أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-03
871
التاريخ: 11-3-2022
2990
التاريخ: 28-11-2015
1547
التاريخ: 9-3-2022
1894
|
يحصل على الحرير الطبيعي أو القز من الشرانق التي تغزلها ديدان بعض العائلات التي تنتمي لرتبة حرشفية الأجنحة Lepidoptera وتصنع هذه الديدان الشرانق من خيوط دقيقة تفرزها غددها اللعابية وتحيط الديدان نفسها بهذه الشرنقة قبل دخولها في طور العذراء حتى إذا انتهت من إتمام غزلها تحولت داخلها إلى عذراء. ومن هذا يتبين أن الوظيفة الرئيسية للشرنقة هي حماية الحشرة في طورها العذري.
أنواع ديدان الحرير
أولا- ديدان الحرير غير المستأنسة:
تنتمي جميع أنواع ديدان الحرير غير المستأنسة إلى عائلة Saturinidae (من رتبة حرشفية الأجنحة) وتنتشر في الهند وسيلان والصين والملايو واليابان وبعض مناطق شرق أوربا مثل يوغوسلافيا - وتعيش معيشة برية في الغابات خارج سيطرة الإنسان - ومنها الأنواع الاتية:
1- دودة حرير التوسار Anthera parayi G.) Tusar silk worm )
تنتشر ديدان حرير التوسار في الصين والهند وتتغذى على أوراق بعض الأشجار التي توجد في الغابات منها أشجار ,Salex timinolis Quercus sp. ziruphus jujuba, Terminalia tementos, Terminalia arjuna,
كيفية استغلالها:
(أ) الحصول على البذور: عند بداية فصل الصيف (في أبريل مايو) ينشر مربو هذه الدودة في الغابات ويجمعون ما يصادفهم من شرانق الدودة التي تكون ملتصقة بأوراق الأشجار - تخزن الشرانق التي يتم جمعها في، أسلال نظيفة حتى ينتهي فصل سقوط الأمطار في شهر يوليو ثم توزع الشرانق وتربط على أغصان الشجر الرفيعة الحافة التي يضعها المربون بالقرب من منازلهم - وبعد مدة تخرج الفراشات من هذه الشرانق وتطير، الذكور ولا تستطيع الإناث الطيران لثقل وزنها فتبقى في مكانها حتى تصل إليها الذكور وتلقحها - وفي أثناء التلقيح ينقل المربي أزواج الفراشات المتلاقحة إلى أقماع خاصة من الورق وبعد انتهاء التلقيح تطير الذكور خارج الأقماع وتبقى الإناث في الأقماع حيث تضع بيضها وتضع كل أنثي من 150-200 بيضة (يطلق على البيض لفظ البذور).
ويوجد لهذه الحشرة سلالة ثلاثية الأجيال يمكن الحصول على بذورها ثلاث مرات في السنة ولها في فصل الشتاء من ديسمبر إلى فبراير - والثانية خلال الربيع من مارس إلى أبريل والثالثة في فصل الأمطار خلال يوليه أغسطس.
وهناك سلالة أخرى ثنائية الأجيال يحصل على بذورها مرة خلال أغسطس سبتمبر والثانية خلال ديسمبر ويناير.
(ب) تربية الديدان:
عندما يفقس البيض تربط أقماع الورق التي تحتوي على اليرقات الصغيرة كل إلى غصن رهيف من أغصان الشجر ذات الأوراق الصغيرة الغضة - فتنتشر الديدان الصغيرة من القمع وتتسلق الفرع الصغير للتغذي على أوراقه - ثم تنقل هذه الأفرع وتربط في أشجار صغيرة مورقة فتنتشر الديدان وتتلق أفرع الشجرة وتزحف إلى الأفرع التي توجد في القمة نظرا لصغر أوراقها - وكلما كبرت اليرقات في الحجم تزحف إلى الأفرع السفلية حتى تصل إلى الجذع وتتجمع فوق حامل مصنوع من بوص البامبو يحيط بجذع الشجرة بصنعه المربي لهذا الغرض - يجمع المربي الديدان الكبيرة من الحوامل وينقلها إلى أشجار أخرى اكبر من الأشجار الأولى حيث تتغذى الديدان على أوراقها وفي النهاية تغزل شرانقها على الأغصان - ويلزم أثناء عملية التربية حماية الأشجار التي تربي عليها الديدان من الزواحف والنمل والحشرات.
حرير التوسار:
تحل الشرانق الجيدة وتغزل خيوطها - والحرير الناتج يسمي حرير التوسار وهو حرير مشهور في الصين والهند - وديدان التوسار فشلت تربيتها في بيئات أخرى غير بيئتها الطبيعية.
۲- ديدان الانثريا : Anthereae yamana
تنتشر هذه الحشرة في اليابان وشرق أوربا - تعيش معيشة برية في غابات البلوط وتتغذى على أوراقه - وتغزل ديدانها شرانق كبيرة الحجم لونها أصفر مخضر تلصقها بين ورقتين من أوراق البلوط وعند حل الشرانق يحصل منها على خيوط حريرية صفراء.
وقد لاحظ المؤلف وجود هذه الحشرة بكثرة في غابات البلوط في يوغوسلافيا - ولكنها تعتبر هناك آفة من الآفات الخطيرة ويقاومونها بشتى طرق المقاومة - والفراشة الأنثى لا تستطيع الطيران بينما تطير الذكور . ولهذه الحشرة جيل واحد في السنة. وتظهر في غابات البلوط خلال شهري يونيه و يوليه وتضع الإناث بيضها وتلصقه بأفرع الأشجار السفلية ويظل دون فقس حتى يفقس في بداية شهر يونيه.
ثانيا- ديدان الحرير نصف المستأنسة Seridomanticard
دودة حرير الموجا : Antheraea assama
تشتهر ولاية أسام الهندية بنوع من الحرير ذهبي اللون يسمي حرير الموجا وهو الحرير الذي تنتجه ديدان الحرير المعروفة باسم دودة الموجا Antheraea assama التي لا توجد في أي مكان آخر بالعالم سوى أسام.
وهذه الدودة نصف مستأنسة تنتشر تربيتها انتشارا واسعة في وادي براهما برترا وقد فشلت تربية هذه الحشرة في أي منطقة أخرى إما لعدم وجود النباتات المفضلة للتغذية أو لعدم ملائمة المناخ.
حشرة الموجا حشرة متعددة الأجيال إذ ينتج عن تربيتها خمسة أجيال في العام الواحد وتقضى الحشرة طورها اليرقي فوق الأشجار في الغابات والحقول وتتغذى على أوراقها بينما تكون جميع أطوارها الأخرى ابتداء من طور الشرنقة فالفراشة فالبيضة داخل أماكن التربية الخاصة بها في المنازل.
التغذية:
تتغذى ديدان الموجا على أوراق عديدة من الأشجار مثل Lisana btatty aths nachalus bombycina ، والشجرة الأولى هي الشجرة الشائعة الوجود في اعلى الوادي أما الأخرى فتنتشر في ادناه. وهناك أنواع أخرى من الأشجار أقل انتشارا يمكن أن تربي عليها ديدان الرجا ومن أمثلتها Lilaca satisfolis ، Litman citrate ويختلف لون الشرانق وحجمها تبعا لنوع الأشجار التي غذيت عليها اليرقات ، والشرانق التي تنتج عن التربية خلال فصل الخريف تعد أفضل الشرانق لأنه يحصل منها على أفضل أصناف الحرير والسبب في ذلك أن الأشجار التي تورق في فصل الخريف أفضل أنواع الأوراق المناسبة للتغذية كما أن الطقس في هذا الفصل يكون معتدلا لطيفا ولذلك طبعا أعظم الآثار في جودة الحرير الناتج - ومن جهة أخرى يندر في هذا الفصل وجود الزنابير والذباب المفترس والمتطفل على يرقات وبيض حشرة الموجا والشرانق الناتجة تكون أغنى بخيوط الحرير.
الحصول على البيض اللازم لتربية (البذور):
تربى حشرة الموجا في فصل الشتاء بغرض الحصول على البيض اللازم للتربية بغض النظر عن جودة الشرانق لأن الشرانق الشتوية تكون صغيرة الحجم فقيرة في خيوط الحرير ويفضل المربون تخصيص جيل معين لإنتاج كل ما يلزم من البيض اللازم للتربية وذلك بعد إنتاج كل جيلين أو ثلاثة من أجيال الحشرة وتعتبر عملية إنتاج بذور هذه الحشرة من أكثر العمليات ربحا للمنتجين ويهتم مربو الموجا اهتماما كبيرا بتحسين إنتاجهم للحصول على أفضل أنواع البذور والشرانق واختيار أصلح أنواع الأشجار التي ينشا عن التربية على أوراقها شرانق ذات حرير ممتاز ويضحون في سبيل ذلك تضحيات كبيرة وقد أنشأت حكومة أسام محطات لتربية الموجا لإنتاج بنور جيدة خالية من الأمراض وإمداد الأهالي بها.
طريقة التربية:
تحفظ الشرانق في سلال مصنوعة من بوص البامبو تعلق في أماكن مرتفعة بعيدة عن عبث الفيران والسحالي وغيرها - وتخرج الفراشات بعد ۱۷-۱۸ يوما من بدء التشرنق في فصل الصيف وتم عملية خروج الفراشات في المساء وبعد فترة وجيزة يحدث التزاوج بين الذكور والإناث، وفي الصباح التالي يمسك المربون بالفراشات المتزاوجة ويربطونها بخيوط من القطن في أعواد من القش مثبتة في وضع رأسي وفي صفوف متوازية وتستمر عملية التزاوج بين الذكر والأنثى هكذا لمدة ٢٤ ساعة تنزع بعدها الذكور من أعواد القش المثبتة بها ويطلق سراحها لتطير وتترك الإناث كما هي لتضع بيضها على أعواد القش. وتضع الأنثى ما يقرب من مائتي بيضة وبعد انتهاء وضع البيض تحفظ أعواد القش بما عليها من بيض في المكان المناسب وتفحص يوميا بعناية.
وفي خلال فصل الصيف يفقس البيض وتخرج منه اليرقات الصغيرة في الساعة الثامنة صباحا وعندئذ تنقل الأعواد بما تحمله من صغار اليرقات وتثبت في أفرع شجرة صغيرة تختار بدقة وتنظف جيدا من النمل والهوام الأخرى قبل أن تثبت فيها أعواد القش الحاملة لليرقات. وعلى ارتفاع 3 أو 4 أقدام من سطح الأرض تثبت حول جذع الشجرة حزمة من أعواد القش ترش فوقها كمية من الرمل الناعم لمنع الحمل من تسلق الشجرة كلك لمنع اليرقات من الزحف على جذع الشجرة إلى أسفل.
ويختار مربو الموجا الأشجار غزيرة الأوراق حتى تستطيع الديدان الصغيرة أن نجد ما يكفيها من الغذاء حتى تصل إلى نهاية العمر اليرقي الثالث وعندئذ تكون قد نمت وكبر حجمها نقلها المربي إلى شجرة أخرى أكبر حجما تتغذى على أوراقها بشراهة وتنمو ويزداد - حجمها وينفد ما على الشجرة من أوراق وحينئذ تكر اليرقات مرتدة من على أفرع الشجرة بحثا عن الطعام حتى تصل إلى أسفل الجذع حيث ينقلها المربى واحدة فواحدة بيده ويضعها فوق سبلة مثلثة الشكل مجدولة من بوص البامبو ويثبتها في جذع شجرة أخرى غنية بالأوراق فما تلبث الديدان الجائعة تنتشر منقلة أفرع الشجرة إلى أعلى وتلتهم أوراق الشجرة الجديدة في نهم زائد ليلا ونهارا ولو أنها تتوقف عن التغذي ليلا خلال فصل الشتاء. تنمر الديدان وتنسلخ أكثر من مرة وتصل إلى قمة نضجها في العمر اليرقي الأخير وعندئذ تزحف - متجهة إلى أسفل وتتجمع حول جذع الشجرة فيجمعها المربي ويضعها فوق حزمة مجدولة من أفرع الشجر ذات الأوراق الجافة وتشرنق الديدان وتستكمل غزل شرانقها فوق الحزمة المذكورة داخل حجرات التربية في المنازل - وعملية نضج اليرقات تستغرق حوالي ۷ - ۸ أيام.
جمع الشرانق:
تجمع الشرانق بعد ذلك من فوق الحزم ويجري تدريجها، وانتخاب الصالح منها لإنتاج البذور وما تبقى يفك للحصول على الحرير. أما الشرانق صغيرة الحجم فتستبعد وتعدم ولا تكفي حرارة الشمس وحدها لقتل العذارى بل يجري تسخينها تسخينا مناسبا في فرن ذو درجة حرارة مناسبة ذلك لكي تتصلب قليلا ثم تنقل بعد ذلك إلى فرشة نظيفة وتتعرض لحرارة الشمس عدة أيام حتى يتم جفافها وتخزن لحين استعملها.
اعداء دودة الموجا :
لديدان الموجا الكثير من الأعداء في موطنها الأصلي - فبعض الطيور صغيرة الحجم تجد لذة كبيرة في الهجوم عليها وتناولها كذلك النمل وبعض الزنابير المفترسة والسحالي والفيران تقبل جميعا على افتراسها بشراهة زائدة ولذلك يسهر المربون على حمايتها من جميع هذه الأعداء في أطوارها المختلفة.
وتصاب ديدان المرجا بأمراض البيبرين والفلاشيري والحراسيري أما المسكردين فلا يصيب هذه الديدان عادة. ويعتبر الفلاشيري أهم هذه الأمراض جميعا وبتفشي هذا المرض بين الديدان بسرعة زائدة عند تغير الفصول وتذبذب درجات الحرارة والرطوبة الجوية. ويعتبر مرض الحراسيري من أندر الأمراض التي تصيب الديدان - وأثناء تربية جيل من أجيال الموجا يفقد الجيل عددا ضخما من أفراده حتى يصل إلى مرحلة التشرنق فإذا حصل المربي من كل - لطعة بيض يربيها على مائة شرنقة يعتبر مربيا ناجحا وفي العادة تعطى كل الف شرنقة ثماني أوقيات من الحرير.
حل شرانق الموجا :
تحل شرانق الموجا باستخدام آلة تدار باليد تشبه ماكينة الخياطة وقبل حل الشرانق يجرى طبخها في محلول قلوي لمدة ساعة تقريبا حتى يكون في الإمكان خروج الخيط الحريري بسهولة عند شده باليد.
وتحل الشرانق واحدة فواحدة وتوضع كمية من الشرانق المطبوخة في وعاء يحتوي على ماء فوق قاعدة الماكينة. وكلما انتهت الماكينة من حل شرنقة تحمل محلها أخرى.
بعد الحل تجدل خيوط حرير الموجا الذهبية اللون وتكون منها شتلات متساوية الوزن والأقمشة الذهبية اللون المصنوعة من حرير الموجا يشتد عليها الطلب في جميع أنحاء الهند ولا يصدر منها شيء للخارج وذلك لولع النساء هناك بارتداء الأقمشة المنسوجة منها.
ثالثا- ديدان الحرير المستأنسة worm Eri silk Philosamia ricint B.))
أ) دودة الحرير الخروعية (دودة حرير ايري):
دودة الحرير الخروعية حشرة مستأنسة تتغذى على نبات الخروع، ولذلك فقد استمدت اسمها من اسم هذا النبات (Eri) كما يسميه أهالي منطقة أسام الهندية - وقد رفدت هذه الحشرة إلى بلادنا منذ مدة وجيزة، وجريت تربيتها تحت ظروف البيئة ونجحت التربية نجاحا يبشر بالخير.
وما زالت التجارب مستمرة للتوصل إلى أفضل طرق التربية وإنتاج الشرانق وإعداد الحرير لاستخدامه في الصناعة.
والشائع أن الحرير الطبيعي المألوف هو الحرير الذي تنتجه دودة القز التي تغذي على ورق التوت والتي تعيش مستأنسة في بقاع كثيرة من العالم منذ عهد بعيد ولكن هناك ضروبا أخرى من الحرير الطبيعي تنتجها أنواع من الديدان لا تعتمد في غذائها على أوراق التوت وتغذى على عوائل شيء منها دودة الحرير الخروعية التي تتخذ من أوراق نبات الخروع غذاء رئيسا لها.
وكانت هذه الحشرة تعيش معيشة برية في الغابات والأحراش وقد أمكن استئناسها وتربيتها في المنازل منذ عهد بعيد - وتفضل الحشرة الحياة في المناطق الرطبة ذات الجو المعتدل لأن الرطوبة تساعد على سرعة نمو الديدان وقد كون أهالي أسام خبرة كبيرة في تربية الديدان وفك الشرانق وغزلها وقد امتازت دودة حرير ابري المذكورة بقلة الأمراض التي تتعرض لها في أطوارها المختلفة سرعة نموها وقدرتها على تحمل درجات متباينة من الحرارة - تتراوح ما بين 12-37 م ودرجات مختلفة من الرطوبة قد تصل إلى نحو ۸۰-۱۰۰ ٪.
وهي حشرة متعددة الأجيال وتعطى عادة ستة أجيال في السنة أي، يمكن تربيتها على مدار العام وهذه ميزة على جانب عظيم من الأهمية إذا ما قورنت بدودة القز التي لا تعطى إلا جيلا واحدا أو جيلين في السنة.
شرنقة دودة حرير ابري:
شرنقة هذه الدودة كبيرة بيضاوية مفتوحة من أحد طرفيها بيضاء اللون وأحيانا يكون لونها طوبيا وقد استؤنست هذه الحشرة من قرون عديدة وتوالت عليها عمليات الانتخاب، والتحسين حتى أصبحت السلالات المستأنسة فيها تفوق السلالات البرية وتعلو عليها سواء في إنتاج الشرانق أو مقاومتها للأمراض.
الغذاء المفضل للدودة:
تعتبر أوراق الخروع الغذاء الرئيسي لديدان هذه الحشرة ولكنه يمكن تربيتها على أوراق نباتات أخرى. غير أنه من الملاحظ ان نوع ولون الشرانق يتوقف تماما على نوع الغذاء المقدم للديدان والذي تعتبر أوراق الخروع أفضلها جميعا.
أطوار الحشرة:
لا تضع فراشات ابرى بيضها إلا أثناء - الليل ويفقس البيض عادة في الصباح الباكر واليرقات الصغيرة جسمها مغطى بشعر أسود كثيف قصير وجلدها أصفر لامع - وبعد الانسلاخات المتكررة يصبح لون اليرقات مائلا قليلا إلى الخضرة تنسلخ اليرقات أربع مرات وتغزل شرانقها عند محور ورقة الخروع وعادة بين طيتها وتتحول الدودة إلى عذراء بداخل الشرنقة الحريرية تخرج الفراشات من الشرانق عادة في الصباح الباكر ويستمر خروجها إلى قرب الظهيرة. وبعد خروج الفراشات من الشرانق وسرعان ما تزحف إلى حواف حواجز براويز التربية وتتعلق بها في وضع رأسي، حتى يتم فرد أجنحتها وأطرافها تماما واناث الفراشات ليست لها القدرة على الطيران ولكنها تحرك أجنحتها بين حين وآخر. أما الذكور فتستطيع أن تطير كما تشاء باحثة عن الإناث - المناسبة حيث تم عملية التلقيح التي تستغرق من الزمن ثلاثة أرباع الساعة ويكون التلقيح دائما أثناء الليل ويستطيع الذكر الواحد أن يقوم بتلقيح أربع أناث وتضع الأثاث الملقحة بيضها في شكل لطع اثناء الليل وتستمر في وضع البيض لمدة ليلتين أو ثلاث ليال ويبلغ ما تضعه الأنثى الواحدة حوالي 300-500 بيضة - ويكون لون البيض حديث الوضع أبيض ثم يتحول تدريجيا إلى اللون الأسود الفاتح هذا ويجب حماية البيض من فتك الفيران والسحالي والنمل التي تقبل جميعها على تناوله بشراهة زائده.
شكل الفراشة:
يمكن تمييز الفراشات الإناث عن الذكور بسهولة فبطن الأنثى الحجم منتفخ لامتلائه بالبيض بينا بطن الذكر مغزلي الشكل مدبب الحجم.
وضع البيض:
تفضل الفراشات أن تضع بيضها ما بين درجتي حرارة 24-26 م ولذلك يجب تعديل درجات الحرارة سواء بالتدفئة أم بالتبريد حتي لا تتجاوز الحدود المذكورة ويفقس البيض في مدة - أدناها سبعة أيام وأقصاها عشرون يوما ويرجع الفرق طبعا إلى اختلاف درجات الحرارة و يستحسن حفظ البيض في أماكن باردة ثم يؤخذ منه المقدار اللازم لتفقيسه حيث يوضع في مكان ذي درجة حرارة مناسبة..
معاملة اليرقات:
عند فقس البيض تغطى اليرقات الصغيرة بطبقة من أوراق الخروع الغضة فلا تلبث أن تزحف إلى السطح العلوي لهذه الأوراق ثم تنقل الأوراق بما علق بها من الديدان إلى براريز التربية مع تجنب حشد عدد كبير من الديدان في مكان واحل.
وتغذي الديدان الصغيرة بأوراق الخروع الغضة وكلما كبرت في العمر تزود بأوراق الخروع الأكبر سنا وهكذا حتى تشرنق.
هذا ويجب الامتناع عن تزويد الديدان بأوراق الخروع المتربة أو القذرة أو المصابة بالأمراض أو الصفراء الذابلة، ويتراوح عدد مرات التغذية ما بين أربع إلى خمس مرات في اليوم الواحد ومع تقدم الديدان في العمر تغذى على أوراق الخروع التي تعلق في شكل حزم راسية وهذه الطريقة في التغذية طريقة اقتصادية فضلا عن أن الأوراق تظل نظيفة بعيدة عن البراز ومخلفات اليرقات كذلك فهي طريقة صحيحة تمنع التزاحم وما يتسبب عنه من انتشار الأمراض ويجب أن تكون المسافات ما بين حزم الأوراق واسعة ولذلك أهمية عظمى في سلامة اليرقات وسرعة نموها وعند وصول اليرقة إلى السن المناسبة نصوم عن الغذاء وتقذف بآخر كرات البراز التي توجد في أمعائها مع قليل من السوائل ثم تبدأ في غزل الشرنقة وتنتهي اليرقة من غزل الشرنقة بعد ثلاثة أيام من بدء عملية الغزل وإذا كان الجو صيفا وفي خمسة أيام أثناء فصل الشتاء وتخرج الفراشة من الشرنقة في زمن يتراوح ما بين 15-20 يوما وذلك من بدء اليرقة لعملية الغزل. ويرجع هذا تبعا لاختلاف درجات الحرارة ولا تتعرض دودة حرير أيرى لما تتعرض له ديدان القز من - أمراض فلها القدرة على مقاومة الكثير من الأمراض والنجاة منها - ولما كانت شرنقة دوده حريري ايرى ، مفتوحة من أحد طرفيها بخلاف شرنقة دودة القز فإن الخيط المتكون من الشرنقة لا يكون متصلا وبذلك نختلف طريقة حل الخيط عنها في حالة دودة القز.
حل الشرانق:
لحل شرانق دودة إيرى تغلى أولا في محلول من الماء والصودا أو البوتاسا إن وجدت ، أو في محلول مكون من الماء المضاف إليه الرماد المتخلف من حرق أوراق الأشجار أو أغصانها أو تبن القمح والغرض من العملية السابقة هو إذابة الطبقة الصمغية التي تغلف خيط الحرير والتي تذوب في المحاليل القلوية الساخنة وزيادة المدة اللازمة لغلى الشرانق عن المدة اللازمة تسبب تلف الخيط ولذلك يجب الاحترام في هذه العملية ولإجراء الغلي توضع الشرانق في صرة من الشاش وتغير في المحلول المغلي بضع دقائق ثم ترفع الصرة وتغسل بالماء الباردة عدة مرات حتى تزول ، آثار المادة القلوية عن الشرانق المعاملة وتعلق الصرة بعد ذلك لتصفية أكبر كمية ممكنة من الماء الذي بلل الشرانق ثم نستخرج الشرانق من الصرة وتفرش فوق فرشة نظيفة وترك لتجف بعد هذه المعاملة تكون الشرانق معدة لعملية الغزل - وتستعمل المغازل اليدوية المصنوعة من الخشب مثل تلك التي يستعملها القرويون في بلادنا في غزل صوف ، الطواقي وقد تستعمل المغازل الميكانيكية في إنتاج وغزل الخيوط ثم يأتي بعد ذلك دور المصانع الخاصة بنسج خيوط حرير ايري وإنتاج الأقمشة ، الحريرية المشهورة بهذا الاسم في الهند وهضبة التبت ودول الشرق الأقصى.
مستقبل الحشرة في جمهورية مصر العربية:
يتضح مما سبق أنه يمكن تربية دودة حرير إيرى تحت ظروف البيئة في جميع شهور السنة إذ أن مناخ بلادنا لا يختلف كثيرا عن مناخ البلاد التي وفدت منها هذه الحشرة أما غذائها المفضل وهو أوراق الخروع ، فلا يخفى على القارئ مدى انتشار اوراق الخروع في جميع أصقاع الريف المصري وهو بخلاف التوت نبات دائم الخضرة غزير الأوراق مما يزيد من سهولة عملية التربية.
(ب) دودة الحرير (القز) التوتية: Mulberry silk warm Bombyx mori L..
تبع هذه الحشرة رتبة Lepidoptera من رتبة حنفية الأجنحة وأطلق عليها الاسم المعروفة به وذلك لأنها تتخذ من أوراق شجر التوت غذاء رئيسيا لها - وفيما يلى ومن مختصر لأطوار هذه الحشرة:
ا- الحشرة الكاملة: فراشة جسمها مغطى بحراشيف لونها أبيض مشوب بصعره وعلى الجناحين الأماميين خطوط عريضة سمراء وقرن الاستشعار مشطي مضاعف في الجنسين - وليس الفراشة خرطوم ولا نستطيع تناول الغذاء ولا تطير الأنثى وبطنها كبيرة منتفخة لامتلائها بالبيض وبطن الذكر أصغر بكثير - ويستطيع الفراشة أن تعيش لمدة عشرة أيام.
2- البيض: البيضة بيضاوية الشكل محدبة من إحدى نهايتها طولها نحو 1.4مم وعرضها نحو ۱٫۲ مم ووزنها نحو 63, - 8، جم - والبيضة قشرة خارجية صلبة تسمى الكوريون chorion تجعل قوامها صلبا. وعقب وضع الفراشة للبيضة يدخل الجنين في دور - سكون لفترة طويلة قبل أن ينشط وينمو.
٣- اليرقة: يرقة دودة القز بكود لونها بعد الفقس مباشرة بنيا مائلا للسواد عليها شعيرات كثيفة ويبلغ طولها نحو 3مم - وتستمر فترة الطور اليرقي من 30-35 يوما تنسلخ إثناءها اليرقة ثلاثة أو أربعة أو خمسة انسلاخات تبعا للسلالة المربأة وعندها تصل اليرقة إلى نموها الكامل يصل طولها نحو ۷ - ۸ سم تزد من 3-4 جم - جسم اليرقة طريل مستدير أسطواني الشكل رقيق الجدار - وينقسم الجسم إلى رأس وصدر وبطن.
الرأس :
بيضاوي الشكل صغيرة بالنسبة لحجم البرقة - يوجد أعلاها الدرز الجمجمي على شكل حرف Y مقلوب وقرون الاستشعار قصيرة ويتكون كل قرن من ثلاثة عقل وتحمل الأخيرة شعرة حسية طويلة ويوجد على كل من جانبي الرأس ستة عيون بسيطة خمسة منها على هيئة قوس والسادسة تقع في مركز القوس والدرقة مثلثة الشكل تنفصل عن الشفة العليا بطبقة غشائية ويوجد شعيرات عديدة على الرأس منها ۱۲ شعرة على كل من جانبي الراس وست شعرات على الدرقة شعرتان على الجبهة الأمامية .
اجزاء الفم :
أجزاء فم اليرقة قارض ويتكون من الشفة العليا وسقف الحلق وفكين ، سفليين، وشفة سفلى وتتصل الشفة العليا بالحافة الخلفية للرقة بواسطة طبقة غشائية.
الصدر :
يتكون من ثلاثة حلقات صدرية ويتصل بكل منها زوج من الأرجل القصيرة المفصلية - وتركب كل رجل صدرية من 5 عقل منها ظاهرة والعقلة الأخيرة عبارة عن الرسغ الذي ينتهي بمخلب واحد مقوص ويوجد زوج من الثغور والفتحات التنفسية على الحلقة الصدرية الأولى.
البطن:
يتكون من عشر حلقات - يوجد على الحلقة الثامنة البطنية زائدة طويلة تخرج من الجهة الظهرية وتسمى القرن الشرجي ويوجد على البطن خمسة ازواج من الأرجل البطنية الكاذبة يقع زوج منها على كل من الحلقات البطنية الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والعاشرة ويسمى الزوج الخامس من الأرجل البطنية بالقابضان.
غدد الحرير Serific glands
تفرز اليرقات الحرير من غدد الحرير المتحورة من الغدد اللعابية التي تمتد إلى الأمام من الحلقة البطنية الأولى، على طول القناة الهضمية وتنتهي في مقدمة الرأس بجوار عضلات الفك العلوي القابضة.
وتتكون كل غدة من ثلاث أجزاء واضحة - الجزء الخلفي والوسطى والأمامي - تعرف على التوالي بالقناة المفرزة Secretory gland والمخزن Reservoir القناة المخرجة (الغازلةExcretory canal (.
وتعتبر غدد الحرير ثاني عضو في يرقات ديدان الحرير بعد القناة الهضمية حيث تشغل معظم فراغ الجزء الجانبي من جسم اليرقة البالغة. وذلك من الحلقة الرابعة حتى الحلقة الثامنة في الجسم. والقناة المفرزة للحرير أسطوانية نهايتها الخلفية مقفلة وهي تتجه رأسيا على طول الخط الظهري بجوار القناة الهضمية من حوالي الحلقة السابعة حتى الحلقة الثامنة ثم تنتفخ القناة مكونة الجزء الثاني وهو مخزن الحرير الذي يتجه أمامه بجوار القناة الهضمية لمسافة قصيرة ثم ينحني ويتجه للخلف حتى يصل إلى الحلقة السادسة البطنية ثم يتجه مرة ثانية حتى يصل إلى الحافة الخلفية للصدر الخلفي ثم تستدق قناة المخزن وتمتد مكونة قناة الإخراج التي تعبر الحلقات الصدرية بجوار الحبل العصبي ومر خلال الراس إلى أن تصل إلى العقدة تحت المرئية - وعند هذه العقدة تتجاور القناتين الإخراجيتين لغدتي الحرير ويتجهان إلى الأمام على طول الخط الظهري الوسطي إلى أن يصلا إلى الغازلة Spinner حيث يلتقيا في قناة مشتركة واحدة تفتح عند قاعدة الغازلة وتمتد خلال الغازلة إلى الأمام قناة نهائية ضيقة تفتح في مقدمة الغازلة. ويوجد بجدار منطقة تحت الذقن زوج من الغدد الكبيرة نسبيا تسمى غدتي فليبي حيث تفتح كل غدة بواسطة قناة قصيرة في غدة الحرير قبل ابتداء القناة المشتركة.
إفراز الحرير :
تقوم القناة الخلفية أو القناة المفرزة بإفراز مادة الفيبروبين Febroin وهي المادة المكونة لحوالي 70–75 ٪ من الحرير الخام بينما يقوم الجزء الأوسط أو قناة المخزن بإفراز مادة السريسين Sericin وهذه تكون حوالي 25-30 ٪ من الحرير الخام وينقسم السريسين إلى ثلاثة أنواع هي:
سريسين (1) ، سريسين (۲)، السريسين (۳)
Sericin (3) Sericin (2) and Sericin (1)
ويفرز سريسين (۱) من القسم الأمامي للمخزن ، وسريسين (٢) من قسمه الأوسط ، وسريسين (۳) من نسمه الخلفي.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|