أشارت الكثير من النظريات في علم النفس إلى طبيعة الضغط النفسي وكيفية تفسير الانفعالات المرتبطة بها، وما ينتج عنه من آثار في جميع جوانب الشخصية للفرد. حيث اعتبرت ظاهرة نفسية معقدة مما دفع الباحثين إلى البحث في هذا الموضوع وبالتالي تقديم نظريات تفسر هذه الظاهرة ، ومنها :

أولا : نظرية الجهد لهانز سيلي :

يعتبر ( هانز سيلي) وهو أول من درس الضغوط النفسية ، كونه طبيب مختص بالهرمونات ودراسة الفسيولوجية والاعصاب ، ويرى (هانز سيلي) أن كل شخص

يعاني في حياته لعدد من الضغوط النفسية، وان قدراً مناسب من الضغوط النفسية قد تساعد الفرد على أداء العمل بطريقة أفضل، أما الضغوط الشديدة تؤدي إلى اضطراب التوازن الجسمي.

ثانيا : نظرية المقاومة او الهروب

تعد نظرية العالم الفسيولوجي من أوائل النظريات التي

اعتمدت الجوانب البيولوجية في تفسير ودراسة الضغوط النفسية، وتؤكد هذه النظرية أن الحياة البشرية تجلب معها العديد من الأحداث الضاغطة المرغوبة وغير المرغوبة التي ربما تهدد الحياة، مما يحتم على الأفراد أن يجاهدوا ويكافحوا لمقاومة هذه الأحداث أو الهروب بعيداً عنها. وترى هذه النظرية أن الأشخاص عندما يتعرضون لمواقف ضاغطة فإنه يظهر عليهم العديد من التغيرات مثل : ارتفاع ضغط الدم وزيادة سرعة التنفس وتوتر العضلات، حيث تعمل هذه التغيرات على تهيئة الجسم لمقاومة الخطر أو الهروب منه.

ثالثا : نظرية العلاج المعرفي :

توكد هذه النظرية أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والضغوط النفسية

هم اشخاص لديهم افكار مشوشة وأخطاء في أفكارهم وآرائهم التي تعبر عن اتجاهاتهم ومعتقداتهم نحو انفسهم ونحو الأحداث الضاغطة التي تعد في الحقيقة أقل خطراً مما يدركه الأشخاص.

وترى هذه النظرية ان الضغوط النفسية لا يمكن عزلها عما يتعلمه الفرد من البيئة او المجال المحيط به، وان الضغوط النفسية تحدث اضطراباً في التنظيم العقلي وفي الوظائف العقلية وتحدث عدد من التشوهات التي من بينها :

- كل شيء او لا شيء : هذا النوع من التفكير هو تشوه معرفي، لأنه يقوم على اساس وجود حالتين متطرفين لكل خاصية وتجاهل عدد من الاحتمالات. - التعميم : وهو الميل الى الأحكام المطلقة والتعميمات المتطرفة.

- التقليل من شان الأحداث الإيجابية : الميل الى خفض اهمية الحوادث الإيجابية التي يمر بها الفرد او تحويلها الى حوادث سلبية.

- الشخصائية : يعد الشخص نفسه سبباً للأحداث الخارجية من دون وجود ما يبرز ذلك.