أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-1-2023
1212
التاريخ: 7-4-2021
2217
التاريخ: 2024-03-11
815
التاريخ: 11-1-2016
2583
|
للأسرة تأثيرات فردية واجتماعية، فهي أساس الحياة الفردية من جهة، ومفعّل الحياة الاجتماعية من جهة أخرى، وسنسعى في هذا البحث الى مناقشة جانب من ابعادها في هذين المجالين، ونبدأ اولاً بالحديث عن تأثيراتها الفردية:ـ
1.تربوياً: من منا لا يعرف بأن الأسرة تعد من أهم المؤسسات التربوية؟ لقد ذكر بأنها أساس تربية الأطفال وإصلاحهم، وكل طفل يتعلم أول دروسه التربوية وأسس التعاليم الحسنة أو القبيحة فيها.
وتدوم تأثيرات الوالدين التربوية في طريقة حديث الطفل وسلوكه طيلة عمره إلى درجة أن نوع التربية والتلقين من قبل الوالدين يؤثر تأثيراً مباشراً على فهم الطفل وإدراكه للمسائل الاجتماعية كيفية تحليه ومناقشته للأمور المختلفة.
فحضن الوالدين وخصوصاً حضن الأم هو أول وأهم مدرسة تعليمية، والمكان الذي يتأثر فيه الطفل بشدة، ففي الوسط العائلي يبدأ تكوين وجدان الطفل، وضميره، وإمكاناته، وقدراته الكامنة، وتجاربه، ومشاهداته، ومسموعاته.
وسيدرك الطفل الكثير من المسائل المبهمة والغامضة هناك، والوسط العائلي هو فضاء مساعد على رشد ونمو إمكانات الطفل وتبلورها وظهورها للعيان، والتحرك في المسار الصحيح وفي جهة التحول والتغيير الايجابي، فتجارب الطفل تزداد في ظل ذلك، وتصبح لاحقاً جزءاً من حياته المستقبلية وطبيعته وشخصيته.
ولذلك فنحن نعتقد بأن الأسرة قادرة من خلال تأثيرها التربوي على الطفل أو تخلق الشروط المناسبة للعديد من حركات وتوجهات الفرد والمجتمع. وبعبارة أخرى فإن رشد المجتمع ووعيه وجماله وقبحه، كل ذلك ينشأ من الأسرة.
2.أخلاقياً ومعنوياً: الأسرة هي المؤسسة الأولى التي تحيط بالطفل مادياً ومعنوياً ويمكننا اعتبار الأسرة مؤسس المعنويات والأخلاق، والادعاء بأن الفضائل والرذائل الاخلاقية تنبع من الأسرة دائماً، ثم تتشكل وتتكون في المدرسة والمجتمع، ومن ثم تتوضح وتنطلق في ميدان الحياة الاجتماعية.
وأما أكثر الصفات والخصائص الأخلاقية والمعنوية التي تسري إلى الطفل وتنتقل إليه من خلال التلقين الذي يتلقاه الطفل من والديه. فالصفات الحميدة والعظيمة من الشجاعة، والمروءة، والتعاون، والايثار، والتواضع، والأخلاق، وحقيقة الصداقة والمحبة والفداء، وبشكل عام الصفات الانسانية، ونوع التربية التي تصدر عن الأسرة، وتصبح منشأ تقدم المجتمع وتطوره، وأساساً فإن الأخلاق والتقوى والملكات والفضائل الانسانية تحافظ على استمرارها بشكل أكبر وأفضل من خلال الأسرة.
3.عاطفياً: الأسرة هي منطلق المحبة والايثار، والأب والأم هما الموجودان اللذان يبرزان المحبة والرحمة الخالصة للطفل بلا أي مقابل أو أجر، فعندما يقال: بأن الأم تفضل أن يغرز الشوك في عينيها على لمس الشوك قدم طفلها، ربما يكون ذلك كلاماً فيه نوع من المبالغة، ولكنه في الوقت نفسه يدل على عمق المحبة التي تكنها الأم لابنها.
يتعلم الطفل في الأسرة كيف يحب الآخرين ويحسن إليهم، وكذلك يتكون حنانه ورفقه وغضبه في البيت، وكذلك فإن العواطف الأصلية التي تتكون في ظلها الروابط والعلاقات الانسانية تنشأ من الأسرة أيضاً، وقد أشارت الاحصاءات والدراسات التي أجريت على المجرمين، بأن جلهم أفراد حرموا من حنان ومحبة الوالدين، وخصوصاً الأم.
وبعبارة أخرى من لم يشاهد الحب والاحسان في أسرته، فلن يقدر على إفاضته على الآخرين، على مبدأ أن فاقد الشيء لا يعطيه.
4.شخصياً ونفسياً: للأسرة دور وتأثير خارق في تكوين شخصية الانسان وبعث روح الحياة والسكون الداخلي فيه، وبشكل عام فإن أشكال الحياة المختلفة التي تتكون شخصية الطفل بناء عليها تنشأ عن الأسرة، ويمكننا أن نشبّه الأسرة بمصنع تصب فيه شخصية الأطفال في قوالب خاصة، وهذا الأمر يبدو أكثر وضوحاً وصدقاً في السنوات الأولى من العمر.
فعادات الطفل، ورغباته، وانفعالاته، وسكناته، وانزعاجاته، وصفاته، الحميدة، والتلاؤم العقلاني مع شروط الحياة الاجتماعية، والتوجه نحو الفساد او الصلاح، كل ذلك ينشأ في ظل الاسرة.
فالطفل يكتسب تجاربه ومهاراته الاولية في المحيط العائلي ويوظف هذه التجارب في مراحل الحياة اللاحقة.
فسلوكه وأفعاله ومواقفه وتعامله مع الحسن والقبيح، وايثاره وأنانيته وغروره وعزة نفسه أو ذلته غالباً ما تنشأ هذه الأمور في فترات الطفولة، وتحت ظل أسلوب التربية التي يتلقاها في الأسرة.
وهكذا تتجذر هذه الصياغة للشخصية في نفسه وتؤدي الى سلوكيات وأفعال معينة وخاصة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|