المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05
مستحقو الصدقات
2024-11-05
استيلاء البريدي على البصرة.
2024-11-05
ولاية ابن رائق على البصرة
2024-11-05
الفتن في البصرة وهجوم القرامطة أيضًا.
2024-11-05

اصوات اللغة (التطور الطبيعي المطرد لأعضاء النطق)
23-4-2019
المناسك بمنى أيام التشريق
2024-07-01
Christiaan Huygens
18-1-2016
قواعد عامة- التعامل مع الضيف
11-10-2020
KIRCHHOFF’S CURRENT LAW
4-10-2020
عدد يقبل القسمة بدون باق
14-4-2016


تفسير الآية (17-21) من سورة الزمر  
  
3380   06:46 مساءً   التاريخ: 27-4-2020
المؤلف : إعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .....
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الزاي / سورة الزمر /

قال تعالى : {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (20) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ } [الزمر : 17 - 21]

 

تفسير مجمع البيان

- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1) 

{والذين اجتنبوا الطاغوت} أي : الأوثان والشيطان وقيل كل من دعا إلى عبادة غير الله تعالى وإنما أنث للجماعة وفي قراءة الحسن اجتنبوا الطواغيت {أن يعبدوها} أي اجتنبوا عبادتها {وأنابوا إلى الله} أي تابوا إليه فأقلعوا عما كانوا عليه {لهم البشرى} أي البشارة وهي الإعلام بما يظهر به السرور في بشرة وجوههم جزاء على ذلك وروى أبو بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال أنتم هم ومن أطاع جبارا فقد عبده .

ثم قال سبحانه مخاطبا لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) {فبشر} يا محمد {عباد} اجتزأ بالكسرة عن الياء {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} أي أولاه بالقبول والعمل به وأرشده إلى الحق وقيل فيتبعون أحسن ما يؤمرون به ويعملون به عن السدي وروي عن أبي الدرداء قال لولا ثلاث ما أحببت أن أعيش يوما واحدا الظمأ بالهواجر والسجود في جوف الليل ومجالسة أقوام ينتقون من خير الكلام كما ينتقي طيب التمر وقيل معناه يستمعون القرآن وغيره فيتبعون القرآن عن الزجاج وقيل يستمعون ما في القرآن والسنة من الطاعات والمباحات فيتبعون الطاعة التي هي أحسن إذ يستحق الثواب عليه أكثر وهو أن يأخذ بأفضل الأمرين كما أن القصاص حق والعفو أفضل فيأخذون بالعفو .

{أولئك الذين هداهم الله} أي هؤلاء الذين هذه صفتهم هم الذين هداهم الله فاهتدوا به إلى الحق {وأولئك هم أولو الألباب} أي ذوو العقول الذين انتفعوا بعقولهم وقال عبد الرحمن بن زيد نزل قوله {والذين اجتنبوا الطاغوت} الآيتين في ثلاثة نفر كانوا يقولون في الجاهلية لا إله إلا الله زيد بن عمرو بن نفيل وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي .

{أ فمن حق عليه كلمة العذاب أ فأنت تنقذ من في النار} اختلف في تقديره فقيل معناه أ فمن وجب عليه وعيد الله بالعقاب أ فأنت تخلصه من النار فاكتفى بذكر من في النار عن الضمير العائد إلى المبتدأ عن الزجاج والأخفش وقيل تقديره أ فأنت تنقذ من في النار منهم وأتى بالاستفهام مرتين توكيدا للتنبيه على المعنى وقال ابن الأنباري الوقف على قوله (كلمة العذاب) والتقدير كمن وجبت له الجنة ثم يبتدىء أ فأنت تنقذ وأراد بكلمة العذاب قوله لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين وإنما قال ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لحرصه على إسلام المشركين والمعنى أنك لا تقدر على إدخال الإسلام في قلوبهم شاءوا أم أبوا فلا عليك إذا لم يؤمنوا فإنما أتوا ذلك من قبل نفوسهم وهذا كقوله {فلعلك باخع نفسك على آثارهم} الآية .

ثم بين سبحانه ما أعده للمؤمنين كما بين ما أعده للكفار فقال {لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف} أي قصور في الجنة {من فوقها غرف} قصور {مبنية} وهذا في مقابلة قوله {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} فإن في الجنة منازل رفيعة بعضها فوق بعض وذلك أن النظر من الغرف إلى الخضر والمياه أشهى وألذ {تجري من تحتها الأنهار} أي من تحت الغرف {وعد الله} أي وعدهم الله تلك الغرف والمنازل وعدا {لا يخلف الله الميعاد} .

ولما قدم سبحانه ذكر الدعاء إلى التوحيد عقبه بذكر دلائل التوحيد فقال يخاطب نبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) وإن كان المراد جميع المكلفين {أ لم تر أن الله أنزل من السماء ماء} أي مطرا {فسلكه} أي فأدخل ذلك الماء {ينابيع في الأرض} مثل العيون والأنهار والقني والآبار ونظيره قوله وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض {ثم يخرج به} أي بذلك الماء من الأرض {زرعا مختلفا ألوانه} أي صنوفه من البر والشعير والأرز وغير ذلك يقال هذا لون من الطعام أي صنف وقيل مختلف الألوان من أخضر وأصفر وأبيض وأحمر {ثم يهيج} أي يجف وييبس {فتريه مصفرا} بعد خضرته {ثم يجعله حطاما} أي رفاتا منكسرا متفتتا {إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب} معناه إن في إخراج هذه الزروع ألوانا مختلفة بماء واحد ونقلها من حال إلى حال لتذكيرا لذوي العقول السليمة إذا تكفروا في ذلك عرفوا الصانع المحدث وعلموا صحة الابتداء والبعث والإعادة .

_________________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج8 ، ص391-394 .

 

تفسير الكاشف

- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه الآيات (1) 

 

{والَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ} .

المراد بالطاغوت هنا الأصنام ، ولذا عاد الضمير عليها مؤنثا . . بشّر سبحانه بالنجاة من نبذ الشرك وأطاع اللَّه ، وان بدرت منه بادرة تاب إلى خالقه وأناب {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الأَلْبابِ} . ليس المراد بحسن القول حسن الكلمات وفصاحة الأسلوب ، وانما المراد به ما نفع دنيا وآخرة ، فإن كان مضرا فهو قبيح ، أما القول الذي لا يضر ولا ينفع فإنه لا يوصف بحسن ولا بقبح ، أما الوصف بالأحسن فهو نسبي - مثلا - رد التحية بمثلها حسن ، وكذا القصاص بالمثل ممن اعتدى عليك ، ولكن العفو أحسن من القصاص ، ورد التحية بخير منها أحسن من ردها بمثلها .

وقول اللَّه تعالى أحسن من كل قول أيا كان قائله ، ولا شيء منه تعالى أحسن من شيء قولا كان أو فعلا لأن الأشياء بالنسبة إليه سواء ، والذين يستمعون قول اللَّه ، ويعملون به هم المهتدون عند اللَّه إلى معرفة الأحسن والآخذون باللباب دون القشور . وفي نهج البلاغة : {أفيضوا في ذكر اللَّه فإنه أحسن الذكر ، وارغبوا فيما وعد المتقين فإن وعده أصدق الوعد ، واقتدوا بهدي نبيكم فإنه أفضل الهدي ، واستنوا بسنته فإنها أهدى السنن ، وتعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث ، وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب} .

{أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ} كمن أنجاه اللَّه منه ( أفأنت - يا محمد - تنقذ من في النار ) . كلا ، لا وسيلة للانقاذ والخلاص من عذاب اللَّه إلا العمل الصالح وعفو اللَّه وكرمه ، جلت حكمته ، وليس من شك ان من لج وتمادى في الغي والضلال فلا ينظر اللَّه إليه : {أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ ولا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ ولا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ولا يُزَكِّيهِمْ ولَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ} - 77 آل عمران {لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ} . هذا على طريقة القرآن يقرن البشارة بالإنذار ، والوعد بالوعيد ، وذكر المتقين وثوابهم بذكر الطاغين وعقابهم ، فلهؤلاء من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ، ولأولئك غرف في الجنة فوقها غرف . .

هذا وعده تعالى ووعيده ، ومن أصدق من اللَّه حديثا ؟ .

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهً أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الأَرْضِ} . ينزل المطر من السماء ، فيجري على سطح الأرض ، ثم ينفذ في جوفها ، فيكوّن عيونا وينابيع تنفع الناس . . فهل هذا صدفة ، أومن تدبير عليم حكيم ؟ {ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ} . فهل هذا النبات المختلف لونا وطعما من صنع الطبيعة بما هي أو بعناية خالق الطبيعة بما فيها ؟ وإذا كانت الحياة بشتى ألوانها من نتاج الطبيعة وخصائصها فلما ذا ظهرت الحياة في بعض أطراف الطبيعة وأجزائها دون بعض ؟

{ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا} ثم يجف النبات الأخضر ويصفّر في أوانه وعند بلوغه {ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً} فتاتا متكسرا {إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لأُولِي الأَلْبابِ} .

ان في انزال المطر ، وإنبات النبات واخضراره ثم اصفراره ثم فتاته على وفق الحكمة والمصلحة ، ان في ذلك كله تذكيرا بالبارئ المبدع . . وإذا كان هذا من الماء والتراب فمن الذي أوجد الماء والتراب والكون بما فيه . انظر ج 3 ص 231 فقرة (من أين جاءت الحياة) وج 5 ص 79 فقرة (الروح من أمر ربي ، واللَّه وعلم الخلايا) .

__________________

1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج6 ، ص403-404 .

 

تفسير الميزان

- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) 

 

قوله تعالى : {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى} قال الراغب : الطاغوت عبارة عن كل متعد وكل معبود من دون الله ، ويستعمل في الواحد والجمع .

انتهى ، والظاهر أن المراد بها في الآية الأوثان وكل معبود طاغ من دون الله .

ولم يقتصر على مجرد اجتناب عبادة الطاغوت بل أضاف إليه قوله : {وأنابوا إلى الله} إشارة إلى أن مجرد النفي لا يجدي شيئا بل الذي ينفع الإنسان مجموع النفي والإثبات ، عبادة الله وترك عبادة غيره وهو عبادته مخلصا له الدين .

وقوله : {لهم البشرى} إنشاء بشرى وخبر لقوله : {والذين اجتنبوا} إلخ .

قوله تعالى : {فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} إلى آخر الآية كان مقتضى الظاهر أن يقال : فبشرهم غير أنه قيل : فبشر عباد وأضيف إلى ضمير التكلم لتشريفهم به ولتوصيفهم بقوله : {الذين يستمعون القول} إلخ .

والمراد بالقول بقرينة ما ذكر من الاتباع ما له نوع ارتباط ومساس بالعمل فأحسن القول أرشده في إصابة الحق وأنصحه للإنسان ، والإنسان إذا كان ممن يحب الحسن وينجذب إلى الجمال كان كلما زاد الحسن زاد انجذابا فإذا وجد قبيحا وحسنا مال إلى الحسن ، وإذا وجد حسنا وأحسن قصد ما هو أحسن ، وأما لولم يمل إلى الأحسن وانجمد على الحسن كشف ذلك عن أنه لا ينجذب إليه من حيث حسنه وإلا زاد الانجذاب بزيادة الحسن .

فتوصيفهم باتباع أحسن القول معناه أنهم مطبوعون على طلب الحق وإرادة الرشد وإصابة الواقع فكلما دار الأمر بين الحق والباطل والرشد والغي اتبعوا الحق والرشد وتركوا الباطل والغي وكلما دار الأمر بين الحق والأحق والرشد وما هو أكثر رشدا أخذوا بالأحق الأرشد .

 

فالحق والرشد هو مطلوبهم ولذلك يستمعون القول ولا يردون قولا بمجرد ما قرع سمعهم اتباعا لهوى أنفسهم من غير أن يتدبروا فيه ويفقهوه .

فقوله : {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} مفاده أنهم طالبو الحق والرشد يستمعون القول رجاء أن يجدوا فيه حقا وخوفا أن يفوتهم شيء منه .

وقيل : المراد باستماع القول واتباع أحسنه استماع القرآن وغيره واتباع القرآن ، وقيل : المراد استماع أوامر الله تعالى واتباع أحسنها كالقصاص والعفو فيتبعون العفو وإبداء الصدقات وإخفائها فيتبعون الإخفاء ، والقولان من قبيل التخصيص من غير مخصص .

وقوله : {أولئك الذين هداهم الله} إشارة إلى أن هذه الصفة هي الهداية الإلهية وهذه الهداية أعني طلب الحق والتهيؤ التام لاتباع الحق أينما وجد هي الهداية الإجمالية وإليها تنتهي كل هداية تفصيلية إلى المعارف الإلهية .

وقوله : {وأولئك هم أولوا الألباب} أي ذوو العقول ويستفاد منه أن العقل هو الذي به الاهتداء إلى الحق وآيته صفة اتباع الحق ، وقد تقدم في تفسير قوله : {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه : } البقرة : - 130 أنه يستفاد منه أن العقل ما يتبع به دين الله .

قوله تعالى : {أ فمن حق عليه كلمة العذاب أ فأنت تنقذ من في النار} ثبوت كلمة العذاب وجوب دخول النار بالكفر بقوله عند إهباط آدم إلى الأرض : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة : 39] وما في معناه من الآيات .

ومقتضى السياق أن في الآية إضمارا يدل عليه قوله : {أ فأنت تنقذ من في النار} والتقدير أ فمن حقت عليه كلمة العذاب ينجو منه وهو أولى من تقدير قولنا : خير أم من وجبت عليه الجنة .

وقيل : المعنى أ فمن وجب عليه وعيده تعالى بالعقاب أ فأنت تخلصه من النار فاكتفى بذكر {من في النار} عن ذكر الضمير العائد إلى المبتدأ وجيء بالاستفهام مرتين للتأكيد تنبيها على المعنى .

وقيل : التقدير أ فأنت تنقذ من في النار منهم فحذف الضمير وهو أردأ الوجوه .

قوله تعالى : {لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار} الغرف جمع غرفة وهي المنزل الرفيع .

قيل : وهذا في مقابلة قوله في الكافرين : {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} .

وقوله : {وعد الله} أي وعدهم الله ذلك وعدا فهو مفعول مطلق قائم مقام فعله وقوله : {لا يخلف الله الميعاد} إخبار عن سنته تعالى في مواعيده وفيه تطييب لنفوسهم .

وقوله تعالى : {أَ لَمْ تَرَ أَنّ اللّهَ أَنزَلَ مِنَ السمَاءِ مَاءً فَسلَكَهُ يَنَابِيعَ في الأَرْضِ ثُمّ يخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مخْتَلِفاً أَلْوَنُهُ ثمّ يَهِيجُ فَترَاهُ مُصفَرّا ثُمّ يجْعَلُهُ حُطماً إِنّ في ذَلِك لَذِكْرَى لأُولى الأَلْبَابِ

عود إلى بدء من الاحتجاج على ربوبيته تعالى والقول في اهتداء المهتدين وضلال الضالين والمقايسة بين الفريقين وما ينتهي إليه عاقبة أمر كل منهما ، وفيها معنى هداية القرآن .

قوله تعالى : {أ لم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض} إلى آخر الآية ، قال في المجمع ، : الينابيع جمع ينبوع وهو الذي ينبع منه الماء يقال نبع الماء من موضع كذا إذا فار منه ، والزرع ما ينبت على غير ساق والشجر ما له ساق وأغصان النبات يعم الجميع ، وهاج النبت يهيج هيجا إذا جف وبلغ نهايته في اليبوسة ، والحطام فتات التبن والحشيش . انتهى .

وقوله : {فسلكه ينابيع في الأرض} أي فأدخله في عيون ومجاري في الأرض هي كالعروق في الأبدان تنقل ما تحمله من جانب إلى جانب ، والباقي ظاهر والآية - كما ترى - تحتج على توحده تعالى في الربوبية .

____________________

1- الميزان ، الطباطبائي ، ج17 ، ص204-207 .

 

تفسير الامثل

- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1) 

 

عباد الله الحقيقيون :

استخدم القرآن الكريم مرّة اُخرى أسلوب المقارنة في هذه الآيات ، إذ قارن بين عباد الله الحقيقيين والمشركين المعاندين الذين لا مصير لهم سوى نار جهنّم ، قال تعالى : {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى} .

ولكون كلمة (البشرى)جاءت هنا بصورة مطلقة وغير محدودة ، فتشمل كافة أنواع البشرى بالنعم الإِلهية المادية والمعنوية ، وهذه البشرى بمعناها الواسع تختص فقط بالذين اجتنبوا عبادة الطاغوت وعمدوا إلى عبادة الله وحده من خلال إيمانهم به وعملهم الصالح .

وكلمة «طاغوت» من مادة (الطغيان) تعني الإعتداء وتجاوز الحدود ، ولذا فإنّها تطلق على كلّ متعدّ ، وعلى كلّ معبود من دون الله ، كالشيطان والحكام المتجبرين (وتستعمل هذه الكلمة للمفرد والجمع)(2) .

فعبارة (اجتنبوا الطاغوت)بمعناها الواسع تعني الإبتعاد عن كلّ أشكال الشرك وعبادة الأصنام وهوى النفس والشيطان ، وتجنب الإنصياع والإستسلام للحكام المتجبرين الطغاة .

أمّا عبارة( أنابوا إلى الله) فإنّها تجمع روح التقوى والزهد والإيمان ، وأمثال هؤلاء يستحقون البشرى .

ويجب الإلتفات إلى أنّ عبادة الطاغوت لا تعني فقط الركوع والسجود له ، وإنّما تشمل كلّ طاعة له ، كما ورد في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) «من أطاع جباراً فقد عبده» (3) .

ثم تعرج الآية على تعريف العباد الخاصّين فتقول : {فبشر عباد (4) الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أُولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب} .

الآيتان المذكورتان بمثابة شعار إسلامي ، وقد بيّنتا حرية الفكر عند المسلمين ، وحرية الإختيار في مختلف الأُمور .

ففي البداية تقول (بشر عباد) ثمّ تعرّج على تعريف أُولئك العباد المقربين بأنّهم أُولئك الذين لا يستمعون لقول هذا وذاك ما لم يعرفوا خصائص وميزات المتكلم ، والذين ينتخبون أفضل الكلام من خلال قوّة العقل والإدراك ، إذ لا تعصب ولا لجاجة في أعمالهم ، ولا تحديد وجمود في فكرهم وتفكيرهم ، إنّهم يبحثون عن الحقيقة وهم متعطشون لها ، فأينما وجدوها استقبلوها بصدور رحبة ، ليشربوا من نبعها الصافي من دون أيّ حتى يرتووا .

إنّهم ليسوا طالبين للحق ومتعطشين للكلام الحسن وحسب ، بل هم يختارون الأجود والأحسن من بين (الجيد) و(الأجود) و(الحسن) و(الأحسن) ، وخلاصة الأمر فإنّهم يطمحون لنيل الأفضل والأرفع ، وهذه هي علامات المسلم الحقيقي المؤمن الساعي وراء الحق .

أمّا ما المقصود من كلمة (القول) في عبارة (يستمعون القول) فإنّ المفسّرين أعطوا عدّة آراء لتفسيرها ، منها :

البعض فسّره بأنّه يعني (القرآن) الذي يحتوي على الطاعات والمباحات ، واقتفاء الأحسن يعني اقتفاء الطاعات .

والبعض الآخر فسّرها بأنّها تعني مطلق الأوامر الإلهية المذكورة في القرآن وغير المذكورة فيه .

ولكن لم يتوفّر أيّ دليل على هذين التّفسيرين ، بل أن ظاهر الآية يشتمل كلّ قول وحديث ، فالمؤمنون هؤلاء يختارون من جميع الكلمات والاحاديث ما هو(أحسن) ، ليترجموه في أعمالهم .

والطريف في الأمر أنّ القرآن الكريم حصر في الآية المذكورة أعلاه الذين هداهم الله بأُولئك القوم الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه ، كما أنّه اعتبر العقلاء ضمن هذه المجموعة ، وهذه إشارة إلى أنّ أفراد هذه المجموعة مشمولون بالهداية الإلهية الظاهرية ، والباطنية ، الهداية الظاهرية عن طريق العقل والإدراك ، والهداية الباطنية عن طريق النور الإلهي والإمداد الغيبي ، وهاتان مفخرتان كبيرتان للباحثين وراء الحقيقة ذوي التفكير الحرّ .

ولكون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يرغب ـ بشدّة ـ في هداية المشركين والضالين ، وكان يتألّم كثيراً لإنحراف أُولئك الذين لم يعطوا آذاناً صاغبة للحقائق ، فأنّ الآية التالية عمدت الى مواساته بعد أن وضحت له حقيقة أنّ عالمنا هذا هو عالم الحرية والإمتحان ، ومجموعة من الناس ـ في نهاية الأمرـ يجب أن تدخل جهنم ، إذ قالت : {أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النّار} (5) .

عبارة (حقت عليه كلمة العذاب) إشارة إلى آيات مشابهة ، كالآية (85) من سورة ص التي تقول بشأن الشياطين وأتباعهم : {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص : 85] .

ومن البديهي أنّ حتمية تعذيب هذه المجموعة لا تحمل أيّ طابع إجباري ، بل إنّهم يعذبون بسبب الأعمال التي ارتكبوها ، ونتيجة إصرارهم على ارتكاب الظلم والذنب والفساد ، بشكل يوضح أنّ روح الإيمان والتعقل كانت ميّتة في أعماقهم ، وأنّ وجودهم كان قطعة من جهنم لا أكثر .

من هنا يتبيّن أنّ قوله تعالى : {أفأنت تنقذ من في النّار} هو إشارة الى حقيقة أنّ كونهم من أصحاب النّار يعد أمراً مسلماً به وكأنّهم الآن هم في قلب جهنم ، حتّى أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي هو(رحمة للعالمين) لا يستطيع إنقاذهم من العذاب ، لأنّهم قطعوا كافّة طرق الإتصال بالله سبحانه وتعالى ولم يبقوا أيّ سبيل لنجاتهم .

ولبعث السرور في قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولزيادة الأمل في قلوب المؤمنين ، جاء في آخر الآية : {لكن الذين اتقوا ربّهم لهم غرف من فوقها غرف} .

فإن كان أهل جهنم مستقرين في ظلل من النّار ، كما ورد في الآية السابقة : {لهم من فوقهم ظلل من النّار ومن تحتهم ظلل} فإنّ لأهل الجنّة غرفاً من فوقها غرف اُخرى ، وقصور فوقها قصور اُخرى ، لأنّ منظر الورود والماء والأنهار والبساتين من فوق الغرف يبعث على اللذة والبهجة بشكل أكثر .

«غرف» جمع «غرفة» من مادة «غرف» وعلى وزن حرف ـ بمعنى تناول الشيء ولذا يطلق على من يتناول الماء بكفه ليشربه «غرفة» ثمّ اطلقت على الطبقات العليا من المنازل .

وكشفت الآية أيضاً عن أن غرف أهل الجنّة الجميلة قد زينت بأنهار تجري من تحتها {تجري من تحتها الأنهار} نعم ، هذا وعد الله {وعد الله لا يخلف الله الميعاد} (6) .

وقوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ } [الزمر : 21]

الذين هم على مركب من نور!!

في هذه الآيات يستعرض القرآن الكريم مرّة اُخرى دلائل التوحيد والمعاد ، ليكمل البحوث التي تناولت مسألة الكفر والإيمان الواردة في الآيات السابقة . إذ تشرح أحد آثار عظمة وربوبية الباريء عزّوجلّ في نظام عالم الكون ، وذلك عندما تشير إلى مسألة (نزول المطر) من السماء ، ثمّ إلى نمو آلاف الأنواع من الزرع بمختلف الألوان بعد أن تسقى من ماء عديم اللون ، وإلى مراحل نموها حتى وصولها إلى المرحلة النهائية وتقول موجهة الخطاب الى النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) باعتباره القدوة لجميع المؤمنين {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض}(7) .

قطرات المطر التي تبعث الحياة حينما تنزل من السماء تمتصها الطبقة الأولى من طبقات الأرض ، وعندما تنفذ إلى داخل هذه الطبقة تقف عند طبقة اُخرى في الأرض ولا تتمكن من النفوذ خلالها ، لتبعث مرّة اُخرى إلى سطح الأرض بصورة عيون وقنوت وآبار .

كلمة (سكله) تعني (نفوذ مياه الأمطار في داخل قشرة الأرض) وهذه إشارة مختصرة لما ذكرناه آنفاً .

«ينابيع» هي جمع (ينبوع) مشتقّة من (نبع) وتعني فوران الماء من داخل الأرض . ولو كانت للأرض قشرة واحدة لا تمتلك القابلية على الإمتصاص ، فإنّ مياه الأمطار النازلة سوف تتجه بأكملها بعد هطولها إلى البحار لتصب فيها من دون أن تخزن داخل قشرة الأرض ، وفي هذه الحالة ينعدم وجود العيون والقنوات والآبار . وإذا كانت الأرض ذات قشرة واحدة نفوذية تماماً ، فإنّ كلّ مياه الأمطار تتجه نحو أعمق مناطق باطن الأرض ، وفي تلك الحالة يستحيل الوصول إليها واستخراجها ، فتنظيم قشرة الأرض بحيث توجد طبقتان إحداها نفوذية والأُخرى غير نفوذية ، وبدرجات معينة ، كلّ ذلك ثمّ وفق حسابات خاصة ، تبيّن قدرة الباريء عزّوجلّ .

والملفت للنظر أنّ قشرة الأرض تكون أحياناً ذات طبقات متعددة ، بعضها نفوذي والبعض الأخر غير نفوذي ، ومرتبة الواحدة فوق الأُخرى ويستفاد منها في عمليات حفر الآبار (السطحية) و(العميقة) و(نصف العميقة) .

وتضيف الآية فيما بعد : (ثم يخرج به زرعاً مختلفاً ألوانه) ذات الأشكال المختلفة .

أي مختلف الأنواع كالحنطة والشعير والزر والذرة ، ذات الأشكال المختلفة والألوان الظاهرية المتعددة ، فمنها الأخضر الغامق ، والأخضر الفاتح ، وبعضها ذو أوراق عريضة وكبيرة ، والبعض الآخر ذو أوراق دقيقة وصغيرة .

وممّا يذكر أن كلمة (زرع) تطلق على النباتات ذات الساق الدقيق ، فيما تطلق كلمة (شجر)على الأشجار ذات السيقان القوية ، وكلمة (زرع) ذات معان كثيرة تشمل النباتات الطبيعية التي لا يمكن الإستفادة منها للغذاء ، وأنواع الورد ونباتات الزينة والأعشاب الطبية التي يؤخذ منها الدواء ، وأحياناً نرى في غصن واحد ، ولربّما في وردة واحدة عدّة ألوان جميلة جذابة ، تسبح وتوحد الباريء عزّوجلّ بلسان صامت .

ثمّ تنتقل الآية إلى مرحلة اُخرى من مراحل حياة هذه النباتات ، إذ تقول : {ثم يهيج فتراه مصفراً}(8) حيث تعصف به الرياح من كلّ جانب لتقلعه من مكانه بسبب ضعف سيقانه ويضيف تعالى : {ثم يجعله حطاماً} .

نعم ، إن في هذا لذكرى لأصحاب العقول وأهل العلم {إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب} .

هذا المشهد يذكّر الإنسان بالنظام الدقيق والعظيم الذي وضعه الباريء عزّوجلّ لعالم الوجود ، وإنّه تذكير بنهاية الحياة وانطفاء شعلتها ، ومن ثمّ بمسألة البعث وعودة الأموات إلى الحياة . فرغم أنّ هذا المشهد يتعلّق بعالم النبات ، إلاّ أنّه ينبّه الإنسان إلى أن مثل هذا الأمر سوف يتكرر في حياته وعمره هو أيضاً مع وجود بعض الإختلاف في مدّة الأعمار ، ولكن الأساس واحد إذ يبدأ بالولادة يتدرج إلى النشاط والشباب ، ومن ثمّ الذبول والكهولة ، وفي النهاية الموت .

___________________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج11 ، ص482-492 .

2 ـ بعض المفسّرين ، ومنهم الزمخشري صاحب الكشّاف يعتقدون أنّ أصل كلمة (طاغوت) هو(طغوت) على وزن (فعلوت) (كملكوت) ، ثمّ تقدت لام الفعل على عين الفعل وأصبحت (طوغوت) ، وبعد إبدال الواو بالألف أصبحت (طاغوت) ويستدل صاحب الكشّاف على هذا الكلام من عدّة مصادر (تفسير الكشاف ج 4 ص 120) .

3 ـ مجمع البيان ، الجزء السابع ، الصفحة 493 ، ذيل آية البحث .

4 ـ (عباد) كانت في الأصل (عبادي) وقد حذفت الياء وعوض عنها بالكسرة .

5 ـ في الحقيقة ، إنّ الآية تحوي جملة محذوفة تدل عليها الجملة التي تلتها ، تقديرها (أفأنت تخلصه) إذ يصبح تقدير الجملة كالتالي (أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تخلصه (بقرينة الجملة التالية) أفأنت تنقذ من في النّار) وقال البعض الآخر : إن تقدير الآية هو كالتالي (أفمن حقت عليه كلمة العذاب ينجو منه) .

6 ـ يقول «الزمخشري» في الكشاف : (وعد الله) منصوب لكونه مفعولا مطلقاً للتأكيد ، ولأنّ عبارة (لهم غرف) تعني (وعدهم الله غرفاً) .

7 ـ «ينابع» على ما هو المشهور يكون منصوباً بنزع الخافض ، وهو جمع ينبوع من نبع الماء (راجع تفسير روح المعاني ، ج23 ، ص256 ; روح البيان ، ج8 ، ص93 .

8 ـ «يهيج» من مادة (هيجان) ولها معنيان في اللغة ، الأوّل هو جاف النبات واصفراره ، والثّاني هو التحرك والإنتفاض ، ومن الممكن أو يعود المعنيان إلى أصل واحد ، لأنّ النبات حينما يجفّ فإنه يستعد للانفصال والأنتشار والتحرك والهيجان .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .