عموما فان للبعد الخارجي ثلاثة مستويات تتفاعل فيما بينها ويؤثر كل منها في الآخر سلبا وإيجابا, ما دفع الدول إلى محاولة توسيع حدود أمنها القومي ليتعدى مجالها الإقليمي, فالولايات المتحدة مثلا تجاوزت المستوى الإقليمي للأمن لتربط بين أمنها القومي وبين الأمن الدولي وفي الآونة الأخيرة بينه وبين الأمن الكوني (العالمي) ولتولد بينهما حالة تأثر طردية متبادلة(1), وتندرج هذه المستويات تحت عنوان الأمن الموضوعي باعتبارها أمن مصالح شاملة وأمن حقوق خاصة أو عامة ، أي أمنا يمتد إلى كل جوانب الحياة المادية والمعنوية(2).

المستوي دون الإقليمي Sub – Regional : يتمثل الأمن دون الإقليمي بالتقاء إرادات عدد محدد من الدول تجمعها مصالح ونظم سياسية واقتصادية متماثلة ومنسجمة , ويتكون هكذا نظام نتيجة لوجود إدراك مشترك من قبل مجموعة الدول المؤسسة أو المشتركة لمصادر التهديد , مع إمكانية التنسيق والتضامن بينها والتي تستند بالدرجة الأساس إلى وجود حالة من الامتداد والتواصل الجغرافي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي , فالدول حين لا تقوى على مجابهة التحديات منفردة تلجأ إلى تكوين هكذا اتحاد من أجل درء الخطر بصورة مشتركة (3).

______________

(1) عامر هاشم عواد , حدود الأمن القومي الأمريكي , مجلة مركز المستنصرية للدراسات العربية والدولية , الجامعة المستنصرية , عدد 42 , 2013 , ص61.

(2) زكريا حسين , مفهوم الأمن القومي والاجتماعي جوهر الأمن القومي والاجتماعي واهم مظاهره , ص 5 , بحث منشور بتاريخ 10/5/2009 . على الموقع الالكتروني

http://alwatan.wordpress.

(3) عبد المنعم المشاط، مصدر سابق، ص 32.