أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2018
4369
التاريخ: 22-11-2019
1916
التاريخ: 22-10-2020
5529
التاريخ: 15-9-2020
1432
|
ثانياً : نظريـة التبعيـة وقضايا البيئة والتنميـة :
ظهرت نظرية التبعية في الستينات لتدحض نظرية التتنمية الغربية وتقدم اساساً جديداً لتفسير ظاهرة التخلف في العالم الثالث (التابع) يقوم على قضية اساسية مفادها " ان علاقة التبعية والاستغلال التي تعرضت لها الدول التابعة من جانب الدول الرأسمالية المتقدمة لم يؤدي الى اي شكل من أشكال التنمية " ، وانما أدت الى مزيد من التخلف في هذه البلدان التابعة يقابله مزيد من التنمية والرفاهية في البلدان الرأسمالية المتقدمة ، وهذا امر منطقي طالما ان الفائض المنتج في الدول التابعة اياً كان شكل انتاجه ينقل باستمرار الى مركز العالم الرأسمالي المتقدم .
وتستند هذه النظرية على مفهوم اساسي يفسر التخلف وعدم النمو في البلدان النامية بإرجاعها الى الشروط غير المتكافئة للعلاقة بين هذه البلدان وبين الغرب الرأسمالي ، وتعمل هذه الشروط على استمرار استنزاف الفائض من البلدان النامية وعدم السماح بتراكمه في هذه البلدان ، ويبدو ذلك بشكل خاص من خلال تعريف " دوس سانتوس " للتبعية فهي حالة ما تكشف ان اقتصاد بعض الدول يرتبط بنمو اقتصاد دولة او دول اخرى وتوسعها ، اذ تأخذ علاقة التشابك بين اقتصاد دولتين او اكثر ، وبينهما وبين التجارة الدولية شكل تبعية عندما تستطيع بعض الدول المهيمنة او المسيطرة ان تتسع وتنمو ذاتياً ، في حين ان الدول الأخرى التابعة لا تستطيع ان تفعل الا انعكاساً لتوسع الاقتصاد المهيمن ونموه ، ويؤكد " اندريه جوندر فرانك " ان هذه التبعية تؤدي الى تنمية التخلف واستمراره في الدول النامية .
ويشبه فرانك الرأسمالية بنسق من صلات التبادل على نطاق العالم كله يتسم بالاحتكار والاستغلال ، كما يدلل على تطور التخلف ، ويرى ان وضعية دول امريكا اللاتينية هي نتيجة للانتشار العالمي للنظام الرأسمالي الإمبريالي الغربي ، وقد اخذ هذا الانتشار شكل تطور جدلي مترابط زمنياً ، ذو مظاهر متعددة وكل مظهر يمثل سبباً ونتيجة لآخر ، ويرى ان التطور والتخلف نتيجة لعملية واحدة هي عملية نشوء وتطور النظام الرأسمالي على الصعيد العلمي ، حيث يؤكد على ان العلاقات الاستغلالية التاريخية هي التي ضمنت امتصاص وتحويل الفائض من المراكز الى الاطراف أياً كانت هذه المراكز (الدول الصناعية الغربية مقابل الدول المتخلفة على مستوى العالم) ،(المدينة مقابل الريف على مستوى الدول المتخلفة) .
ومعنى ذلك ان تنمية مدينة معينة لا يؤدي الى تنمية المناطق المجاورة ، ولكنه يحول هذه المناطق الى توابع داخلية تزيد من تخلفها ، اي ان علاقة المركز بالأطراف تتمثل في استنزاف الأطراف لصالح المركز الرأسمالي ، وطبقاً لهذا يرى فرانك ان افقر فلاح في ابعد قرية من قرى الدول المتخلفة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأكبر الرأسماليين في الدول الصناعية المتقدمة .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|