أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-23
1097
التاريخ: 2-10-2019
1914
التاريخ: 26-10-2019
2435
التاريخ: 23-10-2019
1583
|
عناصر الانتاج في الفقه الاسلامي
من المعروف لدى الجميع ان عناصر الانتاج هو الارض والعمل ورأس المال والتنظيم ، اما عناصر الانتاج في الفقه الاسلامي فهو العمل ورأس المال حيث تعد الارض في الاسلام ضمن رأس المال وجعل التنظيم ضمن العمل ، وبذلك نرى بأن رأس المال في المفهوم الاسلامي كل شيء يمكن حيازته والانتفاع منه ، ولا نستطيع القول ان كل السلع التي ننتفع منها هي رأس مال فالهواء وضوء الشمس لا تعتبر مالاً مع نفعهما الكبيرين والسلع التي نمتلكها ولا نستطيع الانتفاع منها لا تعتبر مالاً كالغذاء الفاسد وعليه فإن الحيازة والانتفاع شرطان ضروريان وهو ما متواجد الآن ضمن مفاهيم الفكر الاقتصادي ، فالحيازة ناتجة من الندرة حيث لو لم تكن الموارد نادرة ومختلفة في أصنافها لما حصلت عليها الحيازة والتملك .
عوائد عناصر الانتاج في الفكر الاسلامي
لما كان العمل والمال هم عناصر الانتاج في الفقه الاسلامي ولما كان العمل يشتمل على كل من عمل الاجير وعمل المنظم للعملية الانتاجية ، وكذلك مفهوم المال يشتمل على رأس المال والارض ، عليه تصبح العوائد الناتجة من العملية الانتاجية هو الأجر الذي يعتبر العائد عن العمل المؤجر ، والربح المردود الاقتصادي لصاحب المشروع المنظم لعمل المشروع والريع هو الحصيلة لصاحب الارض نتيجة استغلالها والفائدة عائد على رأس المال في المنظور الحالي والذي يحرمها الاسلام في كل اشكالها وبشكل واضح وجلي في الكثير من الآيات القرآنية المباركة وفي الاحاديث النبوية الشريفة كقول الباري عزوجل (يا ايها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون) وتبرير التحريم هو ان الاسلام يقدس العمل ويراه الوسيلة لمضاعفة المال وسوف نتناول عناصر الانتاج التي يقرها الاسلام وكالآتي (1):
• الأجـر
قدس الاسلام العمل ويقاس الانسان بعمله وكده حيث قال الرسول (ص) (ان أطيب ما اكلتم ما كبستم) وقد جاء في التعليمات الاسلامية ان العمل عبادة وان العامل الذي يبذل الجهد في عمله تكون مكافئته الأجر ، وقد شدد الاسلام على إعطاء الاجير أجره وعدم تأخيره الى وقت آخر حيث قال الرسول (ص) (اعطوا الأجير أجره قبل ان يجف عرقه) ، وهنا ينبغي ان يكون الاجر على قدر العمل بالاستناد الى قول الباري تعالى (ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم اعمالهم ولا يظلمون) ، ولم يتناول الاسلام تقدير الأجر الذي يستحقه العامل ولكن هناك مبدأ العمل الاسلامي والذي يعد الاطار العام في تحديد الأجور وان تحديد الاجور تركت للضمير ومدى ايمان الفرد المسلم بدينه وعدم استغلاله لأخيه المسلم ، ورب العمل هو اعرف من غيره بالمنافع التي يحصل عليها والاجر الذي يدفعه .
• الربـح
الربح هو عائد العمل في العملية الانتاجية ، وهو مكافئة عما يتحمله من مجافة وخسارة ، وهذا الفرق بين الأجير الذي يتقاضى اجره في حالة حصلت الخسارة في المشروع ام الربح ، اما الخسارة فيتحملها مدير المشروع وكذلك الربح وان الربح هو حصة مدير المشروع سواء أكان المشروع ملكه الخاص ام ملك الغير ، الاسلام لا يعارض فكرة الحصول على الربح بل يقره ويشجع عليه كقوله تعالى (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور) وكان المجتمع الاسلامي في الجزيرة العربية يعتمد على التجارة ، والتاجر له مكان مرموق لدى عرب الجزيرة العربية ، بينما نجد الاغريق والرومان الذين عاصروا الاسلام اعتبروه عمل غير نبيل ، اهملوا فقهاء الاسلام تحديد الربح العادل كذلك كما هو الحال في الاجر وتحدد بشكله غير الدقيق حيث هناك بضاعة تعاد فيها دورة رأس المال بشكل سريع مثل المواد الاستهلاكية اليومية وهناك سلع كمالية دورة رأس المال فيها بطيئة مما يجعل البضاعة تبقة في المحل لفترة اطول .
• الريـع
جميع المسلمون يتفقون على شرعية الريع في حالة ان تستغل من قبل صاحب الارض نفسه ويختلفون في موضوع تأجير الارض مقابل ريع محدد القيمة يدفع مما تدره الارض على مستأجره فيرى بعضهم ان ذلك حرام ولا يتفق مع الشريعة الاسلامية انطلاقاً من مبدأ ان الموارد الطبيعية خاضعة للظروف الطبيعية ومن الممكن حصول مشكلة او آفة زراعية تقلل من مردود الارض الزراعية ، فاذا اشترط عليه صاحب الارض مبلغ معين لا يستطيع دفعه نتيجة الظروف غير الطبيعية يصبح تحديد الاجر حرام من هذا المنطلق حرم الشرع ايجار الارض وفق المفهوم الاسلامي وهذا الامر كما هو معلوم مغاير(2) تماماً لأدبيات الفكر الاقتصادي الغربي الذي يرنو الى الربح اولاً وقبل كل شيء ، وبغير هذا الشرط ممكن تأجير الارض ، اي يستغل الارض ويحدد للمؤجر ما يراه مناسباً كمبلغ لاستغلال ارضه ، وقد قال الرسول (ص) (من كان له ارض فليزرعها او ليمنحها أخاه ولا يؤجرها اياه) ومن هذه الامور ان السلام يمجد العمل ويرفض الدخل غير المكتسب من جهد يبذل من قبل صاحب الحاجة للحصول عليه وقد قال الرسول (ص) (ان اشرف الكسب كسب الرجل بيده) ، وبصدد موضوع الربا والفائدة في الاسلام فهي محرمة وقد تكلمنا في هذا الموضوع ولا اجد ضرورة للاستزادة فيه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مدحت القريشي ، الفكر الاقتصادي ، مصدر سبق ذكره ، ص71 .
2ـ عمرو هشام محمد ، مدخل في مدارس الفكر الاقتصادي ، دار طلاس ، ص43 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|