد ذلك على تعرب هذين القطرين سريعا، وأخذت تتعرب الأقطار الأخري التي لم يكن لها عهد بالعروبة من قبل. ومن حينئذ لم يعد اللسان العربي خاصا بأبناء الجزيرة وحدهم، فقد أخذ يشيع في شعوب قريبة وبعيدة، وسرعان ما تعربت، وكان مما هيأ لتعربها نظام الولاء الذي أخذ به العرب أنفسهم في فتوحهم الواسعة، فقد أدخلوا رقيق الحروب في ولائهم، وفتحوا الأبواب واسعة أمام من وراءه من الشعوب المفتوحة كي يدخلوا في هذا الولاء وينتسبوا فيمن يؤثرون من القبائل العربية.

وبمجرد أن تمت الفتوح أخذ العرب والموالي جميعا يعيشون حياة مشتركة حتي في المدن التي اختطها الفاتحون لمعسكراتهم مثل البصرة والكوفة والفسطاط، فإن العرب اختلطوا فيها وفي غيرها من المدن بالأجانب الذين قدموا لهم خدماتهم في الحرف؟ ؟ ؟ والتجارة، وغصت بهم دورهم وقصورهم، إذ استخدموهم في حاجاتهم

من جهة وتزوجوا كثيرات من إمائهم من جهة ثانية، على نحو ما هو معروف عن اتخاذهم للسراري والجواري. وظهر أثر ذلك في أجيال التابعين منذ

170

جيلهم الأول فقد برز بينهم كثيرون لأمهات أجنبيات، نذكر من بينهم أبناء بنات يزدجرد: على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبي طالب والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

وهذا الامتزاج الواسع بالموالي زواجا وولاء لم يكن تأثر الموالي به أقل من تأثر العرب، فقد أخذوا في التعرب سريعا، وكانت أقطارهم تتكلم لغات مختلفة، إذ كان أهل إيران وخراسان يتكلمون الفارسية، وكان أهل العراق يتكلمون الفارسية والنبطية ولغات آرامية مختلفة، ويتكلم أهل الشام الآرامية وغيرها من اللغات السامية، بينما كان أهل مصر يتكلمون القبطية، وأهل المغرب يتكلمون البربرية. وكانت لغة السياسة والثقافة في المغرب والأندلس اللاتينية وفي مصر والشام اليونانية والسريانية وفي العراق وإيران السريانية والفارسية.

وأخذت هذه اللغات تترك أماكنها من ألسنة أصحابها لتحل محلها العربية، غير أن هذا لم يحدت سريعا بين عشية وضحاها، فقد أخذ التعرب يتدرج شيئا فشيئا. وفي أثناء ذلك كانت العربية تتطور صورا مختلفة من التطور، وكان أول ما أصابها من ذلك أن محيت الى حد كبير-بفضل القرآن الكريم ولغته القرشية-فروق اللهجات بين القبائل، فأصبحت لغة القرآن هي اللغة العامة التي يتخاطب بها العرب مضريين ويمنيين في كل مكان، وإن ظلت من الماضي آثار هنا وهناك. وأخذ يظهر بسبب الامتزاج بالموالي تطورثان في لغة التفاهم، فإن العرب عمدوا الى استخدام تعبيرات مبسطة، حتي يفهم عنهم الموالي ويلوكوا ما يلفظونه بسهولة. وفي أثناء ذلك كانوا يستعيرون منهم بعض الكلمات الأعجمية وخاصة في الأطعمة وأدوات الحضارة، وكانوا يعربونها وقد يبقونها على صورتها الأصلية. ويعرض علينا الجاحظ في كتابه «البيان والتبيين» كثيرا من الكلمات الفارسية التي جرت على ألسنة أهل الكوفة بسبب من عاشوا معهم وخالطوهم من الفرس، فمن ذلك أنهم كانوا يسمون المسحاة «بال» والحوك أو البقلة الحمقاء «الباذروج» وملتقي أربع طرق

 

171

«جهارسوك»، وكانوا يسمون السوق «وازار» والقثاء «خيارا» والمجذوم «ويذي (1)» وكانت الفارسية شائعة في البصرة ويتضح ذلك في دخول مقطع «آن» الفارسي على كثير من أسماء القطائع مثل «عمران (2)» لعمر بن عبيد الله بن معمر و «سويدان» لسويد بن منجوف السدوسي و «خالدان» لخالد بن أسيد و «مهلبان» لآل الملهب. ومما يدلي على شيوع الفارسية في البصرة ما يروي من أن يزيد بن مفرغ حين هجا أسرة عبيد الله. . زياد في ولايته عليها سقاه نبيذا وحمله على دابة في ثياب مهلهلة مفرونا الى هرة وخنزير، وأمر أن يطاف به في الشوارع على هذه الصورة المزرية، فتجمع حوله الصغار يسألونه بالفارسية إين جيست؟ أي ما هذا، فكان يجيبهم بلسانهم (3):

آب است نبيذ است … عصارات زبيب است

سميه روسبي است

واست: من أفعال الكينونة، وآب: ماء. وسمية: أم زياد. وروسبي:

الخنزيرة. أي هذا ماء ونبيذ وعصارة زبيب وسمية الخنزيرة، ويريد البغي.

ويلاحظ الجاحظ أن تأثير الفارسية سقط الى داخل الجزيرة في المدينة مع من نزلها من الفرس، ولذلك سمو البطيخ «الخربز» والسميط «الرزدق»، وطعام المصوص وهو لحم ينقع بالخردل «المزور» والشطرنج «الإشترنج» وغير ذلك من الأسماء (4).

ولم يقف استخدام هذه الألفاظ وما يشبهها عند اللغة اليومة، فقد تعداها أحيانا الى شعر بعض الشعراء من العرب أمثال الفرزدق وجرير اللذين عاشا في البصرة، إذ نجد أولهما يستخدم كلمة «البيذق والبياذق» المعروفة في لعبة الشطرنج استخداما يدل على أنه كان يعرف اللعبة وما يصيب البيذق فيها حين يتقدم الى آخر الرقعة إذ يصبح وزيرا، يقول مخاطبا جرير (5):

 

172

ونحن إذا عدت تميم قديمها … مكان النواصي من وجوه السوابق

منعتك ميراث الملوك وتاجهم … وأنت لدرعي بيذق في البياذق

فهو يجعله بيذقا غير متقدم؟ ؟ ؟ جريرا يستخدم في إحدي أهاجيه للفرزدق كلمة «الروذق» الفارسية؟ ؟ ؟ المنتوف وبره بعد سلقه، ويستخدم معها كلمة «البيذق» الفارسية للدلالة على الشيء التافه، إذ يقول في جعثن أخت الفرزدق (6):

لا خير في غضب الفرزدق بعدما … سلخوا عجانك سلخ جلد الروذق

سبعون والوصفاء مهر بناتنا … إذ مهر جعثن مثل حر البيذق

وبنفس هذه الصورة دخلت كلمات نبطية الى الشعر ولغة التفاهم، وإذا كان ابن مفرغ صاغ من الفارسية شطورا على نحو ما قدمنا فقد كان وراءه شعراء من الزنج مثل رباح (7) ومن الهند مثل أبي عطاء السندي.

وربما كان أهم من ذلك ما أصاب العربية من لكنات هؤلاء الموالي، فإن كثيرين منهم كانوا يجدون عسرا في نطق بعض حروف العربية التي لا توجد في لغاتهم، ويعرض علينا الجاحظ في البيان والتبيين صورا مما كان يجري على ألسنة عامتهم من هذه اللكنات، حتي لتفسد العبارة العربية إفسادا، فمن ذلك أن الحجاج سأل نخاسا: أتبيع الدواب المعيبة من جند السلطان؟ فأجابه:

«شر يكاننا في هوازها وشر يكاننا في مداينها، وكما تجئ تكون». ولم يفهم الحجاج ما يقول فقال له ويلك ما تعني؟ فقال بعض من قد كان اعتاد سماع الخطأ وكلام العلوج بالعربية حتي صار يفهم مثل ذلك: يقول: «شركاؤنا بالأهواز وبالمدائن يبعثون إلينا بهذه الدواب، فنحن نبيعها على وجوهها (8)» ومن ذلك أن أم ولد لجرير قالت لبعض ولدها: «وقع الجردان في عجان أمكم»

 

173

فأبدلت الذال من الجرذان دالا ونطقت العجين عجانا. وقال بعض الشعراء في أم ولد له يذكر لكنتها:

أول ما أسمع منها في السحر … تذكيرها الأنثي وتأنيث الذكر

والسوءة السوءاء في ذكر القمر

إذ كانت تنطقه الكمر (9). وكانت آثار من هذه اللكنات تجري على ألسنة فصحاء الموالي ممن صعدت بهم ملكاتهم الى أفق الشعر العربي، حتي أصبحوا لا يقلون فيه فصاحة وبلاغة عن شعراء العرب الخلص، نذكر من بينهم زيادا الأعجم، وكان يرتضخ لكنة فارسية يذهب فيها الى إبدال العين همزة والطاء تاء والسين شينا (10)، ويروي أنه أنشد المهلب في بعض مديحه:

فتي زاده السلطان في الود رفعة … إذا غير السلطان كل خليل

فقال: «زاده الشلتان (11)» وتكرر منه ذلك على سمع المهلب فوهبه غلاما ينشد شعره (12). وكان أبو عطاء السندي وهو ممن عاشوا في العصرين:

الأموي والعباسي يبدل الحاء هاء والجيم زايا والشين سينا، ودفعه ذلك أن يستوهب ممدوحا له يسمي سليمان بن سليم الكلبي غلاما ينشد شعره. (13)

ولم تجر هذه اللكنات على ألسنة الموالي وحدهم، فقد تسربت منها بعض الآثار الى ألسنة من كانوا ينشئون فيهم وخاصة من كانت أمهاتهم منهم، على نحو ما يحدثنا الرواة عن عبيد الله بن زياد والي العراق، إذ استبقاه أبوه مع أمه «مرجانة» حين تزوجت الفارس «شيرويه» فكان يبدل الحاء هاء والقاف كافا، فإذا قال: أحروري أنت؟ قال: أهروري أنت؟ وإذا قال قلت لك قال: كلت لك (14). وقال مرة: افتحوا سيوفكم بدلا من سلوا سيوفكم، مما جعل ابن مفرغ يهجوه بقوله (15):

 

174

ويوم فتحت سيفك من بعيد … أضعت وكل أمرك للضياع

ويروي أن أباه زيادا أوفده على معاوية فكتب إليه مشيرا الى لكنته:

«إن ابنك كما وصفت ولكن قوم من لسانه». (16)

وليس بين أيدينا نصوص توضح ما حدث من ذلك في مراكز الشعر الأخري بالأقطار المفتوحة، ولكن لا بد أن ما كان يحدث في العراق من هذه اللكنات كان يحدث في المراكز القريبة والبعيدة ما يماثله. واقترن بهذه اللكنات لحن كثير بسبب ضعف السلائق من مثل قول زياد الأعجم:

إذا قلت قد أقبلت أدبرت … كمن ليس غاد ولا رائح

وكان القياس أن يقول: «ليس غاديا ولا رائحا (17)». ويظهر أن اللحن شاع على ألسنة بعض العرب أنفسهم، ومن ثم عني خلفاء بني أمية بتأديب أولادهم ويقال إن عبد الملك أهمل تأديب ابنه الوليد فجري اللحن على لسانه، ومما يروون من لحنه أنه نطق يوما كلمة «لص» بضم اللام، وأنه قال لأبيه حين قتل أبو فديك الخارجي: «يا أمير المؤمنين قتل أبي فديك» وقال مرة:

«يا غلام رد الفرسان الصادان عن الميدان (18)».

واتسع هذا اللحن في الكوفة والبصرة حتي لنري الحجاج المعروف بفصاحته ولسنه ونشأته في البادية يخاف على نفسه منه، فيسأل ابن يعمر: أتسمعني ألحن؟ فقال: الأمير أفصح الناس، فقال الحجاج: عزمت عليك أتسمعني ألحن؟ قال: حرفا، فقال الحجاج: أين؟ قال: في القرآن، فقال: ذلك أشنع له، فما هو؟ قال ابن يعمر: تقول: {{قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله}} بقراءة أحب بالرفع ومكانها النصب.

وكأنه لما طال عليه الكلام نسي ما ابتدأ به. فقال الحجاج: لا حرم لا تسمع لي لحنا أبدا (19). وكان خالد القسري مع ما اشتهر به من فصاحته لحانا، ويروي

 

175

أنه قال يوما: «إن كنتم رجبيون فإنا رمضانيون». وفيه يقول يحيي بن نوفل (20):

وألحن الناس كل الناس قاطبة … وكان يولع بالتشديق في الخطب

ويروي الرواة أن عيسي بن عمر النحوي خاصم رجلا الى بلال بن أبي بردة والي البصرة لخالد القسري فجعل عيسي يتتبع الإعراب وجعل الرجل ينظر إليه، فقال بلال للرجل: لأن يذهب بعض حق هذا أحب إليه من ترك الإعراب فلا تتشاغل به واقصد لحجتك (21)، وممن عرف في خراسان باللحن عمرو بن مسلم أخو قتيبة بن مسلم (22)، وكان سليمان بن عبد الملك في دمشق يقول: المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث يفخم اللحن كما يفخم نافع بن جبير الإعراب (23).

وانتشار اللحن على هذه الشاكلة هو الذي دفع لظهور اللغويين والنحاة منذ القرن الأول للهجرة، فقد أخذت تتجرد جماعة من العلماء وخاصة في البصرة لتنقية العربية مما دخلها من فساد. وكان بعض هؤلاء العلماء يتعرض لفصحاء الشعراء ينقدهم نقدا نحويا، حتي لو اضطرتهم الى ذلك القافية، واشتهر في هذا الجانب عبد الله بن أبي إسحق الحضرمي بمراجعاته للفرزدق فيما كان يحدثه أحيانا من بعض شاذات نحوية، وما زال يراجعه حتي قال فيه بيته المأثور:

فلو كان عبد الله مولي هجوته … ولكن عبد الله مولي مواليا

فتعرض له ابن أبي إسحق قائلا: كان يحسن أن تقول: مولي موال (24) على أن الفرزدق لم يعرف بضعف في الحس اللغوي لأنه نشأ في البادية، إنما الذي عرف بذلك بعض الشعراء الذين نبتوا في المدن مثل الطرماح والكميت. ويسجل الرواة على الطرماح أنه كان يستخدم الألفاظ البدوية الغريبة في شعره استخداما غير دقيق (25) وأنه كان يكلف بإدخال ألفاظ النبط الآراميين في شعره (26). ولم

 

176

يكن الكميت يسلك في أشعاره الألفاظ النبطية، ولكنه كان يشرك الطرماح في ظاهرة الاستخدام غير الدقيق للألفاظ البدوية (27)، ويروي أنه أنشد ذا الرمة يوما بعض شعره، وسأله رأيه فيه، فقال له: «إنك لتقول قولا ما يقدر إنسان أن يقول لك فيه أصبت أو أخطأت، وذلك أنك تصف الشئ فلا تجئ به ولا تقع بعيدا منه، بل تقع قريبا» واقتنع الكميت بوجهة نظره واعتل لذلك بأنه لا يصف شيئا رآها بعينه، إنما يصف شيئا وصف له (28)»، ولذلك كان اللغويون لا يستشهدون بأشعاره ولا بأشعار الطرماح في اللغة (29).

وعلي هذا النحو أخذت السلائق تضعف حتي عند العرب أنفسهم، وخاصة من نشأوا منهم في الحضر ولم يتغذوا بلبان البادية. وما نصل الى العصر العباسي حتي يضع اللغويون خطا فاصلا بين الشعر القديم الجاهلي والإسلامي والشعر العباسي الحديث الذي سموه شعر المولدين وهو خط فصلوا به فصلا تاما بين الشعر الفصيح الذي يمكن الاستشهاد به في اللغة والشعر الذي لا يعتد به في هذا الاستشهاد. وقد اعتدوا بشعر الجاهليين والمخضرمين دون استثناء، أما شعر الأمويين فأخرجوا منه نفرا من العرب أمثال الطرماح والكميت متخذين النشأة في الحضر مقياسا لمعرفة المشوب والمصفي والمعيب والسليم.

 

 

_________

(1) البيان والتبيين 1/ 19 وما بعدها.

(2) فتوح البلدان للبلاذري ص 353 وما بعدها.

(3) البيان والتبيين 1/ 143.

(4) البيان والتبيين 1/ 19.

(5) نقائض جرير والفرزدق (طبعة بيقن) ص 787.

(6) النقائض ص 845.

(7) انظر رسالة تفضيل السودان على البيضان للجاحظ وأمالي ابن الشجري (طبعة كرنكو) 1/ 194 وقد اختلف في اسمه هل هو رباح أو رياح أو سنيح بن رباح. انظر العربية ليوهان فك هامش ص 36.

(8) البيان والتبيين 1/ 161.

(9) البيان والتبيين 1/ 73.

(10) البيان والتبيين 1/ 71 والأغاني (طبعة الساسي) 14/ 99.

(11) البيان والتبيين 1/ 71 والكامل للمبرد (طبعة رايت) ص 366.

(12) أغاني (طبعة دار الكتب) 13/ 89

(13) الشعر والشعراء 2/ 72؟ ؟ ؟ وراجع الأغاني (طبعة الساسي) 16/ 79.

(14) البيان والتبيين 1/ 2.

(15) البيان والتبيين 2/ 210.

(16) البيان والتبيين 2/ 210.

(17) الشعر والشعراء 1/ 398.

(18) البيان والتبيين 2/ 204 وما بعدها.

(19) ابن سلام ص 13.

(20) البيان والتبيين 2/ 216.

(21) البيان والتبيين 2/ 218.

(22) البيان والتبيين 2/ 219.

(23) البيان والتبيين 2/ 217.

(24) ابن سلام ص 16 وما بعدها.

(25) الموشح ص 209 والأغاني (طبعة دار الكتب) 12/ 36.

(26) الموشح ص 208.

(27) الموشح ص 192 والأغاني (دار الكتب) 12/ 36

(28) أغاني (ساسي) 15/ 120.

(29) الموشح ص 191، 208.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.