أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2021
2501
التاريخ: 24-3-2021
1802
التاريخ: 24-3-2021
2141
التاريخ: 25-3-2021
1648
|
[حديث الإيلاف]
حدثنا أبو بكر الحلواني قال حدثنا أبو سعيد [1] السكّري قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن حبيب عن ابن الكلبي قال: كان من حديث الإيلاف أن قريشا كانت تجارا وكانت تجاراتهم لا تعدو [2] مكة، إنما يتقدم عليهم الأعاجم بالسلع فيشترون منهم ثم يتبايعونه بينهم ويبيعون من حولهم من العرب، فكانت تجارتهم كذلك حتى ركب هاشم بن عبد مناف إلى الشام فنزل بقيصر واسم هاشم يومئذ عمرو، فكان يذبح كل يوم شاة فيصنع جفنة ثريد ويدعو من حوله فيأكلون، وكان هاشم (فيما-[ ) زعموا أحسن الناس عصبا وأجمله فذكر لقيصر وقيل: ها هنا رجل من قريش يهشم الخبز ثم يصب عليه المرق ويفرغ عليه اللحم، وإنما كانت الأعاجم تضع [3] المرق في الصحاف ثم تأتدم [4] بالخبز فلذلك سمي عمرو هاشما، وبلغ ذلك قيصر فدعا به، فلما رآه وكلمه أعجب به [وكان] [5] يرسل إليه فيدخل عليه، فلما رأى مكانه منه قال له هاشم: أيها الملك! إن لي قوما [6] وهم تجار العرب فان رأيت أن تكتب لهم كتابا تؤمّنهم وتؤمّن تجارتهم فيقدموا عليك بما يستطرف من أدم الحجاز وثيابه [7] فيكونوا يبيعونه عندكم فهو أرخص عليكم.
فكتب له كتابا بأمان من أتى منهم [فأقبل هاشم بذلك الكتاب فجعل كلما مر بحي من العرب بطريق الشام أخذ] [8] من أشرافهم إيلافا والإيلاف [9] أن يأمنوا عندهم في أرضهم بغير حلف [10] وإنما هو أمان الناس [11] وعلى أن قريشا تحمل لهم [12] بضائع فيكفونهم حملانها ويردون [13] إليهم رأس مالهم وربحهم، فأخذ[14] هاشم الإيلاف ممن بينه وبين الشام حتى قدم مكة، فأتاهم بأعظم شيء أتوا به [15] فخرجوا بتجارة عظيمة وخرج هاشم يجوّزهم ويوفيهم إيلافهم الذي أخذ لهم من العرب، فلم يبرح يوفيهم ذلك ويجمع بينهم وبين أشراف العرب حتى ورد بهم الشام وأحلهم قراها [16] ، فمات في ذلك السفر بغزّة [17] من الشام فقال الحارث بن حنش [18] من بني سليم وهو أخو هاشم وعبد شمس والمطلب بني عبد مناف من أمهم، أمهم جميعا عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان [19] بن ثعلبة بن بهثة [20] بن سليم: (البسيط)
إن أخي هاشما ليس أخا واحد ... والله ما هاشم بناقص كاسد [21]
والخير في ثوبه وحفرة اللاحد [22] ... الآخذ [23] الإلف والوافد [24] للقاعد
وقال مطرود الخزاعي: (الكامل)
مات الندى بالشام لما أن ثوى [25] ... أودى [26] بغزة هاشم لا يبعد
لا يبعدن ربّ الفناء [27] نعوده ... عود السقيم يجود بين العوّد
فجفانه رذم [28] لمن ينتابه ... والنصر منه [29] باللسان وباليد
فلما مات هاشم خرج المطلب بن عبد مناف إلى اليمن فأخذ من ملوكهم عهدا لمن تجر قبلهم [30] من قريش، ثم أقبل يأخذ الإيلاف ممن مر به من العرب حتى أتى مكة على مثل ما كان هاشم أخذ، وكان المطلب أكبر ولد عبد مناف وكان يسمى الفيض وهلك [31] المطلب بردمان [32] من اليمن وهو راجع من [33] اليمن، وخرج عبد شمس بن عبد مناف إلى ملك الحبشة فأخذ منه كتابا وعهدا لمن تجر قبله من قريش، ثم أخذ الإيلاف ممن بينه وبين العرب حتى بلغ مكة، وهلك عبد شمس بمكة فقبر بالحجون [34] ، وكان أكبر من هاشم، وخرج [35] نوفل بن عبد مناف وكان أصغر ولد عبد مناف وكان لأم وحده [36] وأمه واقدة بنت أبي عدي [37] من بني هوازن [38] بن منصور بن عكرمة بن خفصة [39] بن قيس ابن عيلان [40] ، فخرج إلى العراق فأخذ عهدا من كسرى لتجار قريش، ثم أقبل يأخذ الإيلاف ممن مر [41] به من العرب حتى قدم مكة ثم رجع إلى العراق فمات بسلمان [42] من أرض العراق. وكان بنو عبد مناف هؤلاء أول من رفع الله به قريشا لم تر العرب مثلهم قط أسمح ولا أحلم ولا أعقل ولا أجمل، إنما كانوا نجوما من النجوم، فقال مطرود الخزعي يرثيهم وكان يتبعهم ويكون في كنفهم واسم عبد مناف المغيرة: (السريع)
إن المغيرات [43] وأبناءهم ... لخير [44] أحياء وأموات
أربعة [45] كلهم سيد ... أبناء سادات لسادات
أخلصهم عبد مناف فهم ... من لوم من لام بمنجات
قبر بسلمان وقبر برد ... مان وقبر عند غزّات [46]
وميت مات قريبا لدى ... الحجون [47] من شرق البنيّات [48]
يا ليلة هيجت ليلاتي ... إحدى لياليّ القسيات
هيجت لي أحزان ما قد مضى ... لما تذكرت المنيّات [49]
لمّا تذكّرت منافا بني [50] ... عبد مناف بت [51] حاجاتي
ومر [52] مطرود برجل كان مجاورا في بني سهم [53] هو وبنات له وامرأته في سنة شديدة فحولوه وضاقوا [54] به ذرعا وأمروه أن ينتقل عنهم، فخرج يحمل متاعه هو وامرأته وولده لا يؤذيه أحد، فقال مطرود: (الكامل)
يا أيها الضيف المحوّل رحله ... هلا حللت [55] بآل عبد مناف
هبلتك أمك لو حللت إليهم ... ضمنوك من جوع [56] ومن إقراف [57]
الآخذون [58] العهد في آفاقها ... والراحلون برحلة الإيلاف
ويقاتلون الريح كل شتوة [59] ... حتى تغيب الشمس في الرجاف [60]
لم تر عيني مثلهم وهم الألى ... كسبوا فعال التلد والأطراف
ويقول [61] مطرود يوما بعد ذلك بعد ما مات بنو عبد مناف وهو خارج فتلقاه عبد المطلب ومطرود على بعير أعجف ورحل [62] خلق بهيئة سوء، فآواه إلى رحله وكساه كسوة حسنة وأعطاه راحلة فارهة ورحلا فاخرا، فقال مطرود: (الكامل)
يا شيبة [63] الحمد الذي تثنى له [64] ... أيامه [65] من خير ذخر الذاخر
المجد ما حجت إياد [66] بيته ... ودعا [67] هديل فوق غصن ناضر [68]
آوى فأحسن ثم متّع رجلتي ... بنجيبة سرح [69] ورحل فاخر
والله لا أنساكم وفعالكم ... حتى أغيّب في سفاة [70] القابر
فلأحبونّك ما حبوت أباكم ... من مدحة فلج وقول سائر
البدر شيبة أو هلال طالع ... وقف الحجيج له بواد غائر
ومطرود يقول أيضا: (الرمل)
لا يلومن منافا لائم ... منهم الفيض [71] ومنهم هاشم
وأخي الأبيض منهم نوفل ... سبط الكفين سيف صارم
ميّت الحرم عظيم ذكره ... عبد شمس حين عض الآزم [72]
ويروى: عبد شمس سوم من لا سائم قال: وسألت ابن الأعرابي عن سوم من لا سائم، فقال: لا أعرفه.
________________
[ 1 ] دينا صادقا يقرئ القرآن، وكان أدبيا مؤرخا نحويا، مات سنة 275 هـ وقيل سنة. 290- تاريخ بغداد 7/ 296 و 297.
[2] في الأصل: تعدوا.
[3] ليست الزيادة في الأصل.
[3] في الأصل: تصنع، وفي ذيل الأمالي ص 199: تصب، وهو أنسب.
[4] في الأصل: يوتدم.
[5] ليست الزيادة في الأصل، ولقد استفدناها من ذيل الأمالي ص 199، وفي تاريخ اليعقوبي 1/ 201 «وجعل» بدل «وكان» .
[6] في الأصل: قديا.
[7] في الأصل: وما به، والتصحيح من تاريخ اليعقوبي 1/ 201 وذيل الأمالي ص 199.
[8] ليست الزيادة في الأصل والمحل يقتضيها، ولعلها سقطت عن الناسخ وقد استفدناها من ذيل الأمالي ص 199.
[9] في الأصل: فايلافا.
[10] في الأصل كلمة «عليهم» بعد «حلف» ، ولا محل لها.
[11] في ذيل الأمالي ص 199: أمان الطريق، وهو أليق.
[12] في ذيل الأمالي ص 199: إليهم.
[13] في ذيل الأمالي ص 199: يؤدون.
[14] في ذيل الأمالي ص 199: فأصلح هاشم ذلك الإيلاف بينهم وبين أهل الشام.
[15] في ذيل الأمالي ص 199 «بركة» بعد أتوا به.
[16] في الأصل: قرنها.
[17] غزة بفتح الغين وتشديد الزاى: بلدة من أعمالي فلسطين على حدود مصر وعند ساحل البحر المتوسط، كانت إحدى محطّات قوافل التجارة التي أتت من الحجاز.
[18] حنش بفتح الحاء المهملة وسكون النون.
[19] ذكوان كفرحان.
[20] بهثة بضم الباء وسكون الهاء وفتح الثاء المثلثة.
[21] في أنساب الأشراف 1/ 59: بالناقص الكاسد، والشطر الثاني في شرح نهج البلاغة 3/ 454 ورسائل الجاحظ ص 71: الآخذ الإيلاف والقائم للقاعد.
[22] في الأصل: وفي حفره للأحد، والتصحيح من أنساب الأشراف 1/ 59، وفي المحبر ص 162: في حفرة اللاحد (مدير) .
[23] في الأصل: الا أخذ الإيلاف، والتصحيح من المحبر ص 162.
[24] في شرح نهج البلاغة 3/ 454: والقائم.
[25] في الأصل: ثم ثوى، والتصحيح من أنساب الأشراف 1/ 63 وشرح نهج البلاغة 3/ 458، وفي المحبر ص 163: يوم ثوى كما، وفي عيون الأخبار 1/ 33 هكذا:
مات الندى والبأس يوم ثوى به ... مود بغزة- إلخ.........
[26] في انساب الأشراف 1/ 63 «فيه» مكان «أودى» .
[27] في الأصل: الفنا- بالمقصورة.
[28] في الأصل: ردم- بالدال المهملة، والرذم كفرح من رذم الإناء يرذم رذما بمعنى امتلأ وسال ما فيه.
[29] في شرح نهج البلاغة 3/ 458: أدنى.
[30] في ذيل الأمالي ص 200: إليهم.
[31] في الأصل: يهلك.
[32] ردمان كندمان بالراء المهملة والدال المهملة.
[33] في الأصل: إلى.
[34] الحجون كمنون بتقديم الحاء على الجيم: جبل بأعلى مكة على ميل ونصف من الكعبة في قول وفرسخ وثلث في قول آخر- معجم البلدان 3/ 277.
[35] في الأصل: يخرج.
[36] هذا خلاف ما نجد في نسب قريش ص 14 و 15، وفي أنساب الأشراف 1/ 61 أنه كان لعبد مناف ابنان من واقدة: نوفل وعبيد أبو عمرو.
[37] اسمه عامر- نسب قريش ص 15.
[38] في الأصل: مازن.
[39] في الأصل: حقه، وخفصة بفتح الخاء المعجمة وفتح الفاء بعدها الضاد المهملة.
[40] في الأصل: غيلان- بالغين المعجمة.
[41] في الأصل: يمر.
[42] سلمان كفرحان: منزل جاهلي في جنوب شرق الكوفة على حدود العراق- معجم البلدان 5/ 111 و 6/ 257 وسيرة ابن هشام ص 89.
[43] المغيرات: بنو المغيرة.
[44] في سيرة ابن هشام ص 89 والروض الأنف 1/ 96: (من خير) وفي أنساب الأشراف 1/ 62:لخير- كما في المنمق، وفي المحبر ص 163: لخير آباء وأمات (مدير) .
[45] في الأصل: أبلج فض، والتصحيح من سيرة ابن هشام ص 89، وفي المحبر ص 163:
للبيض فيض.
[46] غزات هي غزة، جمعها لأجل القافية.
[47] انظر الحاشية رقم 10 ص 44.
[48] البنيات هي البنية بفتح الباء وكسر النون وتشديد الياء المثناة، والبنية اسم الكعبة، جمعها لأجل القافية، وفي سيرة ابن هشام ص 89:
وميت أسكن لحدا لدى ال ... حجوب شرقي البنيات
والمحجوب تحريف، وفي المحبر ص 163: الثنيات- بالثاء المثلثة.
[49] في الأصل: جنيات، ولعل الصواب ما أثبتنا.
[50] كذا في الأصل، ولعله مصحف عن «بين» .
[51] في الأصل: وابنا، لكنه لا يستقيم في الوزن.
[52] في الأصل: يمر.
[53] في تاريخ اليعقوبي 1/ 202: بني هاشم وهو خطأ.
[54] أي لم يستطيعوا أن يستمروا في معاونته.
[55] في سيرة ابن هشام ص 113: هلا سألت عن آل عبد مناف، وفي أنساب الأشراف 1/ 60: نزلت انظر أيضا حواشي ص 28.
[56] في سيرة ابن هشام ص 114: جرم.
[57] في المحبر ص 164: تطواف.
[58] في سيرة ابن هشام ص 114:
المنعمين إذا النجوم تغيرت ... والطاعنين لرحلة الإيلاف
[59] الشطر الأول في سيرة ابن هشام ص 114: والمطعمين إذا الرياح تناوحت، وفي أمالي القالي 1/ 242: ويكللون جفانهم بسديفهم، وفي المحبر ص 164 «يقابلون» مكان «يقاتلون» وفي الأصل «عشية» ولعله كما أثبتنا (مدير) .
[60] الرجاف كشدّاد: البحر.
[61] في الأصل: يقتل.
[62] في الأصل: رجل- بالجيم المعجمة.
[63] في الأصل: من شبه، وشيبة الحمد لقب أو اسم ثان لعبد المطلب، سمى بذلك لأنه ولد وفي رأسه شعرة بيضاء- نهاية الارب 1/ 241 وشرح نهج البلاغة 3/ 459.
[64] في الأصل: الندى.
[65] في الأصل: وبنا له، والتصحيح من شرح نهج البلاغة 3/ 453 ورسائل الجاحظ ص 69.
[66] في الأصل: ابؤه.
[67] في الأصل: اباد- بالباء وإياد بكسر الهمزة وهم إياد بن نزار بن معد بن عدنان من آباء قريش، والمراد قبائل قريش، وفي شرح نهج البلاغة 3/ 453 ورسائل الجاحظ ص 69:
قريش.
[68] هديل كجميل: صوت الحمام، وفي شرح نهج البلاغة 3/ 453: هذيل- بالذال المعجمة، وهو تحريف، وفي الأصل «غفر الناضر» مكان «غصن ناضر» (مدير) .
[69] ناقة سرح كدبر: سريعة سهلة السير.
[70] في الأصل: صفت، والتصحيح من شرح نهج البلاغة 3/ 453 ورسائل الجاحظ ص 69، والسفاة بفتح السين: تراب القبر والبئر جمعها السفيّ. وقد يجوز «صفاة» بمعنى الحجر (مدير) .
[71] الفيض لقب عبد المطلب.
[72] الأزم بالفتح وبسكون الزاى: شدة العض بالفم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|