أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2021
1847
التاريخ: 9-7-2021
1147
التاريخ: 26-6-2019
2316
التاريخ: 19-7-2021
2316
|
بعد ظهور الصحافة المكتوبة وسيطرتها في مجال الإعلام سيطرة تامة، بحيث كانت الوسيلة الإعلامية الوحيدة على المستوى الجماهيري، ظهرت مع التقنيات الحديثة الصحافة المسموعة، أي الإذاعية لتحتل حيزاً كبيراً في الميدان الإعلامي، وتسد ثغرة كبيرة في مجال الإخبار التي لم يكن بمقدور الصحافة المكتوبة سدها وهي: الآنية واتساع الانتشار. أي أن الإذاعة كسرت حاجز الزمن الذي تحتاجه الصحيفة للوصول للقارئ فبين وقوع الحدث وإبلاغ القارئ بحدوثه كان يستغرق أربعاً وعشرين ساعة. في حين أن الإذاعة يمكن أن تنقل الخبر لحظة حدوثه وأن تنشره على أكبر عدد من الناس على أوسع نطاق جغرافي.
وكما للصحيفة أدبياتها وقواعدها، فللإذاعة أيضاً أدبياتها وقواعدها. وإن لم تختلف في المضمون فإنها تختلف في الشكل. وهذه الاختلافات حتمتها عوامل اجتماعية، وزمنية، وحواسية.
ففيما يتعلق بالمستمع فإنه بات يختلف كثيراً عن مستهلك الصحيفة أي القارئ. إذ أن الصحيفة موجهة بشكل أساسي لمستهلك يتقن القراءة والكتابة ، أو بمفهوم آخر شخص متعلم. يمكنه أن يقرأ نصاً ويفهمه، وهو بشكل عام يقبل على قراءة الصحف بشكل معتاد لينهل منها مجمل الأخبار وجزءا من ثقافته العامة.
وبالطبع هناك الجزء المادي بالمسألة، أي ثمن الصحيفة الذي ليس بمقدور الجميع توفيره ما يمنع البعض من اقتناء الصحيفة حتى ولو كان يتقن القراءة والكتابة.
أما الإذاعة فهي موجهة لجميع أفراد المجتمع متعلماً كان أم أميا.
وبما أن نسبة الأمية في العالم العربي بشكل عام تتراوح بين 50 و 60 بالمئة فهذا يفسر النجاح الكبير الذي حققته الإذاعة في البلاد العربية. كما أن استهلاك الإذاعة لا يكلف سوى اقتناء جهاز الراديو. وحتى في أوساط بعض المتعلمين الذين لا يريدون أن يجهدوا أنفسهم بالقراءة يفضلون الإذاعة التي لا تحتاج لأي جهد من المستقبل سوى الإصغاء. وهذا العامل جعل من الصحافة المسموعة شيئاً آخر مختلفاً كثيراً عن الصحافة المكتوبة.
فالنص الإذاعي يجب أن يكون مفهوماً من قبل الجميع وبالتالي يجب أن يكون مبسطا ليتناسب مع فهم الجميع.
أ- العوامل الزمنية :
أن العامل الزمني يلعب دوراً كبيراً في الصحافة المسموعة. فالصحافة المكتوبة لا تعير اهتماماً كبيراً لعامل الزمن، ولا للمساحات الورقية التي تحتاجها الصحيفة. إذ يمكن أن تضيف أو أن تخفض من عدد الصفحات كما تريد تماشياً مع الأحداث. أما الإذاعة فهي محددة بالزمن فلا تستطيع أن تمدد الزمن المخصص للنشرات الإخبارية إلا في حالات استثنائية جداً. كوقوع حرب أو حدث غير عادي. فالنشرات الإخبارية تحدد عادة بخمس عشرة دقيقة (ودولياً بعشر دقائق). وهناك احترام دقيق للتوقيت. وهذا ما ينعكس مباشرة على النص الإذاعي بحيث يكون مختصراً ودقيقاً في اختيار الكلمات وصياغة الجمل.
ب- العوامل التقنية :
إن قارئ الصحيفة يمكنه أن يتوقف بأي لحظة عن القراءة ثم يعود إليها متى أراد أو أنه يمكنه أن يتمعن في كلمة أو جملة لم يفهمها حتى يتسنى له الفهم. أما المستمع فلا يمكنه أن يوقف مقدم النشرة عن القراءة، أو أن يقفل المذياع ويعود إليه ليجد بانتظاره نفس المادة التي كان يستمع إليها. وهذا العامل أيضاً يجعل من المحتم على الصحافي الإذاعي ان يقدم نصاً بسيطا وواضحاً بقدر الإمكان حتى يتمكن المستمع من الفهم من المرة الأولى.
ج- العوامل الحواسية :
إذا كان القارئ يستخدم حاسة البصر لقراءة الصحيفة، فإن المستمع يستخدم حاسة السمع لسماع الإذاعة. وللسمع خواص تختلف تماماً عن خواص البصر. فالأذن لا تستسيغ الأصوات النافرة، أو الحادة، ومن الصعب وحسب التجارب العملية على المستمع أن يركز تركيزاً كاملا لسماع أي نص أكثر من دقيقتين أو ثلاث على الأكثر.
ومن هنا كان لا بد للنص الإذاعي أن يكون قصيراً ومختصراً، وأن يكون الإلقاء بصوت رخيم يسهل على الأذن تقبله. وهذا ما تطلب وضع قواعد مبتكرة في الإلقاء الإذاعي كي يتقبل المستمع إلقاء النص .
ومما تقدم نجد أن الصحافة المسموعة تتطلب من الصحافي أن يكون متمكنا من اللغة التي يستخدمها والتحكم بها، فالصحافي الذي يرتكب خطأ لغوياً ثم يتبعه بآخر، أو لا يلفظ الكلمات بوضوح، ولديه بعض الإشكاليات بمخارج الحروف، أو يستخدم عباراته غير مألوفة، أو تركيبات وجملا معقدة سينفر منه المستمع حتميا.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|