المدرسة الكلاسيـكية (المذهب الاتباعي من نهاية القرن الثامن عشر الى اواخر القرن التاسع عشر ــ الكلاسيكيـون) |
3173
02:20 صباحاً
التاريخ: 23-10-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2019
4196
التاريخ: 20-3-2020
1386
التاريخ: 9-4-2020
1360
التاريخ: 9-1-2019
1913
|
الفصل العاشر
المدرسة الكلاسيـكية
المذهب الاتباعي من نهاية القرن الثامن عشر الى اواخر القرن التاسع عشر ــ الكلاسيكيـون
ظهر الفكر الكلاسيكي في انكلترا لكون الافكار الاقتصادية في انكلترا كانت متقدمة عن الافكار الاقتصادية في دول اوربا الاخرى ، وكان رائد المدرسة الكلاسيكية المفكر آدم سميث الذي جسد آرائه في كتابه (الثروة والعوامل التي تزيد من ثروة الامم) وقد اولى اهتمام كبير للثروة والقيمة ، ولم تطلق تسمية الكلاسيك الا في وقت متأخر حيث كانت تسمى بالمدرسة الاتباعية وبعد سبع عقود ونيف اطلق تسمية الكلاسيك المفكر الاشتراكي كارل ماركـس .
حاول آدم سميث من خلال محور نظريته ان يجد مصدر الثروة وكيف ممكن ان يزيد من ثروة الامة ولم يكن آدم سميث بعيد عن الواقع المعاش ولم تكن نظريته اختراع شيء جديد غير مألوف بل كانت آرائه امتداد لآراء الذين سبقوه فقد وجد التجاريون بأن ثورة الامة تتواجد في التجارة ، ليس التجارة الداخلية وانما التجارة الخارجية لذلك اطلق على مرحلتهم بالتجاريين ، ووجد الفيزيوقراط ان مصدر الثروة في الزراعة وكان رد فعل على سياسة كولبيرت الخاطئة (منظر وراسم السياسة الصناعية في فرنسا) ولذلك سميت المرحلة بالطبيعيين اما سميث فيقول (ان العمل هو المصدر الذي يزود الامة بالضرورات والتسهيلات اللازمة للاستهلاك وادامة حياة الافراد) وبهذا اولى سميث نظرية قيمة العمل اهمية كبيرة واعطاءها مكانها المرموق .
اعتقد التجاريون بان مصدر الثروة من التجارة الخارجية واعتقد الطبيعيون بان مصدر الثروة من الزراعة والانتاج الزراعي ، من خلالهم تتجسد القيمة وكذلك العمل البشري(1) .
انبثقت نظرية آدم سميث من الأسس التي وضعها الطبيعيون والافكار التي صرح المركنتاليون وتوصل آدم سميث الى طريق دمج به نظرية الطرفين وحولهما الى نظرية اقتصادية يساهم فيها العمل في النشاط الزراعي والصناعي والتجاري والخدمي واحداً مكمل للآخر ولا يوجد نشاط افضل من الآخر وانما الكل في اشباع حاجات المجتمع ، وكانت الفترة الزمنية التي جاء بها الكلاسيك بأفكارهم هي في مرحلة الثورة الفكرية حيث تشهد مرحلة غنى بالافكار وتكاملها وتلاحمها ، حيث كانت خليط من افكار آدم سميث ورواد المدرسة التجارية والطبيعية الأوائل من الانكليز والفرنسيين ويعود لهم الفضل في نضوج الفكر في اواخر القرن الثامن عشر وكلما كثرت آراء المفكرين فان ذلك يغني على الافكار .
وتعد هذه الافكار نوع من نظام متكامل وواضح يتماشى مع العصر بشكله النهائي ، وينتهي في افكاره وعلى الصعيد الفكري الى حرية مطلقة تامة يرفع شعار هوبز ويحققه (دعه يعمل دعه يمر) ويفسر مفهومها ضمن ثورتين ولأول مرة احدهما تقنية الصناعة والثانية حقوقية حيث بدأت المرحلة تشهد حقوق الانسان وممكن ان تضاف لها ما نوهنا عنه وهو الثـورة الفكرية ، وقد استخدمت فيها الطاقة بشكل واسع بالقياس لما سبقه وكذلك الحديد وسميت المرحلة عصر الفحم والحديد .
فالثورة الصناعية في انكلترا فتحت الطريق الى صناعة قادرة ضخمة متمكنة ازدهرت بفضل المخترعات وتوسع استخدام الآلة توسعاً كبيراً حتى حلت محل العمل اليدوي في جميع المجالات فقد اخترع المكوك الطائر وتطورت صناعة الغزل والنسيج واستخدم الفحم الحجري في التعدين كما نوهنا عنها واكتشفت قوة البخار ولأنه عصر تطبيق العلوم والتشجيـع عليها فقد نمت الاستفادة من قوة البخار في تحريك القوى الآلية ، وكان لاكتشاف البخار الفرصة الكبيرة التي اهديت لتطور الصناعة وتصيح ذي قوة انتاج هائلة واستمرت في العطاء حتى يومنا هذا .
اما في مبادئ حقوق الانسان فقد رسخت الثورة الصناعية مبادئ الحرية والفردية في آن واحد حتى اصبحت البلاد الاوربية بوضع جديد يبدو عليها انها قابلة بمبادئ الثورة السياسية التي واكبت رغبة الانسان في تطبيقها شعار الحرية الاقتصادية التي وافق عليه الطرفان البائع والمشتري او العارض للبضاعة وطالب البضاعة ، فالحرية الشخصية وحرية التعاقد وحقوق الانسان والمواطن مصطلحات حديثة طبعت آثارها على الصفحة الاقتصادية فارتسمت صورتها على حرية التجارة والعمل ، وليست فلسفة الحرية التي اشاعها دافيد هيوم (وهو من ضمن المرحلة المركنتالية الا صدى لهذا الاتجاه وهو المكنى مذهب التنافس الذي يحظى على المباراة ما بين البلاد ، كالتزاحم ما بين الاشخاص وقد أثروا تأثيراً عميقاً في آدم سميث مؤسس المدرسة الاتباعية (الكلاسيكية)(2) ثم على تلاميذه واتباعه من بعد .
لقد تم النظر الى القيمة على سبيل المثال لا الحصر في النظرية الكلاسيكية الى العمل والتكاليف التي انفقت في عمليات الانتاج ، اي ان قيمة السلعة تعتمد على مقدار العمل والتكاليف التي أنفقت على الانتاج ، كان المذهب الاتباعي (الكلاسيكي) ميالاً الى حرية التبادل وحرية تداول البضاعة بين الدول ويؤكد على ان لكل بلد تخصصاً بنوع من الانتاج يبرع به ويتبادل به مع نوع آخر من انتاج بلد مختص آخر بحيث يجد كلا البلدين المتبادلين ربحه في تقسيم العمل وبهذا الشكل اصبح عنصر العمل قادر على ايجاد اقتصاد عالمي متكامل ، لكن سرعان ما بدا للعالم ان هذه الدعوة لا يفيد منها آخر بقدر ما تستفيد منها بريطانيا صاحبة الدعوة اليها فظهر في المانيا وفي الولايات المتحدة الامريكية صحوة وتحالف قوي ضد سياسة انكلترا التي انحازت فيها لمصالحها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ باسل البستاني ، تطور الافكار الاقتصادية ، مصدر سابق ، ص19 .
2ـ نبيل جعفر ، تطور الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ، ص115 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|