أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-04-2015
3719
التاريخ: 16-8-2016
2839
التاريخ: 22-8-2016
3364
التاريخ: 15-04-2015
3222
|
روى الشيخ المفيد و غيره عن الامام الصادق (عليه السلام) انّه قال : انّ محمد بن المنكدر كان يقول : ما كنت أرى مثل عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) يدع خلفا، لفضل عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) حتى رأيت ابنه محمد بن عليّ فأردت أن أعظه وعظني فقال له أصحابه : بأي شيء وعظك؟
قال : خرجت الى بعض نواحي المدينة في ساعة حارّة فلقيت محمد بن عليّ (عليهما السّلام) و كان رجلا بدينا و هو متّكئ على غلامين له أسودين أو موليين له، فقلت في نفسي : شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا لأعظنّه، فدنوت منه فسلّمت عليه فسلّم عليّ بنهر و قد تصبب عرقا.
فقلت : اصلحك اللّه شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا لو جاءك الموت و أنت على هذه الحال، قال : فخلّى عن الغلامين من يده ثم تساند و قال : لو جاءني و اللّه الموت و أنا في هذه الحال جاءني و أنا في طاعة من طاعات اللّه اكفّ بها نفسي عنك و عن الناس و انما كنت أخاف الموت لو جاءني و أنا على معصية من معاصي اللّه، فقلت : يرحمك اللّه أردت أن أعظك فوعظتني .
يقول المؤلف : و الظاهر عندي انّ محمد بن المنكدر أحد متصوّفي العامّة كطاووس و ابن أدهم و امثالهما الذين يصرفون اوقاتهم بالعبادة الظاهرية، و يدعون الكسب، و هم كلّ على الناس، ذكر صاحب المستطرف انّه : «... جزّأ محمد بن المنكدر، عليه و على امّه و على أخته الليل اثلاثا فماتت اخته، فجزأه عليه و على أمّه، فماتت امّه فقام الليل كلّه» .
يقول المؤلف : الظاهر انّ محمد بن المنكدر أخذ هذا العمل من آل داوود فيما ورد من انّ داوود النبي (عليه السلام) قد قسّم ساعات الليل على أهل بيته فكانت لا تمضي ساعة من الليل الّا و أحد أولاده مشغولا بالصلاة، قال اللّه تعالى {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} [سبأ : 13] .
و كلام الامام الباقر (عليه السلام) : لو جاءني و اللّه الموت و أنا في هذه الحال جاءني و أنا في طاعة من طاعات اللّه اكف بها نفسي عنك و عن الناس و انما كنت أخاف الموت لو جاءني و أنا على معصية من معاصي اللّه ؛ تعريضا به و بأقرانه.
و يؤيد هذا المطلب ما رواه صاحب كشف الغمة عن شقيق البلخي قال : خرجت حاجا في سنة تسع و أربعين و مائة، فنزلنا القادسية فبينا أنا أنظر الى الناس في زينتهم و كثرتهم فنظرت الى فتى حسن الوجه شديد السمرة ضعيف، فوق ثيابه ثوب من صوف، مشتمل بشملة، في رجله نعلان و قد جلس منفردا، فقلت في نفسي : هذا الفتى من الصوفيّة يريد أن يكون كلّا على الناس في طريقهم و اللّه لأمضينّ إليه و لأوبخنّه ؛ و الغرض، الاعلام بانّ المتصوفة كانوا كلّا على الناس آنذاك و لذا وردت روايات كثيرة عن الصادقين (عليهما السّلام) في الحث على التكسب و النهي عن تركه، و الذي ينشغل بالعبادة و يتقوّت من غيره تكون عبادة هذا الذي يقوّته أفضل من عبادته بل روى الامام الصادق عن النبي الصادق (صلى الله عليه واله) انّه قال : ملعون من ألقى كلّه على الناس .
روي عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) انّه قال : فقد أبي بغلة له، فقال : لئن ردّها اللّه تعالى لأحمدنّه بمحامد يرضاها، فما لبث أن أتي بها بسرجها و لجامها فلمّا استوى عليها و ضمّ إليه ثيابه رفع رأسه الى السماء فقال : الحمد للّه، فلم يزد، ثم قال : ما تركت و لا بقيّت شيئا جعلت كلّ أنواع المحامد للّه عز و جل، فما من حمد الّا هو داخل فيما قلت .
و هو كما قال (عليه السلام) لانّ الألف و اللام في الحمد للّه للاستغراق فاستغرق جميع الأفراد.
نقل عن كتاب البيان و التبيين للجاحظ انّه قال : قد جمع محمد بن عليّ بن الحسين (عليهم السّلام) صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين فقال : صلاح شأن المعاش و التعاشر ملء مكيال : ثلثان فطنة و ثلث تغافل .
و قال له نصراني : أنت بقر؟ قال : لا، أنا باقر، قال : أنت ابن الطبّاخة ؟ قال : ذاك حرفتها قال : أنت ابن السوداء الزنجيّة البذيّة ؟ قال : ان كنت صدقت غفر اللّه لها و ان كنت كذبت غفر اللّه لك، قال : فأسلم النصرانيّ .
يقول المؤلف : لقد اقتدى بالامام (عليه السلام) و بأخلاقه الشريفة سلطان العلماء و المحققين، أفضل الحكماء و المتكلمين ذو الفيض القدوسي الخواجه نصير الدين الطوسي (قدّس سرّه)، حيث وصل إليه كتاب من شخص يسبّه و يشتمه فيه، و من تلك الكلمات القبيحة انّه قال للخواجة يا كلب ابن الكلب .
فكتب (رحمه اللّه) الجواب في غاية المتانة و الحسن من دون استعمال أي كلام سيّئ قال له : قلت لي يا كلب و هذا غير صحيح لانّ الكلب يمشي على أربع و له مخالب طويلة و انّي منتصب القامة و بشرتي ظاهرة بينما بشرة الكلب يغطيها الشعر، و انّي ناطق ضاحك، فهذه الفصول و الخواص التي فيّ غير الفصول و الخواص التي في الكلب.
روي عن زرارة انّه قال : حضر أبو جعفر (عليه السلام) جنازة رجل من قريش و أنا معه و كان فيها عطاء فصرخت صارخة، فقال عطاء : لتسكتنّ أو لنرجعنّ، قال : فلم تسكت فرجع عطاء، قال : فقلت لأبي جعفر (عليه السلام) : انّ عطاء قد رجع، قال : و لم ؟ قلت : صرخت هذه الصارخة فقال لها : لتسكتنّ أو لنرجعنّ، فلم تسكت فرجع.
فقال : امض بنا فلو انّا إذا رأينا شيئا من الباطل مع الحقّ تركنا له الحق لم نقض حقّ مسلم، قال : فلمّا صلّى على الجنازة قال وليّها لأبي جعفر : ارجع مأجورا رحمك اللّه فانّك لا تقوى على المشي فأبى أن يرجع، قال : فقلت له : قد أذن لك في الرجوع و لي حاجة أريد أن أسألك عنها، فقال : امض فليس باذنه جئنا و لا باذنه نرجع إنمّا هو فضل و أجر طلبناه فبقدر ما يتبع الجنازة الرجل يؤجر على ذلك .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|