المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05
الانفاق من طيبات الكسب
2024-11-05

الفرق بين التفسير الاجتهادي المقبول والتفسير بالرأي
15-10-2014
جيمس وات (واط)
8-12-2015
الرصف المرن
2023-03-12
John Robertson Pullar
21-3-2017
الصدق.
25/12/2022
ست قواعد لبناء (الحب) بين الأخوان
29-5-2022


أمره للأسد بابتلاع الساحر وكلامه (عليه السلام) مع الأسد  
  
21177   05:56 مساءً   التاريخ: 16-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص266-268.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام) /

روى ابن شهرآشوب عن عليّ بن يقطين انّه قال : استدعى الرشيد رجلا يبطل به أمر أبي الحسن و يخجله في المجلس فانتدب له رجل معزّم‏ ، فلمّا أحضرت المائدة عمل ناموسا على الخبز فكان كلّما رام خادم أبي الحسن تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه، و استقر هارون الفرح و الضحك لذلك ؛ فلم يلبث أبو الحسن أن رفع رأسه إلى أسد مصور على بعض الستور فقال له : يا أسد اللّه خذ عدوّ اللّه، قال : فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع فافترس ذلك المعزم فخرّ هارون و ندماؤه على وجوههم مغشيا عليهم و طارت عقولهم خوفا من هول ما رأوه، فلمّا أفاقوا من ذلك بعد حين قال هارون لأبي الحسن (عليه السّلام) : أسألك بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل .

فقال : إن كانت عصا موسى ردت ما ابتلعته من حبال القوم و عصيّهم فانّ هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل‏ .

يقول المؤلف: روى بعض الفضلاء و لعلّه السيد الأجل السيد حسين المفتي هذا الحديث عن الشيخ البهائي هكذا، قال: حدّثني، ليلة الجمعة في السابع من شهر جمادى الآخرة سنة 1003هـ أمام ضريح الامامين المعصومين موسى بن جعفر و ابي جعفر الجواد (عليهما السّلام) عن أبيه الشيخ حسين عن مشايخه عن الشيخ الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار و سعد بن‏ عبد اللّه عن احمد بن عيسى عن الحسن بن عليّ بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه عليّ بن يقطين ورجال هذا الحديث كلّهم ثقات و من شيوخ الطائفة، ثم ذكر الحديث كما مرّ حذو القذّة بالقذّة الّا انّه لم يذكر الخادم بل ورد انّ الامام (عليه السلام) هو الذي أراد أخذ الخبز و انّ صورة الأسد كانت في بعض صحون البيت لا على الستر، ثم قال: لقد أنشدني الشيخ البهائي أدام اللّه ايامه ثلاثة أبيات في مدح الامامين موسى بن جعفر و محمد الجواد (عليهما السّلام) و هنّ أحسن أبيات قيلت في مدحهما :

ألا يا قاصد الزوراء عرّج‏                  على الغربيّ من تلك المغاني‏

و نعليك اخلعن و اسجد خضوعا          إذا لاحت لديك القبّتان‏

فتحتهما لعمرك نار موسى‏                 و نور محمد متقارنان‏            

و روى ابن شهرآشوب أيضا عن عليّ بن أبي حمزة البطائني انّه قال : كنت مع أبي الحسن (عليه السلام) في طريق إذ استقبلنا أسد و وضع يده على كفل‏  بغلته فوقف له أبو الحسن كالمصغي الى همهمته ثم تنحّى الاسد إلى جانب الطريق و حول أبو الحسن وجهه إلى القبلة و جعل يدعو بما لم أفهمه ثم أومى إلى الأسد بيده أن امض، فهمهم الأسد همهمة طويلة و أبو الحسن يقول آمين آمين و انصرف الأسد ؛ فقلت له: جعلت فداك عجبت من شأن هذا الاسد معك فقال: انّه خرج إليّ يشكو عسر الولادة على لبوته‏  و سألني أن أسأل اللّه أن يفرج عنها ففعلت ذلك و ألقى في روعي انّها تلد ذكرا فخبرته بذلك فقال لي: امض في حفظ اللّه فلا سلّط اللّه عليك و لا على ذريّتك و لا على أحد من شيعتك شيئا من السباع فقلت: آمين.

و قد نظم ذلك:

و اذكر الليث حين ألقى يديه‏               فسعى نحوه و زار و زمجر

ثم لما رأى الامام أتاه‏                       و تجافى عنه وهاب و اكبر

و هو طاو ثلاثا هذا هو الحق‏              و ما لم أقله أوفى و أكثر

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.