تتضمن العائلة الفراشية Papilionaceae قرابة 40 نوعا، موزعة بشكل رئيس في منطقة آسيا. وتضم محصول فول الصويا Soybean، الذي يوجد حصرا بشكل مزروع بالرغم من وجود أنواع برية قريبة جدا منه، مثل Glycine soja. ولا يزال هناك جدل كبير حول الموطن الأصلي لمحصول فول الصويا، رغم أن العديد من الدراسات الوراثية، والتصنيفية ترجح أصله إلى جنوب شرق الصين. وتشير الدراسات إلى وجود مركزي نشوء رئيسيين لجنس الصويا Glycine، الأول في شرق أفريقيا، والثاني في Australasia مع اعتماد الصين باعتبارها موطنا ثانويا.

ويشير المصنفون الروس Russian botanists إلى أن فول الصويا المزروع قد نتج عبر قرون من عمليات التربية، والانتخاب من أصول شبيهة بالنوع البري G. soja ، مما يشير إلى عدم وجود أي دور للأنواع الإفريقية والاسترالية. واستنادا إلى الدلائل التاريخية والجغرافية، يبدو من المنطقي الافتراض بأن فول الصويا استؤنس أولا في شمال شرق الصين، ومنها انتشر إلى الدول المجاورة، مثل كوريا، واليابان، وجنوب شرق آسيا، ثم باقي دول العالم.

وعرف الأوروبيون بذور الصويا لأول مرة في القرن السابع عشر باسم "الغذاء المذهل القادم من الشرق"، وأرسلت البذور من الصين في عام 1740 عن طريق المبشرين، وزرعت في حديقة باريس النباتية، وأحضر إلى بريطانية في عام 1790، وزرع في الحديقة النباتية الملكية Royal Botanic Gardens. وحاول البروفيسور الفيتنامي Haberlandt أن يوسع نطاق زراعته، وإنتاجه في أوروبا خلال الفترة من عام 1875 إلى عام 1880، ولكنه لم يحظ إلا بنجاح محدود. وذكر الصويا لأول مرة في المراجع الزراعية الأمريكية خلال عام 1804. وأدخلت منذ عام 1920 العديد من الأصناف المستقدمة من الصين في برامج تربية مكثفة في الولايات المتحدة الأمريكية. وساعدت عمليات التحسين الوراثي ابتداء من عام 1940 في تحسين غلة المحصول، ومدى ملاءمة الأصناف لمدى واسع من البيئات، وأصبحت بعدئذ الولايات المتحدة الأمريكية أكبر منتج للصويا في العالم. واستخدم المحصول في البداية علفا للحيوانات، ثم تطورت صناعة استخراج الزيت من بذوره.

يزرع محصول فول الصويا في القطر العربي السوري تحت ظروف الزراعة المروية (سقي) فقط. وبلغت المساحة المزروعة قرابة 1850 هكتارا والإنتاج قرابة 3141 طنا، والإنتاجية نحو 1698 كغ. هكتار^-1. تتركز زراعة محصول فول الصويا في القطر العربي السوري في كل من الرقة (1367 هكتارا)، وحمص (429 هكتارا)، وحماة (26 هكتارا)، وحلب (15 هكتارا)، والغاب (14 هكتارا) (المجموعة الإحصائية الزراعية السنوية 2006).