المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تعويد الأولاد على المستحبات وأثره
2024-11-06
استحباب الدعاء في طلب الولد بالمأثُورِ
2024-11-06
المباشرة
2024-11-06
استخرج أفضل ما لدى القناص
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / الطلاق.
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / النكاح.
2024-11-06

تاريخ الإبداع العلمي عند العرب المسلمين
28-8-2020
حساب نمو الماشية
2024-11-03
معنى كلمة بهم‌
1-2-2016
الآبار
15/9/2022
التحول نحو الزراعة العضوية
17-12-2015
دور الحكومات في تحقيق الاستدامة في المواقع السياحية
24-4-2022


بحر الكامل  
  
5003   02:38 صباحاً   التاريخ: 24-03-2015
المؤلف : ابن الدماميني
الكتاب أو المصدر : العيون الغامزة على خبايا الرامزة
الجزء والصفحة : ص132-136
القسم : الأدب الــعربــي / العروض /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-03-2015 14478
التاريخ: 24-03-2015 1893
التاريخ: 24-03-2015 2225
التاريخ: 24-03-2015 3233

أقول: قال الخليل: سمي بذلك لاجتماع ثلاثين حركةً فيه لم تجتمع في غيره. وقال الزجاج: لكمال أجزائه بعدد حروفها. يعني أنها استعملت كما في الدائرة. فإن قلت: الرجز والخفيف كذلك، قلت: يعلم جوابه مما مر. وهو مبني في الدائرة من ستة أجزاء على هذه الصورة: متفاعلن متفاعلن متفاعلن، متفاعلن متفاعلن متفاعلن. قال:

هجرتَ طلاً تصحو خبالاً برامتي

أجشّ لأنتَ اللّذْ سبقتهمُ إلى

بمختلف الأمر افتقرتَ وأكثروا

وعبسٌ يذبُّ الصمّ عن تامر ولا

نقلهمُ عن حدَّةٍ فابتأست والش

قاءُ مخافٍ لم تجدْ فادغاً كفى

 

أقول: الهاء من ((هجرت)) إشارة إلى أن هذا البحر هو خامس البحور. والجيم إشارة إلى أن له ثلاث أعاريض. والطاء من قوله ((طلا)) إشارة أن له تسعة أضرب. العروض الأولى صحيحة ولها ثلاث أضرب، الأول مثلها وبيته:

وإذا صحوتُ فما أقصِّر عن ندىً

كما علمت شمائلي وتكرّمي

فقوله ((صرعنْ ندنْ)) هو العروض وقوله ((وتكررمي)) هو الضرب، وزن كلّ منهما متفاعلن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((تصحو)) الضرب الثاني مقطوع وبيته:

وإذا دعونكَ عمهنّ فإنه

نسبٌ يزيدكُ عندهن خبالا

فقوله ((نفئننهو)) هو العروض، وقوله ((نخبالا)) هو الضرب، وزنه فعلاتن. كان متفاعلن فقطع فصار متفاعلْ، فنقل إلى فعلاتن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((خبالا)). الضرب الثالث أحذُّ مضمر، وبيته:

لمن الديار برامتينِ فعاقلٍ

درست وغيّر آيها القطرُ

فقوله ((نفعا قلن)) هو العروض، وقوله ((قطرو)) هو الضرب، وزنه فَعْلُنْ. حُذف الوتد من متفاعلن وأسكنت تاؤه فصار ((متفا)) فنقل إلى فعلن بإسكان العين. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((برامتي)).

العروض الثانية حذّاء لها ضربان الأول مثلها، وبيته:

لمن الديار عفى معالمها

هطلٌ أجشُّ وبارحٌ تربُ

فقوله ((لمها)) هو العروض وقوله ((تربو)) هو الضرب، وزن كل منهما فعلن بتحريك العين، كان متفاعلن فبقى ((متفا)) فنقل إلى فعلن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((أجش)).

الضرب الثاني أحذّ مضمر، وبيته:

ولأنتَ أشجعُ من أسامةَ إذْ

دعيت نزال ولجَّ في الذعر

فقوله ((متئذ)) هو العروض، وقوله ((ذعري)) هو الضرب. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((لأنت)).

العروض الثالثة مجزوءة صحيحة، ولها أربعة أضرب. الأول مجزوء مرفل وبيته:

ولقد سبقتهم إلى

فلم نزعت وأنت آخر

فقوله ((تهمو إلى)) هو العروض، وزنه متفاعلن، وقوله ((تو أنت آخر)) هو الضرب، وزنه متفاعلاتن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((سبقتهم إلى)). وفيه حذف المجرور وبقاء حرف الجر.

الضرب الثاني مذيل، وبيته:

جدثٌ يكون مقامه

أبداً بمختلف الرياح

فقوله ((نمقامهو)) هو العروض، وزنه متفاعلن، وقوله ((تلفر رياح)) هو الضرب، وزنه متفاعلان. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((بمختلف)) الضرب الثالث مجزوء معرى وبيته:

وإذا افتقرت فلا تكن

متخشعاً وتجمل

فقوله ((تفلاتكن)) هو العروض، وقوله ((تجمملي)) هو الضرب، وزن كل متفاعلن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((افتقرت)).

الضرب الرابع مقطوع وبيته:

وإذا هم ذكروا الإسا

ءة أكثروا الحسنات

فقوله ((ذكر لإسا)) هو العروض، وقوله ((حسناتي)) هو الضرب، وزنه فعلاتن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((أكثروا)).

وقد كتب الجليل على هذا الضرب وعلى الضرب الثاني من العروض الأولى: ممنوعٌ إلا من سلامة الثاني أو إضماره. يعني أنهما لا يجوز فيهما غير الإضمار أو السلامة منه. أما السلامة فلأنها الأصل، وأما الإضمار فلأنه في هذا البحر حسن، وما سوى ذلك لا يحتمل مع ما دخله من القطع. ويدخل هذا البحر من الزحاف الإضمار وهو حسن، والوقص هو صالح، والخزل وهو قبيح، فبيت الإضمار:

إني أمرؤ من خير عبسٍ منصبي

 

شطري وأحمى سائري بالمنصل

أجزاؤه كلها مضمرة، وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((وعبس)).

فإن قلت: يلتبس هذا البحر عند إضماره ببحر الرجز، قلت بينه ما قبله وما بعده، كما في هذه القصيدة فإن أولها:

طال الثواءُ على رسوم المنزلِ

بين اللكيك وبين ذات الحرمل

فوجود متفاعلن في هذا البيت يشهد بأنها من الكامل لا من الرجز فإن قلت: فإن فقد المبين؟ قلت المبين؟ قلت يحمل على الرجز لأصالة مستفلعن فيه وفرعيته في الكامل بهذا التغيير الخاص.

فإن قلت: فمع الوقص والخزل في جميع الأجزاء؟ قلتُ: كذلك يحمل على الرجز لأن مفاعلن فيه ناشئ عن الخبن وهو حذف ساكن، وفي الكامل عن الوقص وهو حذف متحرك، ومفتعلن في الرجز ناشئ عن تغيير واحد وهو الطي. وفي الكامل عن تغييرين وهما الإضمار والطي، فتعين الحمل على الرجز إيثاراً لارتكاب أخف الأمرين. وبيت الوقص:

يذبٌ عن حريمه بسيفه

ورمحه ونبله ويحتمى

وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((يذب)) وبيت الخزل:

منزلةٌ صمّ صداها وعفت

 

أرسمها إنْ سئلت لم تجبِ

وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((الصم)).

واعلم أنه يجوز في الضرب المرفل والمذيل ما يجوز في الحشو من الزحاف.

1ذ1وبيت الإضمار في المرفل:

وغررني وزعمتَ أنّ

كَ لابنٌ في الصيف تامر.

فقوله ((فصصيفتامر)). فإن قلت: ما مراد الناظم بقوله ((ولا))؟ قلت: كان مراده ((ولابن)) ففيه أيضاً إشارة إلى هذا الشاهد، لإلا أنه حذف بعض الكلمة اكتفاء. وقد أكثر منه المتأخرون كقول القاضي الفاضل:

لعبت جفونك بالقلوب وحبّها

 

والخد ميدانٌ وصدغك صولجان

وقول ابن نباتة المصري وما أحلاه وفيه تورية:

بروحي أمرّ الناس نأياً وجفوةً وأحلاهم تقغراً وأملحهم شكلا

يقولون في الأحلام يوجد شخصه فقلت ومن ذا بعده يجد الأحلام وكقول عصرينا القاضي فخر الدين بن مكانس:

لم أنسَ بدراً زارني ليلةً

مستوفزاً ممتطياً للخطر

فلم يقم إلا بمقدار أن

قلتُ له أهلاً وسهلاً ومرحبا

وقلت في هذا النوع:

أقولُ لصاحبي والروض زاهٍ

 

وقد فرش الربيع بساطَ زهر

تعالَ نباكر الروض المفدى

 

وقم نسعى إلى وردٍ ونسرين

 

وقلتُ فيه أيضاً:

شقائق النعمان ألهو بها

 

إن غاب من أهوى وعز اللقا

فالخد في القرب نعيمي وإن

غاب فإني أكتفى بالشقائق

وقلت فيه أيضاً:

الدمعُ قاضٍ بافتضاحي في هوى

رشأ يغار الغصنُ منه إذا مشى

وغدا بوجدي شاهدا ووشى بما

 

أخفى فيالله من قاضٍ وشاهد

وبيت الوقص في الضرب المرفل:

ولقد شهدتُ وفاتهم

 

ونقلتهمْ إلى المقابرْ

فقوله ((إللمقابر)) هو الضرب، وزنه مفاعلاتن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((نقلتهم)). وبيت الخزل فيه:

صفحوا عن ابنكَ إنّ في ابْـ    نكَ حدةً حين يكلمْ

فقوله ((حين يكللم)) هو الضرب، وزنه مفتعلاتن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((حدة)). وبيت الإضمار في الضرب المذيل:

وإذا اغتبطتُ أو ابتأسْـ تُ حمدتُ ربّ العالمين

فقوله ((بلعالمين)) هو الضرب، وزنه مستفعلان. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((ابتأست)).

وبيت الوقص فيه:

كتب الشقاءُ عليهما   فهما له ميسران

فقوله ((ميسران)) هو الضرب وزنه مفاعلان. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((والشقاء)). وبيت الخزل فيه:

وأجبْ أخاك إذا دعاكَ   معالناً غير مخافْ

فقوله ((غير مخاف)) هو الضرب، وزنه مفتعلان. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((مخاف)). وبيت الإضمار الجائز في الضرب المقطوع من البيت الوافي:

وإذ افتقرتَ إلى الذخائر لم تجدْ   ذخراً يكون كصالح الأعمالِ

 

فقوله ((أعمالي)) هو الضرب، وزنه مفعولن.

وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((لم تجد)) وبيت الإضمار الجائز في الضرب المجزوء المقطوع

وأبو الحسين وربِّ مكةَ فارغٌ مشغولُ

فقوله ((مشغولو)) هو الضرب، وزنه مفعولن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((فارغا)) وقوله ((كفى)). قال الشريف: معناه حسبك. أي هذا المقدار من الشواهد كافيك.

تنبيه حكى بعضهم أن الكامل يستعمل مشطوراً ويأتي تارةً مرفلاً، كقوله:

ابك اليزيد بن الوليد فتى العشيرة

وتارةً مذيلاً كقوله:

يا خلُّ ما لاقيتَ في هذا النهارِ

وتارةً معزى من ذلك كقوله:

حكمتْ بجورٍ في القضاء ولاتنا

وهذا كله شاذ لا يعرفه الخليل. وأقبح من ذلك ما حكى من استعماله مخما كقوله:

قومٌ يمصون الثمادَ وآخرون نحورهم في الماءِ





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.