المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



أسلوب الطباطبائي في تفسير الميزان  
  
9753   05:46 مساءً   التاريخ: 19-11-2020
المؤلف : الشيخ عارف هنديجاني فرد
الكتاب أو المصدر : علوم القرآن عند العلامة آية الله السّيّد محمد حسين الطّباطبائيّ (قده) «دراسة...
الجزء والصفحة : ص 76 - 82 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفاسير وتراجم مفسريها / التفاسير /

لقد تميز أسلوب الطباطبائي في تفسير الميزان بالدرجة العلمية والروح الموضوعية معاً ، إذ تراه يستند في فهمه للآيات القرآنية على مبادئ وأُسس ثابتة ، سواء في القرآن الكريم ، أم من السنة النبوية الشريفة وبالمأثور عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ، لكونهم يمثلون حقيقة القرآن ويعرفون حقيقة ما تنزّل به من أحكام ومبادئ وقيم ، كما قال علي (عليه السلام) : «بهم عُرف الكتاب ، وبه عرفوا» ، وهذا ما ارتكز إليه الطباطبائي في تفسيره ، حيث إنه أحاط بالرواية المعصومة من كل جوانبها نظراً لما كان يتمتع به من معرفة واسعة بالقرآن من جهة ، وبسنة أهل البيت (عليهم السلام) من جهة ثانية ، ناهيك عما كان يتميز به من قدرات عقلية وبرهانية فائقة أهلته لأن يسلك مسلك التفسير والتأويل معاً . وكما يقول العلامة آملي في ما وفق العلامة الطباطبائي له في تفسيره ، أنه أحاط بالقرآن إحاطةً كاملةً جعلته على إدراك كامل لما يهدف إليه القرآن من مبادئ عامة ، سواء في مجال المعارف الاعتقادية ، أم لجهة الأحكام الإلهية ، أم لجهة ما ذكره القرآن من قصص وحكم ، وغير ذلك مما وجد فيه الطباطبائي كمالاً لا يحتاج إلى شيء معه ، فكانت الآية التي استند إليها الطباطبائي ، هي قوله تعالى : ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً ﴾ [النساء : 82] ، فهذه الآية ناظرة بداية ، إلى حقيقة ما ينبغي أن ينطلق منه المفسّر في فهم وتفسير آيات الله تعالى فيما لو كان متوفراً على الشروط والصفات التي تؤهله لهذا التفسير ، لأنه غالباً ما لا تكون للمفسر القدرات اللازمة للولوج إلى هذا البحر العظيم الذي لا يدرك قعره ، فهو كلام الله تعالى ﴿ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت : 42] .

وانطلاقاً من ذلك ، نرى أن العلامة الطباطبائي يختلف عن سائر المفسرين في كونه جمع إلى الإحاطة المعرفية الكاملة للقرآن ، القدرة العقلية التي تميز بها في تناول آيات القرآن للكشف عما تهدي إليه سواء في مجال الدين أم في مجال الدنيا ، يقول آملي : «إن العلاّمة بنى تفسيره على ثلاثة مصادر يستحيل أن يتعارض معها القرآن ، وهي :

أولاً : المحكمات من الآيات .

وثانياً : السنة القطعية .

وثالثاً : المبادىء العقلية والأصول اليقينية (1) .

هذه هي المبادئ التي أحاط بها ، ناهيك عمّا توفّر عليه من العلوم الأصولية والفقهية والاجتماعية والتاريخية وغيرها . ولهذا نلاحظ أن الطباطبائي في أسلوبه قد جمع الكثير من البحوث بوحي من الآيات القرآنية ، ما جعل من تفسير الميزان تفسيراً فريداً ومتميزاً عن كل التفاسير القرآنية . وهذا إن كان يدل على شيء ، فإنه يدل على مدى ما يتمتع به الطباطبائي من قدرات علمية واسعة أخرجته عن كونه مفسراً ليكون إماماً في المعقول والمنقول معاً .

إن الإحاطة العلمية الواسعة للعلامة الطباطبائي بالقرآن والسنة من جهة ، وبعلوم الحياة من جهة ثانية مع ما رافق ذلك من تكامل سلوكي في شخصيته ، كل ذلك جعل من أسلوبه في التفسير أسلوباً كاشفاً عن كثير من الحقائق القرآنية . وإذا كانت للعلامة الطباطبائي هذه الميزة ، فهو إنما ارتكز إلى حقيقة ما للقرآن من معانٍ وأبعاد تتجاوز العالم الحسي إلى عالم ما بعد المادة ، ذلك العالم الذي أنزل منه القرآن على قلب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، حيث تلقى القرآن من لدن عليم حكيم . وطالما أن لهذا القرآن هذا المعنى في عالمي الملك والملكوت ، وأن ﴿ الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ وأنه لو ﴿ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً ﴾ فقد أوضح هذا كله للعلامة الطباطبائي طريقة وأسلوب الوصول إلى الحقائق القرآنية ، لأن ما ليس من عند الله تعالى يقع فيه الاختلاف (2) . والذي يهدي إلى التي هي أقوم تتجلى فيه المعرفة الكاملة ، خلافاً لبقية الكتب ، وهذا دليل واضح على أن كلام الله تعالى لا يشبه كلام الخلق ، كما لا يشبه أفعاله أفعالهم (3) . فالقرآن ، كما يرى الطباطبائي ، مبرأ عن الكذب ، وهو وحيٌ إلهي منزه عن الخطأ ، وكلام حق من الحق عزَّ اسمه (4) .

لذا ، فإن من أهم ما تميز به أسلوب الطباطبائي في تفسير القرآن ، فضلاً عن معرفته الكاملة للقرآن ، هو إيمانه القوي بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) : إذ هو لم يكتفِ بعرض الآيات القرآنية على نحو ما اشتهر عنه من تفسير للقرآن بالقرآن ، وإنما سعى إلى تفسير الآيات بالسنة القطعية ، لأن سنة أهل البيت (عليهم السلام) والقرآن مرتبطان بحقيقة واحدة ، هي حقيقة الحق المحض ، فكيف يمكن أن تختلف السنة مع القرآن؟ وقد ثبت لنا في مبحث حقيقة القرآن ، ومراتب المعرفة عند الطباطبائي أن الثقلان كتاب الله وعترة أهل البيت (عليهم السلام) لا يفترقان حتى يردا على الحوض ، إلى غير ذلك من الأحاديث النبوية التي تساعد على التجلّي في التفسير للقرآن فيما انطوى عليه من عبادات ومعاملات وسياسات ، ومنهج قويم ، وكمال دين ، حيث أن القرآن هو كتاب كامل نزل به الروح الأمين على قلب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ليكون مبشراً ونذيراً ، من خلال القرآن الذي جعله الله تعالى تبياناً لكلّ شيء ، لا في مجال الهداية وحسب ، كما هو مبنى ظاهر اللفظ من البيان ، وإنما في ما هو كائن ويكون إلى يوم القيامة ، وكما يرى الطباطبائي أن هناك رواياتٍ لو صحّت تكشف عن أسرار وخبايا لا سبيل للفهم المتعارف إليها (5) .

إذاً هناك ما يميز أسلوب الطباطبائي في تفسير الميزان ، فهو بالإضافة إلى قدراته العقلية ، واستيعابه للآيات القرآنية من حيث مدلولاتها وما تعرضت له من مواضيع وحقائق ، نرى أن الطباطبائي أحاط بما سبقه من أهل التفسير ومناهجهم ، عارضاً لكثير من أغاليطهم في مجال الفهم والتحليل ، إضافة إلى المعارضة فيما عرضوا له ، سواء لجهة فهم الآيات القرآنية بذاتها ، أم لجهة الاستدلال عليها بالروايات التي لا تصلح لأن تكون دليلاً (6) ، وهذا ما أدى إلى أن يكون القرآن عرضة للتفسير بالرأي ولضرب القرآن بالقرآن ، ويكفي للتدليل على هذا المعنى التأمل في ما عرض له كثير من المفسرين في فهم الشجرة الملعونة في القرآن ، إلى غير ذلك من الآيات التي جزأت الحقيقة الواحدة ، ومنعت من فهم المراد منها (7) .

ومما تجدر الإشارة إليه هنا ، هو أن الطباطبائي لم يسلك في تفسيره ، وفي أسلوبه طريق الاستدلال بالآية على الآية وحسب ، بل نراه يميز في استدلالاته بين ما هو ناظر إلى المعارف العقلية ، وبين آيات الأحكام العبادية ، نظراً لما كان يمتلكه من منهج عقلي ميز أسلوبه في التفسير ، وتجنب من خلاله التعارض مع الدليل العقلي القاطع ، ولذا هو ميز بين الآيات التي لها بعد عقائدي ، وبين الآيات ذات البعد التشريعي العبادي ، على اعتبار أن العبادات ليست مجالاً للعمل العقلي ، وإنما هي توقيفية .

وكان إذا لم يعثر على دليل ضمن البحوث العقلية ، يفسّر الآية بحيث لا تتعارض مع أي دليل عقلي قاطع . . ولا شك في أن المتأمل في تفسير الطباطبائي يلحظ كيف أنه لم يستغرق في آيات الأحكام والعبادات لكونه يعتبر التفصيل بشأن أحكامها من اختصاص كتب الفقه ، وهذا ما بيّنه في مقدّمة تفسيره مفضّلاً عدم التعرّض لها إلاّ بالمقدار الذي لا يخل بعملية التفسير ، التي لا بد من التواصل بها في سياق عرض الآيات في السورة الواحدة .

إن الطباطبائي لم يخلط في أسلوبه التفسيري بين الآيات على النحو الذي يجعل القارىء على نفور في الربط بين سياق ومداليل الآيات القرآنية ، وذلك من خلال تخصيص بحوث لمضمون كل آية تتضمن تأسيساً أو إشارة إلى حقيقة اجتماعية ، أو اقتصادية ، أو سياسية ، إلى غير ذلك مما تضمّنه القرآن من إشارات علمية في مجال الكون والحياة والإنسان .

هناك الكثير مما تميز به أسلوب الطباطبائي في التفسير سبق لكثير من الباحثين والفلاسفة أن عرضوا لها بنحو التفصيل تارة ، وبنحو الإجمال طوراً آخر (8) ، لكن الشيء الأساسي الذي غفل عنه الباحثون في المجال القرآني هو أن السيد الطباطبائي حافظ في تفسيره وفي أسلوبه على المألوف في التفسير تاريخياً ، إذ هو على الرغم من تعمقه في المجال الفلسفي وريادته في هذا المجال ، إضافة إلى علمه بمبادىء العرفان والشهود ، لم يذهب في تفسيره ليكون تفسيراً مثالياً ، بحيث يكون له رؤيته الفلسفية أو العرفانية في التفسير على نحو ما فعل الملا صدرا في تفسيره للقرآن ، أو في تفسيره لأصول الكافي ، بل نراه ، أي الطباطبائي ، يعرض للآية القرآنية وفقاً للمألوف من التفسير ، وبالأسلوب الذي يسمح بتعقل الآية ، سواء بذاتها ، أو من خلال ما قيل فيها بالمأثور من الروايات . وقد أشرنا سابقاً ، إلى أن أسلوب التفسير عنده ميز بين البحوث بوحي من الآيات القرآنية ، فأفرد البحوث الاجتماعية والفلسفية عن تفسيره حفاظاً على أسلوبه ، وحرصاً على الفائدة المرجوة . وهذه منهجية في التفسير تفرد بها الطباطبائي وأغنت تفسيره وأخرجته جديداً في بابه ، هذا فضلاً عما تميز به في بحوثه الروائية المستقلة التي تفسح في المجال أمام الباحث ، أو المفسر أن يتأمل فيها في ضوء ما عرض له الطباطبائي في تفسيره ، ليستقيم له المعنى ، سواء سلباً ، أم إيجاباً ، قبولاً أو رفضاً .

إن أدنى تأمل فيما عرض له الطباطبائي في تفسيره الميزان ، يكشف عمّا بلغه من باعٍ في التفسير ، إذ استطاع أن يحدث قفزة نوعية في التفسير القرآني رغم أن هناك المئات من التفاسير القرآنية وبمناهج متنوعة ، إلا أن للميزان ميزته وتفرده بين هذه التفاسير ، لأنه جمع إلى تفسير الآية بالآية القدرة العقلية المتميزة لكون الطباطبائي هو ممن يؤمنون بأنه لا تناقض بين العقل والوحي ، لأن التناقض معناه عدم قبول العقل القطعي ، واعتبار الوحي الإلهي باطلاً ، وهذا بحد ذاته يؤكد استحالة التضاد بين حجتين من حجج الله سبحانه . وكيف يمكن لباحث أن يستثني العقل في تفسيره للقرآن ، وجميع المعارف الإلهية والحقائق الموجودة في القرآن مستندة إلى حقيقة واحدة ، وهي أصلها جميعاً ، كما يقول الطباطبائي ، وهي التوحيد (9) . فالقرآن ، كما يرى الطباطبائي ، يؤيد التفكر العقلي ويعتبره جزءً من التفكير الديني ، والتفكر العقلي بعد أن يصادق على صدق نبوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يجعل الظواهر القرآنية بما فيها الوحي السماوي ، وأقوال النبي وأهل البيت (عليهم السلام) من موارد الحجج العقلية (10) .

لقد ابتعد الطباطبائي ، كما هو مشهود له ، عن التفسير بالرأي ، أو بالروايات التي لم يصح سندها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) ، كما أنه ابتعد عن التفسير العقلي المحض رغم إيمانه بأن العلوم والمعارف الدينية تتعلق بما وراء الطبيعة ، باعتبار أنها منزهة عن الخضوع لقوانين الحركة والمادة ، فهي تتمتع بأصل ثابت ، وبحقيقة ثابتة غير متغيرة ، ولعله لا يكون من المبالغة القول ، أن أسلوب الطباطبائي في تفسير الميزان لو أنه سبق للمفسرين أن اعتمدوه أو أخذوا بشيء منه في سياق بحوثهم القرآنية ، لاكتشفوا الكثير من أبكار الحقائق ، ولكنهم اكتفوا بحدود الروايات وما تفيده من دلالات في سياق المعنى الديني ، ما أدى إلى أن تكون التفاسير القرآنية شعراً منثوراً ، أو ألفاظاً وقوالب مادية لا يستبين فيها الأمر إلاّ بمقدار ما يتعمّق فيه هذا المفسر ، أو ذاك في الكشف عن الأبعاد اللغوية والبلاغية والإعجازية التي ينطوي عليها القرآن الكريم . ولكن ، كما تبين لنا ، في سياق عرضنا لأهم ما تميز به أسلوب الطباطبائي ، أن كثيراً من التفاسير أخرجت القرآن من كونه تجلياً لتجعل منه تجافٍ ، وتجاهلت أن الألفاظ إنما وضعت لأرواح المعاني ، إلى غير ذلك مما لم يتنبه له كثير من المفسرين ، وخاصة في مجال تجلي القرآن (11) . الذي يرى فيه الطباطبائي ، تجلياً طولياً ينتهي به إلى أم الكتاب . ولهذا ، فإنك تجده يركز على معارف القرآن الطولية ، ويضع كل منها في مرتبته الخاصة به ، وقد يطول الكلام فيما لو أردنا الحديث عما تميز به أسلوب الطباطبائي في تفسيره ، الذي جعل محكمات القرآن أساساً له كما قال الرضا (عليه السلام) : «مَن رد متشابه القرآن إلى محكمه فقد هُدي إلى صراط مستقيم» (12) ، وهذا ما أبدع فيه الطباطبائي أيما إبداع لكونه برع في تحديد الآيات المتشابهات وتعيينها على النحو الذي يمكن المفسّر وفاقاً للشروط المعتبرة من ردها إلى المحكمات اللاتي يُمثلن أم الكتاب ، وأصل كل المواضيع القرآنية (13) .

_________________________________________

  1.  را : الآملي ، عبد الله ، سلسلة أعلام الفكر والإصلاح في العالم الإسلامي ، الطباطبائي ، مفسّراً وفيلسوفاً ، تأليف مجموعة مؤلفين ، تعريب عباس صافي ، بيروت ، 2012 ، ص96 .
  2.  را : الطباطبائي ، تفسير الميزان ، م .س ، ج21 ، ص20 .
  3.  م .ع ، م .س ، ج2 ، ص19 .
  4.  م .ع ، ص20 .
  5.  الطباطبائي ، الميزان ، م .س ، ج12 ، ص325 .
  6.  يقول الطباطبائي : إن الآية من آياته لا تكاد تصمت عن الدلالة ولا تعقم عن الانتاج ، كلما ضمت آية إلى آية مناسبة انتجت حقيقة من أبكار الحقائق ، ثم الآية الثالثة تصدقها وتشهد بها . . . وسترى من خلال البيانات في هذا الكتاب نبذاً من ذلك ، على أن الطريق متروك غير مسلوك ، ولو أن المفسرين ساروا هذا المسير لظهر لنا إلى اليوم ينابيع من بحاره العذبة وخزائن من إثقاله النفيسة» . را : الميزان ، م .س ، ج1 ، ص75 .
  7.  را : الطباطبائي ، تفسير الميزان ، م .س ، ج5 ، ص32 .
  8.  لقد عرض الآملي باختصار إلى أهم مميزات أسلوب الطباطبائي في تفسير القرآن ، فرأى أن أسلوبه تميز في طول باعه بالعلوم العقلية ، وكذلك بالفقه والأصول والعرفان ، وبمعرفته بجميع محكمات القرآن الكريم ، وباطلاعه على مبادىء البرهان وشروط مقدماته ، إضافة إلى خبرته في تحديد المفهوم والمصداق . كما أنه لم يخلط بين التفسير والتطبيق ، إلى غير ذلك مما يطول ذكره في باب التمايز للعلامة الطباطبائي ، وخاصة إيمانه بأن المعارف والعلوم الدينية تتعلق بما وراء الطبيعة ، ولذلك فهي منزهة عن الخضوع لقوانين الحركة والمادة ، فلا مجال للزيادة والنقصان فيها ، وقد رأى في هذا السياق إلى الفكر الوهابي على أنه يمثل شكلاً من أشكال المادية لا يمكن أن يدرج ضمن إطار المذاهب ، بل هو فكر يخالف العقل والروح معاً . . . را : الآملي ، عبد الله ، مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي ، بعنوان : محمد حسين الطباطبائي ، مفسراً وفيلسوفاً ، تعريب صافي عباس ، تأليف مجموعة مؤلفين ، ط1 ، بيروت 2002 ، ص96 .
  9.  را : الطباطبائي ، تفسير القرآن ، م .س ، ج10 ، ص129 .
  10.  را : الطباطبائي ، الشيعة في الإسلام ، م . س ، ص94 .
  11.  يقول الطباطبائي : «إن تجلي الحي الذي لا يموت» هو متمثل في الكتاب الخالد .
  12.  را : الحر العاملي ، محمد بن الحسن بن علي بن الحسين ، وسائل الشيعة ، (ت 1104 هـ) م .س ، ص115 .
  13.  را : الطباطبائي ، تفسير الميزان ، م .س ، ج3 ، ص37 .



وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .