أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2016
1389
التاريخ: 26-3-2021
9075
التاريخ: 15-11-2016
1316
التاريخ: 6-5-2021
1826
|
حكام المفاخرات والمنافرات من قريش
قال ابن الكلبي: كان في قريش أربعة نفر يتحاكمون إليهم في عقولهم ويحكمون بين الناس في المفاخرة وكلّ قد أدرك الإسلام، منهم عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب، ومخرمة بن نوفل بن أهيب [1] بن عبد مناف بن زهرة، وحويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن نصر بن مالك بن حسل [2] بن عامر بن لؤي، وأبو الجهم بن حذيفة بن غانم العدوي، وكان أبغضهم إليهم عقيل بن أبي طالب لأن الثلاثة كانوا يعدون محاسن الرجلين إذا تنافرا إليهم فأيهما كان أكثر محاسن فضلوه، وكان عقيل يعد المساوي فأيهما كان أكثر مساوي أخره فيقول الرجلان: وددنا أنّا لم نأته [3] ، أظهر من مساوينا ما كان خافيا عن الناس.
المؤذون [4] لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أبو لهب عبد العزّى بن عبد المطلب، والحكم هو الطريد بن أبي العاص ابن أمية، وعقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية، والنضر بن الحارث بن كلدة [5] من بني عبد الدار.
المستهزؤن [6] من قريش ماتوا كفارا بميتات مختلفات [7]
العاص بن وائل [8] بن هاشم السهمي، والحارث بن قيس بن عدي السهمي وهو/ صاحب الأوثان كلما مر بحجر أحسن من الذي عنده أخذه وألقى ما عنده وفيه نزلت: أَفَرَأَيْتَ من اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ 45: 23 [9] والأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى والوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم والأسود بن عبد يغوث بن وهب [10] بن عبد مناف بن زهرة.
فأما سبب موتهم فإن العاص بن وائل [11] خرج في يوم مطير على راحلته ومعه ابنان له يتنزه ويتغدى [12] ، فنزل شعبا من تلك الشعاب، فلما وضع قدمه على الأرض صاح، فطافوا فلم يروا شيئا، فانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعير، فمات من لدغة الأرض، وأما الحارث بن قيس فانه أكل حوتا مالحا فأخذه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى قدّ [13] فمات وهو يقول: قتلني رب محمد، وأما الأسود بن المطلب فكان له ابن بارّ به يقال له زمعة وكان متجره إلى الشام، فكان إذا خرج من عند أبيه في سفر قال: أسير كذا وكذا وآتي البلد يوم كذا وكذا ثم خرج يوم كذا وكذا، فلا يخرم [14] مما يقول شيئا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا عليه أن يعمى بصره ويثكله ولده، فخرج في ذلك اليوم الذي وعده فيه ابنه زمعة القدوم ومعه غلام له، فأتاه جبريل عليه السلام/ وهو قاعد في ظل شجرة فجعل يضرب رأسه وجبهته [15] بورقة خضراء فذهب بصره ويضرب وجهه بالشوك، فاستغاث غلامه فقال: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا إلا نفسك، فأعمى الله بصره وأثكله ولده.
وأما الوليد فمر على رجل من خزاعة وعنده نبل [16] قد راشها فتعلق به سهم، وقد تقدم ذكر قصّة الوليد وموته في الكتاب [17] .
وأما الأسود بن عبد يغوث فخرج من عند أهله فأصابته السموم فاسودّ، فأتى أهله فلم يعرفوه وأغلقوا دونه فمات وهو يقول: قتلني رب محمد. وحكى إبراهيم بن سعد أن جبريل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يطوف بالبيت فمر الأسود بن المطلب فرمى وجهه بورقة خضراء فعمي، ومرّ به الأسود بن عبد يغوث الزهري فأشار إلى بطنه فاستسقى ومات حبنا، الحبن الاستسقاء. ومرّ الوليد [18] فأشار إلى أثر جرح في أسفل كعبه كان أصابه قبل ذلك بسنين وهو يجر إبله [19] فمر برجل من خزاعة [20] فتعلق سهم من نبله بإزاره فخدشه خدشا وليس بشيء، فلما أشار إليه جبريل عليه السلام انتقض ذلك الخدش فقتله، ومر به العاص بن وائل فأشار إلى أخمص [21] رجله فخرج على حمار له وهو يريد الطائف [22] فربض به حماره على شبرقة [23] فدخلت في أخمصه منها شوكة فقتلته.
________________
[1] أهيب كزبير.
[2] في الأصل: حيبيل، وحسل بكسر الحاء وسكون السين.
[3] العبارة هنا محرفة في الأصل.
[4] في المحبر أيضا ص 157 و 158.
[5] كلدة بالتحريك.
[6] في الأصل: المتسهزيون- بالياء المثناة.
[7] في المحبر أيضا باختصار ص 158 و 159.
[8] في الأصل: وايل- بالياء المثناة.
[9] آية 23 سورة 45.
[10] في الأصل: أهيب- كزبير، والتصحيح من نسب قريش ص 261 وأنساب الأشراف 1/ 124 وسيرة ابن هشام ص 177 وطبقات ابن سعد 1/ 94.
[11] في الأصل: وسبب موتهم فأما العاص بن وايل فانه.
[12] في الأصل: يتغدا، انظر أنساب الأشراف 1/ 139 وسيرة ابن هشام ص 272.
[13] في الأصل: انقد، ومعنى قدّ: اصابه القداد بالضم وهو وجع في البطن.
[14] فلا يخرم مما يقول: لا ينقص منه شيئا.
[15] في الأصل: وجهه، ولعل الصواب ما أثبتنا، وفي أنساب الأشراف 1/ 149: فجعل جبريل عليه السلام يضرب وجهه وعينيه بورقة من ورقها خضراء وبشوك من شوكها حتى عمى.
[16] في الأصل: نيل.
[17] راجع ص 191 وما بعدها.
[18] يعني الوليد بن المغيرة.
[19] في الأصل: سبله، وكذا في المحبر ص 159، والصواب: إبله، وجر الإبل بمعنى ساقها رويدا.
[20] في سيرة ابن هشام ص 272: مر برجل من خزاعة يريش نبلا له، وفي أنساب الأشراف 1/ 134: فمر برجل يقال له حراث بن عامر من خزاعة وهو يريش نبلا له ويصلحها فوطئ على سهم منها فخدش أخمص رجله خدشا يسيرا ويقال علق بازاره.
[21] الأخمص بفتح الهمزة: ما لا يصيب الأرض من القدم من باطنها.
[22] في الأصل: الطائف- بالياء المثناة.
[23] في الأصل: سبرقته- بالسين والشبرق بكسر الشين والراء جنس من الشوك إذا كان رطبا فهو شبرق فإذا يبس فهو الضريع.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|