المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05



جلالته و عظمته (عليه السّلام)  
  
3166   06:00 مساءً   التاريخ: 11-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص45-46.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

روي في الكتب المعتبرة انّه حجّ هشام بن عبد الملك فلم يقدر على الاستلام أي استلام الحجر الأسود من الزحام، فنصب له منبر فجلس عليه و أطاف به أهل الشام فبينما هو كذلك إذ أقبل عليّ بن الحسين (عليه السلام) و عليه إزار و رداء، من أحسن الناس وجها و أطيبهم رائحة، بين عينيه سجّادة كأنّها ركبة عنز، فجعل يطوف فإذا بلغ الى موضع الحجر تنحّى الناس حتى يستلمه هيبة له.

 فقال شاميّ: من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: لا أعرفه، لئلّا يرغب فيه أهل الشام، فقال الفرزدق و كان حاضرا: لكنّي أنا أعرفه، فقال الشامي: من هو يا أبا فراس؟

فأنشأ الفرزدق:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته‏           و البيت يعرفه و الحل و الحرم‏

هذا ابن خير عباد اللّه كلّهم‏                 هذا التقي النقي الطاهر العلم‏

إذا رأته قريش قال قائلها                   الى مكارم هذا ينتهي الكرم‏

يكاد يمسكه عرفان راحته‏                  ركن الحطيم‏  إذا ما جاء يستلم‏

و ليس قولك من هذا؟ بضائره‏            العرب تعرف من انكرت و العجم‏

هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله‏             بجدّه انبياء اللّه قد ختموا

مقدم بعد ذكر اللّه ذكرهم‏                            في كل فرض و مختوم به الكلم‏

يستدفع الضر و البلوى بحبهم‏            و يسترب به الاحسان و النعم‏

ان عد أهل التقى كانوا أئمتهم‏             أو قيل من خير أهل الارض؟ قيل هم‏

ما قال لاقط الّا في تشهده‏                  لو لا التشهد كانت لاؤه نعم‏

فغضب هشام و منع جائزته، فحبسوه بعسفان بين مكة و المدينة، فبلغ ذلك علي بن الحسين (عليه السلام)فبعث إليه باثني عشر الف درهم و قال: اعذرنا يا أبا فراس فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به، فردّها و قال: يا ابن رسول اللّه ما قلت الذي قلت الّا غضبا للّه و لرسوله و ما كنت لأرزأ  عليه شيئا.

فردّها إليه و قال: بحقّي عليك لما قبلتها فقد رأى اللّه مكانك و علم نيتك، فقبلها .

و في رواية انّه: لما طال الحبس عليه و كان هشام يوعده بالقتل شكا الى عليّ بن الحسين (عليه السلام) فدعا له فخلّصه اللّه، فجاء إليه و قال: يا ابن رسول اللّه انّه محا اسمي من الديوان، فقال : كم كان عطاؤك؟ قال: كذا، فأعطاه لأربعين سنة، و قال (عليه السّلام) : لو علمت انّك تحتاج الى أكثر من هذا لأعطيتك، فمات الفرزدق بعد أن مضى أربعون سنة .

 يقول المؤلف: اسم الفرزدق همام بن غالب بن صعصعة التميمي المجاشعي، و كنيته أبو فراس، و لقبه الفرزدق، و هو من أعيان شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) و مدّاح أهل بيت النبوة، و له سلف صالح ذو مفاخر باهرة.

و في الاصابة انّه وفد غالب أبو الفرزدق و كان من كرماء عصره ولديه من الابل ما لا يحصى و قد وفد على الإمام و هو في البصرة على عليّ (عليه السلام) و معه ابنه الفرزدق، قال (عليه السّلام) : من هذا الفتى معك؟ قال: ابني الفرزدق و هو شاعر، فقال: علّمه القرآن فانّه خير له من الشعر فكان ذلك في نفس الفرزدق حتى قيد نفسه و آلى أن يحل نفسه حتى يحفظ القرآن‏ .

و بملاحظة هذه القصيدة التي تبلغ أربعين بيتا، يعلم مدى تسلّطه على فن الشعر و الأدب‏ و تبحّره فيهما سيما إذا كان على نحو الارتجال.

و نقل المحقق البهبهاني عن جدّه تقي المجلسي (رضوان اللّه عليهما) ان عبد الرحمن الجامي- و هو سني المذهب - نظم هذه القصيدة بالفارسية في سلسلة الذهب و ذكر انّ امرأة رأت الفرزدق في المنام بعد موته فسألته عن صنع اللّه به، فقال: قد غفر اللّه لي بسبب تلك القصيدة التي أنشأتها في مدح عليّ بن الحسين (عليه السّلام) ؛ ثم قال الجامي: من الجدير أن يغفر اللّه لجميع المخلوقات بسبب تلك القصيدة الغرّاء.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.