مناظرة نظام العلماء التبريزي مع بعض المدنيين في علة دفن الزهراء (عليها السلام) ليلا |
689
07:44 صباحاً
التاريخ: 24-10-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2019
690
التاريخ: 24-10-2019
922
التاريخ: 22-10-2019
651
التاريخ: 22-10-2019
477
|
قال نظام العلماء التبريزي(1) في كتابه الشهاب الثاقب: إني تحدثت مع رجل من إخواننا السنة في المدينة المنورة، فسألته قائلا: لما دفنت الزهراء (عليها السلام) ليلا، ولم يعملوا لها تشييعا عظيما، وهي ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال لي المدني: لقد صار للزهراء (عليها السلام) يوم وفاتها تشييع عظيم!
قال: فقلت له: أسألك عن نافع (2) - وهو - من القراء، كم حضر تشييعه يوم وفاته.
قال: لا أدري؟ ولكن ما يزيد على خمسمائة إنسان.
قال: فقلت له: وهل معروف موضع قبره أم لا؟ قال: نعم، مدفون في البقيع، وقبره معلوم.
فقلت له: فإذا كانت الزهراء (عليها السلام) قد صار لها تشييع عظيم، وحضرها الآلاف من أهل المدينة، فكيف لم يعلموا موضع قبرها ومحل دفنها؟
قال: لا أدري، بل أنت قل لي ما السبب؟
قال نظام العلماء: فقلت له: إن سببه، لأنها هي أوصت بدفنها ليلا، وعدم إخبار الناس بوفاتها.
قال المدني: وما سبب ذلك؟ قلت: لأن الرجلين كانا قد ظلماها بعد أبيها وأغضباها، فسخطت عليهما، فأوصت بعدم إخبارهما بوفاتها، لئلا يحضرا تشييعها ودفنها والصلاة عليها (3)، ولا يمكن منع الرجلين وحدهما من حضورهما، فأوصت بدفنها ليلا، وإخفاء قبرها، احتجاجا على موقفهما منها بعد أبيها (صلى الله عليه وآله). (4)
__________________
(1) هو: المولى محمود بن محمد (نظام العلماء) التبريزي - عليه الرحمة - المتوفى سنة 1271 ه تقريبا، كان جامعا للمعقول والمنقول، وكان معلما للسلطان ناصر الدين شاه، ومن آثاره: كتاب الأخلاق، المطبوع سنة 1264 ه، الشهاب الثاقب في رد النواصب، وقد طبع باللغة الفارسية، كما أوقفت مكتبته بعد موته في سنة 1272 ه، راجع: الذريعة لآغا بزرك الطهراني: ج 1 ص 381 وج 14 ص 253.
(2) هو: نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني، أحد القراء السبعة، أصله من أصبهان، أخذ القراءة عرضا عن جماعة من تابعي أهل المدينة، توفي سنة 169 ه، راجع: طبقات القراء: ج 2 ص 330، تهذيب التهذيب: ج 10 ص 407 رقم: 732.
(3) وهذا متفق عليه عند كبار المحدثين، بلا نكير يذكر، وما ينكر ذلك إلا متعنت وإليك جملة مما ذكرها أكابرهم في أن فاطمة (عليها السلام) هجرت الخليفة الأول فلم تكلمه حتى ماتت، وأوصت أن تدفن ليلا. أ - صحيح البخاري: ج 5 ص 177، قال في ذلك: فوجدت فاطمة (عليها السلام) على أبي بكر في ذلك، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ستة أشهر، فلما توفيت دفنها علي (عليه السلام) ليلا، ولو يؤذن بها أبا بكر. ب - السنن الكبرى للبيهقي: ج 4 ص 29 (ب الوالي أحق بالصلاة على الميت من الولي من كتاب الجنائز) قال: والصحيح عن ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة، في قصة الميراث أن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عاشت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ستة أشهر فلما توفيت دفنها علي بن أبي طالب (عليه السلام) ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر، وصلى عليها علي (عليه السلام). وذكر ذلك أيضا في ج 6 ص 300 عن عائشة في حديث مطالبة فاطمة (عليها السلام) ميراثها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) - إلى أن قالت -: فغضبت فاطمة (عليها السلام) وهجرته فلم تكلمه حتى ماتت فدفنها علي (عليه السلام) ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر... الخ ج - تاريخ الأمم والملوك للطبري: ج 2 ص 448، عن عائشة فهجرته فاطمة ولم تكلمه في ذلك حتى ماتت، ودفنها علي ليلا، ولم يؤذن بها أبا بكر. د - شرح النهج لابن أبي الحديد: ج 16 ص 280، فقد ذكر جملة من تلك الأحاديث والتي منها، ما جاء عن القاضي في كتابه: أن عليا (عليه السلام) والحسن والحسين (عليهما السلام) دفنوها ليلا، وغيبوا قبرها. ه - التنبيه والأشراف للمسعودي: ص 250 قال: وتولى غسلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ودفنها ليلا بالبقيع وقيل غيره، ولم يؤذن بها أبو بكر، وكانت مهاجرة له منذ طالبته بإرثها من أبيها (صلى الله عليه وآله) من فدك وغيرها وما كان بينهما من النزاع في ذلك إلى أن ماتت. وأما من طرق الإمامية فكثيرة جدا، فمنها على سبيل المثال: أ - روى الأصبغ بن نباتة، قال سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن علة دفنه فاطمة (عليها السلام) بنت رسول الله (عليه السلام) ليلا فقال (عليه السلام): إنها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها، وحرام على من يتولاهم أن يصلي على أحد من ولدها. (الأمالي للصدوق: ص 523 ح 9، بحار الأنوار: ج 43 ص 209 ح 37. ب - جاء عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث - قالت فاطمة (عليها السلام) لأمير المؤمنين (عليه السلام): سألتك بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أنا مت ألا يشهداني ولا يصليا علي. قال: فلك ذلك. عن الإختصاص للمفيد: ص 183. ج - جاء عن ابن البطائني عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): لأي علة دفنت فاطمة (عليها السلام) بالليل ولم تدفن بالنهار؟ قال (عليه السلام): لأنها أوصت أن لا يصلي عليها الرجلان الأعرابيان. عن علل الشرائع للصدوق: ج 1 ص 185 ح 1، عنه بحار الأنوار: ج 43 ص 306 ح 34.
(4) هدي الملة إلى أن فدك نحلة، للشيخ باقر المقدسي: ص 178 - 179.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
بيان مكتب المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) عقب الهجوم الإرهابي على المسافرين الأبرياء في مدينة پاراچنار، في پاكستان
|
|
|