المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



لماذا لم يذكر علي [عليه السلام] في القرآن؟  
  
945   07:07 صباحاً   التاريخ: 21-1-2021
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج2 - ص 90
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / القرآن الكريم / القرآن /

السؤال : عند سؤالنا عن السبب في عدم النص على ولاية أمير المؤمنين بشكل صريح في القرآن، تكون الإجابة دائماً أن هذا لو حدث لأدى إلى تحريف القرآن. مع أن الله قد تكفل في كتابه العزيز حفظ الذكر فقال عز من قائل: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).

 

ونحن نورد هذا السؤال لأن نظرنا قاصر عن بلوغ الإجابة ومعرفة الحكمة من ذلك بشكل واضح.

 

الجواب : قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)( سورة الحجر الآية 9).

ومن الواضح: أن الحفظ الإلهي يتصور على نحوين:

أحدهما: أن يكون هذا الحفظ بصورة جبرية وإعجازية وبتدخل إلهي مباشر. فيمنع الناس [جبراً] ويمسك بأيديهم، ويصرف قلوبهم عن تحريفه.. وهذا غير معقول ولا مقبول.. لأن معناه قهر إرادة الإنسان، والحيلولة بينه وبين ما يختار، وإسقاط هذا الاختيار، وتلك الإرادة عن قابلية التأثير..

وهذا ظلم للإنسان، وهو يتنافى مع عدل الله سبحانه، ويتنافى مع ربوبيته تعالى.. وهو القائل: (وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)( سورة الكهف 49) ويقول: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَمٍ لِلْعَبِيدِ)( سورة فصلت 46) فالظالم إذن لا يمكن أن يكون هو الله..

ولأجل ذلك، فإن الله سبحانه وتعالى حين حفظ نبيه حين الهجرة لم يمارس أي نوع من أنواع القهر لإرادتهم بل تصرف خارج دائرة اختيارهم فأنبت شجرة، وأرسل العنكبوت فنسجت، وجاءت الحمامة الوحشية فكانت على باب الغار..

أما المشركون فاستمروا يمارسون كل ما يحلو لهم فلم يمسك بأرجلهم عن السير، ولا منع أعينهم من الرؤية ولا.. ولا.. إلخ..

كما أنه تعالى لم يمنع الطغاة من جمع الحطب ولا من وضع ابراهيم في المنجنيق ولا من إشعال النار، فأمر النار بأن تكون برداً وسلاماً.

الثاني: أن يكون هذا الحفظ بتوفير مقتضياته ووسائله، من دون إبطال لاختيار الإنسان، ولا حيلولة بينه وبين ما يريد ويختار، فيشرع مثلاً استحباب حفظ القرآن، واستحباب قراءته في كل حين، واستحباب كتابته، وختمه، وتفسيره، ويدخل الكثير من آياته وسوره في العبادات المستحبة والواجبة، وفي كثير من الأوقات والمناسبات، ويجعله مصدراً من مصادر التشريع، والمعرفة الإيمانية، إلى غير ذلك من تشريعات تجعل القرآن باستمرار محوراً للتداول في كل الحالات والأوقات.

فتتوفر الدواعي من خلال ذلك على المداومة على ممارسة آياته، ومراجعتها، والبحث فيها وحولها..

ومن جهة أخرى، فإنه تعالى قد أبعد عن القرآن كل ما يدعو إلى المساس به، أو الرغبة في التفسير والتبديل في آياته..

وقد روي في الكافي أن أبا بصير [رحمه الله] قد قال للإمام الصادق [عليه السلام]: «إن الناس يقولون: فما له لم يسم علياً وأهل بيته في كتاب الله عز وجل؟!

فقال: قولوا لهم: إن رسول الله [صلى الله عليه وآله]، نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثاً ولا أربعاً، حتى كان رسول الله [صلى الله عليه وآله]، هو الذي فسر ذلك، إلخ»..

فعدم ذكره [عليه السلام] في القرآن يدخل في سياق حفظ القرآن من أن تتحرك الدواعي، والأهواء لمحاولة تحريفه فعلاً، لأنه إن ذكر اسم علي في القرآن فسيسعى أعداؤه إلى حذفه، وتحريف القرآن من أجله، فإن منعهم الله جبراً، وقسراً، كان ظالماً لهم، وهو ينافي عدله وألوهيته كما قلنا.. وإن تركهم ومكنهم من تحريفه فهو خلاف ما وعد به من حفظ القرآن. كما أن ذلك سيكون مصيبة عظمى، لأنه سيسقط القرآن عن الاعتبار. وإن لم يمكنهم ذلك بسبب ظهور أسباب عادية وطبيعية فسيكونون أمام ثلاثة خيارات.

الأول: أن يؤمنوا بالقرآن وبولاية علي [عليه السلام]، وذلك مما لا يحصل، لأن حقدهم وحسدهم واستكبارهم يمنعهم من ذلك.

الثاني: أن يكفروا ويخرجوا من الإسلام، ثم أن يكونوا له أعداءً، وسبباً في إضلال الناس، وفي خلق المتاعب والمصاعب..

ولاشك في أن نتائج ذلك خطيرة جداً على مستقبل هذا الدين، ولا يريد الله سبحانه أن يعرض دينه لمثل هذا الخطر العظيم.

الثالث: أن يثيروا الشبهات حول القرآن بدعوى تحريفه بالزيادة فيه، أو السعي إلى تشكيك الناس بسلامته، وصحته.. وهذا بلا شك أشد خطراً، وأعظم ضرراً.

وبذلك يتضح: أنه قد كان لا بد من تكريس هذا الأمر وتثبيته، مع حفظ القرآن وصيانته.. فكانت هذه السياسة الإلهية المعجزة التي حفظت القرآن، والإمامة، وكانت رحمة للعالمين..

والحمد لله، وصلاته وسلامه على رسوله محمد وآله الطاهرين..

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.