المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06



ابو الاسود الدؤلي  
  
3928   01:44 صباحاً   التاريخ: 27-03-2015
المؤلف : د. محمد المختار ولد اباه
الكتاب أو المصدر : تاريخ النحو في المشرق والمغرب
الجزء والصفحة : ص45- 48
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / أوائل النحويين /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-03-2015 3249
التاريخ: 27-03-2015 7759
التاريخ: 27-03-2015 8542
التاريخ: 27-03-2015 2539

لقد كان ظالم بن عمرو بن سفيان المشهور بكنيته من سادة العلماء في عصره، فقد اشتهر ذكره في مجموعات من الناس، و كان في مقدمة كل فئة منها، و كان من وجوه القراء، و المحدثين و الشعراء و النحويين، كما يرتفع صيته بين الأشراف، و الفرسان، و في كل مجال له ذكر وصيت حتى بين الدهاة و البخلاء و الصلع و أصحاب النوادر.

كل هذه الصفات، مكنته أن يعيش طيلة حياته مكرما في البصرة بعد ما كان عاملا للإمام علي بن أبي طالب، و ظل وفيا له و مناصرا لعترته، دون أن يمسه السوء من قبل العثمانية أو من قبل عمال معاوية في العراق.

ص45

و إن اتصاله الوثيق بالإمام علي، و ابن عمه عبد اللّه بن عباس، كان مصدر إنماء معارفه في القرآن و منطلقا للنهوض بملكاته اللغوية، فانفتحت أمامه أبواب التفكير و الإبداع، و كان من نتائج فكره المتميز أن وضع اللبنات الأولى في

الخطة التي رسمها له الإمام علي بن أبي طالب لهذا العلم. كما أن جمهور المؤرخين يتفقون على أهمية ما قام به في نشأة النحو.

يقول ابن سلام الجمحي في مقدمة طبقات الشعراء إن أبا الأسود كان أول من أسس العربية، و فتح بابها و أنهج سبيلها، و وضع قياسها، و إنما قال ذلك حينما اضطرب كلام العرب فغلبت السليقة فكان سراة الناس يلحنون، فوضع باب الفاعل و المفعول و المضاف و حرف الجر و الرفع و النصب و الجزم (1).

و قد يكون أبو الأسود، حسب ما يذكره المؤرخون في أول أمره ضنينا بما أخذ عن الخليفة من علم، إذ لا يريد أن يخرج شيئا أخذه عنه إلى أحد. إلا أن عوامل استجدت فدعته إلى تجاوز التمسك بعلمه، فحينما امتد اللحن إلى القرآن الكريم، و سمع من يقرأ قوله تعالى: أَنَّ اَللّٰهَ بَرِيءٌ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ (التوبة- الآية 3 ) بكسر اللام، استجاب لأمر الأمير زياد و أتى بكاتب لقن، عهد إليه أبو الأسود أن ينقط على أعلى الحرف إذا فتح شفته، و يجعل النقطة بين يدي الحرف حين يضمها، و أن يضع النقطة تحت الحرف إن كسر شفته (2).

كما أن حرصه على مساعدة الموالي الذي دخلوا في الإسلام و صاروا له إخوة دعاه أن يسعفهم، فوضع باب الفاعل و المفعول. ثم إن الروايات الأخرى تذكر أنه كان مدرسا لأبناء زياد و لبعض العلماء، و أن مجموعة من العلماء أخذت عنه النحو.

و قد اهتم الدكتور عبد العال سالم مكرم (3) بالتنقيب عما وجد من آثار أبي الأسود في مراجع النحو و كتب القراءات. و استخرج من ذلك مجموعة من القضايا التي لها صلة بالمسائل النحوية، مثل القراءة المنسوبة إليه، و هي (أَلاٰ إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ ) (هود- الآية 5 ) و هي قراءة شاذة، تقع فيها

(تثنوني) على تفعوعل. و قد وردت هذه الصيغة عند العرب مثل ما جاء فيقول حميد بن ثور:

فلما مضى عامان بعد انفصالهعلى الضرع و احلولى دماثا يرودها (4)

ص46

كما أورد استعمال أبي الأسود لماضي «ودع» في قوله:
ليت شعري عن خليلي ما الذي                    غاله في الحبّ حتّى ودعه(5) 
و يوافق هذا الاستعمال قراءة، من الشواذ بتخفيف «ودعك» في قوله تعالى: (مٰا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ مٰا قَلىٰ ) (الضحى- الآية 3) و استدل بعض النحاة بها، و بما جاء في الحديث الشريف:

(دعوا الحبشة ما و دعوكم و اتركوا الترك ما تركوكم).

و مما نسب إلى أبي الأسود أيضا قوله إن من العرب من يقول: لولاي لكان كذا. مع إيراد شاهد ليزيد بن الحكم، و هو قوله:

و كم موطن لولاي طحت كما هوى                  بأجرامه من قلّة النّيق منهوي 
و قد أشار سيبويه إلى هذا الاستعمال مبينا أن لو لا إذا أضمر الاسم بعدها جر، و إذا ظهر ارتفع(6). و قد ألغز هذا الحكم محنض باب بن أعبيد الديماني الشنقيطي بقوله:
و حرف إذا ما أسندوه لمضمر                فخفض و إن للظاهر ارتفع المحل 
و من الشواهد الشعرية المنسوبة إلى أبي الأسود نجد خمسة أبيات استدل بها النحاة على أحكام معينة، كان أبو الأسود العمدة فيها بصفته عربيا فصيحا يستشهد بشعره، و عالما يتصرف وفق الأصول النحوية التي أسسها في وضع المبادئ النحوية، و هي قوله:
إذا جئت بوّابا له قال مرحبا                       ألا مرحب واديك غير مضيق 
و نبه سيبويه هنا على أن المصدر في «مرحب» صار بدلا من «رحبت بلادك» كما كان «الحذر» بدلا من احذر(7).

و قوله:

فألفيته غير مستعتبو                               لا ذاكر اللّه إلاّ قليلا 
و في هذا البيت جواز حذف التنوين للضرورة مع التقاء الساكنين (8).

و أورد له ابن الشجري في أماليه شاهدا على حذف الهمزة من «أبي فلان» إذا كان منادى. و ذلك في قوله:

يا بالمغيرة ربّ أمر معضل                         فرّجته بالمكر منّي و الدّها(9)

ص47

و من الشواهد المنسوبة إليه كذلك قوله:
و ما كلّ ذي لبّ بمؤتيك نصحه                   و ما كلّ مؤت نصحه بلبيب(10)
و البحث في هذا البيت يتناول لفظة «كل» التي يجب مراعاة معناها إذا كانت مضافة إلى منكر، فيعود عليها ضمير الإفراد إذا أضيفت إلى مفرد مثل قوله تعالى: وَ كُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي اَلزُّبُرِ) ( القمر – الآية 52) ، (و كُلُّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)   (المدثر) . و يعود عليها ضمير التثنية في المثنى مثل قول الفرزدق:
و كلّ رفيقي كلّ رحل و إن هما                   تعاطى القنا قوماهما أخوان 
و مثل ذلك في الجمع مثل قوله تعالى: كُلُّ حِزْبٍ بِمٰا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) ( المؤمنون- الآية53).

و قد أجاز ابن عصفور أن تكون: «مؤتيك» في بيت أبي الأسود جمعا حذفت نونه للإضافة (11).

و قد فصّل ابن هشام في هذه القاعدة قائلا 2إن المضاف إلى المفرد يجب إفراده إن أريد به الحكم على كل فرد، نحو: كل رجل يشبعه رغيف، و إذا نسب الحكم إلى المجموع تعين الجمع مثل قول عنترة:

جادت عليها كلّ عين ثرّة                         فتركن كلّ حديقة كالدّرهم 
و من الشواهد المنسوبة إلى أبي الأسود أيضا ما روي عنه في إعادة الضمير على متأخر عنه في اللفظ و الرتبة. و هو قوله:
جزى ربّه عنّي عديّ بن حاتم              جزاء الكلاب العاويات و قد فعل(12) 
و قد وردت تأويلات لهذا الاستعمال ذكرها ابن الشجري في الأمالي و ابن جني في الخصائص، و استطردها الدكتور عبد العال سالم مكرم في كتاب الحلقة المفقودة (13).

فقد كان إذن دور أبي الأسود حاسما في نشأة النحو؛ لأنه استوعب التصور الأول الذي أوحى به الإمام علي بن أبي طالب، فاستكمل رسمه، و بدأ بتنفيذه ثم فتح أول مدرسة لتعليم النحو فعرفه المؤرخون أستاذ أساتذة النحو.

_________________

(1) الجمحي: طبقات الشعراء، ص 29.

(2) ابن الأنباري: نزهة الألباء، ص 20.

(3) الحلقة المفقودة من تاريخ النحو، ص 9 و ما بعدها.

(4) ابن جني: المحتسب، ج 1 ص 318.

(5) ابن جني: الخصائص ج 1 ص 396.

(6) سيبويه: الكتاب، ج 2 ص 372.

(7) المصدر نفسه، ج 1 ص 296.

(8) المصدر نفسه، ج 1 ص 169.

(9) ابن الشجري: الأمالي، ج 2 ص 16.

(10) سيبويه: الكتاب، ج 1 ص 441.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.