أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-09
3203
التاريخ: 5-3-2020
2676
التاريخ: 2023-05-22
962
التاريخ: 25-9-2018
6249
|
• رواد المدرسة الحدية من الجيل الثاني
تطورت المدرسة الحدية ولم يتوقف نشاطها على المفكرين من الرعيل الاول بل اصبح لها انصار من جيل جديد وبأفكار جديدة (1) كأفكار الفريد مارشال وكلارك وبكسل ، وكانت افكارهم تدور حول امكانية الاستمرار في النمو .
لم تقتصر الافكار الاقتصادية على انكلترا كما كانت من قبل في فترة التجاريين وانما شملت الافكار كافة دول اوربا ، فألمانيا والنمسا استفادت من تجارب انكلترا ولم تأخذ نماذج مقولبة ، وانما صاغت افكارها بما يتناسب مع بيئتها واسست المدرسة التاريخية وكان نتاجها ظهور المفكرين في النمسا والمانيا للرعيل الأول من المدرسة الحدية وكذلك في سويسرا وكانت افكارهم رصينة فمثّلوا الجيل الثاني للمدرسة الحدية وهذه المدرسة ظهر لها مفكرين في سويسرا كان المفكر الفريدو بارتيو الذي كان عالماً اقتصادي واجتماعي بذات الوقت وخليفة فالراس في مجال تطبيقاته النظرية الحدية الحديثة .
وبدأت النمسا تبرز في الساحة وتتألق اكثر من المفكرين الانكليز حيث ظهر مفكرون عديدون ولهم شأن كبير في تطور الفكر منهم فون فايزر وبوهم بافرك ، وقد اعتبروا رواد المدرسة الحدية الثانية التي تحمل طابع خاص ويطلقوا عليها تسمية المدرسة الرياضية ما عدا الكتاب النمساويين وعليه يمكن القول بأن هناك رواد المدرسة الحدية انقسموا الى مجموعتين وكالآتي :
المجموعة الاولى : هم رواد المدرسة الرياضية ومنهم جوسن وجيوفنز وفالراس .
المجموعة الثانية : هم المدرسة النمساوية ومن روادها منجر وفيرز وبوهم فابرك ومع الاختلاف في الافكار الا انهم يجمع بينهم إطار نظري فنظرية المنفعة الحدية للقيمة قد تمكنت من تفسير القيم للسلع التي انفق في انتاجها ساعات عمل متساوية او غير متساوية مثل الصورة الزيتية وبدلة الملابس في المثال السابق ، وان تفسير ذلك يكمن في المنفعة والندرة .
ان الصورة الزيتية نادرة بالنسبة لبدلة الملابس ، كما ان المنفعة والاشباع الذي يحصل عليها الفرد من الصورة هي اكثر من المنفعة والاشباع التي يحصل عليها الفرد من البدل ، لذلك اصبحت للصورة الزيتية قيمة كبيرة بالنسبة لبدلة الملابس .
ان المدرسة الحدية تمكنت بنظريتها للقيمة هذه من التخلص من فكرة الاستغلال او الفائض التي أكد عليها الاشتراكيون والماركسيون ، والمدرسة الحدية تعتبر امتداد لنموذج هارود ــ دومار حيث يركز على اهمية الادخار ويوسع النموذج المذكور عن طريق إدخال عنصر العمل ومتغير مستقل وثابت هو المستوى التكنولوجي الى معادلة النمو الاقتصادي(2) .
لقد أكدت المدرسة الحدية على جهة الطلب والمنفعة في تقدير القيمة ، وهذا التقدير للقيمة هو تقدير نفساني وذاتي ، اي ان تقدير المنفعة ليس له ارتباط (3) بجوهر السلعة ، بينما المدرسة الكلاسيكية أكدت على جهة العرض والعمل او التكاليف المنفقة في انتاج السلعة ، وتفسير القيمة هذا يمثل علاقة موضوعية مرتبطة بجوهر السلعة نفسها ولا تمثل علاقة ذاتية متصلة بالفرد نفسه .
اما بالنسبة لموضوع توزيع العائد فيرى هؤلاء ان قضية التوزيع لم تكن لثير قلقهم وان الامور تتمثل ببعضها حيث انهم اعتبروا ان نظرية التوزيع لا تعدوا غير ان تكون تعبيراً لنظرية القيمة بشكل عام ، وبعبارة اخرى هي امتداد لنظرية القيمة وما يسري عليها يسري ايضاً على عناصر الانتاج وقد نتج عن هذا الموقف جملة مضامين أهمها :
أ ـ إخضاع عملية الانتاج والتوزيع لقاعدة قرار واحدة مصدرها إرضاء حاجة المستهلك .
ب ـ اعتبار الطلب على عناصر الانتاج بالتالي مشتقاً من الطلب على السلع الاستهلاكية .
ج ـ ان الذي يقرر حصة كل عنصر من عناصر الانتاج هو انتاجيته الحدية .
د ـ وكل هذا الغى الحاجة الى معالجة مردود كل عنصر انتاجي بصورة منفردة .
والتطورات التي حصلت على المدرسة الحدية هو اعتبار ان لكل عنصر من عناصر الانتاج مكافأة وهذه المكافأة في رأس المفكرين الحديين تتوقف على الانتاجية الحدية لهذا العنصر ، فأجر العامل يتحدد ويُحسب بموجب الانتاجية الحدية للعمل وبذات الحال باقي عناصر الانتاج (4) ، ومن ناحية طلب العامل للعمل فهو الآخر يتأثر بالمنفعة الحدية لساعات العمل المتواجدة ويبقى في مجاله الى ان يصل الى وحدات اخرى يفضل فيها ساعات الراحة على ساعات العمل المتاحة له وبهذا الجانب تطور التحليل الحدي على يد اقتصاديين ساروا على نفس النهج التحليلي الحدي وسنتطرق الى ابرزهم في هذا المجال ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ ميشيل ثودارو ، التنمية الاقتصادية ، ترجمة محمود حسن حسين ، دار المريخ ، الرياض ،2006 ، ص169 .
2ـ مدحت القريشي ، تطور الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ، ص197 .
3ـ جوزيف لاجوجي ، المذاهب الاقتصادية ، مصدر سابق ، ص23 .
4ـ لبيب شقير ، تاريخ الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ، 245 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|