أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-8-2020
4687
التاريخ: 29-8-2020
4445
التاريخ: 28-8-2020
8801
التاريخ: 25-8-2020
6942
|
قال تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَويَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا } [الكهف: 54 - 56]
{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا } أي: بينا { فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ } وتصريفها ترديدها من نوع واحد وأنواع مختلفة ليتفكروا فيها وقد مر تفسيره في بني إسرائيل { وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا } يريد بالإنسان النضر بن الحارث عن ابن عباس ويريد أبي بن خلف عن الكلبي وقال الزجاج : معناه وكان الكافر يدل عليه قوله ويجادل الذين كفروا بالباطل.
{ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ } معناه: ما منعهم من الإيمان بعد مجيء الدلالة ومن أن يستغفروا ربهم على ما سبق من معاصيهم { إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ } أي: إلا طلب أن تأتيهم العادة في الأولين من عذاب الاستئصال حيث آتاهم العذاب من حيث لا يشعرون حين امتنعوا من قبول الهدى والإيمان { أَويَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا} أوطلب أن يأتيهم العذاب عيانا مقابلة من حيث يرونه وتأويله أنهم بامتناعهم من الإيمان بمنزلة من يطلب هذا حتى يؤمنوا كرها لأنهم لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم وهذا كما يقول القائل لغيره ما منعك أن تقبل قولي إلا أن تضرب على أن المشركين قد طلبوا مثل ذلك فقالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أوائتنا بعذاب أليم ومن قرأ قبلا فهو في معنى الأول ويجوز أن يكون أيضا جمع قبيل وهو الجماعة أي يأتيهم العذاب ضروبا من كل جهة.
ثم بين سبحانه أنه قد أزاح العلة وأظهر الحجة وأوضح المحجة فقال: { وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ } أي: لم نرسل الرسل إلى الخلق إلا مبشرين لهم بالجنة إذا أطاعوا أومخوفين لهم بالنار إذا عصوا { وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ } أي: ويناظر الكفار دفعا عن مذاهبهم بالباطل { لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ } أي: ليزيلوا الحق عن قراره قال ابن عباس : يريد المستهزءين والمقتسمين وأتباعهم وجدالهم بالباطل أنهم ألزموه أن يأتي بالآيات على أهوائهم على ما كانوا يقترحونه ليبطلوا به ما جاء به محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقال أدحضت حجته أي أبطلتها { وَاتَّخَذُوا آيَاتِي } يعني القرآن { وَمَا أُنْذِرُوا } أي: ما تخوفوا به من البعث والنار { هُزُوًا } مهزوا به استهزءوا به .
______________
1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي،ج6،ص357-358.
{ ولَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وكانَ الإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً } .
المراد بالإنسان هنا أكثر الناس لقوله تعالى في العديد من الآيات : أكثر الناس لا يعقلون . . أكثر الناس لا يعلمون . . أكثر الناس لا يؤمنون . أما القرآن الكريم فهوكتاب اللَّه إلى عباده يهديهم بدلائله ومواعظه ، ويحثهم على التمسك بأحكامه وتعاليمه . وقد أوضح سبحانه هذه المواعظ والدلائل بشتى الأساليب ، وضرب عليها من أجل ذلك الكثير من الأمثال ، منها الرجلان المذكوران في الآية 32 ، وتشبيه الحياة بالماء في الآية 45 من هذه السورة ، ولكن أكثر الناس لا يعقلون ويخاصمون في أوضح الواضحات ، ويحاولون إبطال الحق ودحضه بالمماراة والأكاذيب .
{ وما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى ويَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَويَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً}. المراد بالهدى القرآن وبيناته الواضحة ، وبالاستغفار التوبة ، وبسنة الأولين الإهلاك كما حدث لقوم نوح ولوط وعاد وثمود ، والمعنى ان المشركين لا يحاولون ان يؤمنوا باللَّه أويفكروا بالايمان إلا عندما يوجد أحد أمرين ، الأول أن ينزل بهم عذاب الاستئصال كما نزل بمن كان قبلهم ، فيؤمنوا حيث لا يغني الايمان عنهم شيئا ، كفرعون الذي آمن باللَّه لما أيقن بالهلاك والغرق . الأمر الثاني أن يروا العذاب عيانا وجها لوجه .
وبكلام آخر ان اللَّه سبحانه بعد أن بيّن في الآية السابقة انه قدّم الدلائل الواضحة ، وأبى أكثر الناس الا الكفر والجدال بالباطل ، بعد هذا قال في هذه الآية : وما تغني الآيات والنذر عند قوم لا يؤمنون الا عند سكرات الموت ، أوحين يهدّدون بالعذاب الذي يرونه بأعينهم ويعتقدون انه نازل بهم لا محالة إذا خالفوا الرسل .
{ وما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ ومُنْذِرِينَ }. هذه هي مهمة الرسل تبشير من أطاع بالنعيم ، وإنذار من عصى بالجحيم . وتكرر هذا المعنى أكثر من مرة .
أنظر تفسير الآية 165 من سورة النساء ج 2 ص 492 { ويُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ واتَّخَذُوا آياتِي وما أُنْذِرُوا هُزُواً }. أوضح اللَّه الحق ، وأثبته بالبينات والدلائل ، ولكن الذين كفروا خاصموه وجادلوا فيه ، وحاولوا إبطاله ودحضه بالمماراة والأكاذيب ، وبالهزء والسخرية ، وليس المراد من الهزء بآيات اللَّه من يسخر بها بلسانه فقط ، بل كل من عرف حكما من أحكام اللَّه ولم يعمل به فهو من الذين اتخذوا القرآن ودين اللَّه لعبا وهزوا ، قال الإمام علي ( عليه السلام ) :
« من قرأ القرآن فمات فدخل النار - لأنه لم يعمل بالقرآن – فهو ممن اتخذ آيات اللَّه هزوا ».
________________
1- التفسيرالكاشف، ج 5، محمد جواد مغنية، ص 139-140.
قوله تعالى:{ ولَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وكانَ الإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} قد مر الكلام في نظير صدر الآية في سورة أسرى آية 89 والجدل الكلام على سبيل المنازعة والمشاجرة والآية إلى تمام ست آيات مسوقة للتهديد بالعذاب بعد التذكيرات السابقة.
قوله تعالى:{ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ} و{ وَيَسْتَغْفِرُوا} عطف على قوله:{ يُؤْمِنُوا} أي وما منعهم من الإيمان والاستغفار حين مجيء الهدى.
وقوله:{ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} أي إلا طلب أن تأتيهم السنة الجارية في الأمم الأولين وهي عذاب الاستئصال، وقوله:{ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا} عطف على سابقه أي أوطلب أن يأتيهم العذاب مقابلة وعيانا ولا ينفعهم الإيمان حينئذ لأنه إيمان بعد مشاهدة البأس الإلهي قال تعالى:{ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ }: غافر: 85.
فمحصل المعنى أن الناس لا يطلبون إيمانا ينفعهم والذي يريدونه أن يأخذهم عذاب الاستئصال على سنة الأولين فيهلكوا ولا يؤمنوا أويقابلهم العذاب عيانا فيؤمنوا اضطرارا فلا ينفعهم الإيمان.
وهذا المنع والاقتضاء في الآية أمر ادعائي يراد به أنهم معرضون عن الحق لسوء سريرتهم فلا جدوى للإطناب الذي وقع في التفاسير في صحة ما مر من التوجيه والتقدير إشكالا ودفعا.
قوله تعالى:{ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ } إلخ تعزية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن لا يضيق صدره من إنكار المنكرين وإعراضهم عن ذكر الله فما كانت وظيفة المرسلين إلا التبشير والإنذار وليس عليهم وراء ذلك من بأس ففيه انعطاف إلى مثل ما مر في قوله في أول السورة:{ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} وفي الآية أيضا نوع تهديد للكفار المستهزءين.
والدحض الهلاك والإدحاض الإهلاك والإبطال، والهزوء: الاستهزاء والمصدر بمعنى اسم المفعول ومعنى الآية ظاهر.
__________________
1- تفسير الميزان ،الطباطبائي،ج13،ص268-269.
في انتظار العقاب:
تنطوي هذه الآيات على تلخيص واستنتاج لما ورد في الآيات السابقة، وهي تُشير ـ أيضاً ـ إلى بحوث قادمة.
الآية الأُولى تقول: { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ }.
لقد ذكرنا نماذج مِن تأريخ الماضين المليء، بالإِثارة، وقد أوضحنا للناس الحوادث المرَّة للحياة واللحظات الحلوة في التأريخ، وقد قلّبنا بيان هذه الأُمور بحيث تتقبلها القلوب المستعدّة للحق، وتكون الحجة على الآخرين تامّة، ولا يبقى ثمّة مجال للشك.
ولكن بالرغم مِن هذا فإِنَّ مجموعة عُصاة لم يؤمنوا أبداً: {وكانَ الإِنسانُ أكثر شيء جدلا}.
«صرّفنا» مِن «تصريف» وتعني التغيير والتحوَّل من حال إلى حال. الهدف مِن هذا التعبير في الآية أعلاه هو أنّنا تحدثنا مع الناس بكل لسان يمكن التأثير به عليهم.
«جدل» تعني محادثة الآخرين على أساس المُنازعة وإِظهار نزعة التسلَّط على الآخرين. ولهذا فإِنَّ (المجادلة) تعني قيام شخصين بإِطالة الحديث في حالة مِن التشاجر، وهذه الكلمة في الأصل مأخوذة ـ وكما يقول الراغب في المفردات ـ مِن (جدلت الحبل) أي ربطت الحبل بقوّة، وهي كناية عن أنَّ الشخص المجادل يستهدف مِن خلال جدله أن يحرف الشخص الآخر ـ بالقوّة ـ عن أفكاره.
وقال آخرون: إنَّ أصل (الجدال) هو بمعنى المصارعة وإِسقاط الآخر على الأرض. وهي تستعمل أيضاً في الدلالة على الشجار اللفظي.
في كل الأحوال، يكون المقصود بالناس في الآية هُم تلك الفئة التي لا تقوم في وجودها وممارساتها على أُصول التربية الإِسلامية وقواعدها، وقد أكثر القرآن في استعمال هذه التعابير، وقد شرحنا هذه الحالة مفصلا في نهاية الحديث عن الآية (12) مِن سورة يونس.
الآية التي بعدها تقول: إِنَّهُ بالرغم من كل هذه الأمثلة المختلفة والتوضيحات المثيرة والأساليب المُختلفة التي ينبغي أن تنفذ إلى داخل الإِنسان المستعد لقبول الحق، فإِنَّ هناك مجموعة كبيرة من الناس لم تؤمن: { وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} أي مصير الاُمم السالفة: { أَويَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا }(2) فيرونه بامّ أعينهم.
إِنَّ هذه الآية ـ في الحقيقة ـ إِشارة اِلى أنَّ هذه المجموعة المعاندة والمغرورة لا تؤمن بإرادتها وبشكل طبيعي أبداً، بل هُم يؤمنون في حالتين فقط:
أوّلا: عندما يُصيبهم العذاب الأليم الذي نزل مثلهُ في الأقوام والأُمم السابقة.
ثانياً: عندما يُشاهدون العذاب الإِلهي بأعينهم على الاقل وقد أشرنا مراراً إلى أنَّ مثل هذا الإِيمان هو إِيمان عديم الفائدة.
ومِن الضروري الإِنتباه هُنا إلى أنَّ مثل هؤلاء الناس لم يكونوا ينتظرون مثل هذه العاقبة أبداً، أمّا لأنَّ هذه العاقبة كانت حتمية بالنسبة لهم وهي الشيء الوحيد الذي ينتهي إليه مصيرهم، لذا نرى القرآن قد طرحها على شكل إِنتظار، وهذا نوع من الكناية اللطيفة. ومثلهُ أن تقول للشخص العاصي: إِنَّ أمامك ـ فقط ـ أن تنتظر لحظة الحساب، بمعنى أنَّ الحساب والعقاب أمرٌ حتمي بالنسبة له، وهو بذلك يعيش حالة انتظار للمصير المحتوم.
إِنَّ بعض حالات العصيان والغرور التي يُصاب بها الإِنسان قد تتسلّط عليه بحيث لا يؤثّر فيه لا الوحي الإِلهي، ولا دعوات الإنبياء الهادية، ولا رؤية دروس وعبر الحياة الإِجتماعية، ولا مطالعة تأريخ الأمم السابقة. إِنَّ الذي ينفع مع هذه الفئة مِن الناس هو العذاب الإِلهي الذي يعيد الإِنسان إِلى رشده، ولكن عند نزول العذاب تُغلق أبواب التوبة، ولا يوجد ثمّة طريق للرجعة والإِستغفار.
ومِن أجل طمأنة الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم) في مقابل صلافة وعناد أمثال هؤلاء، تقول الآية: { وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ }.
ثمّ تقول الآية: إِنَّ هذه القضية ليست جديدة، بل إِنَّ مِن واقع هؤلاء الأشخاص المعارضة والإِستهزاء بآيات الله: { وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا }(3).
وهذه الآية تشبه الآيات (42 ـ 45) مِن سورة الحج التي تقول: { وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ... } إلى آخر الآيات.
ويحتمل في تفسير الآية أنَّ الله تبارك وتعالى يريد أن يقول: إِنَّ عمل الإنبياء لا يقوم على الإِجبار والإِكراه، بل إِنَّ مسؤوليتهم التبشير والإِنذار، والقرار النهائي مرتبط بنفس الناس كي يُفكروا بعواقب الكفر والإِيمان معاً، وحتى يؤمنوا عن تصميم وإِرادة وبيِّنة، لا أن يلجأوا إلى الإِيمان الإِضطراري عند نزول العذاب الإِلهي.
لكن، مع الأسف أن يُساء استخدم حرية الإِختيار هذه والتي هي وسيلة لتكامل الإِنسان ورقيِّه، عندما يقوم أنصار الباطل بالجدال في مقابل أنصار الحق، إِذ يُريدون القضاء على الحق عن طريق الإِستهزاء أو المغالطة. ولكن هناك قلوباً مستعدة لقبول الحق دوماً والتسليم له، وإِنَّ هذا الصراع بين الحق والباطل كان وسيبقى على مدى الحياة.
________________
1- تفسير الامثل،ناصر مكارم الشيرازي،ج7،ص535-537.
2 ـ (قبل) تعني (التقابل، بمعنى مُشاهدة العذاب الإِلهي بالعين، بعض المفسّرين كالطبرسي في مجمع البيان، وأبي الفتوح في روح الجنان، والآلوسي في روح المعاني احتملوا أن تكون (قبل) جمع (قبيل) وهي إِشارة إلى الأنواع المختلفة مِن العذاب، إِلاَّ أنَّ المعنى الأوّل أقرب حسب الظاهر.
3 ـ (يدحضوا) مُشتقة مِن (إِدحاض) بمعنى الإِبطال والإِزالة، وهي في الأصل مأخوذة مِن كلمة (دحض) بمعنى الإِنزلاق.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جامعة كربلاء: مشاريع العتبة العباسية الزراعية أصبحت مشاريع يحتذى بها
|
|
|