أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-06-2015
2183
التاريخ: 10-11-2020
2657
التاريخ: 3-05-2015
2076
التاريخ: 4-1-2016
2405
|
التوجيه السادس
وهو التوجيه الذي ذهب اليه العلامة الطباطبائي ، حيث قال :
الذي يعطيه التدبر في آيات ااكتاب أمر أخر فأن الآيات الناطقة بنزول القرآن في شهر رمضان أو في ليلة منه إنما عبرت عن ذلك بلفظ الإنزال الدالة على الدفعة دون التنزيل...، واعتبار الدفعة أما بلحاظ أعتبار المجموع في الكتاب أو البعض النازل منه ... وأما لكون الكتاب ذا حقيقة أخرى وراء مانفهمه بالفهم العادي الذي يقضى فيه بالتفرق والتفصيل والأستنباط والتدريج هو المصحح لكونه واحداً غير تدريجي ونازلاً بالإنزال دون تنزيل ، وهذا الاحتمال الثاني هو اللائح من الآيأت الكريمة كقوله تعالى : {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود: 1].
فإن هذه الأحكام مقابل التفصيل ، والتفصيل هو جعله فصلاً فصلاً وقطعة قطعة ، وأوضح منه قوله تعالى : {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ} [الأعراف: 52، 53].
وقوله تعالى : { وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ... وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ } [يونس: 37].
فإن الآيات الشريفة ظاهرة الدلالة على أن التفصيل أمر طار على الكتاب...، وأوضح منه قوله تعالى : {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف: 1 - 4].
فإنه ظاهر في أن هناك كتاباً مبيناً عرض عليه ، جعله مقروءاً عربياً ، وإنما البس لباس القراءة والعربية ليعقله الناس وإلا فإنه – وهو في ام الكتاب – عند الله علي لاتصعد اليه العقول ، حكيم لا يوجد فيه فصل وفصل ، وفي الآية تعريف الكتاب المبين وأنه أصل القرآن العربي المبين .
ثم كون القرآن في مرتبة التنزيل بالنسبة الى الكتاب المبين – ونحن نسميه بحقيقة الكتاب – بمنزلة اللباس الملتبس وبمنزلة المثال من الحقيقة وبمنزلة المثل من الفرض المقصود بالكلام هو المصحح لئن يطلق القرآن أحياناً على أًصل الكتاب ، كما في قوله تعالى : {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}(1) [البروج: 21، 22].
وكلام السيد يمكن أختصاره في نقاط :
أولاً: نزول القرآن في شهر رمضان ، جاء في القرآن بلفظ الإنزال وهو يشير الى الدفعة وليس بلفظ التنزيل الذي يشير الى التدريج .
ثانياً: نحن عندما نقول : إن القرآن نزل دفعة ، أما المقصود كل الكتاب قد نزل دفعة أو نقصد بعض من الكتاب نزل دفعة ، أو نقصد أن الكتاب له حقيقة واحدة ، وهذه الحقيقة هي التي نزلت دفعة .
ثالثاً: الذي يمكن أستظهاره من الآيات المباركة أن المقصود من النزول دفعة هو تلك الحقيقة الخاصة بالكتاب ، والتي هي وراء مانفهمه بالفهم العادي .
رابعاً: الآيات التي تدل على أن النزول دفعة بمعنى نزول حقيقة الكتاب ، وهي :
1- قوله تعالى : {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود: 1].
كيفية الاستدلال
إن الاحكام هنا مقابل التفصيل ، والتفصيل جعله فصلاً فصلاً وقطعة قطعة مما يشير الى أن حقيقة الكتاب محكمة غير مفصلة .
2- قوله تعالى : {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ} [الأعراف: 52، 53].
كيفية الاستدلال
الآية تشير الى أن القرآن له حقيقة واحدة ثم فُصلت .
3- قوله تعالى : {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} [يونس: 37 - 39].
كيفية الاستدلال
إن الآية ظاهرة بأن التفصيل أمر طارٍ على الكتاب ، وكذلك في الآيات إشعار بأن أصل الكتاب هو التأويل لتفصيل الكتاب ، فأصل الكتاب شيء ، وتفصيل الكتاب شيء أخر .
4- قوله تعالى : {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } [الزخرف: 1 - 4].
كيفية الاستدلال
الذي يظهر من الآية أن هناك كتاباً له حقيقة في أم الكتاب لاتناله الععقول ولايوجد في تفصيل . نعم ، هذا الكتاب المبين الذي بين أيدينا هو قرآن عربي.
إذ يوجد للكتاب حقيقة وهي في أم الكتاب عند الله ويوجد للكتاب وجود آخر هو هذا الذي بين أيدينا .
والنتيجة: إن السيد الطباطبائي يقول : إن الرسول علم بحقيقة الكتاب في شهر رمضان, واما تفصيل الكتاب استمر تنزيله على طول الفترة التي عاشها الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله).
ولذا يرى العلامة ان قوله تعالى : { وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} [طه: 114].
وقوله تعالى : { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 16، 17].
إن هذه الآيات ظاهرة في أن الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله ) كان له علم بما سينزل عليه فنهي عن الأستعجال بالقراءة قبل أنقضاء الوحي.(2).
الخلاصة
1- يرى العلامة الطباطبائي أن نزول القرآن في شهر رمضان جاء بلفظ الإنزال الذي يشير الى الدفعة ، وليس بلفظ التنزيل الذي يعني التدرج.
2- إن نزول القرآن دفعة فيه ثلاث وجوه : أ) نزول القرآن كله فعة . ب) نزول بعض القرآن دفعة . ج) نزول حقيقة القرآن دفعة واحدة.
3- ربما يظهر من بعض الآيات أن حقيقة النزول هي حقيقة خاصة بأسرار الكتاب العزيز ، ولايمكن أستيعابها وفهمها بسهولة ولكل واحد .
4- يستفاد من بعض الآيات أن النزول هو نزول حقيقة الكتاب دفعة واحدة ، كقوله تعالى : {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } [هود: 1]. بتقريب أن الآحكام هنا مقابل التفصيل ، والتفصيل جعله فصلاً فصلاً وقطعة قطعة مما يشير الى أن حقيقة الكتاب محكمة غير مفصلة .
وقد ذكرت في ثنايا الدرس مجموعة اخرى من الآيات قريبة من هذه الآية .
___________
1- الميزان في تفسير القرآن :ج2، 16-18.
2- المصدر نفسه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|