أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-02-2015
1449
التاريخ: 5-10-2014
1683
التاريخ: 13-02-2015
1242
التاريخ: 13-02-2015
1379
|
الأمة الناشئة كالأمة الإسلامية في ذلك اليوم بحاجة إلى التربية على صعيدي العلم والعمل، والقرآن بدوره أراد أن يبني حضارة قائمة على أساس العلم مقرون بالعمل لا ينفك عنه، والعمل إن لم يكن له حظ من العلم فهو عمل المجانين الذين يعملون ما لا يعون به، ولا يفكرون قبل الإقدام عليه.
«قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح» (1) .
فيمكن لنا أن نقول انهما في نسق واحد في حالة الحركة، ولو أنه لا بد من سبق العلم على العمل حتى يكون ذلك العمل الذي تجسد في شخص الإنسان على الواقع موفقا.
و القرآن الكريم كتاب علم وعمل في آن واحد، وليس هو مجرد نظريات أو تشريعات يمكن لنا أن نخضعها للتجربة، ونرى مدى التجاوب معها، وأين يكمن الخطأ فيها فنقوم بإجراء تعديلات عليه، أن هذا هو شأن البشر وعقله المحدد، بينما القرآن كتاب جاء من اللامحدود خالق البشر، فهو كتاب {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } [هود : 1]
فليس الجانب العملي الذي تأكد من خلال ممارسة المسلمين الأوائل إلا تطبيقا للجانب العلمي لتنظيم شئون الناس الحياتية، فكانت تلك التعاليم التي أقرّها القرآن وواجبات الفرد والجماعة والحقوق العامة وإقامة الموازين بالقسط ليست تشريعات فحسب، بل هي تطبيقات جاءت مطابقة لسنة اللّه، ومسايرة للتطور التدريجي في التغيير الذي حصل في المجتمع يضل تنزيل القرآن على الناس بهذه الطريقة- أي نزوله شيئا فشيئا- يتغير المجتمع على أثر هذا النزول التدريجي حتى تتم عملية التغيير في كل جوانب المجتمع بنزول القرآن كاملا في طيلة فترة الدعوة الإسلامية.
وكانت طريقة القرآن في بيان هذين الجانبين- العلم والعمل- هو مسايرة الحوادث والطوارئ التي تستجد عند المسلمين. فكان المسلم يتعلمها ويعلمها غيره بعد أن عمل بها.
وكان الوحي يتردد في كل ما يستجد من أحداث وحسب احتياج الناس فيكون له الأثر التطبيقي البالغ في نفوس المسلمين ويكون للحكم النازل صفة الالتزام العملي المباشر. وهذه الكيفية من نزول القرآن مدرجا على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هي التي أكسبته قوة التأثير فامتاز بأسلوبه العملي، وطريقته الفعالة في بيان الأحكام والتشريعات.
وهذا النزول التدريجي كان لا بد منه لصياغة تلك النفوس في إطار جديد، وتربية صحيحة لأنها قريبة عهد بالجاهلية، وبكل ما فيها من مورثات وسلبيات ومفاهيم خاطئة وأعراف لا يقرها العقل، فكانت تلك النقلة الحضارية قائمة على أساس من العلم الممنهج من قبل السماء.
فكان التدريج هو الخطوة العملية التي تستجيب لها النفوس، والأسلوب المناسب للتغيير الجذري. لأن النقلة الفورية والمفاجئة خطوة غير مدروسة، وعادة ما تكون ارتجالية، وغير عملية، وقد تسبب ردة فعل مضادة تهدم كل ما أرادته رسالة القرآن.
ولا شك أن الرسالة القرآنية كما هي قائمة على العلم قائمة على العمل المدروس، والمنظم الذي ليس فيه حشو وكثافة وتراكم، باعتبار أن هذه الجماعة التي آمنت بالرسول مبتدأة في تلقي أحكام جديدة فكان لا بد من التمهيد لها في خطوات عملية متعاقبة لا متراكمة مع بيان الجانب العلمي، وهو ما اشتملت عليه تلك الأحكام من منافع ومضار ومآثم.
________________
1. الكافي (ج1) ص 24 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|