المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



نصاعة الصوت في الأداء القرآني  
  
3181   05:02 مساءاً   التاريخ: 23-04-2015
المؤلف : محمد حسين الصغير
الكتاب أو المصدر : الصوت اللغوي في القران
الجزء والصفحة : ص112- 115.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / أحكام التلاوة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-04-2015 16120
التاريخ: 23-04-2015 5506
التاريخ: 2023-06-01 1457
التاريخ: 2023-02-26 1590

نريد بالنصاعة إخراج الصوت واضحا لا يلتبس به غيره من أصوات العربية ، وإعطاء الحرف حقه من النطق المحقق غير مشتبه بسواه ، وهذا جوهر الأداء ، وقد سماه القدامى بعلم التجويد ، ولعل تسمية علم الأداء القرآني ب «التجويد» ناظرة إلى قول الإمام علي عليه السلام المتقدم :

«الترتيل معرفة الوقوف ، وتجويد الحروف» (1)

فأخذ عنه هذا المصطلح بإعطاء الحروف حقوقها وترتيبها ، ورد الحرف إلى مخرجه وأصله ، وتلطيف النطق به على كمال هيئته ، من غير إسراف ولا تعسف ، ولا إفراط ولا تكلف» (2).

وهذه القاعدة تبنى على مخارج الحروف صوتيا ، وقد تقدم أنها سبعة عشر مخرجا عند الخليل ، وستة عشر مخرجا عند تابعيه ، بإسقاط مخرج الحروف الجوفية.

ومخرج الحرف للتصويت به دون ليس ، أفاده ابن الجزري (ت : 833 هـ) في تعريفه له من الخليل عمليا ، يقول : «و اختيار مخرج الحرف محققا أن تلفظ بهمزة الوصل وتأتي بالحرف بعده ساكنا أو مشددا ، وهو أبين ، ملاحظا فيه صفات ذلك الحرف» (3).

فتقول في الباء والتاء والثاء «ابّ ، اتّ ، اثّ» وهكذا بقية الحروف ، فتتحكم الذائقة الصوتية في نطق الحروف على أساس منها كبير ، والدليل على ذلك تقسيم الحروف على أساس مخارجها عند علماء الأداء القرآني تبعا لعلماء اللغة ، فكل حيّز ينطلق منه الصوت يشكل مخرجا في أجهزة النطق ، وذلك عند اندفاع الأصوات إلى الخارج من مخارج الحلق ومدارجه.

وقد أورد السيوطي (911 هـ) ، ملخصا في مخارج الأصوات استند فيه إلى ابن الجزري (ت : 833 هـ) وكان ابن الجزري ذكيا في جدولته للأصوات من مخارجها ، إذ- فاد من كل ما سبقه ، ونظمه جامعا تلك‏ الإفادات ، وهي ليست له إلا في إضافات من هنا وهناك ، استند إلى ترتيب الخليل (ت : 175 هـ) وبرمجة سيبويه (ت : 180 هـ) وذائقة ابن جني (ت : 392 هـ).

و لا ضير في ذكر مخارجه مع الجزئيات المضافة لا على الأصل فهو واحد ، بل في تحسين العرض ، وضبط حيثيات المخارج على النحو الآتي :

الأول : الجوف ، للألف والواو والياء الساكنين بعد حركة تجانسهما.

الثاني : أقصى الحلق ، للهمزة والياء.

الثالث : وسطه ، للعين والحاء المهملتين.

الرابع : أدنى الحلق للفم ، للغين والخاء.

الخامس : أقصى اللسان مما يلي الحلق وما فوقه من الحنك للقاف.

السادس : أقصاه من أسفل مخرج القاف قليلا ، وما يليه من الحنك.

السابع : وسطه ، بينه وبين وسط الحنك ، للجيم والشين والياء.

الثامن : للضاد المعجمة ، من أول حافة اللسان ، وما يليه من الأضرس من الجانب الأيسر ، وقيل : الأيمن.

التاسع : اللام من حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرفه ، وما بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى.

العاشر : للنون من طرفه ، أسفل اللام قليلا.

الحادي عشر : للراء من مخرج النون ، لكنها أدخل في ظهر اللسان.

الثاني عشر : للطاء والدال والتاء من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا مصعدا إلى جهة الحنك .

الثالث عشر : لحروف الصفير : الصاد والسين والزاي ، من بين طرف اللسان ، وفويق الثنايا السفلى.

الرابع عشر : للظاء والثاء والذال ، من بين طرفه وأطراف الثنايا العليا

الخامس عشر : للفاء ، من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا.

السادس عشر : للباء والميم والواو غير المديّة بين الشفتين.

السابع عشر : الخيشوم للغنة في الادغام والنون أو والميم الساكنة (4).

لقد اتسم تشخيص هذه المخارج بالدقة ، وتعيين المواضع بما يقرّه علم التشريح حديثا ، من حيث الضبط لجزئيات المدارج ، فهي تتلاءم تماما مع معطيات هذا العلم بعد مروره بتجارب الأجهزة المختبرية ، ونتائج جراحة مخارج الأصوات ضمن معادلات دقيقة لا تخطئ.

ولا يكتفي ابن الجزري في هذا العرض حتى يضيف إليه مفصلا صوتيا في خصائص الحروف ، وملامح الأصوات ، وسمات الاشتراك والانفراد في المخارج والصفات.

يقول ابن الجزري (ت : 833 هـ) فالهمزة والهاء اشتركا مخرجا وانفتاحا واستفالا ، وانفردت الهمزة بالجهر والشدة ، والعين والحاء اشتركا كذلك ، وانفردت الحاء بالهمس والرخاوة الخالصة ، والغين والخاء اشتركا مخرجا ورخاة واستعلاء وانفتاحا وانفردت الغين بالجهر ، والجيم والشين والياء اشتركت مخرجا وانفتاحا واستفالا ، وانفردت الجيم بالشدة ، واشتركت مع الياء في الجهر ، وانفردت الشين بالهمس والتفشي ، واشتركت مع الياء في الرخاوة ، والضاد والظاء اشتركا صفة وجهرا ورخاوة واستعلاء ، وإطباقا ، وافترقا مخرجا ، وانفردت الضاد بالاستطالة ، والطاء والدال والتاء اشتركت مخرجا وشدة ، وانفردت الطاء بالإطباق والاستعلاء ، واشتركت مع الدال في الجهر ، وانفردت التاء بالهمس ، واشتركت مع الدال في الانفتاح والاستفال ، والظاء والذال والثاء اشتركت مخرجا ورخاوة ، وانفردت الظاء بالاستعلاء والأطباق ، واشتركت مع الذال في الجهر ، وانفردت الثاء بالهمس ، واشتركت مع الذال انفتاحا واستفالا ، والصاد والزاي والسين اشتركت مخرجا ورخاوة وصفيرا ، وانفردت الصاد بالإطباق والاستعلاء ، واشتركت مع السين في الهمس ، وانفردت الزاي بالجهر ، واشتركت مع السين في الانفتاح والاستفال. فإذا أحكم القارئ النطق بكل حرف على حدته موفّى حقه ، فليعمل نفسه بأحكامه حالة التركيب لأنه ينشأ عن التركيب ما لم يكن حالة الإفراد ، بحسب ما يجاورها من مجانس ومقارب ، وقوي وضعيف ، ومفخّم ومرقق ، فيجذب القوي الضعيف ، ويغلب المفخّم المرقق ، ويصعب على اللسان النطق بذلك على حقه ، إلا بالرياضة الشديدة ، فمن أحكم صحة التلفظ حالة التركيب ، حصل حقيقة التجويد» (5).

حقا لقد أعطى ابن الجزري مواطن تنفيذ الأداء القرآني على الوجه الأكمل بما حدده من خصائص كل حرف في المعجم ، وما لخصه من دراسة صوتية لمواضع الأصوات ومدارجها في الانفتاح والاستفال ، والجهر والهمس ، والشدة والرخاوة ، والتفشي والاستطالة يساعد على تفهم الحياة الصوتية في عصره ، ولا يكتفي بهذا حتى يربطها بعلم الأداء في حالة تركيب الحروف ، وتجانس الأصوات قوة وضعفا.

بقي القول أن علم الأداء القرآني يرتبط بالأصوات في عدة ملاحظ كالوقف وقد تقدم ، والإدغام وسيأتي ، ونشير هنا إلى ملحظين هما الترقيق والتفخيم ، فالترقيق مرتبط بحروف الاستفال (الحروف المستفلة) لأنها مرققة جميعا. والتفخيم مرتبط بحروف الاستعلاء (الحروف المستعلية) لأنها مفخمة جميعا ، وقد سبقت الإشارة في موضعها إلى الامالة والاشمام.

وما قدمناه- عادة- قد يصلح مادة أساسية للاستدلال على صلاحية الرأي القائل بأن علم الأداء القرآني في قسيميه الأساسيين : عبارة عن جزء مهم من كلي الصوت اللغوي في القرآن ، لارتباطه بعلم الأصوات ارتباطا متماسكيا لا يمكن التخلي عنه ، فهو ناظر إلى مخارج الحروف وتجويدها ، والمخارج بأصنافها تشكل مخططا تفصيليا لأجهزة الصوت ، وكل حرف ينطلق من حيزه صوتا له مكانه وزمانه ، ساحته ومسافته.

______________________________
(1) ابن الجزري ، النشر في القراءات العشر.

(2) السيوطي ، الاتقان في علوم القرآن : 1/ 281.

(3) ابن الجزري ، النشر في القراءات العشر : 1/ 198.

(4) انظر السيوطي ، الاتقان : 1/ 283 وانظر مصدره.

(5) ابن الجزري ، النشر في القراءات العشر : 1/ 214.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .