المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6667 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

خسائس صفات الدنيا
5-10-2016
ضرورة الحذر في اختيار الزوجه
14-1-2016
الاقـتصـاد المعـرفـي
21-12-2021
الخلل في القيام
10-10-2016
ادارة الميزانية في المؤسسات المالية والمصرفية
7-7-2018
Dorothy Maud Wrinch
14-7-2017


معركة الجسر  
  
4191   06:13 مساءً   التاريخ: 11-6-2020
المؤلف : علي الكوراني العاملي
الكتاب أو المصدر : قراءة جديدة للفتوحات الإسلامية
الجزء والصفحة : ج1،ص138-146
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الخلفاء الاربعة / عمربن الخطاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2016 1222
التاريخ: 15-11-2016 1409
التاريخ: 15-11-2016 1221
التاريخ: 9-6-2020 1913

ثم كانت معركة الجسر فاجعة على المسلمين

عندما تولى عمر بعث أبا عبيد بن مسعود الثقفي والياً على العراق ، وهو أبو المختار الثقفي ، الآخذ بثأر الحسين ( عليه السلام ) .

وقد جاهد أبو عبيد بإخلاص إلى جانب المثنى رضي الله عنهما ، فثبَّت ما تمَّ تحريره ، وطرد الحاميات الفارسية الصغيرة والمتوسطة من الدساكر .

وذكر البلاذري ( 2 / 307 ) أن أبا عبيد دخل العراق بألف مقاتل ، وخاض حرباً مع القائد الفارسي جابان في تستر ، قال : « فلما صار بالعذيب بلغه أن جابان الأعجمي بتستر في جمع كثير ، فلقيه فهزم جمعه وأسر منهم . ثم أتى درنى وبها جمع للعجم فهزمهم إلى كسكر ، وسار إلى الجالينوس وهو بباروسما ، فصالحه ابن الأندرزعز عن كل رأس على أربعة دراهم على أن ينصرف . ووجه أبو عبيد المثنى إلى زندورد فوجدهم قد نقضوا فحاربهم فظفر وسبى . ووجه عروة بن زيد الخيل الطائي إلى الزوابي ، فصالح دهقانها على مثل صلح باروسما » .

ويظهر أن هذه المعارك كانت صغيرة . لكن بعد أكثر من سنة من ولايته على العراق ، أرسل رُستم القائد الفارسي العام ونائب الملك ، جيشاً ، فكانت معركة الجسر ، وانهزم المسلمون فيها وخسروا نحو أربعة آلاف رجل ، واستشهد أبو عبيد ، ومسعود أخ المثنى ، وكثير من فرسان المسلمين . وكانت في شهر رمضان سنة 13 هجرية ، أي بعد ذهاب خالد بشهور .

قال البلاذري في فتوح البلدان : 2 / 308 : « يوم قس الناطف وهو يوم الجسر . . بعث الفرس إلى العرب حين بلغها اجتماعها ذا الحاجب مردان شاه ، وكان أنوشروان لقبه بهمن لتبركه به ، وسمي ذا الحاجب لأنه كان يعصب حاجبيه ليرفعهما عن عينيه كبراً ، ويقال إن اسمه رستم . فأمر أبو عبيد بالجسر فعُقد ، وأعانه على عقده أهل بانقيا ، ويقال إن ذلك الجسر كان قديماً لأهل الحيرة يعبرون عليه إلى ضياعهم ، فأصلحه أبو عبيد ، وذلك أنه كان معتلاً مقطوعاً .

ثم عبر أبو عبيد والمسلمون من المروحة على الجسر ، فلقوا ذا الحاجب وهو في أربعة آلاف مدجج ، ومعه فيل ويقال عدة فيلة ، واقتتلوا قتالاً شديداً ، وكثرت الجراحات وفشت في المسلمين . فقال سليط بن قيس : يا أبا عبيد قد كنت نهيتك عن قطع هذا الجسر إليهم ، وأشرت عليك بالإنحياز إلى بعض النواحي والكتاب إلى أمير المؤمنين بالاستمداد فأبيت ! وقاتل سليط حتى قتل .

وسأل أبو عبيد : أين مقتل هذه الدابة ؟ فقيل خرطومه ، فحمل فضرب خرطوم الفيل ، وحمل عليه أبو محجن بن حبيب الثقفي فضرب رجله فعلقها ، وحمل المشركون فقتل أبو عبيد ، ويقال إن الفيل برك عليه فمات تحته !

فأخذ اللواء أخوه فقتل ، فأخذه ابنه جبر فقتل . ثم إن المثنى بن حارثة أخذه ساعةً وانصرف بالناس ، وبعضهم على حامية بعض ( يحمون بعضهم لينسحبوا ) وقاتل عروة بن زيد الخيل يومئذ قتالاً شديداً عُدِل بقتال جماعة ، وقاتل أبو زبيد الطائي الشاعر حميةً للمسلمين بالغربية ، وكان أتى الحيرة في بعض أموره وكان نصرانياً . وأتى المثنى أليس فنزلها، وكتب إلى عمر بن الخطاب بالخبر مع عروة بن زيد . . وكانت وقعة الجسر يوم السبت في آخر شهر رمضان سنة ثلاث عشرة » .

وفي الأغاني : 19 / 10 : « فقال أبو محجن الثّقفيّ يرثي أبا عبيد :

 

- - - - - - - - - - [ ابتداء شعر ]

وأنّى تسدّت نحونا أم يوسفٍ * ومن دون مسراها فيافٍ مجاهلُ

إلى فتية بالطَّفّ نيلت سراتهم * وغودر أفراسٌ لهم ورواحلُ

وأضحى أبو جَبْرٍ خلاءً بيوته * وقد كان يغشاها الضعاف الأرامل

وأضحى بنو عمرو لدى الجسر منهم * إلى جانب الأبيات جودٌ ونائل

وما لمتُ نفسي فيهم غير أنها * لها أجلٌ لم يأتها وهو عاجل

وما رمتُ حتى خرقوا بسلاحهم * إهابي وجادت بالدماء الأباجل

وحتى رأيتُ مهرتي مزوَئِرة * من النبل يدمى نحرها والشواكل

وما رحتُ حتى كنت آخر رائح * وصُرِّع حولي الصالحون الأماثل

مررت على الأنصار وسط رحالهم * فقلت : ألا هل منكم اليوم قافل

- - - - - - - - - - [ انتهاء شعر ]

 

- - - - - - - - - - [ ابتداء شعر ]

وقرّبت رواحاً وكوراً ونمرقاً * وغودر في ألَّيس بكر ووائل

ألا لعن اللَّه الذين يسرّهم * ردايَ وما يدرون ما اللهُ فاعل » .

- - - - - - - - - - [ انتهاء شعر ]

وفي معجم البلدان: 2 / 140: «وعبر إلى عسكر الفرس وواقعهم، فكثروا على المسلمين ونكوا فيهم نكاية قبيحة، لم ينكوا في المسلمين قبلها ولا بعدها مثلها وقتل أبو عبيد ( رحمه الله ) وانتهى الخبر إلى المدينة ، فقال حسان بن ثابت :

- - - - - - - - - - [ ابتداء شعر ]

لقد عظمت فينا الرزية إننا * جلادٌ على ريب الحوادث والدهر

على الجسر قتلى لهف نفسي عليهم * فيا حسرتا ماذا لقينا من الجسر » .

- - - - - - - - - - [ انتهاء شعر ]

وفي تاريخ الطبري : 2 / 639 : « وقعة القرقس ، ويقال لها القس قس الناطف ، ويقال لها الجسر ، ويقال لها المروحة » .

وجاء في روايات الطبري : « فأقبل بهمن جاذويه ومعه درفش كابيان راية كسرى ، وكانت من جلود النمر ، عرض ثمانية أذرع في طول اثنى عشر ذراعاً . . واستعمل رستم على حرب أبي عبيد بهمن جاذويه وهو ذو الحاجب ورد معه الجالنوس ، ومعه الفيلة فيها فيل أبيض عليه النخل ، وأقبل في الدهم وقد استقبله أبو عبيد حتى انتهى إلى بابل ، فلما بلغه انحاز حتى جعل الفرات بينه وبينه فعسكر بالمروحة ، ثم إن أبا عبيد ندم حين نزلوا به وقالوا : إما أن تعبروا إلينا وإما أن نعبر ، فحلف ليقطعن الفرات إليهم وليُمَحِّصن ما صنع ( إذ لم ينازلهم في بابل ) فناشده سليط بن قيس ووجوه الناس وقالوا إن العرب لم تلق مثل جنود فارس مذ كانوا ، وإنهم قد حفلوا لنا واستقبلونا من الزهاء والعُدة بما لم يلقنا به أحد منهم ، وقد نزلت منزلاً لنا فيه مجالٌ وملجأ ومرجع من فرة إلى كرة .

فقال : لا أفعل ، جبنتَ والله ! وكان الرسول فيما بين ذي الحاجب وأبى عبيد مرد انشاه الخصي، فأخبرهم أن أهل فارس قد عيروهم فازداد أبو عبيد مَحْكاً ورد على أصحابه الرأي وجَبَّنَ سليطاً ، فقال سليط : أنا والله أجرأ منك نفساً ، وقد أشرنا عليك الرأي فستعلم ! فقال أبو عبيد : بل نعبر إليكم . . وعهد أبو عبيد إلى الناس فقال : إن قتلت فعلى الناس جبر ( ابنه ) فإن قتل فعليكم فلان . . ثم قال إن قتل أبو القاسم فعليكم المثنى ، ثم نهد بالناس فعبروا وعبروا إليهم وعضلت الأرض بأهلها ، وألحم الناس الحرب ، فلما نظرت الخيول إلى الفيلة عليها النخل ، والخيل عليها التجافيف ، والفرسان عليهم الشعر ، رأت شيئاً منكراً لم تكن ترى مثله ، فجعل المسلمون إذا حملوا عليهم لم تقدم خيولهم ، وإذا حملوا على المسلمين بالفيلة والجلاجل فرقت بين كراديسهم ولا تقوم لها الخيل إلا على نفار ! وخزقهم الفرس بالنشاب ، وعض المسلمين الألم ، وجعلوا لا يصلون إليهم ، فترجل أبو عبيد وترجل الناس ثم مشوا إليهم فصافحوهم بالسيوف ، فجعلت الفيلة لا تحمل على جماعة إلا دفعتهم ، فنادى أبو عبيد : احتوشوا الفيلة وقطعوا بُطُنَها ( أحزمتها ) وأقلبوا عنها أهلها ، وواثب هو الفيل الأبيض فتعلق ببطانه فقطعه ووقع الذين عليه . وفعل القوم مثل ذلك فما تركوا فيلاً إلا حطوا رحله وقتلوا أصحابه . وأهوى الفيل لأبي عبيد فنفح مشفره بالسيف، فاتقاه الفيل بيده، وأبو عبيد يتجرثمه فأصابه بيده فوقع فخبطه الفيل وقام عليه، فلما بصر الناس بأبي عبيد تحت الفيل خشعت أنفس بعضهم ( ارتعبوا ) وأخذ اللواء الذي كان أمره بعده ، فقاتل الفيل حتى تنحى عن أبي عبيد ، فاجتره إلى المسلمين وأحرزوا شلوه ، وتجرثم الفيل فاتقاه الفيل بيده دأب أبى عبيد وخبطه الفيل وقام عليه ، وتتابع سبعة من ثقيف كلهم يأخذ اللواء فيقاتل حتى يموت .

ثم أخذ اللواء المثنى ، وهرب الناس . . وحاز المشركون المسلمين إلى الجسر وخشع ناس ، فتواثبوا في الفرات فغرق من لم يصبر ، وأسرعوا فيمن صبر وحمى المثنى وفرسان من المسلمين الناس ونادى : يا أيها الناس إنا دونكم فاعبروا على هينتكم ولا تدهشوا ، فإنا لن نزايل حتى نراكم من ذلك الجانب ، ولا تغرقوا أنفسكم ! فعبروا الجسر . . وعبر الناس وكان آخر من قتل عند الجسر سليط بن قيس . وعبر المثنى وحمى جانبه فاضطرب عسكره ورامهم ذو الحاجب فلم يقدر عليهم . فلما عبر المثنى ارفضَّ عنه أهل المدينة، حتى لحقوا بالمدينة، وتركها بعضهم ونزلوا البوادي وبقى المثنى في قلة . . هلك يومئذ أربعة آلاف بين قتيل وغريق، وهرب ألفان ، وبقى ثلاثة آلاف .

وأتى ذا الحاجب الخبر باختلاف فارس فرجع بجنده ، وكان ذلك سبباً لانفضاضهم عنه ، وجُرح المثنى وأثبت فيه حلق من درعه ، هتكهن الرمح » .

أقول : أثرت هذه الخسارة على عمر بن الخطاب كثيراً ، فلم يرسل أحداً إلى العراق إلا بعد أكثر من سنة ، فأرسل جرير بن عبد الله البجلي .

ثم ثأر المثنى في معركة البويب لمعركة الجسر

نشط المثنى رضي الله عنه بعد معركة الجسر فأسَرَ قائدين من الفرس ، واستغل خلافاً داخلياً بين الفرس ، فوسع غاراته في وسط العراق وغربه وشرقه ، وبسط نفوذه على أكثر أجزائه ، فاغتاظ لذلك الفرس وأرسلوا جيشاً أكبر من جيشهم السابق ، وجمع المثنى جيشه من المسلمين ، وبعض العرب النصارى .

 

والبويب : « نهر كان بالعراق موضع الكوفة ، فمه عند دار الرزق ، يأخذ من الفرات » . ( معجم البلدان : 1 / 512 ) .

قال ابن الأعثم : 1 / 136 : « دعا عمر بجرير بن عبد الله البجلي فقال له : ويحك يا جرير ! إنا قد أصبنا بالمسلمين مصيبة عظيمة ، والمثنى بن حارثة في وجه العدو غير أنه جريح لما به ، فسر نحو العراق فعسى الله عز وجل أن يدفع شر هؤلاء الأعاجم وتخمد بك جمرتهم . قال : فسار جرير بن عبد الله من المدينة في سبع مائة رجل حتى صار إلى العراق فنزلها » .

ونزل جرير بقومه في أول العراق من جهة الحجاز وطلب من المثنى أن يأتيه ، فدعاه المثنى للحضور إليه ، لأن الفرس يستعدون للمعركة ، وجرت بينهم مراسلات !

قال ابن الأعثم : 1 / 136 : « فسار جرير بن عبد الله من المدينة في سبع مائة رجل ، حتى صار إلى العراق فنزلها ، وبلغ ذلك المثنى بن حارثة الشيباني ، فكتب إليه : أما بعد يا جرير فإنا نحن الذين أقدمنا المهاجرين والأنصار من بلدهم ، وأقمنا نحن في نحر العدو نكابدهم ليلاً ونهاراً ، وإنما أنت مدد لنا ، فما انتظارك رحمك الله لا تصير إلينا ؟ فصر إلينا وكثِّرنا بأصحابك . . .

قال فكتب إليه جرير : أما بعد فقد ورد كتابك عليَّ فقرأته وفهمته ، فأما ما ذكرت أنك الذي أقدمت المهاجرين والأنصار إلى حرب العدو ، فصدقت . وليتك لم تفعل ! وأما قولك : إن المهاجرين والأنصار لحقوا ببلدهم ، فإنه لما قتل أميرهم لحقوا بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب . وأما ما ذكرت أنك أقمت في نحر العدو فإنك أقمت في بلدك ، وبلدك أحب إليك من غيره . وأما ما سألتني من المصير إليك ، فإن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لم يأمرني بذلك ، فكن أنت أميراً على قومك ، وأنا أمير على قومي . والسلام» .

أقول: هذا يكشف عن استياء عمر من توغل المثنى في فتح العراق، وخوفه من حرب الفرس ، خاصة بعد معركة الجسر !

لكن المثنى بن حارثة رضي الله عنه فرض عليهم الأمر الواقع ، وأقنع جريراً أخيراً ، فجاء ببني بجيلة وشارك في معركة البويب . وقاد المثنى المعركة خير قيادة ، وكانت كما يقول ابن كثير بحجم معركة اليرموك ، وحقق المثنى فيها النصر المبين للمسلمين وطارد بعدها جيش الفرس ، ووسع غاراته إلى الأهواز شرقاً ، والى حدود سوريا غرباً .

وسيأتي بعض خبر البويب وقتل القائد الفارسي مهران ، في ترجمة المثنى بن حارثة ، وترجمة جرير بن عبد الله البجلي .

وفي الأخبار الطوال / 114 : « واجتمع عظماء فارس إلى بوران ، فأمرت أن يتخير اثنا عشر ألف رجل من أبطال الأساورة وولت عليهم مهران بن مهروية الهمداني ، فسار بالجيش حتى وافى الحيرة ، وزحف الفريقان ، بعضهم لبعض ، ولهم زجل كزجل الرعد ، وحمل المثنى في أول الناس ، وكان في ميمنة جرير ، وحملوا معه وثار العجاج ، وحمل جرير بسائر الناس من الميسرة والقلب ، وصدقتهم العجم القتال ، فجال المسلمون جولة ( أي انهزموا ) فقبض المثنى على لحيته ، وجعل ينتف ما تبعه منها من الأسف ، ونادى : أيها الناس ، إليَّ إليَّ ، أنا المثنى ! فثاب المسلمون ، فحمل بالناس ثانية ، وإلى جانبه مسعود بن حارثة أخوه وكان من فرسان العرب ، فقتل مسعود ، فنادى المثنى : يا معشر المسلمين هكذا مصرع خياركم ، إرفعوا راياتكم . وحض عدي بن حاتم أهل الميسرة ، وحرض جرير أهل القلب ، وذمرهم . . فحمل المسلمون على العجم حملة صدقوا الله فيها ، وباشر مهران الحرب بنفسه وقاتل قتالا شديدا ، وكان من إبطال العجم فقتل مهران ، وذكروا أن المثنى قتله ، فانهزمت العجم لما رأوا مهران صريعاً واتبعهم المسلمون . . ومضت العجم حتى لحقوا بالمدائن . . فقال عروة بن زيد الخيل في ذلك :

- - - - - - - - - - [ ابتداء شعر ]

هاجت لعروة دار الحي أحزانا * واستبدلت بعد عبد القيس همدانا

وقد أرانا بها والشمل مجتمع * إذْ بالنخيلة قتلى جندُ مهرانا

أيام سار المثنى بالجنود لهم * فقتَّل القوم من رجل وركبانا

سما لأجناد مهران وشيعته * حتى أبادهم مثنى ووحدانا

ما إن رأينا أميراً بالعراق مضى * مثل المثنى الذي من آل شيبانا

إن المثنى الأميرُ القَرْمُ لا كذب * في الحرب أشجع من ليث بخفانا

- - - - - - - - - - [ انتهاء شعر ]

قالوا : ولما أهلك الله مهران ومن كان معه من عظماء العجم ، استمكن المسلمون من الغارة في السواد ، وانتقضت مسالح الفرس وتشتت أمرهم ، واجترأ المسلمون عليهم ، وشنوا الغارات ما بين سورا وكسكر والصراة ، إلى الفلاليج والأستانات » .

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).