أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2019
21730
التاريخ: 30-12-2022
1115
التاريخ: 2023-04-27
2904
التاريخ: 2023-05-09
1356
|
7ـ نظرية مراحل النمو عند والت روستو :
تسمى ايضاً : نظرية مراحل التطور الاقتصادي ، روج لها روستو في كتابه " مراحل النمو الاقتصادي " الذي استحوذ على اهتمام كبير في أوساط المتخصصين بقضية التنمية والدخل ، يقول عنه ريمون أرون : لقد أقبل العالم كله على قراءة هذا الكتاب ، واصبح التمييز بين مراحل النمو الاقتصادي بغض النظر عن التناقض بين النظم السياسية شيئاً عادياً .
وبالرغم من ان روستو في هذا الكتاب لم يُعنَ اساساً بتحليل قضية التخلف بالبلاد المتخلفة ،فإن نظريته قد استخدمت بعد ذلك كإتجاه متميز في تفسير التخلف ، والفكرة التي قدمها روستو هنا تتلخص في ان النمو الاقتصادي يتكون من مراحل معينة ذات تتابع زمني ، بحيث ان كل مرحلة تمهد الطريق اوتوماتيكياً للمرحلة التي تليها ، وهذا يعني ان على البلدان المتخلفة ان تعيش نفس الطريق الذي مشته الدول المتقدمة في الفترة ما بين 1850-1950 ، حتى تقطع هذه المراحل وتصل الى المجتمع الصناعي فما بعد الصناعي ، وحسب روستو يمكن أن يُنسب أي مجتمع من حيث مستوى تطوره الاقتصادي الى إحدى المراحل الخمس :
ـ مرحلة المجتمع التقليدي .
ـ مرحلة التهيؤ للإنطلاق .
ـ مرحلة الانطلاق .
ـ مرحلة الإتجاه نحو النضج .
ـ مرحلة الاستهلاك الوفير .
ويرى روستو أن هذه المراحل ليست الا نتائج عامة مستنبطة من الإحداث الضخمة التي شهدها التاريخ الحديث .
المرحلة الاولى : مرحلة المجتمع التقليدي ، وتتميز باقتصاد متخلف جداً يتسم بالطابع الزراعي ، ويتبع اهله وسائل بدائية للإنتاج ، ويلعب فيه نظام الأسرة والعشيرة دوراً رئيسياً في التنظيم الاجتماعي ، كما ان الهيكلة الاجتماعية مؤسسة على الملكية العقارية ، ويستند نظام القيم الى القدرية ومعاداة التغيير ، اما الناتج الوطني فانه يُقسم لأغراض غير انتاجية ، وقد ضرب روستو مثالاً لدول اجتازت هذه المرحلة ؛ كالصين ودول الشرق الأوسط ، ودول حوض البحر المتوسط ، وبعض دول اوربا في القرون الوسطى ، وهذه المرحلة عادةً ما تكون طويلة نسبياً وتتميز بالبطئ الشديد.
المرحلة الثانية : مرحلة التهيؤ للإقلاع او الانطلاق ، لا تختلف هذه المرحلة الجديدة ـ من حيث البنيان الاجتماعي والقيم والمؤسسات السياسية اللا مركزية ـ اختلافاً جذرياً عن مرحلة المجتمع التقليدي ، او لعل الفارق الرئيس بين المرحلتين لا يعدو ان يكون فارقاً في طبيعة حركية المجتمعين ؛ فحركة المجتمع التقليدي لا تتعدى أطر ذلك المجتمع لأنها حركة داخلية جزئية بالضرورة ، بينما تتميز مرحلة المجتمع المؤهل للانطلاق بظهور نوازع للتحول الجذري ، تحول في المؤسسات السياسية ـ الاقتصادية ، وتوسيع آفاق المصالح الفردية والجماعية تدفع بأفراد المجتمع الى العمل المثمر ، والى أخذ المبادرة .
المرحلة الثالثة : مرحلة الانطلاق مرحلة حتمية في عملية النمو ، فإذا تعطلت العقبات التي تعترض سبل التنمية ، دخل المجتمع مرحلة الانطلاق ، وهي المرحلة التي تسيطر فيها القوى العاملة لأجل التقدم في كل مـرافق الحياة ، فيصبح النمو والتنمية ظاهرة طبيعية في المجتمع ، وهنا تختلف الحوافز الدافعة في هذا الاتجاه ، غير ان انماط التجارب التاريخية أظهرت فعالية عاملين رئيسيين : التكنولوجيا ، والثورة السياسية ؛ بمعنى انتقال الحكم السياسي الى جماعة تعتبر تحديث الاقتصاد قضية جدية ، وتعطيها المقام الأول بين القضايا السياسية ، وفي هذه المرحلة ترتفع نسبة الاستثمار من خمسة الى عشرة بالمائة ، فتتوسع الصناعات الجديدة بسرعة وتنشط ويتم تصنيع القطاع الزراعي .
المرحلة الرابعة : مرحلة النضج ، مرحلة تعد فيها الدول المتقدمة اقتصادية ؛ حيث تكون قد استكملت نمو جميع قطاعات اقتصادها القومي ، وتمكنت من رفع مستوى انتاجها ، وترتفع القدرات التقنية للاقتصاد المحلي ، وتقام العديد من الصناعات الاساسية ، وصناعات اكثر طموحاً من ذي قبل ، وصناعات قائدة للتنمية ؛ كصناعة الآلات الصناعية والزراعية والالكترونية والكيميائية مع زيادة الصادرات الصناعية .
وقد حدد روستو أهم التغيرات التي تأخذ مكانها في هذه المرحلة فيما يلي :
ـ التحول السكاني من الريف الى الحضر وتحول الريف ذاته الى شكل أكثر حضارة .
ـ ارتفاع نسبة الفنيين والعمال ذوي المهارات المرتفعة .
ـ انتقال القيادة من أيدي أصحاب المشروعات والرأسماليين الى فئة المدربين التنفيذيين .
ـ النظر الى الدولة في ظل سيادة درجة من الرفاهية المادية وكذا الفردية على انها المسؤولة عن تحقيق قدر متزايد من التأمين الاجتماعي و الاقتصادي للمواطنين .
ـ المرحلة الخامسة : مرحلة الاستهلاك الوفير ، وهي المرحلة التي يبلغ فيها البلد شأناً كبيراً من التقدم ؛ حيث يزيد الانتاج عن الحاجة ، ويعيش السكان في سعة من العيش وبدخول عالية ، وقسط وافر من سلع الاستهلاك وأسباب الرخاء ومن مظاهرها :
ـ ارتفاع متوسط استهلاك الفرد العادي من السلع المُعبرة (السيارات) .. الخ
ـ زيادة الانتاج الفكري والأدبي للمجتمع .
نقد النظرية :
أجمع الاقتصاديون على فشل هذه النظرية على امرين :
اولهما : إثبات صحة المراحل التاريخية ، وثانيهما : في إمكانية انطباقها على دول العالم الثالث اليوم ، يقدم روستو فهماً بسيطاً يصور التخلف على انه تأخر زمني لا أكثر ولا أقل ، وبذلك يتجاهل فهم تاريخ الدول المتخلفة ، زيادة على اعتباره البلدان النامية وكأنها طبقة او فئة واحدة ، وبصورة أكثر تحديداً يفترض روستو ان كل هذه البلدان تتعرض لنفس المشاكل وتعاني من نفس المعوقات ، وتتطور تقريباً بنفس الشكل في عمليتها التنموية ، فروستو صور لنا مراحل النمو الخمسة على شكل (محطة قطار) عن طريقها ، وبالضرورة يجب ان تمر كل الدول السائرة في طريق النمو ، زيادة على هذا فقد أغفل روستو ظرفاً هاماً من الظروف المهنية للانطلاق في الرأسمالية الغربية ، وهو الاستعمار ونهب الثروات ،الذي حققت عن طريقه مراحل ازدهارها وتقدمها ، في الوقت الذي حرمها فيها الاستعمار من فرص تنمية ذاتها ، زعماً بأن الرأسمالية هي السبيل الوحيد للتنمية والازدهار .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|