أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2019
2760
التاريخ: 15-11-2016
1764
التاريخ: 15-11-2016
2926
التاريخ: 5-11-2018
1334
|
أبو بكر
كان أبو بكر في مقدمة الرجال الذين آمنوا برسول الله ( 1 ) وكان صاحبه في الهجرة وأبا زوجته عائشة ، وكان رجلا بعيد النظر ذكيا نزلت الآية حين حزن مع رسول الله وهو في الغار عندما شعر بخطر قريش ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا ) فانزل الله سكينته عليه إلى آخر الآية ، والتي سنذكرها ونذكر تفسيرها عندما نبحث في الدين عن الخلفاء .
أهم الوقائع والحروب التي شهدها مع رسول الله هي بدر والخندق وخيبر، واهم سياساته تزويجه النبي ابنته عائشة وهي من دهاة النساء بعيدة النظر في السياسة ، وشديدة الغيرة والحسد من باقي نساء الرسول وسيأتي ذكرها ، وبزواج ابنته لرسول الله ، تغلغل في صميم بيت الرسول ووقف على اسراره وأعماله الداخلية والخارجية وكانت ابنته المساعد الأكبر له في الصغيرة والكبيرة وكلاهما ساعد الآخر لبلوغ أقصى ما يمكن ان يتوصلا اليه من الدنو من رسول الله والاطلاع على خباياه والمخلصين من أصدقائه وأعدائه وليس هناك اعلم منهما بعد أهل البيت الذين نزلت فيهم آية التطهير وهي ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) . وهم عبارة عن رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين هؤلاء الخمسة لا غير، وقد حاولت أم سلمة أم المؤمنين ان تدخل نفسها معهم ولكن أبى الله ورسوله ومنعت (2) . كما نزلت في آل البيت المار ذكرهم آية المباهلة (تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ) وقد اجمع المفسرون على أن " أبناءنا " هم الحسن والحسين " ونساءنا " فاطمة الزهراء ابنة رسول الله زوجة علي وأم الحسن والحسين وهي سيدة نساء العالمين ، " وأنفسنا " محمد وعلي وهنا كان علي نفس محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولم تدخل في النساء سوى فاطمة ، فكانت هذه احدى منابع الحسد والغيرة لعائشة ومع هذا كان أبو بكر وعائشة يوازر الواحد منهما الآخر ولم يأل أبو بكر جهدا أن ينكب عائشة حتى ضربا عندما كانت تعاتب وتعترض على رسول الله امام أبيها حتى تجاسرت مرة عليه امامه وقالت له : أقسط ، أي إعدل فلطمها أبوها لطمة أدماها إذ قولها لرسول الله هذا القول يعني انكارها عليه العدالة ، وانكارها عليه النبوة ، وكل شئ ، ولم تكن هي جاهلة بل غلب عليها الواقع المكنون والحسد فأباحت بمكنونات قلبها ، فكانت ضربة أبي بكر ظاهرها انتصار لرسول الله وباطنها انتصار لها إذ ربما أدت إلى طلاقها وابعادها ، ولم يكن أبو بكر من الشجاعة بحيث يبرز نفسه في المعارك ولكنه اشترك فيها ولطالما حاول ابراز نفسه وأحجم مخافة الخطر ، وخسر المعركة فقد أعطاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) راية فتح خيبر في اليوم الأول ففر امام الأعداء ورجع مغلوبا ، كما أعطى الراية في اليوم الثاني لعمر فرجع مدحورا ومغلوبا وفي اليوم الثالث كان الفتح المبين طبق ما قال رسول الله : " لأعطين غدا الراية إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرارا غير فرار " ، وكان علي أرمد فمسح عينيه بريقه فشفيتا وحمل الراية وانتصر على أعدائه وقتل أبطالهم وزحزح باب خيبر العظيمة من مكانها وفتح الحصن وقام على يده الفتح والنصر المبين وكانت هذه احدى أمنيات أبي بكر وعمر عندما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لأعطين الراية لرجل يحبه الله ورسوله ، إلى آخرها ، حتى قال أبو بكر : أنا ؟ فقال له ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا ، وقال عمر : أنا ؟ فقال له ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا . ومن سياسة أبي بكر مصاحبته لعمر ومؤاخاته له قبل الهجرة وتعرفه على قسم من المهاجرين الذين كانوا يتحينون الفرص لمطامعهم لبلوغ مقاصدهم فوجد بهم غايته ووجدوا به ضالتهم مثل أبي عبيدة الجراح والمغيرة بن شعبة وعثمان بن عفان وأمثالهم ولكل من هؤلاء أهم الأثر لبلوغه الغاية القصوى من الجلوس على مسند الخلافة واسناد ملكه بعد ذلك ، وكان من سياسته الاتصال والتقريب لكل من كان يكن لآل بيت الرسالة وفي مقدمتهم علي بن أبي طالب العداء والحسد والغيرة ، كآل أمية ومن مر ذكرهم كعمر وعثمان والمغيرة وخالد بن الوليد وأبي سفيان وولده ، وبالعكس التظاهر بالصلة مع الحذر من كل من يخلص لآل البيت ويسند امرهم كبني هاشم وعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي وأبي أيوب الأنصاري وعدد كبير من الأنصار غيرهم .
ومن سياسته الدقيقة ، الرقابة المحكمة على وضع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبيته في صحته ومرضه ، في حروبه وسلمه ، وكان شديد الرغبة في أن يحصل منه على سمة ما تضع له ميزة على باقي الصحابة ، فكانت الضربة القاصمة له عندما سد بابه على المسجد ، وكان ممن ظاهر على رسول الله حتى اضطر ان يعلو المنبر ويخطب وأن يقول: لم يكن ذلك من نفسه وانما كان بأمر الله ، وما كان لمؤمن ان يعترض على رسول الله وأعماله وأقواله ولم يكن تظاهره الا باسم غيره . وهذه كان لها اثر بليغ للحسد والغيرة ضد علي الذي بقي بابه مفتوحا . والضربة الأخرى المخلة باعتباره اقدم الصحابة هو بعد اعطائه سورة البراءة لتلاوتها على قريش يعود بأمر الله فيأخذها منه ويعطيها لعلي لتلاوتها ، وهو وان أظهر الطاعة وهل يستطيع غير ذلك بيد أنها كانت ضربة لآماله وأمانيه التي كان يضمرها في طلب الخلافة والتي يتحين الفرص لها .
ومن سياسته وتظاهره هو تهنئته عليا كلما انتصر في واقعة مثل قتله عمرو بن عبد ود يوم الخندق وانتصاره يوم فتح خيبر وأعظمها وأبعدها اثرا هو تهنئته له هو وعمر يوم غدير خم حينما نصبه رسول الله وليا ومولى للمؤمنين ووصيا بعده ودعا على أعدائه حيث قال أبو بكر جهارا : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة . ومن أهم سياساته كما قلت : مصاحبته عمر واضرابه ، وارسال الاعتراضات والاجتهادات على لسانهم وكان رسول الله في كل مرة يردها وتنزل الآيات القرآنية موعدة وموبخة لمن يعترض على رسول الله وسيأتي ذكر الراوين بصورة مسندة وبامكانك مطالعة الآيات القرآنية والصحاح لتجد الكثير منها .
___________________
( 1 ) قيل بعد خمسين شخصا سبقوه للاسلام . أتى ذكره في موسوعتنا بأسانيده .
( 2 ) سيأتي ذكرها في الجزء السادس من هذه الموسوعة .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|