ـ النقص في الكوادر الوطنية في الدول النامية :

ان بناء الكوادر القادرة على المساهمة في عملية التنمية الاقتصادية يعني تطور المدارس والتعليم بصورة عامة وبصورة خاصة ، فعلى الرغم من كون إعداد الطلاب في الجامعات والمدارس الثانوية في الدول النامية في ازدياد مستمر الى أنه لايزال أقل من المستوى المطلوب إذ ان هذه المشكلة هي هروب الأدمغة أو ما يمسى بالانكليزية (Brain drain) الى البلدان الرأسمالية المتقدمة ، واهم العوامل التي تساعد على هجرة الخبرات من الدول النامية الظروف المادية الأفضل التي توفرها لهم الدول التي تستقبلهم وخاصة الرأسمالية ، وتقدم هذه الدول من المتغيرات لسرقة الادمغة من البلدان النامية التي هي بأمس الحاجة الى خبراتها ، ان أفضل وسيلة لبناء الكوادر الوطنية المؤهلة هي بناء شبكة من المدارس التعليمية الفنية ولقد استطاعت بعض الدول النامية ان تحقق نتائج مقبولة في هذا المجال .

وحيث ان الدول النامية مرغمة على استيراد التكنولوجيا الحديثة من الدول المتقدمة فهي تعاني حالياً من مشكلة جديدة : ماهي درجة التقنية والتكنولوجيا التي يجب ان تستوردها ، بحيث تعطيها افضل النتائج في زيادة انتاجية العمل وتناسب مرحلة النمو والتطور التي تمر بها البلدان ؟ وللاجابة عن هذا السؤال يجب تحديد دور ومكانة الثورة التكنولوجية العلمية في تسريع عملية التطوير والنمو في البلدان النامية ، وتعتبر الثورة العلمية التكنولوجية من اهم العوامل التي تهدف الى تسريع النمو الاقتصادي الاجتماعي وبمعنى ادق تهدف الى زيادة انتاج السلع والخدمات.

ان عملية استيراد التكنولوجيا ليست سيئة بحد ذاتها ، الا ان عدم توافر الشروط الاجتماعية والاقتصادية المناسبة سيكـون عائقاً في عملية الاستفادة من الثورة العلمية التكنولوجية وسيؤدي بالتالي الى نتائج سلبية على عملية التنمية وتجدر الاشارة هنا الى ان نسبة تحديث وادخال التكنولوجيا الى مختلف القطاعات لا يتمان بدرجة واحدة وانما يتمان في الدول النامية بدرجات متفاوتة ، ففي حين نجد ان بعض القطاعات الاقتصادية تعمل وتستفيد من التكنولوجيا العالية المستوردة نرى هناك قطاعات ما زالت تعمل بطرق بدائية ، وهذه نتيجة وقوع الدول النامية دائماً ضحية استيراد هذه التكنولوجيا الحديثة في صنعها .