أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-8-2016
3208
التاريخ: 8-8-2016
2859
التاريخ: 19-05-2015
3756
التاريخ: 10-8-2016
2927
|
ليس بخافٍ على ذي لب مغزى اصرار المأمون على تولية الإمام الرضا (عليه السلام ) لمنصب ولاية العهد، وتبدو هذه الصورة واضحة عند استقراء الاحداث التي سبقت او رافقت هذه المؤامرة المحكمة ؛ فعندما قدّم هارون الرشيد ولده الامين رغم اقراره ومعرفته بقوة شخصية المأمون وذكائه قياساً بأخيه المدلل الذي لا يشفع له إلاّ مكانة أمّه زبيدة الحاكمة في قصر الرشيد، كان يعني ذلك ايذاناً بقيام الفتنة التي حصلت من بعد وراح ضحيتها عشرات الالوف وعلى رأسهم الأمين الذي وقف العباسيون إلى صفّه وقاتلوا معه، ولما انتقلت السلطة بأكملها الى المأمون المستقر في خراسان والمدعوم بأهلها آنذاك، فقد واجه خطر نقمة اكثر العباسيين وعدائهم له وتحيّنهم الفرص السانحة للانقضاض عليه وعلى حكمه وفي الجانب الآخر كان الشيعة في كلّ مكان يرفضون ويناصبون الخلافة العباسية العداء نتيجة سوء صنيعهم وظلمهم للعلويين ولآل البيت خاصة، والذين يشكل شيعة خراسان جانباً مهماً منهم .
وكان في أوّل سنة لخلافة المأمون أن خرج السري بن منصور الشيباني المعروف بأبي السرايا في الكوفة منادياً بالدعوة لمحمد بن ابراهيم بن إسماعيل بن الحسن بن الحسن بن علي (عليه السلام) حيث بايعه عامة الناس على ذلك ؛ وفي المدينة خرج محمد بن سليمان بن داود بن الحسن، وفي البصرة علي بن محمد بن جعفر بن علي بن الحسين وزيد بن موسى بن جعفر الملقب بزيد الغار، وفي اليمن ابراهيم بن موسى، ومن ثمّ فقد ظهر في المدينة أيضاً الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين المعروف بالافطس وهكذا فقد اندلعت في انحاء الدولة الكثير من الثورات تناصرها الآلاف من الناس الذين ذاقوا الامرّين من حكم الطواغيت والظلمة وهكذا فقد ادرك المأمون مدى تأزّم الموقف وتخلخل وضع الحكومة آنذاك، فلم يجد بداً من تظاهره امام الرأي العام الشيعي الذي كان من أقوى التيارات المؤهلة للاطاحة بالخلافة العباسية دون أي شك بتنازله عن الخلافة التي قتل اخاه من اجلها الى الإمام الرضا (عليه السلام ) إمام الشيعة وقائدهم وهكذا فبعد قبول علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) بولاية العهد قام بين يديه الخطباء والشعراء، فخفقت الألوية على رأسه، وكان فيمن ورد عليه من الشعراء دعبل بن علي الخزاعي، فلمّا دخل عليه قال: قلت قصيدة وجعلت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك، فأمره بالجلوس حتى خفّ مجلسه ثمّ قال له: هاتها فأنشد قصيدته المعروفة:
مدارس آيات خلت من تلاوة *** ومنزل وحي مقفر العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى *** وبالركن والتعريف والجمراتِ
ديار علي والحسين وجعفر *** وحمزة والسجاد ذي الثفناتِ
ديار عفاها كلّ جون مبادر *** ولم تعف للأيام والسنواتِ
إلى أن قال:
قبور بكوفان وأُخرى بطيبة *** وأُخرى بفخ نالها صلواتي
وقبر ببغداد لنفس زكية *** تضمّنها الرحمن بالغرفاتِ
فأمّا المصمات التي لست بالغاً *** مبالغها مني بكنه صفاتِ
إلى الحشر حتى يبعث الله قائماً *** يفرِّج منها الهم والكربات
إلى أن قال:
ألم تر أنّي مذ ثلاثين حجة *** أروح وأغدو دائم الحسرات؟
أرى فيئهم في غيرهم متقسما *** وأيديهم من فيئهم صفرات
إذا وتروا مدّوا إلى أهل وترهم *** أكفّاً من الأوتار منقبضات
حتى أتى على آخرها، فلمّا فرغ من إنشادها قام الرضا (عليه السلام) فدخل الى حجرته وأنفذ اليه صُرّة فيها مائة دينار واعتذر اليه، فردّها دعبل وقال: والله ما لهذا جئت، وإنّما جئت للسلام عليك والتبرّك بالنظر الى وجهك الميمون، وإنّي لفي غنى، فإن رأيت أن تعطني شيئاً من ثيابك للتبرّك فهو أحب إليّ ؛ فأعطاه الرضا جبّة خز وردّ عليه الصرّة .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|