نظريات ابن خلدون (مقومات التطور في المجتمع لدى ابن خلدون ونظريته في القيمـة) |
2749
09:15 مساءً
التاريخ: 20-11-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-9-2020
4756
التاريخ: 16-10-2018
8558
التاريخ: 20-11-2019
2389
التاريخ: 9-3-2020
1375
|
ابن خلدون
ــ مقومات التطور في المجتمع لدى ابن خلدون
تميز ابن خلدون عن غيره من الباحثين القدماء والمحدثين بإسلوبه الخاص الذي امتاز به حيث قسم المجتمع الى مجتمع بدوي وهو الاساس في تكوين المجتمعات وهي القاعدة التي من الممكن الانطلاق منها نحو المرحلة الاخرى وهي المرحلة الحضرية وهي المرحلة الاكثر تطور حيث يتم فيها تنوع النشاط الاقتصادي وقد أطلق على المجتمع في المرحلة السفلى في البداوة وتعني الحياة البدائية البسيطة وهناك علاقة بين المرحلة السفلى والمرحلة العليا وهي علاقة الحياة البدوية بالحياة الحضرية والتي هي المدنية وهذا الامر لا بد منه بموجب الفلسفة التي يؤمن بها ابن خلدون والتي هي اساس نظريته الاقتصادية والمتجسدة في الحتمية في التاريخ والتطورية في المجتمع وهذا ما يسميه ابن خلدون مقومات المجتمع الانساني ، ومع ان المرحلة البدوية غير مرغوب فيها ولكنها اصل تكوين المدن وتحول المجتمعات البشرية من الأدنى الى الاعلى حيث ان التطور في النشاط الاقتصادي يؤدي الى تقسيم العمل والانتقال من المرحلة السفلى الى المرحلة العليا ويكون فيها شرط تعميق تقسيم العمل ومن خلال التخصص الدقيق وسوف تكون الوفرة في الانتاج وتراكم الخبرة ، ومن هذا المنطلق يكون التقدم قائماً في المجتمعات ، لقد اخذ ابن خلدون نظريته الاقتصادية تحت اسم الاجتماع وليس الاقتصاد لكون علم الاقتصاد لم يكن قائماً في حينها .
• القيمـة
القيمة التي شُخصت من قبل الفكر الغربي بدأت ملامحها تظهر وتتبلور استناداً الى رأي ارسطو في الفكر الاغريقي ، اما اهتمام ابن خلدون بمفهوم القيمة فله تفسيره الخاص وقد سبق فيه المفكريين الغربيين حيث ظهرت نظرية ابن خلدون في عام 1365م بينما التطور الغربي بدأ ما بعد تأسيس المركنتالية ، والفرق كبير بينه وبين طروحات المركنتاليين والكلاسيك الذين ظهروا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر حيث نرى ان السير وليم بتي الذي جسد مفهوم القيمة وفسرها بالشكل الصحيح ظهر في النصف الثاني من القرن السابع عشر بينما ابن خلدون في النصف الأول من القرن الرابع عشر وقد أعطى وبشكل ناضج اللمسات الأساسية في مجال نظرية العمل في القيمة حيث يُعد ابن خلدون العمل العنصر الأساسي في الانتاج ويقول بأن السلع ماهي الا حصيلة العمل الانساني وهو المصدر والأصل وليس كل السلع النافعة هي سلع اقتصادية بل ان هناك سلع نافعة لم يبذل بها جهد ونجدها في الطبيعة بشكلها الحر ولم يدخل الانسان في تكوينها ومن غير الممكن للانسان ان يستغني عنها مثل الهواء والماء وهي ليست نتاج العمل الانساني ، وميز بين انواع العمل وحددها بالعمل الحاضر او الحي والعمل السابق المخزون او الميت.
ابن خلدون لم يولي القيمة للعمل(1) البشري فحسب وإنما تطور خطوة نحو الامام بحيث اعتبر كمية العمل المبذول هو معيار القيمة ، وان مستوى القيمة يتناسب طردياً مع مقدار العمل المبذول في انتاج السلعة وان اختلاف القيم يعود الى اختلاف كميات العمل المبذول والمتجسد في السلعة ، ميز ابن خلدون بين انواع العمل وقال ان العمل المنتج هو نتاج الجهد الانساني في النشاطات الزراعية و التجارية والصناعية والعمل غير المنتج والناتج من الضرائب التي تفرضها الدولة من خلال هيمنتها وهي نوع من الايرادات لسد نفقات الدولة التي تكبر وتتوسع مع كبر وتحضر الدولة ، وقادته افكاره في القيمة الى التفريق بين هذه الاعمال المنتجة والأعمال غير المنتجة ، وهو يطلق عليه ضمن المصطلحات الدارجة في حينها بالمعاش الطبيعي والمعاش غير الطبيعي ، حتى هذا التقسيم جاء من مبرر لكي يُنظر اليه من زاوية ان العمل الانساني يخلق قيمة اما الدخل التي تحصل عليه الدولة عن طريق الجباية(2) (الضريبة) فانه معاش غير طبيعي لكونه لا يخلق قيمة مضافة بل ان الدولة حصلت عليه بقوة القانون وحكم اعادة توزيع الدخل واحتياج الدولة للأموال في الكثير من نشاطاتها الاقتصادية والتي واحد من مصادرها بل اهمها هي الجباية وعليه فإن القطاع الحكومي يعده ابن خلدون قطاع غير انتاجي ، ويعد النشاطات الاخرى وجوه المعاش الطبيعي كونها في نظر ابن خلدون قطاعات منتجة وحاول ان يقدم الاسبقية في مجالات الانتاج وبالشكل الانسيابي والبديهي فأوضح ان الفرد في المرحلة السفلى يحتاج الى الزراعة لسد حاجاته اولاً لذلك فإن الزراعة سبقت الصناعة وبعدها جاءت الصناعة لتوسع النتاج الزراعي وتوسع متطلبات العمل الزراعي والتي تحتاج الى الصناعة كالمحراث وغيره ثم جاءت العمليات التجارية والتي في نظر ابن خلدون لم تحقق قيمة مضافة ولكنها تحقق القيمة المنتجة المتجسدة في السلعة وتحولها الى نقود (أي الى رأس مال نقدي) .
ويرى ابن خلدون ان كمية العمل المبذول في السلعة هو مقياس لقيمة السلعة وان مستوى القيمة يتناسب طردياً مع مقدار العمل المبذول والمتجسد في السلعة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ نخبة من خبراء الاقتصاد ، دراسات حول الانظمة الاقتصادية العالمية ، دار التعليم الجامعي ، الاسكندرية ،2013 ص73 .
2ـ نفس المصدر السابق ، ص73-74 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|